تهافت محمد شحرور في تفنيده لطول عمر
نوح عليه السلام والرد عليه
بقلم: عزالدين كزابر
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول قال
الله تعالى عن نوح عليه السلام "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى
قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ
الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ"(العنكبوت: 14)
وفي
مسألة مُدَّة لبث نوح في قومه كما نصت الآية الكريمة: " أَلْفَ سَنَةٍ
إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا " لا نتصور أن يذهب أي من المفسرين، بل أي ممن
يعلم أو يتكلم اللغة العربية، بل حتى أيٍّ ممن يتكلم لغة مفارقة للعربية من لغات البشر،
إلّا ويعلم أن السنة والعام في العربية أو year في الإنجليزية
أو année في الفرنسية أو yahr في الألمانية أو
anno في اللاتينية أو
一年 في
الصينية، ... إلخ، لا بد حتماً وأن تكون سَنَة هؤلاء جميعاً هي ما يقاس من الزمن
من الدورة النسبية بين الشمس والأرض، أو ما هو متعلق بها، والتي فيها تتعاقب فصول
السنة الأربعة حتى تنغلق ويبدأ تعاقب جديد، وهذه هي السنة الشمسية، وعدد أيامها
365.24 يوما، أو ما يقارب هذه الفترة الزمنية من الأشهر التي تتعين بدروة القمر،
أي: إثنى عشر شهراً، كما قال تعالى " إِنَّ
عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ
يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ "، وهذه هي السنة القمرية، وعدد
أيامها 29.53 يوما.
نقول
أنه لا يُتصور خلاف ذلك أبداً لوقوع الإنسان، كل إنسان، وبلا استثناء في الانفعال
لعلة واحدة هي قول الله تعالى " هُوَ الَّذِي
جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا
عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ
اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ "(يونس:5).
إذا
كان معنى السنة والعام في لغة القرآن - وأي من لغات البشر - لا يمكن البتة أن
يختلف عن أحد هذين المواقيت الزمنية، ثم جاءنا من يزعم أن السنة أو العام في أي من
تاريخ البشر كان طوله غير ذلك من تعاقب الشمس أو القمر للراصد لهما على الأرض،
وأنه كان – في حياة البشر على الأرض - على
سبيل المثال شهراً أو أسبوعاً أو يوماً أو أقل!!! .. فلن نعارضه فيما يمكن أن
يتبعه الناس في وحدات الزمن بأسمائها التي يتعارفون عليها، ولكننا سنعارضه بشدة،
بل وبعنف فكري يمحو وهمه محواً لا يبقي ولا يزر، في أن تلك الوحدة التي يزعمها هي
السنة أو العام التي تم تعريفها أعلى، واقترنت بالشمس والقمر، والتي لن يختلف
عليها عاقلان اثنان ممن يفهم معنى اللغة والأسماء في أي من لغات البشر.
إذا
كان ذلك كذلك، فلنستمع الآن إلى محمد شحرور، الذي تصدى للكلام في كتاب الله وسُنّة
النبي صلى الله عليه وسلم، وتجرأ عليهما جرأة بالغة، تدمي القلب، وتجرح العقل:
يقول محمد شحرور: