الأربعاء، 25 أغسطس 2021

الكتاب الكنسي الضال : (جاليليو كان مخطئاً) والمُرَوِّج لسكون الأرض

Galileo Was Wrong: The Church Was Right

تزييف الاستشهادات بآراء العلماء والكتاب 

واستشهاد مدعو السلفية بالكتاب 

عودة لكتاب: الكوكب الآخر: كوكب أبوالفداء حسام ابن مسعود وأصحابه

يستشهد عدد من مدعي السلفية (مثل سلامة المصري) بكتاب (جاليليو كان مخطئا Galileo was wrong[1]). ويُصدِّره كدليل على سكون الأرض ضد كل من يحاججه بأن الأرض متحركة وتدور حول محورها.

وهذا الكتاب: (جاليليو كان مخطئا) بجزئيه والبالغ أكثر من 1600 صفحة، يعتبر فضيحة علمية بكل المقاييس.

كما وأن الكتاب ألفه اثنان من أتباع الكنيسة الكاثولوكية – حتى وإن ادعا أنهما يحملان شهادات دكتوراة - ويستهدفان الدفاع عن تصورات الكنيسة (القديمة) كما كانت أيام جليليو يوم حكمت عليه بالإقامة الجبرية والاعتذار عن اعتقادة بعدم سكون الأرض ودورانها حول الشمس. والمؤلفان هما:

Robert Sungenis، و Robert J. Bennett.

وهاكم أمثلة من تزويراته التي يصعب حصرها من كثرها.

 

التزوير الأول:

في صفحة إهداء المجلد الأول: والذي صرح بأن المجلد مُهدى إلى أينشتاين، جاء نص الإهداء كالآتي:

This volume is dedicated to: Albert Eonstein. …who invented Special Relativity to counter experiments revealing that the Earth was motionless in space, which then led him to General Relativity that forced him to accept a motionless Earth as a viable and worthy cosmological system

وترجمتي لهذا النص هي:

[هذا الكتاب مُهدى لألبرت أينشتاين، ... والذي اخترع النظرية النسبية الخاصة ليواجه بها التجارب التي تكشف أن الأرض ساكنة عن الحركة في الفضاء، والتي قادته عندئذ إلى النظرية النسبية العامة التي أجبرته على أنه لكي تكون الأرض نظاما كونيا عمليا، فيجب قبول أن تكون ساكنة عن الحركة.]

وهذا التصريح فاسد من عدة جهات:

1-    الزعم بأن الدافع لاختراع أينشتاين للنسبية الخاصة كان مواجهة متعمدة لتجارب سعت إلى إثبات سكون الأرض. (ويقصد تجربة مايكلسسون مورلي التي حاولت قياس سرعة الأرض في الأثير، ولم تنجح).

2-    الزعم بأن التجارب المشار إليه؛ رغم أنها تجربة واحدة أجريت مرتين 1881، 1887. كانت بهدف إثبات سكون الأرض، وهذا خطأ، فقد كان سعي التجربة هو قياس سرعة الأرض في الأثير التي يصدق بها الفيزيائيون جميعا بمن فيهم القائمون بالتجربة (مايكلسون ومورلي)، ولم تنجح التجربة في إثبات أي سرعة للأرض في الأثير.

3-     أن نتيجة النسبية الخاصة لأينشتاين أن فرضية الأثير نفسها زائدة. ولا حاجة إليها. بمعنى عدم وجود الأثير الذي تصوره علماء ذلك العصر. وليس أن الأرض لا تتحرك.

4-    أن النسبية العامة أجبرت أينشتاين على قبول سكون الأرض.

 

التزوير الثاني:

قال مؤلفا الكتاب[2]:

[The burden is now on modern science, since some three hundred years after Galileo, like him, it

has also deprived us of proof that the Earth moves. As one honest scientist put it in a book endorsed by Einstein: “…nor has any physical experiment ever proved that the Earth actually is in motion.”[3]]

وترجمتي لهذه العبارة هي:

الآن، يقع العبء (عبء إثبات سكون الأرض) على العلم الحديث، وذلك بعد مرور أكثر من ثلاثمائة عام بعد جاليليو. ومثلما فعله جليليو، فما زال العلم الحديث يحرمنا من أي دليل على حركة الأرض. وهو ما كتبه أحد العلماء المخلصين (لنكولن بارنيت) في كتابٍ له تبناه أينشتاين[4]، وذلك حين قال: [ ... كما أنه لا توجد أي تجربة أبداً تثبت أن الأرض تتحرك بالفعل.]

 

ونرد على ذلك بكشف تلك العبارة المقتبسة لـ (كولن بارنيت من كتابه: الكون ودكتور أينشتاين) وما تم اجتزاؤه في بدايتها. وهذه هي كامل العبارة من مصدرها[5]:

[In the Special Theory of Relativity, Einstein studied the phenomenon of motion and showed that there appears to be no fixed standard in the universe by which man can judge the "absolute” motion of the earth or of any other moving system.  Motion can be detected only as a change of position with respect to another body. We know for example that the earth is moving around the sun at the rate of twenty miles a second. The changing seasons suggest this fact. But until four hundred years ago men thought the shifting position of the sun in the sky revealed the sun's movement around the earth; and on this assumption ancient astronomers developed a perfectly  practical system of celestial mechanics which enabled them to predict with great accuracy all the major  phenomena of the heavens. Their supposition was a  natural one, for we can't feel our motion through space; nor has any physical experiment ever proved that the earth actually is in motion.]

وترجمتي لهذه العبارة، هي:

[درس أينشتاين ظاهرة الحركة في النظرية النسبية الخاصة، وكشف عن عدم وجود نظام مرجعي ساكن، بحيث يمكن للإنسان بواسطته الحكم على الحركة المطلقة للأرض، أو أي نظام متحرك آخر. فحركة أي جسم يمكن رصدها فقط بتغير موضع الجسم بالنسبة لجسم آخر. فنحن نعرف مثلاً أن الأرض تتحرك حول الشمس بمعدل 20 ميل/ث. وهي الحقيقة التي تشير إليه تغيرات الفصول المناخية المختلفة. ولكن قبل 400 سنة مضت كان الناس يظنون أن تغير مواضع الشمس في السماء تكشف عن حركة الشمس حول الأرض؛ وقد طور قدماء الفلكين نظاماً عملياً كاملا للميكانيكا السماوية اعتمادا على هذه الفرضية. وقد مكنهم هذا النظام من التنبؤ بدقة كبيرة بالظواهر الكبرى في السماء. وكانت فرضيتهم فرضية طبيعية، لأن الناس لا تشعر بحركة (الأرض) خلال السماء، كما أنه لا توجد أي تجربة أبداً (وقتئذ) تثبت أن الأرض تتحرك بالفعل.]

ومن يقرأ ما تحته خط، يعلم يقينا أن كاتب العبارة بالأصفر لا يشير من قريب أو بعيد إلى ما قصده مؤلفا كتاب (جاليليو كان مخطئاً) من تأييده لعدم وجود تجارب تثبت عدم تجرب في العلم الحديث (بعد جاليليو) تثبت حركة الأرض في أي وقت، بل كان كلامه عن (وقتئذ) أي قبل 400 سنة. وهذا تزييف واضح في الاقتباس لإيهام القراء بمعنى يريده المؤلفان، ويختلف عما يريده صاحب العبارة المقتبسة. ثم أن صاحب العبارة قال قبلها بأسطر قليلة (نحن نعرف مثلاً أن الأرض تتحرك حول الشمس بمعدل 20 ميل/ث. وهي الحقيقة التي ..)، فكيف يمكن الجمع بين العبارتين لنفس الكاتب إلا إذا كان يتكلم عن الماضي (قبل 400 سنة) وليس الحاضر ولا المؤبَّد.

التزوير الثالث:

قال مؤلفا الكتاب عن أينشتاين[6]:

As Albert Einstein himself once admitted, reliance on the doctrine of Copernicus is not nearly as strong as we were once led to believe:

وترجمتها:

أقر أينشتاين نفسه ذات مرة بأن الاعتماد على المبدأ الكوبرنيكي لم يعد بنفس القوة التي كانت له يوم صدقناه.

وأوردا عبارة من كلام أينشتاين هي:

Since the time of Copernicus we have known that the Earth rotates on its axis and moves around the sun. Even this simple idea, so clear to everyone, was not left untouched by the advance of science. But let us leave this question for the time being and accept Copernicus’ point of view.[7]

وترجمتها:

نعلم من أيام كوبرتيكوس بأن الأرض تدور حول نفسها، وتتحرك حول الشمس. وحتى هذه الفكرة البسيطة ليست بمنأى عما حدث من تقدم العلم. ولكن، لنترك هذا السؤال الآن ونقبل وجهة نظر كوبرنيكوس.

فإذا عدنا لهذا الاقتباس لأينشتاين من مصدره، فسوف نجد عبارته السابقة تقع ضمن فقرة أكبر يتكلم فيها عن الراصد الذي يعمل على صياغة قوانين الحركة الميكانيكية وهو متحرك حركة دورانية كما هو الحال على الأرض في مقارنة مع راصد آخر يتحرك في خط مستقيم بسرعة منتظمة (حركة قصورية) وكيف أن الراصدين يحصلان على قوانين مختلفة. يقول أينشتاين[8]:

Why should we take so much interest in the observer in his rotating room? Simply because we, on our earth, are to a certain extent in the same position. Since the time of Copernicus we have known that the earth rotates on its axis and moves around the sun. Even this simple idea, so clear to everyone, was not left untouched by the advance of science. But let us leave this question for the time being and accept Copernicus' point of view. If our rotating observer could not confirm the laws of mechanics, we on our earth, should also be unable to do so. But the rotation of the earth is comparatively slow, so that the effect is not very distinct. Nevertheless, there are many experiments which show a small deviation from the mechanical laws, and their consistency can be regarded as proof of the rotation of the earth.

وترجمتها:

لماذا نهتم كل هذا الاهتمام بالراصد الذي (يجري تجاربه الميكانيكية) في غرفة تدور حول نفسه؟ ببساطة لأننا على الأرض نقف في نفس موقف هذا الراصد إلى حدٍّ ما. فنحن نعلم من أيام كوبرتيكوس بأن الأرض تدور حول نفسها، وتتحرك حول الشمس. وحتى هذه الفكرة البسيطة ليست بمنأى عما حدث من تقدم العلم. ولكن، لنترك هذا السؤال الآن ونقبل وجهة نظر كوبرنيكوس. فإذا كان إطارنا الدوار لا يؤكد صحة قوانين الميكانيكا (المستخلصة في الإطار القصوري)، فنحن كذلك على الأرض كذلك ينبغي ألا نسطيع ذلك. ولكن دوران الأرض بطئ نسبيا، لذلك كان تأثير ذلك ليس بالوضوح الشديد. ومع ذلك، فهناك التجارب العديدة التي تُظهر فروقا بسيطة عن القوانين الميكانيكية، ويعتمد توفيقها مع تلك القوانين دليلا على دوران الأرض.

أي أن أينشتاين كان يؤكد طريقة لتمييز دوران الأرض بفعل الاختلاف الذي يمكن تمييزه عن حالة الأرض لو كانت لا تدور (حالة الراصد القصوري). وأن هناك العديد من التجارب التي تؤكد ذلك الفرق، ومن ثم تؤك دوران الأرض. أي أن أينشتاين لم يكن بصدد الحديث عن الارتداد عن كلام كوبرنيكوس في دوران الأرض حول نفسها.

أما عبارة أينشتاين التي حرفها مؤلفا كتاب (جاليليو لم يكن مخطئا) عن مراد أينشتاين لتوحي بانها تمثل ارتداد عن الكوبرنيكية، والتي قال أينشتاين فيها [وحتى هذه الفكرة البسيطة ليست بمنأى عما حدث من تقدم العلم. ولكن، لنترك هذا السؤال الآن ونقبل وجهة نظر كوبرنيكوس] فيجب الجواب عنها إما من كلام أينشتاين نفسه الذي ربما يقوله في مكان آخر، أو أن يكون من استدلالنا كفيزيائيين عما أحدثه العلم ويجب تعديل الكوبرنيكية على أساسه، لا أن نأخذها من مراد المؤلفان المحرفان لكلامه. بمعنى: ما هو الذي ألذي أحدثه العلم الحديث وأثر على فكرة كوبرنيكوس؟! ولم يكن هو الشغل الشاغل لأينشتاين في عبارته السابقة؟ هل هو النكوص عن الكوبرنيكية والعودة إلى مركزية الأرض، أم شيء آخر؟

الإجابة أنه كان شيء آخر. ورغم أن أينشتاين لم يعرج على هذه المسألة (أثر التقدم العلمي على فكرة كوبرنيوكس) إلا أن الفيزيائيين يعلمون ذلك جيدا. وذلك هو:

قال كوبرنيكوس أن الأرض والكواكب هي التي تدور حول الشمس. والتعديل الحاصل أن الأرض والكواكب، بل وحتى الشمس ذاتها يدورون جميعاً حول مركز المجموعة الشمسية الحقيقي. وهذا المركز يكاد يقع دخل الشمس في أوقات كثيرة، وإن لم يكن بالضرورة. حيث أن الشمس بسبب تأثير دوران الكواكب تدور في مسار غير منتظم فتخرج عنه كما في الصور الآتية.

 
الشمس ليست ساكنة بل تدور كالكواكب 
(ملاحظة: الرسم ليس على المقياس النسبي الصحيح لغرض توضيح المعنى، حيث أن نسب الأحجام والمسافات مُعظَّمة جدا عن الواقع)

علاقة الشمس بمركز الدوران عبر السنوات المبينة

وأي فيزيائي يعلم هذه الحقيقة التي لم تُعلم إلا بعد كوبرنيكوس، وبهذا التفصيل. علماً بأنه لم تغير من مبدأ أن الكواكب تدور حول الشمس، إلا بتعديل أن الشمس ذاتها ليست ساكنة في المركز بل تدور حول نفس المركز، وإنما بقدر بسيط نتيجة كتلتها التي تمثل أغلب كتلة المجموعة الشمسية. مثلها مثل الفيل الذي يركب أرجوحة متزنة بينه وبين عدد من الفئران والقطط، لذلك يكون الفيل شديد القرب أو يكاد يطابق موضع الاتزان إلا قليلا (أنظر الصورة الآتية للتوضيح).


التزوير الرابع:

قال مؤلفا كتاب (جاليليو كان مخطئا)[9]:

الترجمة:

ألبرت أينشتاين: سعت نظريته النسبية إلى محو إمكانية وجود نقطة بعينها في الكون تعمل كمركز له. ويعلم أينشتاين بالغريزة أن الاختيار بين النظامين: مركزية الشمس ومركزية الأرض، اختيار اعتباطي من وجهة النظر العلمية والفلسفية. ومن ناحية وجهة النظري العلمية، يتحفنا أينشتاين بالكلمات الآتية[10]:

إن مسعانا – والذي كان على أشده في الأيام الأولى للعلم بين رؤى بطليموس وكوبرنيكوس - عندئذ لا معنى له إلى حد كبير. فأي من النظامين الإحداثيين كان من الممكن استخدامه بنفس الكفاءة. فالعبارتين: (الشمس ساكنة والأرض تتحرك) و (الشمس تتحرك والأرض ساكنة) ليستا إلا مواضعتين مختلفتين لأنظمة الإحداثيات..

 

أما العبارة الأولى لمؤلفي الكتاب، فغير صحيحة في حديثها عن غريزة أينشتاين أو غيره من حيث كونها مصدر معرفي في الاختيار بين الأنظمة الإحداثية. والكلام عن الغريزة أو الحدس في الفيزياء كلام غير علمي، ولا يقبله أحد في الطبيعيات. وأما الاعتباطية في الاختيار بين نظام مركزية الشمس أو الأرض، ومن ثم التكافؤ بينهما، فغير صحيح لأنهما نظامين غير قصوريين. ويمكن التفريق بينهما بعدد من التجارب، وبشهادة أينشتاين نفسه، في التزوير الثالث (السابق) فيمكن الرجوع إليه أعلى. هذا رغم أن التجارب أسبق من أينشتاين ومستقلة عنه، ولسنا بحاجة إلى شهادته إلا لإفحام من يستنصرون بكلامه.

أما العبارة المقتبسة لأينشتاين فهي كارثة كبرى لما فيها من تزوير المعنى. فلو رجعنا لمصدرها لوجدناها وما يسبقها كالآتي:

 

وتأتي ترجمتها جميعا كالآتي:

هل نستطيع صياغة القوانين الفيزيائية بحيث تكون صالحة لكل الإطارات الإحداثية، ليس فقط للإطارات التي تتحركة حركة منتظمة، ولكن للتي تتحرك بشكل اعتباطي، بالنسبة لبعضها بعضا؟ إذا استطعنا ذلك فسوف تنتهي الصعاب التي نواجهها. وعندئذ سنستطيع تطبيق قوانين الطبيعة في أي إطار إحداثي. وسيكون مسعانا – والذي كان على أشده في الأيام الأولى للعلم بين رؤى بطليموس وكوبرنيكوس - عندئذ لا معنى له إلى حد كبير. فأي من النظامين الإحداثيين كان من الممكن استخدامه بنفس الكفاءة. فالعبارتين: (الشمس ساكنة والأرض تتحرك) و (الشمس تتحرك والأرض ساكنة) ليستا إلا مواضعتين مختلفتين لأنظمة الإحداثيات.

أي أن الفقرة باللون الأصفر مقيدة بما سبقها باللون الأبيض، ألا وهو لو استطعنا كذك لكان كذا. ولكن الأول لم يتحقق، فكذلك الثاني. وإن زعم زاعم أن الأول تحقق بما يُسمى بالنظرية النسبية العامة. لقلنا له أن النسبية العامة أقرت انحناء الزمكان للشمس أشد من أي مما سواها من الكواكب وبنسبة ما بينها وبين الكواكب من كتل. مما يجعل الشمس في قلب الكواكب بلا نزاع وأنها تترنح حول مركز ثقلها مع الكواكب. أي أن الاستشهاد بالفقرة الصفراء دون ما ما سبقها، والذي كان قيدا لها ليس إلا تزوير من مؤلفي الكتاب.

التزوير الخامس:


استثمر مؤلفا الكتاب العبارة السابق اقتباسها وتزويرها مرة أخرى في كلامهما عن بندول فوكو لنفي دلالته على دوران الأرض. ولكن هذه المرة سيودون إمعانا في التزوير باقتباس داخل الاقتباس، فنجدهما يقولان[11]:

وترجمة ذلك:

حيث أنه من المؤكد أنه (أي: البندول المبين في الصورة والذي يدور مستواه أمام أعين الناس مرة كل 24 ساعة لو كان في القطب) ليس ساكنا بالنسبة للأرض. وبقليل من التبصر سنجد أن هذا يعود بنا إلى المشكلة التي واجهها أينشتاين والفيزياء الحديثة مع حلول النظرية النسبية: هل الأرض هي التي تدور تحت النجوم الساكنة، أم أن النجوم هي التي تدور حول الأرض الساكنة.

قال أينشتاين: العبارتين: (الشمس ساكنة والأرض تتحرك) و (الشمس تتحرك والأرض ساكنة) ليستا إلا مواضعتين مختلفتين لأنظمة الإحداثيات.

وهذا تزوير فوق تزوير. فالوصف الهندسي (وهو ما يمكن الواقف على الأرض من وصف الأجرام كما يراها بكل حركاتها الظاهري الغريبة من تقدم الكواكب وتراجعها ... إلخ) وهذا شيء غير الوصف الفيزيائي الذي يُعلم منه أن المجموعة الشمسية لها مركز تدور أجرامه جميعا حوله بما فيها الشمس.

 

ويستمر التزوير في كتاب (جاليليو كان مخطئاً) بعدد صفحات تزيد عن 1600 صفحة، لذا نكتفي بهذه النماذج الواردة أعلى .. ويكاد أن يكون الكتاب مدونة مكتوبة لما تم إخراجه كفيلم وثائقي بعنون: (المبدأ The Principle)

https://www.youtube.com/watch?v=yHnwl22hxiE

 كما وأن الفيزيائيين المشار إليهم في الكتاب والفيلم الوثائقي قد اشتكوا بعد عرض الفيلم من أنهم تم خداعهم واقتباس أشياء من كلامهم توهم موافقتهم على مركزية الأرض، وأنهم لم يقصدوا ذلك، وإنما كانو يتكلمون عن إشكاليات عامة في الفيزياء، يراجع في ذلك:

https://en.wikipedia.org/wiki/The_Principle

 

 الخلاصة:

نماذج التزوير التي رأيناها ليست إلا غيضٌ من فيض التزويرات التي تعج بها صفحات الكتاب، وتكفي ليفهم القارئ المستوى الهابط للتزوير، ناهيكم عن أنه كتاب لا أثر فيه للدقة والرصانة في العبارات، وابتعادها عما يمكن أن يُسمَّي "العلم". وعندما يستشهد بهذا الكتاب الفاسد من يدَّعون أنهم متبعون للسلف، فلا أراهم إلا أنهم يسيئون إلى السلف والدين أيما إساءة. ويكفي أنهم لا يميزون بين ما هو علمي وما هو جهل مُطْبِق، وتلفيق مضحك. ويَصْدُق عليهم قول القائل: "من أتى فناً وليس من أهله أتى بالعجائب" وهو ما ينطبق على كل من مؤلفي الكتاب والمستشهدون به. هذا والله تعالى هو الهادي إلى سواء السبيل.



[1] Galileo Was Wrong: The Church Was Right, The Evidence from Modern Science - Seventh edition - Volume I, p. iv.

[2]  Ibid, p.1.

[3] Lincoln Barnett, The Universe and Dr. Einstein, p. 73.

[4] يقصد من عبارته: (تبناه أينشتاين) أن أينشتاين كتب مقدمة للكتاب

[5] Lincoln Barnett, The Universe and Dr. Einstein, p. 68. (not page 73 as mentioned in note: 3.

[6] Galileo Was Wrong, I, p.2.

[7] Albert Einstein and Leopold Infeld, The Evolution of Physics, 1967, pp. 161.

[8] Ibid. same page.

 

[9] Ibid, p. 21.

[10] The Evolution of Physics: From Early Concepts to Relativity and Quanta, Albert Einstein and Leopold Infeld, 1938, 1966, p. 212.

[11] Galileo was wrong, I , p. 171