الاثنين، 30 ديسمبر 2019

علي منصور كيالي وإثباته الفاسد أن (1+1 = 1) وإلصاقه بالقرآن



علي منصور كيالي وإثباته الفاسد أن (1+1 = 1) وإلصاقه بالقرآن  
 كتبه: عزالدين كزابر
    
نشر (علي منصور كيالي) بالأمس (29/ 12 / 2019) هذا الفيديو الكارثي بكل المعايير، دينياً وعلمياً، وفيه طامتان كبريتان، وسأترك القراء الواعون يحكمون بأنفسهم. غير أني أرى أنه يستحق بقوة دُرَّة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه. فلنستمع له ولنستمتع بعبثياته!


الطامة الأولى:

زعم علي منصور كيالي أن النظرية النسبية الخاصة في جمعها للسرعات تؤدي إلى أن (1 + 1 = 1) وزاد على ذلك وقال أن هذه العلاقة تتفق مع قول الله تعالى "قل هو الله أحد".

نقول: 

(1+1=1) علاقة رياضية جبرية فاسدة.
فليس هناك أي صحة لهذه العلاقة في الفيزياء حسب زعم منصور كيالي، وكما سنبين فيما يلي.

أما ربط هذه العلاقة الفاسدة مع قول الله تعالى : (قل هو الله أحد) فهو افتراء أثيم، ومن عدة جهات:

أولها: أن العلاقة منفكة بين أي تأويل فيزيائي للعلاقة الجبرية الفاسدة (1+1=1) ومعنى (قل هو الله أحد). وزعمه بأن العلاقة تكمن في أن الله تعالى (نور السموات والأرض) والذي يفوق في سرعته الضوء، وأنها أولى من الضوء في توحد المتعددات المتحركة بسرعة الضوء في كلٍّ واحد، فهذا خطأ. (علماً بأن الملائكة المخلوقة من نور متعددة بلا توحد بينها مما يهدم تأويله). فالله تعالى لا يخضع نوره سبحانه لقانون فيزيائي خلقه الله. هذا بافتراض أن الكيالي أصاب في هذا التوحد المزعوم لأي جمع من المتحركات بسرعات تساوي أو تفوق سرعة  الضوء)، أي: (1+1+1+ .. = 1) ولكنه لم يصب أيضا كما سنرى. فجاءت نتائجه فساد تأويلي مبني على فساد استدلالي. (يضاف إلى ذلك ما جاء في التعليق رقم 1 - أسفل)

ثانيها وهو الأهم: أن هذا الزعم يؤدي إلى الشرك، ما دام أن جمع الآلهة سيـأتلف بصورة (رياضية) ويصبح إلهاً واحدا. وربما يتذرع بها الجهلة ويقولون أن تأويل كيالي للصمدية يلتقي مع التثليث عند النصارى، حيث إذا كان لدينا ثلاثة (1، 1، 1) فنجمع الاثنان الأوائل (1+1=1) ثم نجمع نتيجتهما على الثالث (1 + 1 = 1) فتكون النتيجة 1+1+1= 1 أي إله واحد. والحقيقة أن الجمع يشمل أي عدد ليصبح في النهاية 1. أي أن الكيالي يفكك الإله الواحد إلى أي عدد من الآله بما في ذلك آلهة اليونان الوثنية مهما كان عددها، ومن ثم يعمل على توحيدها بالجمع في إله واحد فتلتقي بذلك مع الأديان التوحيدية. هكذا يكون الكيالي قد وحد – في تداعيات كلامه - بين تعدد الآلة والتوحيد من حيث لا يدري.

ثالثها: أن العلاقة (1+1=1) مفارقة منطقية. وكل ما يأتلف معها حتماً يكون من غير المعقولات. وإذا صدق الناس صاحب هذا الزعم، فيكون بذلك قد روج بينهم إلى مفارقة القرآن للمعقولات. وهذا افتراء بغيض، يتحمل صاحبه وزره ومن أوزار الذين يصدقونه، لأنه يكون قد سنَّ لهم سنة سيئة.

لذلك يفوز افتراء الكيالي على كل من رأيت وسمعت من افتراءات على الحق. الحق الديني في وحدانية الله تعالى بلا أي تعدد، والحق الرياضي في فساد العلاقة الجبرية التي أتى بها، ثم الحق الفيزيائي في جمع سرعات في النظرية النسبية الخاصة، وعدم فهمه لها حتى أنه يُفرغها من معناها في تصريحه بأنها تؤول إلى (1+1=1) وهو تفريغ فاسد ومعنى أفسد. وسنشرع الآن في بيان معنى جمع السرعات في النسبية الخاصة التي لم يفهمها الكيالي.

نبدأ بمثال افتراضي يفهمه الجميع في زمن الإنترنت:

هب أن شركة من شركات الإنترنت أعلنت عن بيع سعات تنزيل معلومات من الإنترنت / لكل شهر، حسب الجدول الآتي:

السعة
التكلفة (دولار)
1 جيجا بايت
50
6 جيجا بايت
100
15 جيجا بايت
150
34 جيجا بايت
200
81 جيجا بايت
250
1000 جيجا بايت فأكثر (غير محدودة )
300


منحنى تغير سعة شريحة الإنترنت (المحور الرأسي) مع تكلفتها (المحور الأفقي)


والآن: ما هي تكلفة شراء 1000 جيجا بايت؟                   
الإجابة هي 300 دولار

وما تكلفة شراء 1000 جيجا بايت ثانية من نفس المشتري وفي ذات الشهر؟    
الإجابة ال 300 دولار الأولى هي هي، وبلا زيادة، لأنها شريحة غير محدودة السقف ( 1000 -> ∞ ).

ولكن ذلك يكافئ شراؤه لـ 2000 جيجا بايت والتي تكلفتها على الإفراد = 300 + 300 دولار
وإذا كان المشتري ساذجاً غافلاً جاهلاً، فسيظن أن الشركة أخطأت وقامت بالجمع الآتي:

300 + 300 = 300 ، 
أي : (1+1 = 1)

والحاصل أن المشتري لما قسّم عملية الشراء إلى قسمين، ظن أن كل قسم يقع في تلك الشريحة ولكن باستقلال عن الأخرى، والصحيح أن مجموعهما يقع أيضاً في ذات الشريحة (لأن الشريحة غير محدودة السعة القصوى باللغة المعلوماتية الدارجة الآن). فوجب عليه فقط دفع تكلفة الشريحة مرة واحدة.

ولم ينتبه المشتري إلى أن العلاقة بين سعات شرائح المعلومات وتكلفتها ليست على خط مستقيم، بل على منحنى، وأن جمع تكلفة الشرائح لا يتبع الجمع الجبري الاعتيادي، بل يتبع جمعاً جبريا تناقصيا في التكلفة (ومن الممكن أن يكون تزايدياً كما في شرائح بيع الكهرباء). 

ولكن ما علاقة المثال السابق بالنظرية النسبية الخاصة وجمع السرعات فيها؟

العلاقة هي كالآتي:
ونشرح الامر ونقول:

لو أراد متحرك أن يصل إلى سرعة الضوء (c) فعليه أن يحمل طاقة لا نهائية  .
فإذا وصل إليها، وأراد أن يزيد سرعته بسرعة إضافية (c) ليصبح (2 c)، فعليه أن يتحمل مرة أخرى بطاقة لا نهائية،

فإذا فعل، وظن أنه تسارع إلى ضعفي سرعة الضوء وعاد ليحسب سرعته أو يقدرها تجريبيا (والنتيجة واحدة)، فسيجد أن مجموع الكميتين من الطاقة ما زالت طاقة لا نهائية   . ولا تؤدي إلا إلى سرعة ضوء واحدة(c)  . أي أن ما ظن أنه ضعفي سرعة الضوء (2 c)  لم يتحقق، ولم يكن له في الحقيقة إلا سرعة ضوء واحدة مهما حاول زيادتها بمزيد من الطاقة الحركية. مثله مثل من أراد دفع مزيد من المال للحصول على 1000 جيجا أخرى، وتقول له الشركة: لا عليك، مهما سحبت من معلومات فلن تزيد شريحتك عن 300 دولار. وهنا، تقول له التجربة والنسبية الخاصة: مهما زدت من طاقتك الحركية فلن تزيد سرعتك عن سرعة الضوء.

ونضع في الشكل الآتي منحنى تغير سرعة الجسم المتحرك مع طاقة حركته، وهو هو نفس منحنى شرائح الإنترنت (الشكل الوارد أعلى) مع تكلفتها، والتي اخترناها لتوضح الصورة.

والآن، لننظر جيدا ونرى أين أخطأ على منصور كيالي  من واقع ما أورده من شرح:
فقد جاء في الفيديو أعلى بالآتي:


ولنقارن جيدا بين قانون جمع السرعات في المعادلة رقم (1) الموطَّر بالمستطيل الأحمر في شرحنا أعلى، 
ونعيدها هنا مرة أخرى:



وبين ما كتبه منصور كيالي في شرحه، وعلى التخصيص المعادلة الآتية:

  
ومنها يتضح أن على منصور كيالي وضع محصلة السرعتين = (ف + ف’) على الطرف الأيمن من المعادلة، وكأن السرعات تتضايف تضايفاً جبريا عاديا (خطياً)، وهو الأمر الذي تنقضه النظرية النسبية الخاصة في السرعات العالية. 

بعبارة أخرى افترض الكيالي من عند نفسه أن السرعة المحصلة = (ف + ف') وحيث أنها تساوي أيضا ( (ف + ف')/ (1+ (ف + ف')/ س2)) من النسبية الخاصة، فذهب إلى أن الكميتين متساويتان. 

وهذا الوضع خطأ فاضح. فهذا الجمع الجبري التقليدي (ف + ف') أقحمه الكيالي من عند نفسه (بتأثير ميكانيكا نيوتن الخطية التي تدرس في المدارس). والصحيح أن محصلة السرعتين = الطرف الأيسر كما كتبه، وفقط، والمطابق لما استدللنا عليه أعلى.

وسبب هذا الخطأ أنه جمع بين ميكانيكا نيوتن في الطرف الأيمن وميكانيكا أينشتاين في الطرف الأيسر. فنتج عن ذلك أنه ساوي بين كميتين متساويتين في البسط ومختلفتين في المقام، فالطرف الأيمن مقامه 1، أما الطرف الأيسر فيختلف مقامه عن الواحد الصحيح. ولأن المقام جاءت قيمته = 2 بعد وضع السرعات مساوية لسرعة الضوء، جاءت النتيجة أن قيمة الطرف الأيمن تساوي نصف قيمة الطرف الأيسر. وحيث أنه بالتعويض عن السرعات بسرعة الضوء، جاء الطرف الأيمن = 2 ، وعليه سيكون الطرف الأيسر حتماً ولا بد أن = 1.

ولهذا خرج الكيالي بنتيجة تقول أن          1 + 1 = 1  !!!!    (أنظر الرسم البياني الآتي لتفصيل الخطأ) 



أي أن الكيالي زعم أن جمع السرعات في النظرية النسبية الخاصة يؤدي إلى أن  2 = 1. وهي نتيجة استدلالية كارثية. والسبب البين - بلا أدنى تردد - أنه أخطأ وأدخل من عند نفسه طرفاً فاسدا في المعادلة التي أتى بها بسبب عدم قدرته على التمييز بين ميكانيكا نيوتن وميكانيكا أينشتاين (كما يتبين بجلاء من الرسم أعلاه لكلا المعادلتين). أي أنه ساوى بين المعادلتين من حيث لا يجوز إلا في السرعات البطيئة كالتي نتعامل بها من سرعة سيارات وطائرات، وحتى 10% من سرعة الضوء على أقصى تقدير؛ أي حوالي 30000 كم/ث (لذلك لا نشعر بالفرق بين الطريقتين إلا في التعامل مع سرعات تتجاوز هذا الحد في المعامل الفيزيائية). وهو ما يتضح من انطباق المنحنى على الخط المستقيم فقط أقصى اليسار (أي عند السرعات البطيئة). والحقيقة أنه لا يقع في هذا الخطأ الذي وقع فيه الكيالي فيزيائي أبدا، ولو كان مُعلّماً لأفسد أفهام الطلاب بفاسد استدلالاته، ولوجب إيقافه عن العمل وإعادة تأهيله معرفيا. 

وليس لنا إلا أن نقول، أللهم صبرنا على عبث العابثين، وجهل الجاهلين.

والمصيبة أن يأخذ هذه النتيجة الفاسدة ويتجرأ على تطبيقها على قول الله تعالى (قل هو الله أحد)، زاعماً أنها تتفق معها بلا أدنى قرينة معرفية معتبرة. هذا بخلاف ما تؤدي إليه من هدم عقائدي - كما بينَّاه أعلى - لأصل الإسلام القائم على التوحيد الخالص لله تعالى، وأنه سبحانه "ليس كمثله شيء".

فماذا نقول لرجل هذا مبلغه من الجهل، ثم العناد في عدم الرجوع عن أباطيله - حسبما رأينا من تصريحاته - فضلا عن إصراره على التمادي فيها.
_________________________


الطامة الثانية:

وضع كيالي سورة الإخلاص على صورة جدول كما شاهدنا أعلى. وقال أن بدايتها (قل) ونهايتها (أحد) بما يوافق (أو يتفق مع) سرعة الضوء، وأن هذا يثبت سورة الإخلاص!!!! - (نعوذ بالله من الضلال)


نقول: يمكن وضع أي عبارة كلامية مهما كان عدد كلماتها في جدول كالذي وضع فيه الكيالي كلمات صورة الإخلاص. ولفعل ذلك كل ما على القارئ أن يفعله هو أن يعد كلمات العبارة التي يريدها مهما كانت قصيرة أو طويلة، ولتكن مثلا (5) ثم يزد عليها (1) يصبح المجموع (6). ثم يختر ما شاء من جدول بحيث يكون عدد صفوفه + عدد أعمدته = 6. فيصح أن يكون (صفين، و4أعمدة)، أو (3 صفوف، و3 أعمدة)، أو (4 صفوف، وعمودين)، وكل ذلك يصلح.

ومثال ذلك - في حالة جملة من 5 كلمات: [ذهب الطالب إلى المدرسة مسرعا]، والجدول هو:

ذهب
الطالب
الطالب
إلى
إلى
المدرسة
المدرسة
مسرعا

وإذا جعلنا الجملة 6 كلمات، [ذهب الطالب المتأخر إلى المدرسة مسرعا]، والجدول هو:

ذهب
الطالب
المتأخر
الطالب
المـاخر
إلى
المتأخر
إلى
المدرسة
إلى
المدرسة
مسرعا

وإذا جعلنا الجملة 8 كلمات، [ذهب الطالب المتأخر عن موعده إلى المدرسة مسرعا]، والجدول هو:

ذهب
الطالب
المتأخر
عن
موعده
الطالب
المتأخر
عن
موعده
إلى
المتأخر
عن
موعده
إلى
المدرسة
عن
موعده
إلى
المدرسة
مسرعا

وإذا جعلنا الجملة 19 كلمة، [ذهب الطالب زيد عمرو الشرقاوي المتأخر عن موعده إلى المدرسة مسرعا، والسبب أنه لم ينم ليلته بسبب ألم الأسنان]، والجدول هو:

ذهب
الطالب
زيد
عمرو
الشرقاوي
المتأخر
عن
موعده
الطالب
زيد
عمرو
الشرقاوي
المتأخر
عن
موعده
إلى
زيد
عمرو
الشرقاوي
المتأخر
عن
موعده
إلى
المدرسة
عمرو
الشرقاوي
المتأخر
عن
موعده
إلى
المدرسة
مسرعا
الشرقاوي
المتأخر
عن
موعده
إلى
المدرسة
مسرعا
والسبب
المتأخر
عن
موعده
إلى
المدرسة
مسرعا
والسبب
أنه
عن
موعده
إلى
المدرسة
مسرعا
والسبب
أنه
لم
موعده
إلى
المدرسة
مسرعا
والسبب
أنه
لم
ينم
إلى
المدرسة
مسرعا
والسبب
أنه
لم
ينم
ليلته
المدرسة
مسرعا
والسبب
أنه
لم
ينم
ليلته
بسبب
مسرعا
والسبب
أنه
لم
ينم
ليلته
بسبب
ألم
والسبب
أنه
لم
ينم
ليلته
بسبب
ألم
الأسنان

وأي جملة أو عبارة أو حتى كلمات كتاب كامل يمكن أن توضع على نفس هذه الصورة العبيطة، التي لا تزيد عن لعب الأطفال، والفرح بترتيب أي كلمات. فما علاقة ذلك بسورة الإخلاص، وما وجه الإثبات لهذه السورة الشريفة بهذا الجدول وأي علاقة له بنتيجة جمع سرعات الضوء؟، وبغض الطرف عن فساد النتيجة التي وصل إليها من أن 2=1، فما علاقة كل ذلك التهافت الفارغ والخائب بالقرآن؟

هل هذا الرجل يبيع الوهم، هل يبيع لهو الحديث؟ ... وماذا إذا وضع أي زنديق أو ملحد أو كافر عبارته التي يؤمن بها على نفس هذه الصورة التي وضع فيها الكيالي سورة الإخلاص، هل سيضاهي بها كلام الله؟! .. ومن أي وجه؟!!. .. ما الغاية، وما الفائدة؟؟ .. وأي عبث ألجأه إلى ذلك التخرص؟!!!


نترك الحكم للقراء الكرام.


_________________________


تعليقات خاصة:

1- (الأستاذ/ ناصر الدين القاضي) : 

أولاً للرد على هذا المدعي فيما يخص اعتماده على إثبات أحدية المولى عز وجل عن طريق معادلات في الفيزياء خاصة بسرعة الضوء فإنه أغفل أمرين هامين خرج بهما عن نطاق العلم لأنه تحدث فيهما بلا دليل ، أولهما أنه لم يثبت ـ كعالم ــ أي علاقة بين الضوء والنور ، وقوله تعالى بأن الله نور السموات والأرض لايعني أن الضوء هو النور ولا يعلم أحد سوى الله سبحانه وتعالى صفة أو كنه هذا النور وعندما تحدث القرآن عنه وصفه المولى سبحانه وتعالى بكلمة " مثل نوره " أي أنه ضرب مثل للنور بالمصباح والزجاجة والزيت والكوكب الدري ... ولكن القرآن لم يتحدث أبدا عن كنه هذا النور بالتحديد وكذلك لم تتحدث السير أو الأحاديث الموثقة عن ذلك بحسب علمي وغاية ما في الأمر هو الحديث عن ضرب مثال لهذا  النور وليس النور نفسه ، وبالتالي فإن إيجاد علاقة علمية بين الضوء والنور غير ممكن ولهذا فإن فرضيته عن وجود علاقة مادية بين الضوء والنور تصبح فرضية داحضة لا دليل عليها. ثانيا والأهم : أيهما أقدم في الوجود وأيهما أحدث ؟ هل وجود الخالق أم وجود المخلوق ؟ منطقيا وبالطبع فإن وجود الخالق أقدم وأسبق من وجود المخلوق ، والله سبحانه وتعالى خالق المكان وخالق الزمان فقد كان الله ولا مكان من قبل أن يكون المكان وكان ولا زمان من قبل أن يكون الزمان وهو سبحانه على ما كان لم يتغير عما كان .... وبالتالي فإن قوانين الزمان والمكان إستحالة أن تسرى على الله سبحانه وتعالى وحيث أن السرعة متغير تابع لمتغير مستقل هو الزمن كما أنها متغير تابع لمتغير مستقل هو المسافة وهي متعلقة بالمكان فإن قوانين السرعة سوف تعتمد بالطبع على قوانين كل من الزمان والمكان ـ السرعة تساوي خارج قسمة المسافة على الزمن ــ ولأن قوانين الزمان والمكان ــ كما أثبتنا من قبل ـ لا تسري على الرحمن سبحانه وتعالى فإن قوانين السرعة الخاصة بالضوء أو بغيره لا تسري على المولى عز وجل وبهذا تنهار فرضية هذا المدعي بربط سرعة الضوء بوجود المولى عز وجل أو أحديته حتى لو استطاع إيجاد علاقة بين الضوء  المحكوم بقوانين أرضية وبين النور الذي لا يخضع لقوانين أرضية ، واختصار القول يمكنك أن تقول أن وجود الخالق اقدم من وجود الفيزياء وقواعدها وبالتالي فإن قوانين الفيزياء لا يمكنها أيضا أن تحدد صفة ملازمة لوجود الخالق سبحانه وتعالى ألا وهي صفة ألأحدية لأن وجودها أسبق وأقدم من وجود الفيزياء وقوانينها ، هذا والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم .