الأحد، 24 أبريل 2016

أخطاء بالجملة في كتاب "المعادلة التي وضعها القرآن E=mc/2 وسلبها أينشتاين E=mc2"


كتبه: عزالدين كزابر
لو أن إنساناً يُروِّج على الملأ لدواءٍ، ثم تبين أن دواءه هذا يؤذي صحة الناس، فما ريب في إيداع هذا الإنسان في قفص الاتهام، ومحاكمته على الملأ للتحذير من ترويجاته. وإذا كانت عقائد الناس وصواب أفهامهم لدين الله تعالى لا تقل أهمية عن صحتهم وحياتهم، فكيف يَسمح مجتمع العلماء في قلب العالم الإسلامي بالترويج لأفهام طبيعية لكتاب الله تعالى لا تصمد أمام أيسر النقد؛ من حيث أنها أفهام تفتَري على القرآن، وتُفسِد معانيه، أو تُحرِّفها، فتُضلل الناس عما أنزله الله تعالى في كتابه العزيز من حق؟! وخاصة إذا كان الحكم على هذه الأفهام بذلك، لا خلاف عليه بين أهل الاختصاص؛ الجامعين بين علم تفسير القرآن وعلم الطبيعة المحققة أصولهما؟!
ولا يظنن ظان أننا ندعو لحجر قول قائل مهما فسد قوله. ...  لا. ولكننا ندعو لوجوب إرفاق أقوال المتقولين على كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بتقرير علمي تحكيمي يكشف فساده إن كان صريح الفساد، وألا يُسمح بنشر ذلك القول وأمثاله، إلا مرفقاً بذلك التقرير التحكيمي.
وتأتي هذه الدراسة كمثال لتقرير تحكيمي - لما ندعو إليه - لتفنيد دعوى كتاب بعنوان [المعادلة التي وضعها القرآن E=mc/2  وسلبها أينشتاين E=mc2]، (الرياض، 1433هـ)؛ فتكشف فساده العلمي، ومدى شروده عن الجادة العلمية في علمي الفيزياء والتفسير في تفهُّم كلام الله تعالى ونشره على الناس.

أخطاء عنوان الكتاب

 يمكن للمتخصصين، والمثقفين بالعلوم الطبيعية، ونزولاً إلى طُلاب الكليات العلمية، أن يقفوا على أخطاء شنيعة ومُروِّعة، وفقط بمطالعة غلاف الكتاب، ودون الحاجة لتقليب صفحاته. وفي هذا وحده دليل دامغ على فجاجة وشناعة دعوى الكتاب، ناهيك عن التلفيقات والتلبيسات الـمُبَطَّنَة بين أسطره وصفحاته. ولا علاقة لهذا الأحكام لكل ناظر في الكتاب بنوايا صاحبه، لأن متعلق الدراسة عين المسائل المطروحة، لا أشخاص أصحابها، فالعبرة فقط بما تنطق به الكلمات المكتوبة، والتي تستقل عن أصحابها بعد أن ينشروها، مثلها مثل أي قول ينطق به الإنسان، فيُحذَّر الناسُ منه أو يُدعون إليه – بحسب قيمته – وذلك بعد أن ينفلت من لسان صاحبه أو قلمه.
الخطأ الأول:
المعادلة التي نسبها صاحب الكتاب للقرآن (E=mc/2) معادلة فاسدة من حيث المبدأ! لأن طرفيها لا يتساويان في وحدات القياس dimensional analysis. مثلها مثل الجملة اللغوية الفاسدة في كلام الناس. والتي يُشترط لصوابها أن تكون لها ركنان [مسند ومسند إليه] في حدها الأدنى. فمن جاء بغير ذلك، [مسند مسند] أو [مسند إليه مسند إليه] كان كلامه فاسدا. وتأكيداً لما نقول في شأن المعادلة المذكورة، نجد أن:
الطرف الأيسر له وحدات [الكتلة]*[المسافة]2 / [الزمن]2 = كجم.م2-2 
والطرف الأيمن له وحدات [الكتلة]*[المسافة] / [الزمن]    = كجم.م.ث-1
وأيما معادلة لا يتساوا طرفاها في وحدات القياس، فحتماً تكون معادلة فاسدة. وهذا أمر يتعلمه طلاب المدارس الثانوية العلمية. ويعلم العامي من الناس أمثالها إذا قيل له: اذهب فاشتري ثلاث أمتار من السكر، فيقول إن السكر لا يقاس بوحدة المتر، بل بالكيلوجرام. أي أن العامي يعلم ما هي وحدات القياس، وأنها يجب أن تصح لما تنسب إليه، وإذا تساوى طرفا معادلة فيجب أن يكون لهما نفس الوحدات، ولا يزعم زاعم أن (عدد كيلوجرامات من شيء = عدد الأمتار منه) لأن معنى المعادلة يفسد. وكذلك في المعادلة (E=mc/2). ولو أجاب طلاب المدرسة الثانوية على سؤال من هذا القبيل، وساووا بين طرفي معادلة مختلفا الوحدات، فإنهم يحصلون على صفر (كبير)! يمنعهم من التأهل لأي كلية علمية (هندسة أو علوم أو تربية .. إلخ)!
الخطأ الثاني:
المعادلة E=mc/2 فاسدة في التسوية بين مختلفين: في الطرف الأيسر: الطاقة Energy (E)، وفي الطرف الأيمن: الزخم الخطي (أو كمية الحركة الخطية) (mcLinear Momentum.
وتفترق الطاقة E عن كمية الحركة mc، من حيث أن:
1- لكل منهما قانون (حفظ) مختلف عن الآخر، وذلك مثلما أن الجملة الإسمية والجملة الفعلية في اللغة العربية لكل منها قاعدة نحوية خاصة.
2-  الطاقة كمية قياسية، أما كمية الحركة فكمية متجهة. الطاقة لا اتجاه لها، مثلما أن الجملة الإسمية لا فعل لها، أما كمية الحركة فلها اتجاه للحركة بالضرورة مثلما أن الجملة الفعلية لها فعل بالضرورة.
3- في دراسة حركة أي شيء في الكون – حركة طائرة، سيارة، قنبلة مدفع، أو رصاصة، حركة مصعد، القفز بالمظلة .... إلخ - لا غنى عن التعامل مع كلا القانونين: قانون الطاقة وقانون كمية الحركة، ولا يُغني أحدهما عن الآخر، ويجب أخذهما جميعاً، وإلا لم نستطع معالجة حركة الأشياء والتنبؤ بسلوكها مثلما لو أهملنا التعامل مع الجملة الإسمية والفعلية بقوانين القواعد اللغوية فقدنا السيطرة على فهم اللغة الصحيحة والتحدث بها وتصحيح أخطاء المخطئين فيها. وما فَعَلَتْهُ المعادلة (E=mc/2) أنها سوَّت بين الطاقة وكمية الحركة؛ أي سوَّت بين مختلفين، وهو رجوع بالعلم إلى اللاعلم. وذلك لأن العلم هو التمييز بين المختلفات، والجمع بين المتشابهات، وهذه المعادلة، فعلت نقيض ذلك تماماً.
الخطأ الثالث:
وهو خطأ تابع للخطئين السابقين، لأنه بعد العلم بـأن المعادلة (E=mc/2) ظاهرة الفساد من كل وجه، وبلا خلاف على فسادها بين أهل العلم في موضوعها، يصبح قول صاحب الكتاب عن تلك المعادلة: (المعادلة التي وضعها القرآن) تقوُّل على القرآن، وبما هو فاسد. وهما إحالتان منكرتان كل النكارة في حق كتاب الله تعالى. بمعنى أنه نسب كلاماً فاسداً إلى القرآن، والثاني أنه نسب إلى القرآن كلاماً (سواء كان صحيحا أو فاسدا) باحتجاجات مردودة بلا خلاف بين المتخصصين على نحو ما سنرى في طيات الكتاب.
الخطأ الرابع:
قول صاحب الكتاب عن المعادلة E=mc/2 (أن أينشتاين سلبها)، وهو افتراء على الرجل، لأن المعادلة المنسوبة لأينشتاين  هي:(E=mc2) وهي مختلفة تماماً عن تلك المعادلة الأولى الفاسدة (E=mc/2)، كما أنها قائمة على أصل تجريبي قبل أن تُنسب إلى من نُسبت إليه تنظيراً، هذا بخلاف أنه قد سبق أينشتاين إلى التنظير إليها جمع من الفيزيائيين. فإذا أضفنا إلى ذلك أن للمعادلة توثيق علمي استنباطي يعلمه الطلاب الجادون وأهل الثقافة العلمية ناهيك عن المتخصصين (وسنأتي عليه في دراسة خاصة لأهميته في موضوع كتابنا الذي نحن بصدده)؛ كل هذا يجعل من دعوى سلب أينشتاين لها من القرآن بلا دليل ولا قرينة اتهام باطل للرجل.
الخطأ الخامس:
لا يتكلم الاتهام - في عنوان الكتاب - عن معادلة واحدة، بل هما معادلتان (E=mc/2) و (E=mc2)! فكيف يسلب السالب المعادلة الخطأ، ليُخرجها للناس معادلة صحيحة؟! .. ولو صدق صاحب الكتاب في سلب أينشتاين لها من القرآن، وهي فاسدة، وأنه أعاد إخراجها كمعادلة صحيحة، لكان فعل أينشتاين تصويب للمعادلة! وهي شهادة لأينشتاين بالباطل! وامتهان القرآن دون حصافة أينشتاين!!! .. وهذا إثم شنيع، وبلا أي مستند تحقيقي مقبول من صاحب الكاتب، كما سيتبين من مراجعة حجج المؤلف! وبناءاً على ذلك يجب على المؤلف التوبة منه، والندم عليه، وسحب الكتاب من الأسواق، وإلا كان منه ذلك تمادياً في الخطأ.

أخطاء متن الكتاب

 الخطأ السادس:
قال مؤلف الكتاب (ص10): [هذا الكتاب يهدف أولاً إلى كشف ما حرص أينشتاين على كتمانه وتضليله، والإثبات بالأدلة والبراهين المادية الحقيقية بأن أينشتاين قد انتحل نظريته ومعادلته من القرآن الكريم، وظن أنه لا يمكن لأحد أن يكتشف سره، ولكن كما يقول المثل: "ليس هناك جريمة كاملة"]. وقال (ص10): [أخطأ أينشتاين في مرجعه القرآني وخان بذلك الأمانة التي اتصف بها العلماء الكبار في كل العصور.] وقال (ص14): [هذه المعادلة هي في الأساس والحقيقة ملك للقرآن وللمسلمين وغير المسلمين، وليست ملكاً لأينشتاين وقومه، ومن العدل والإنصاف إعادة الحقوق لأصحابها ولو معنوياً.]، وقال (ص57): [سِرْ عدم إفصاح أينشتاين عن أي مرجع لنظريته هو صرف الأنظار عن احتمال أن يكون مرجعه الذي استند إليه في استخلاص معادلته الفيزيائية الرياضية الكبرى (E=mc2) ونظريته النسبية هو الدين الإسلامي، وهذا هو السر الكبير الذي سيتم فكه في هذا الكتاب]. وقال (ص132) : [(حول) السؤال الكبير حول مصدر ومرجعية أينشتاين فيما توصل إليه من نظريات ومعادلات .. خاصة نظيرة النسبية الخاصة ومعادلتها المشهورة (E=mc2) فهذا السؤال ظل بدون إجابة شافية لأكثر من مائة وست سنوات (1905-1911) أي حتى وفقنا الله لكشف هذا السر الدفين].
وكرر المؤلف مثل هذه الأقوال في (ص36، 69، 74، 124، 125، 133، 134، 135، 152-153، 202، 206، 207، 221، ...)
الجواب:
هذه هي دعاوى الكتاب. وبعد مراجعته، وقراءته كاملاً، وقراءة بعض أجزائه أكثر من مرة، وجدنا أن مؤلِّفه لم يحقق أي من هذه الدعاوى بأي إثباتات أو أدلة أو براهين، بل ولا حتى قرائن. فليس هناك من دليل على انتحال أينشتاين لشيء من القرآن، ولا تعمية من أينشتاين على الاستدلال على المعادلة (E=mc2). وإن كان المؤلف قد قدم ما سماه أدلة على اقتباس أينشتاين هذه المعادلة من آية (النمل:40)، إلا أن دعواه أعلى بنفس الشيء على النظرية النسبية خلت من ذكر أي أدلة، ناهيك عن تكون أدلة صحيحة. وجاءت نتيجة تحقيقنا في هذا الكتاب – التي سيطلع عليها القارئ بالتفصيل إذا تابع القراءة- أن مؤلفه لم يكتشف أي سر دفين كما ظن، أو توهم، وهو الوصف الأقرب إلى الصواب. 
 الخطأ السابع:
جاء المؤلف بما سماه (القوانين القرآنية التي تحكم السفر في الفضاء بسرعات عالية)(ص144)، وقال (ص147-148): [احتوت قصة (نقل عرش بلقيس؛ سورة النمل:38-40) على مبادئ وقوانين ومعلومات حول سير الكون وعلم الضوء وسرعته في الفضاء، ونظام انتقال وسفر الملائكة والعفاريت والبشر والأشياء في الفضاء. ... وهو الذي انتحله أينشتاين ونَظَّمه في هيئة نظرية ومعادلة هما الأشهر والأكثر خطورة وتأثيراً في علم الفيزياء وعلم الفلك و ....]
الجواب:
يتكلم المؤلف عن قول الله تعالى عن سليمان عليه السلام "قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ ..."(النمل:38-40)
وهذه الآيات تتكلم عن قدرة (عفريت من الجن) على الذهاب من بيت المقدس إلى اليمن؛ حيث عرش ملكة سبأ والعودة، في سويعات قليلة، حاملاً ذلك العرش، وأنه كان هناك بين الحاضرين من هو أقدر منه على ذلك، وقد صفته الآيات بـ " الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ" وأن إنجازه لنفس المهمة أنه يستطيع إتمامها في أقل من (طرفة عين)، أي في أقل من (100 مللي ثانية)، أي في أقل من (جزء من عشرة أجزاء من الثانية). هذا كل ما يمكن أن تخبرنا به الآيات عن قدرة العفريت، وقدرة (الذي عنده علم من الكتاب). وإذا حللنا سرعتيهما من هذه القدرات، فسنجد أن العفريت سرعته حوالي 1000 كم/س، كما سنرى لاحقاً لمن يتابع القراءة، وأن (الذي عنده علم من الكتاب) تصل سرعته إلى ما لا يزيد عن 1/7 (أي جزء من سبعة أجزاء) من سرعة الضوء، وهو ما استدللنا عليه من دراسة مخصصة عنوانها ورابطتها هنا ("قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ": حول العلاقة بين سرعة نقل "عرش بلقيس" وسرعة الضوء!)
هذا كل ما يمكن أن نستخرجه من هذه الآيات حول سرعات الانتقال من موقع إلى آخر على الأرض. أما ما ذكره المؤلف أعلى من أن هذه الآيات بعينها تتكلم عن (مبادئ وقوانين ومعلومات حول سير الكون وعلم الضوء وسرعته في الفضاء) فلا أصل له، ولم يستطع التدليل على شيء منه، كما سنرى تباعاً. كما أن قول المؤلف عن ذلك الذي لم يستطع التدليل عليه (وهو الذي انتحله أينشتاين ونَظَّمه في هيئة نظرية ومعادلة هما الأشهر والأكثر خطورة وتأثيراً في علم الفيزياء وعلم الفلك) فليس له أساس من الصحة، ولا استطاع أن يُدلَّل على شيءٍ منه.  
الخطأ الثامن:
إذا ذهبنا نستقصي عن تلك القوانين التي يزعمها المؤلف، نجده يفعل الآتي:
(1) يستخرج سرعة حركة العفريت الذي قال لسليمان عليه السلام عن الإتيان بعرش بلقيس: " أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ".
(2) يضع قانوناً - موهوماً- للطاقة، ويقول أن العفريت يحتاج إليها لنقل عرش بلقيس، ويحسب منه قدر الطاقة (في حالة العفريت من الجن).
(3) يستخرج سرعة حركة من قال لسليمان عليه السلام: "أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ"، بعد أن رجَّح أنه ملك من الملائكة.
(4) يضع قانوناً للطاقة التي يحتاج إليها الـمَلَكْ لنقل عرش بلقيس، ويحسب منها قدر الطاقة (في حالة الـمَلَك). 
الجواب:
أخطأ المؤلف في هذه الأربعة مطالب جميعاً، غير أن أخطاءه في (2) و (3) و (4) كانت أشنع ما يكون.
ففي (1) قام في (ص150) بحساب المسافة بين مأرب في اليمن إلى بيت المقدس على أنها 4500 كم، وهذا خطأ، والصحيح أنها 2083 كم فقط (باستخدام برنامج Google Earth)، وإذا قدَّر أن الزمن (قبل أن يقوم سليمان عليه السلام من مقامه؛ أي مجلسه) هو 4 ساعات، تكون:
 سرعة العفريت = المسافة ذهاباُ وإيابا مقسومة على الزمن = 1042 كم/س (وليست 2250كم/س كما حسبه المؤلف)

وفي (2) قال (ص151) أن قانون الطاقة التي يحتاج إليها العفريت لنقل عرش بلقيس (المقدر بـ 1000 كجم) عبر هذه المسافة هو:
الطاقة  = كتلة العرش x السرعة!!!!!

وتُمثِّل هذه المعادلة أشنع التصريحات!!!

ونسأل: من أين جاء مؤلفنا العزيز بأن الطاقة هي حاصل ضرب الكتلة في السرعة؟!

إن قانون الطاقة في الفيزياء لا غبار عليه، وقد تم اكتشافه منذ أيام نيوتن ولايبنتز[1]. أي في القرن السابع عشر. وقد تم التمييز بوضوح بين (الطاقة Energy) وبين كمية الحركة (وتسمى أيضاً الزخم) Momentum، وأن هذه الأخيرة هي التي نحصل عليها بضرب الكتلة في السرعة أي: (كمية الحركة = كتلة x سرعة). أما الطاقة فيجب فيها أن تكون السرعة مربعة القيمة ثم نضربها في الكتلة؛ (أي: الطاقة =كتلة x سرعة2). .. هذا وقد أكد المؤلف مراراً وتكراراً على أن الطاقة تُعطَى من المعادلة أعلاه (الكتلة x السرعة)، وبلا أي شرح أو تبرير أو دفاع أو حتى بيان لدوافعه في كتابة معادلته على هذه الصورة، وهو ما يخالف الأعراف العلمية الطبيعية والتجريبية على مدى يزيد على ثلاثة قرون، وكل ما قاله عن الطاقة (ص185،159) أنها (القوة التي تدفع وتحرك الأشياء)، كان قولاً غير علميٍ ويماثل في غموضه وإجماله أقوال فلاسفة القرون الوسطى!) لأن مفردات "الطاقة" و "القوة" و "كمية الحركة" .. إلخ قد تمايزت عن بعضها اصطلاحياً وحسابياً ومواضعةً مع تطور علم الطبيعة. ثم تأتي نتائج معادلة المؤلف (الطاقة  = الكتلة x السرعة) بالاصطدام تصادماً مروعاً مع النتائج التجريبية التي تلزم الفيزيائيين بوجوب تربيع السرعة. فأنى له يفعل ذلك، ثم ماذا أيضاً؟ .. ينسب هذه الصياغة إلى القرآن باعتبارها قانوناً قرآنيا يعارض به ما الناس منه متيقنون. بل وفيما هم على صواب من يقينهم هذا. فأي جريرة يرتكبها مؤلفنا؟!

وفي (3) قال المؤلف (ص151-152) أن سرعة الملائكة هي سرعة الضوء، وأن (طرفة العين) هي سرعة الضوء. وهما تصريحان شديدا الشناعة، من حيث أنه لا مصدر له بهذه التصريحات إلا وَهْمِ المؤلف. فالملائكة لا يمكن أن تتقيد حركتها بقيمة سرعة الضوء من حيث طبيعتهم، لأن مادتهم مادة غير أرضية، وهذا هو ما يعلمه الفيزيائيون عن سرعة الضوء ويقيدون به حركة الأشياء؛ أي الاشتراط فقط على ما هو أرضي ويخضع لقوانين المادة التي نعهدها. وأما احتجاج المؤلف علينا بأن الملائكة (يسيرون بسرعة الضوء لأنهم مخلوقون من الضوء، ص، 168، 154)، فقول ليس بضروري، لأن توحيد لفظ النور ليقصد فقط الضوء المعهود لنا سيقيد حركة الملائكة بسرعة الضوء التي تُعد سرعة كسيحة بالنسبة لرحابة ما بين السموات والأرض مما سيتطلب آلاف الملايين السنين منهم لقطع رحلة واحدة بين الأرض والسموات (فضلاً عن أن السرعة الممكن استنباطها من قوله تعالى (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)) حتماً ستكون أضعافاً مضاعفة من سرعة الضوء (راجع دراسة: يوم – مقادره ألف سنة! – فما هو؟!). أما عرش بلقيس ذاته فهو الذي لا يمكن نقله بكليته وطبيعته بسرعة أكبر من أو تساوي سرعة الضوء. وأما (طرفة العين) والقول بأنها دلالة على سرعة الضوء (ص163، 164) فهو استدلال فاسد قطعاً؛ لأن طرفة العين برهة زمنية تتعلق بآلية حركة جفن العين بين بداية لحظة الانغلاق والعودة لوضع الانفتاح التام، مثلها مثل حاجب الكاميرا Camera Shutter، ولا تعتمد البرهة ما بين الغلق والانفتاح على سرعة الضوء عينها سواء في العين ولا في حاجب الكاميرا، وتخضع فقط لميكانيكة الغلق والفتح (عضلية في الأولى وآلية ميكانيكية في الثانية ولكلٍ سرعة تعتمد على تقنية هذا وهذا). والقول بأن سرعة (طرفة العين) هي سرعة الضوء، يماثل القول بأن سرعة حاجب الكاميرا هي سرعة الضوء، وهما قولان فاسدان. والاحتجاج بأيهما لا يؤبه له، ويُنصح قائلها بالرويَّة والانتباه، لأن السامعين ليسوا غافلين.

وأما في (4)، أي: رابع القوانين التي جاء بها المؤلف، والذي فيه أن طاقة انتقال الملك بالعرش = الكتلة x سرعة الضوء/2 . فهو قول فاسد لأن الطاقة تتعين بمربع السرعة كما ذكرنا في (2)، والقول بأن السرعة وحدها بلا تربيع تكفي، قول يخالف العلم من كل وجه، إلا أن يأتينا المؤلف بدليل ينقض ما يقرره علم الفيزياء المعاصر في ذلك، ولن يستطيع، لأنه يتكلم في غير فنِّه. وأما قسمة سرعة الضوء على 2 (ص 154) بتأويل "قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ" بـ (نصف طرفة عين)، فتأويل فاسد، بل شديد الفساد في الاحتجاج به. لأن (قبل أن يرتد) يعني (قبل أن يعود إلى وضعه الأول الذي كان فيه منفتحا) وليس (قبل أن يبدأ في الارتداد، والتي هي لحظة الانغلاق التام الواقع في نصف الفترة كما توهم المؤلف). وندعوه لأن يصحح فهمه في ذلك.

ونشير إلى لطيفة (أي مسألة رهيفة) كبا فيها المؤلف بما يؤكد انغلاق فهم المسألة عليه، حيث يقول أن (قبل أن يرتد إليك طرفك) تعني قبل أن يبدأ الجفن بالانغلاق، أي في (نصف طرفة عين)، ولو كان الأمر كذلك وكانت طرفة العين دلالة على سرعة الضوء الذي تلمحه العين لحظة الارتداد، فلا بد أن نصف طرفة العين تمثل نصف الزمن. ومعلوم أن الزمن إذا قل لمتحرك، فسرعته تتضاعف، لأن السرعة=مسافة/زمن. ويعمل تنصيف الزمن على مضاعفة الكسر! أن أن السرعة ستكون ضعفي سرعة الضوء وليس نصفها. ويصبح قول المؤلف أن نصف طرفة عين تعني نصف سرعة الضوء (ص167) قول لا يتسق مع نفسه. أما إذا كان فاسداً من الأصل، فيزيد عليه فساده في الاستدلال بالتنصيف أيضاً، ويصبح كلام المؤلف في هذه الحسابات فاسداً من كل وجه.

وخلاصة ذلك أن قول المؤلف أن الملائكة تتحرك بسرعة الضوء، وأن هذا هو قانون السفر في الفضاء المحكوم بسرعة الضوء، وأن المعادلة (E=mc/2) هي معادلة الطاقة، قول لا يصمد أمام النقد وأن نقض هذا القانون المزعوم شديد اليسر. ونعتذر إلى الله جل وعلا على ما اقترفه المؤلف من إلحاق باطل بكتاب الله العزيز، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

ومما زاده المؤلف وأمعن في فاسد التحليلات، أنه راح يقسم الملائكة من حيث السرعة إلى ثلاث فئات بحسب عدد الأجنحة؛ ذوات الجناحين والثلاثة والأربعة، وذلك استناداً إلى قول الله تعالى " أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ"(فاطر:1). ويكون عنده الأكثر أجنحة، هو الأعلى سرعة. ومن حيث المبدأ نقبل التفاوت في القدرة، ولكن أن يقول أن أقصى سرعة للملائكة هي سرعة الضوء فهذا ما نرفضه بكل حزم. ومن ثم نرفض كل ما ينبني عليه مما أتى به المؤلف من أن ذوات الأربعة أجنحة لها سرعة الضوء، وأن ذوات الثلاثة أجنحة لها نصف سرعة الضوء، وأن ذوات الجناحين لها سرعة هي ربع سرعة الضوء!(ص169،171-179) .. وتصبح هذه الاستدلالات لغو على لغو، إضافة لكون أصل التفسير جميعه وهمٌ على وهم. 



 الخطأ التاسع:
الزعم بانتحال أينشتاين معادلة (E=mc2) من القرآن، وأن المؤلف قد كشف سر هذا الانتحال.
قال المؤلف (ص186) : [آن الأوان لكشف سر انتحال أينشتاين لقانون السفر في الفضاء بسرعة الضوء ومعادلة الطاقة من القرآن الكريم ونسبتها إلى نفسه إثماً وعدواناً]: ونقل عن مصدر مُستهْجَن، ما قام بتشبيكه مع ما توهمه من اقتباس أينشتاين آية (سورة النمل:40): وقال (ص189، 105): [اللغز الذي طرحه أينشتاين، وكشف سر كتمانه لمراجع معادلته الذي اقتبسه من سورة النمل (40)، وفيما يلي نص اللغز[1] (لو أن شخصاً كان طائراً في الفضاء بسرعة الضوء وكان ممسكاً بذراعه مرآة وجهية .. ماذا سوف يرى في المرآة؟ ... هل سيرى وجهه؟ .. هل سيكون أكبر أو أصغر مما لو كان في حالة سكون؟ .. وهل سيكون مشوهاً بأي شكل؟ وهل سيكون هناك وقت لموجات الضوء لتضرب وجهه وتصيب المرآة وترتد إلى شبكية عينه، والتي كانت تتحرك أيضاً بسرعة الضوء؟ وماذا لو كان هناك راصد يراقب كل هذا المشهد من الأرض، فماذا سيرى هو أو هي؟)]
الجواب:
يُعرف هذا اللغز الذي حكى عنه المؤلف – وهو ليس بلغز، بل محض تساؤل نفسي - في أدبيات النسبية بـ "أشهر تجربة ذهنية لأينشتاين" Einstein's Most Famous Thought Experiment- وإن كان يشتهر أكثر بـ (ملاحقة شعاع الضوء Chasing a Beam of Light) مع ملاحظة أن طريقه عرضه التي اقتبسها المؤلف، تختلف عما اشتهر له من أن شخصاً يلاحق شعاع ضوء بسرعة الضوء، فماذا سيرى؟!
يقوم مؤلفنا بتشبيك هذه اللغز  أو التجربة الذهنية مع آية سورة (النمل:40) ويقول (ص190): [لو تفكرنا قليلا في لغز أو فرضية أينشتاين (كان من الأَوْلى أن يقول: تجربة أينشتاين الذهنية، لأنها ليست فرضية) لوجدناها تمثل صورة فوتوغرافية لمكونات قصة عرش ملكة سبأ مع بعض الإضافات التمويهية ... (ص 193) إنطلق الملك طائراً في الفضاء بسرعة نصف سرعة الضوء من مجلس النبي سليمان في القدس حتى مدينة مأرب في اليمن، ثم العودة .. بنفس السرعة، ممسكاً بين ذراعيه عرش ملكة سبأ العظيم، فألقى به بين يدي النبي سليمان وحاشيته وذلك قبل أن يرتد طرف النبي سليمان إليه، وفتح عينه (انعكس الضوء من العرش على شبكية النبي سليمان فرأى العرش مستقراً أمامه .. وكان النبي سليمان وحاشيته في حالة رصد وترقب لما سيُسفر عنه عمل الـمَلَكْ حتى رأوا العرش مستقراً أمامهم. ...]
(ثم يقول ص194) [ولو أننا أجرينا مقارنة بين مضمون ومفردات قصة النبي سليمان مع ملكة سبأ وعرشها من ناحية ومضمون ومفردات اللغز أو الفرضية الخيالية التي ادعى أينشتاين بأنها مصدر إلهامه للتوصل لقانون السفر في الفضاء وقانون الطاقة، لتبين لنا بكل وضوح التطابق الكامل .. مع الفارق بأن القصة القرآنية تتحدث عن تجربة فعلية وحقيقية ذات أسس ومقومات، بينما يقول أينشتاين أنه بنى نظريته على أساس فرضي خيالي، ومع ذلك أثبتت التجارب الحديثة صحتها ومصداقيتها، ليس بسبب فرضية أينشتاين، ولكن لأنها عملية جاءت مقدرة ومنظمة من لدن الله خالق هذا الكون ومدبر قوانينه ... فالله أراد أن يُعرِّف البشرية بأحد القوانين الهامة في مجال إدارة الكون .. فقد صاغه في قالبين ... (النظري) ..و (التطبيقي) .. جاء الجزء النظري للقانون في العبارة التالية "أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ"، .. (وجاء) الجانب التطبيقي بعد أن طار الـمَلَكْ " الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ" ثم عاد آتياً بالعرش خلال (نصف!) سرعة الضوء.]

نقول: محَّصنا هذه المقابلة بين لغز أينشتاين (الذي تخيل فيه أنه يطير بسرعة الضوء ويحمل مرآة يطالع فيها وجهه ويختبر ماذا سيرى فيها، هو وربما من يطالع ما يحدث ولا يطير معه) والذاهب في مهمة مهما بلغت سرعته فيها ليأتي بالعرش، وينتظره سليمان دون أن يدرك الوقت لأن لا يشعر إلا أنه أطرف فرأى العرش مستقراً أمامه. نعم محّصت ومحّصت ومحّصت، وكتبت في ذلك دراسة مُفصَّلة، تراجع هنا (هل من علاقة بين سرعة نقل عرش بلقيس وسرعة الضوء)، فلم أجد أي مشابهة، بل يمكن القول بكل اطمئنان، أن العلة منفكة تمام الانفكاك بين (طرفة العين) وما يمكن أن يحدث خلالها من أحداث زمنية لا نشعر بها، وركوب أينشتاين موجة الضوء في تجربته الذهنية المثارة هنا.
إن الرائي هو سليمان دون الإحساس ولا التوقع ولا الانتظار لما سيحدث (خلافاً لما قاله المؤلف (ص197) بأن النبي سليمان وحاشيته كانوا في حالة المفاجأة والترقب والرصد)، والطائر بسرعة - صغيرة كانت أو كبيرة - هو الذاهب والآتي بالعرش، وعبر لحظة زمنية ألطف من أن يدركها أي بشر. فالحدثين منفكين من كل علة! .. وما ننقله للمؤلف حالاً (ص197) فليس إلا كلاماً يخلو من أي قيمة علمية، حيث قال: [لما رأى النبي سليمان العرش مستقراً بين يديه كان راصداً لهذا المشهد وهو في مجلسه على الأرض، و(هذا) يثبت أن أينشتاين انتحل كل أجزاء هذه القصة ونسبها لنفسه.  .. وفي جزء من فرضية أينشتاين يقول: (وهل سيكون هناك وقت لموجات الضوء لتضرب وجه الرائي وتصيب المرآة، وترتد إلى شبكة عيونهم، والتي كانت تتحرك أيضاً بسرعة الضوء .. ، وهذا الجزء ليس سوى ترجمة لعبارة " قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ " والذي يعني ارتداد الضوء إلى الطرف أو الشبكية ولكن بصورة موجزة ومعبرة.]
  
وللتأكيد على ذلك، نشرح غرض أينشتاين من تجربته الذهنية.

أراد أينشتاين من تجربته أن يرى: هل إذا سار بسرعة الضوء، وأصبح كما يركب راكبي أمواج البحر الأمواج، هل سيسكن الضوء بالنسبة إليه كما تسكن موجة البحر بالنسبة لراكب أمواج البحر؟ .. وإن حدث ذلك، فلن يدخل عينه الضوء لأن المسافة بين ومضة الضوء وعينه لن تقل حتى تلحق الومضة بعينه وتدخلها فيرى بها شيئا! .. أي أن المشهد هو أن الضوء ينبغي أن يسكن لو سرت الأمور كما هي بالنسبة لأي أمواج أخرى كأمواج البحر ... كان هذا التساؤل وأينشتاين فتى في السادسة عشرة من عمره (سنة 1895) – وفقط على سبيل الفضول والاستثارة العلمية؛ يريد أن يفهم بها سلوك الضوء، ولا ارتباط بينها وبين أي آيات قرآنية - ، ... ولم يُجب عن ذلك إلا بعد عشرة سنوات، وكانت إجابته أنه مهما لاحق هو الضوء، فلن يجده إلا أنه أسرع منه، وبنفس السرعة وكأنه لا يلاحقه!! وهذه هي فرضية النسبية الأولى، أي: ثبات سرعة الضوء في أي إطار إحداثي. ... والآن: ما علاقة هذه التجربة التخيلية - سواء قبل النسبية أو بعدها - بانتقال عرش بلقيس في برهة زمنية رهيفة، ولكنها محدودة، وبما يُفاجأ به سليمان حتى أنه لم يكد تطرف عينه حتى رآه أمامه، وقد جاء به ناقله من سبأ في زمن تلك الطَّرفة، .. نسأل: أي علاقة بين هذا الحدث المعجز في نقل عرش بلقيس، وسؤال أينشتاين عن ملاحقته لموجة الضوء؟! .. أللهم لا علاقة، ولا قانون، ولا نسبية، ولا معادلة طاقة ... ولا شيءٍ البتة!!! .. وغفر الله لمؤلفنا .. الذي توهم أشياءاً وعلاقات ما أنزل الله تعالى بها من سلطان !!! وحاول إقناع أو تلبيس وقوعها على قُرَّاء كتابه.


الخطأ العاشر:
زعم المؤلف أن أينشتاين – بعد أن انتحل معادلة الطاقة من القرآن- لجأ إلى تربيع سرعة الضوء في المعادلة بدل من أن يبقيها على حالها بدون تربيع كما هي في آية (النمل:40)، ووضع لذلك من الأسباب أن الترجمة الألمانية للآية ربما التبست على أينشتاين – أي أن أينشتاين أخطأ في فهم الآية، ولو أنه فهمها كما ينبغي لما قام بتربيع السرعة.

قال المؤلف (ص202): [قانون الطاقة الصحيح وفقاً لمخرجات البحث:
الطاقة = الكتلة x نصف سرعة الضوء                         E=mc/2
فهكذا جاءت في القرآن الكريم وهكذا يجب أن يفهمها العالم إن أراد الاستفادة منها في الصفر في الفضاء بسرعة الضوء وفي تطبيقات لا حصر لها في شتى شؤون الحياة. ويبدو لي أن أينشتاين قد لجأ إلى تربيع سرعة الضوء بسبب واحد من العاملين التاليين أو بسبب كليهما:
1- .. حرصه على كتمان مرجعه القرآني وهذا هو الأرجح.
2- .. التباس الصياغة التي وردت بها ترجمة الآية القرآنية، فالآية القرآنية التي وضعت قانون السفر في الفضاء .. هي: "قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ"
وهذا يعني بكل وضوح أن السرعة كانت تساوي نصف طرفة العين، أي نصف سرعة الضوء، وليس مربع سرعة الضوء، والغريب أن الترجمة الألمانية لهذه الآية كانت أكثر من واضحة.]
الجواب:
حسب ترجمة المؤلف (ص 204) العكسية لقوله تعالى "أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ"، فقد أعاد ترجمة النص الألماني:
ich bringe ihn dir innerhalb eines augen zwinkerns von dir
 إلى العربية، ووضع فيها لفظ (نصف) رغم خلو أصلها الألماني من أي إشارة إلى لفظ (نصف)، وجاءت ترجمته: (سآتيك به في نصف طرفة عين)، رغم أننا لو ترجمناها إلى الإنجليزية فسنجدها:
I bring it to you within a blink of your eye
ومعناها: (سآتيك به خلال طرفة عينك).
وإذا سعينا لترجمات ألمانية أخرى، كالتي وجدناها هنا، فسنجد أن النص الألماني هو:
Ich werde ihn dir in einem Augenblick bringen
وترجمته إلى الإنجليزية هو (I'll bring it to you in a glimpse of an eye) وترجمته إلى العربية هو: (سآتيك به في لمح بصرك)
... فأين لفظ (نصف) هذا الذي ادَّعاه المؤلف؟! ...
وإذا كان الصحيح إدراجه في المعادلة هو (نصف سرعة الضوء) وليس (تربيع سرعة الضوء)، فكيف ثبت صحة المعادلة بهذا التربيع كما قال المؤلف نفسه (ص207): [ثبت صحتها بعد أن أخضعت للتجربة والتطبيق بعد سنوات طويلة من تاريخ نشرها]!!
هذا بخلاف أن فهم (طرفة العين) على أنها سرعة الضوء فهم وهمي إسقاطي من المؤلف، وقد فصَّلنا القول في خطأ هذا الفهم في دراستنا السابقة:
"قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ": حول العلاقة بين سرعة نقل "عرش بلقيس" وسرعة الضوء!

  الخطأ الحادي عشر:
نفي المؤلف وجود أي مرجعيات علمية لأينشتاين - نظرية كانت أو عملية تجريبية - سابقة على سنة 1905، يوم نشر النظرية النسبية. ثم سعي المؤلف إلى إلباس السياق التاريخي لباس الإبهام والغموض والإثارة، فيتحقق للمؤلف عندئذ سكب أوهامه في أذهان القراء، فيقبلوا بيُسر واطمئنان أن مصدر أينشتاين في النسبية لم يكن إلا القرآن! 

قال المؤلف (ص78): [إن القفزة الفكرية لأينشتاين من فكرة المبدأين الرئيسين للنسبية الخاصة إلى فكرة تساوي وتعادل الكتلة مع الطاقة هو شيء مبهم بصورة مؤكدة .. ومما يزيد في إبهامه وغموضه هو أن أينشتاين اقترح هذه الفكرة قبل وقت طويل من الوصول إلى نتائج تجريبية لتوضح الطبيعة الحقيقية للعلاقة بين الكتلة والطاقة]. وقال المؤلف (ص79): [لعل الشيء الأكثر غموضاً والأكثر إثارة للحيرة وعدم الفهم هو تلك المعادلة التي خرج بها أينشتاين على العالم فجأة ودونما استناد على آية تجارب أو مرجعيات ومصادر ...، وهذه المعادلة في الحقيقة هي جوهر وأساس فرضيتنا بأن أينشتاين قد أخذ نظريته النسبية من القرآن الكريم.]

الجواب:
ينقل مؤلفنا عن مقالة على الإنترنت[1] (شديدة الغرابة، وقيمتها العلمية=0) تحمل عنوان "كيف توصل أينشتاين للمعادلة (E=mc2)"، ما نصه (ص103-104): [... لم يتوصل (أينشتاين) إلى معادلته المشهورة عن طريق استنتاجات وبراهين رياضية معقدة، بل إنه لم يستخدم أية براهين رياضية أو علمية للوصول إلى ذلك على الإطلاق. .... إذا كان أينشتاين لم يتوصل إلى معادلته (E=mc2) عن طريق البراهين الرياضية أو العلمية .. إذاً كيف أمكنه التوصل إلى ذلك؟ .. والإجابة عن ذلك بسيطة؛ لقد ركبها تركيباً، نعم لقد ركبها .. فقد أقدم على محاولة جريئة وخمن ثم خمن حتى توصل إلى تركيب هذه المعادلة من دون أي تجربة أو دليل أو برهان علمي. .. وكل ما حدث أنه استيقظ في أحد الأيام وقال: (لا بد أن تكون المعادلة هكذا) ... بعدئذ، وفي عام 1905م قام بنشر اكتشافه في مقالة من ثلاث صفحات في مجلة علمية مغمورة.]
نقول: مراراً وتكراراً يأخذ مؤلفنا معلوماته وأحكامه على أينشتاين والنسبية والمعادلة التي يتهم أينشتاين باقتباسها من القرآن، يأخذ معلوماته من مصادر منكرة، ومتحيزة، وفي أغلب الأحيان تكون جاهلة عن الحقائق، وفارغة من الاستدلال والتحقيقات العلمية. ومن هذا المصدر الأخير، أخذ أيضاً الأقوال الآتية:
قال (ص104-105): [كان معظم العلماء المعاصرين في ذلك الوقت (يقصد نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وحتى سنة 1905) راضون بصورة تامة عن تلك النظريات السائدة، وكانت هناك حالات قليلة لم تستطع تلك النظريات شرحها بصورة مُرضية، ولكن اعتبرت غير ذات أهمية ولم يُعرها أحد اهتماماً كبيرا سوى أينشتاين.]
نقول: نبدأ بهذا الكلام الأخير، ونؤكد أنه غير صحيح، وكأن صاحبه – الذي نقل عنه مؤلفنا – لم يكن دارياً بتاريخ الفيزياء وعويص إشكالاته التي تآزر جمع غير قليل من ألمع الفيزيائيين والرياضيين والتجريبيين وقتها على حلها من أمثال هنري بوانكاريه وهنريك لورنس، وماكس أبراهام، وبوشرر، وفيتزجيرالد، و .... إلخ. وإذا تكلمنا فقط عن معادلة العلاقة بين الكتلة والطاقة (وهي المعادلة التي يدور حولها النقاش)، فسنجد أن التاريخ الموجز في نشأتها سيمر عبر الأسماء الرنانة الآتية من حيث مساهماتهم المباشرة في المسألة: (ج ج طومسون، سنة 1881)[2]، (أوليفر هيفيسايد، سنة 1889)[3]، (ج ج طومسون، سنة 1993)[4]، (جورج سيرل، سنة 1896-97)[5]، (ماكس أبراهام، سنة 1902-3)[6]، (لورنس، سنة  [7]1992، و1904[8])، (فيلهلم فين، سنة 1900)[9]، و(فريتز هازنورل، سنة 1904)[10] و( هنري بوانكاريه، سنة 1906)[11]. وقد تأكد هذا الحضور النظري المكثف في الأدبيات العلمية من مصادر عديدة[12]. أما الجانب التجريبي، فيمر بالأساس عبر أعمال (كاوفمان، سنة 1902)[13] الذي أجرى العديد من التجارب في الفترة (1901-1903) والتي اكدت زيادة الكتلة مع السرعة؛ أي طاقة الحركة، وكل ذلك قبل أن يقدم أينشتاين بحثي النسبية وعلاقة الكتلة بالطاقة سنة 1905.
إذا كان ذلك كذلك، فكيف قال مؤلفنا (ص78): [إن القفزة الفكرية لأينشتاين من فكرة المبدأين الرئيسين للنسبية الخاصة إلى فكرة تساوي وتعادل الكتلة مع الطاقة هو شيء مبهم بصورة مؤكدة .. ومما يزيد في إبهامه وغموضه هو أن أينشتاين اقترح هذه الفكرة قبل وقت طويل من الوصول إلى نتائج تجريبية لتوضح الطبيعة الحقيقية للعلاقة بين الكتلة والطاقة]. وقال المؤلف (ص79): [لعل الشيء الأكثر غموضاً والأكثر إثارة للحيرة وعدم الفهم هو تلك المعادلة التي خرج بها أينشتاين على العالم فجأة ودونما استناد على آية تجارب أو مرجعيات ومصادر] . وأقل ما نقوله في هذه الأقوال: أنها تدعو للرثاء.
وأما ما نقله مؤلفنا وقال فيه عن بحث أينشتاين عن المعادلة (E=mc2)  بأنه [قام في عام 1905م بنشر اكتشافه في مقالة من ثلاث صفحات في مجلة علمية مغمورة.] فنسأله: هل مجلة [Annalen der Physik] مغمورة؟! .. إنها المجلة الألمانية الأشهر على الإطلاق، ولم يخفت ضوؤها منذ العام 1799 وحتى اليوم، وهي هي المجلة التي نشر فيها ماكس بلانك بحثه الشهير سنة 1900 والذي قامت عليه نظرية الكم، ولو ذهبنا نذكر تاريخها، لمررنا بتاريخ الفيزياء وتطوره منذ حملة نابليون على مصر وحتى اليوم وبلا انقطاع!! .. فكيف يُقال في حقها أنها مجلة مغمورة؟! .. إنها اسمها في الفيزياء مثل اسم مصر في التاريخ والآثار. إلا أن يقول المؤلف أن اسم مصر بلد مغمورة الاسم في التاريخ! .. فإن شاء فليقل، أو لينقل عن غيره مثل هذه الترهات. ولا أدري كيف يتكلم شخص ما عن شيء لا يعلم عنه شيء البتة، وبهذا الشكل الفاضح؟! .. أو ينقل عن جاهل من جهلة الإنترنت مثل هذه التضليلات؟!
وأما قول مؤلفنا (ص103-104): [... لم يتوصل (أينشتاين) إلى معادلته المشهورة عن طريق استنتاجات وبراهين رياضية معقدة، بل إنه لم يستخدم أية براهين رياضية أو علمية للوصول إلى ذلك على الإطلاق .. إذاً كيف أمكنه التوصل إلى ذلك؟ .. والإجابة عن ذلك بسيطة؛ لقد ركبها تركيباً، نعم لقد ركبها .. فقد أقدم على محاولة جريئة وخمن ثم خمن حتى توصل إلى تركيب هذه المعادلة من دون أي تجربة أو دليل أو برهان علمي... ] فنجيبه بأن أينشتاين وصل إلى المعادلة (E=mc2) سنة 1905 بطريقة تحليلة، ورغم أنها لم تكن تامة الاستدلال – بدليل تكراره محاولات سبك ورصانة الاستدلال عليها، وخاصة أنها تعرضت للانتقاد من حيث تمام الوفاء بالمطلوب أثباته[14] – إلا أنها لم تكن مُجهضة، بدليل ما نشره كل مِن لورنس سنة 1906 و(ماكس فون لاوي، سنة 1911)[15]، دعماً للمعادلة، وقد كانت استنتاجات رصينة بشهادات عديدة. هذا بخلاف أن المعادلة – في صورتها التي تزداد فيها الكتلة مع السرعة – كانت مدعومة تجريبياً في الفترة 1901-1903 من قِبل تجارب كاوفمان دعماً مؤكداً، ولم يكن التأخر الاستدلالي النظري عن التجريبي عائداً إلى محاولات تأويل التجارب وفهم ما يجري فيها. ... فالمسألة لم تكن تخمين كما توهم مؤلفنا أو من ينقل عنه من عابثي الإنترنت، ولم تكن تعمية من أينشتاين كما أراد مؤلفنا أن يدلل عليه، دعماً لفرضية متهافتة بأن أينشتاين قد انتحل معاني آيات قرآنية. وهو أمر لم يثبت لهذه الآيات، فكيف ينبني عليه شيء؟!



[1] How EINSTEIN Arrived at E=MC2.
[2] Thomson, Joseph John (1881), "On the Electric and Magnetic Effects produced by the Motion of Electrified Bodies", Philosophical Magazine, 5 11 (68): 229–249,doi:10.1080/14786448108627008.
[3] Heaviside, Oliver (1889), "On the Electromagnetic Effects due to the Motion of Electrification through a Dielectric", Philosophical Magazine, 5 27 (167): 324–339,doi:10.1080/14786448908628362.
[4] Thomson, Joseph John (1893), Notes on recent researches in electricity and magnetism on Internet Archive.
[5] Searle, George Frederick Charles (1897), "On the Steady Motion of an Electrified Ellipsoid", Philosophical Magazine, 5 44 (269): 329–341, doi:10.1080/14786449708621072.
[6] Abraham, Max (1903), "Prinzipien der Dynamik des Elektrons", Annalen der Physik 315 (1): 105–179, Bibcode:1902AnP...315..105A, doi:10.1002/andp.19023150105.
[7] Lorentz, Hendrik Antoon (1892a), "La Théorie electromagnétique de Maxwell et son application aux corps mouvants on Internet Archive", Archives néerlandaises des sciences exactes et naturelles 25: 363–552.
[8] Lorentz, Hendrik Antoon (1904), "Electromagnetic phenomena in a system moving with any velocity smaller than that of light", Proceedings of the Royal Netherlands Academy of Arts and Sciences 6: 809–831
[11] Poincaré, Henri (1906), "La fin de la matière" [The End of Matter], Athenæum.
[12] Lorentz. in Lorentz et aI., The Principle of Relativity, pp. 23, 24, and Whittaker. A History of the Theories of Aether and Electricity. vol. II, p. 51.
[13] Kaufmann W “Die elektromagnetische Masse des Elektrons” Phys. Z. 4 54 – 57, (1902).
[14]  راجع في ذك، (Origin and Escalation of the Mass-Energy Equation ∆ E=∆ mc2) وما إحيل إليه من انتقادات وجهت إلى أينشتاين في استدلاله على صحة المعادلة سنة 1905 وخاصة من قبل بلانك (ص 3). وراجع أيضاً:
“Einstein’s 1905 Paper on E=mc2”, Patrick Moylan , James Lombardi and Stephen Moylan; AJUR, Vol13, Iss1, Jan.2016. http://www.ajuronline.org/uploads/Volume_13_1/AJUR_January_2016p5.pdf
[15] Laue, Max von (1911), Das Relativitätsprinzip on Internet Archive, Braunschweig.
الخطأ الثاني عشر:
 زعم المؤلف في نهاية الكتاب أن المعادلة التي أتى بها أينشتاين (E=mc2) خطأ، رغم أنه اعترف أنها تأكدت بالتجربة والتطبيق مراراً عبر الكتاب!! (ص 207 على سبيل المثال) .. وجاء احتجاجه بتخطئتها – في سعيه إلى تطبيقها على انتقال عرش بلقيس بسرعة الضوء - وبما يبعث على العجب، قال (ص199):
[الطاقة التي استخدمت في نقل عرش بلقيس وفقاً لطرح أينشتاين:
الطاقة = الكتلة x مربع سرعة الضوء =
       = 1000 كجم x (299792.5)2 = ؟؟؟
وقد صَعُب عليَّ استخراج مربع هذا الرقم باستخدام عدة حاسبات وهذا يثبت عدم واقعية تربيع سرعة الضوء، وهذا يؤيد ما ذهب إليه الكثير من العلماء بعدم واقعية تربيع سرعة الضوء، واعتبروا ذلك مشكلة وخطأ في معادلة أينشتاين. (وقال مثل هذا ص201)
الجواب:
لو أدخلنا الأرقام المعطاة في المعادلة أعلى، في أي حاسبة – ولو على الجوالات/الموبايلات التي في أيدينا، فستخرج النتيجة على الفور: 1000 * (299792.5(2 = 9.0 x 1310  وهو رقم طويل، وهذه هي الطريقة التي ألفها العرب، وكانوا يكتبون بها الأرقام الطويلة قبل 1000 سنة، ولو شاء أن يكتب الرقم على حاله، فسيجد أن شكله كالآتي: الطاقة = 89،875،543،056،250 ويُقرأ كالآتي: 89 تريليون و875 بليون و543 مليون و 56 ألف و 250 (وحدة طاقة: جول، لو كانت وحدة الكتلة كجم، ووحدة الطول بالمتر) .. ولو كانت الوحدة دولار، لما كان هذا الرقم غريباً عن مجموع ميزانيات عدد من الدول الصناعية .. أي أنه ليس برقم مستحيل من حيث المبدأ، بل واقعي كل الواقعية.
فأين الإشكال؟! ... إنها من نوع المسائل التي أتذكر حلها أيام كنت طالب ثانوي قبل حوالي أربعين عاما !!!
- أما الإشكال الحقيقي فهو أن تطبيق هذه المعادلة على حركة جسم مادي خطأ من حيث المبدأ. لأن كتلة أي جسم مادي تزداد بازدياد سرعته، حتى تصل إلى مالانهاية إذا وصلت سرعته إلى سرعة الضوء. أي أن المؤلف – غفر الله له – أخطأ في مبدأ التطبيق. ... ببساطة ... إنه تكلم في غير فنه .. نعم ... إنه دخل الصلاة بلا وضوء !!!! ... ونزل مسابقة بلا معرفة قوانينها !!! .. ودخل حلبة مصارعة ولم يتأهل لها، .. فأصابه ما أصابه ... وقل ما شئت من هذا القبيل.
إن هذه المعادلة - لو رغبنا تطبيقها على كتلة 1000 جم - تعني أنه إذا تحولت كل هذه الكتلة إلى طاقة، فإن هذه الطاقة مقدارها هو هذا العدد من وحدات الطاقة، وليس معناها أن هذه الكتلة لو طارت بسرعة الضوء، فكم سيكون طاقة حركتها، أو الطاقة المسببة لجريانها بهذه السرعة. أما هذا الطلب الأخير، فهو ببساطة لا نهائي، لأن الكتلة (1000 كجم) ستبدأ مع زيادة سرعتها في الزيادة، وبالاقتراب من سرعة الضوء ستصبح 2000 ثم 3000 ثم ... ثم مليون ثم بليون ثم .... ثم مالانهاية له من كيلوجرامات!!! .. وأعلم أن المؤلف لم يفطن إلى ذلك؟! .. لذا سأكتفي. وأقول له: غفر الله لك .. !!!
  الخطأ الثالث عشر:
من أوهام المؤلف في تشكيل السياق التاريخي الذي خرجت فيه النظرية النسبية قوله (ص83، 88): [المعادلة التي استنبطها أينشتاين (E=mc2) (الطاقة = طxث2) لم تكن معنية ومهتمة بالكتلة (ك) ولكنها كانت معنية مهتمة بالطاقة (ط)، فقد كان أينشتاين وغيره من علماء الفيزياء ممن سبقوه، أو من اللاحقين له منشغلون في البحث عن المعادلة التي تمكنهم من التوصل إلى كمية الطاقة المتطلبة لتحريك وتشغيل وسائل المواصلات والمصانع ومحطات توليد الطاقة الكهربية والأجهزة الطبية والأسلحة الحربية .. إلخ ]
الجواب:
هذا الكلام غير صحيح فيما يخص أبحاث الفيزياء التي خرجت من طياتها النظرية النسبية. نعم كان أينشتاين يعمل في مكتب تسجيل براءة الاختراعات، ويمر عليه مسائل من النوع الذي يتكلم عنه صاحب الكلام أعلى، ولكن هذا لم يكن له علاقة بالنظرية النسبية ولا المعادلات النظرية التي أثمرت النظرية النسبية.
فالغرض الأساسي الذي سعى إليه الباحثون هو حساب السرعة المطلقة للأرض (في الأثير الذي كانوا يؤمنون به على نحو متسق مع فهمهم للكهرومغناطيسية) وباستخدام تطبيقيات النظرية الكهرومغناطيسية من تأثيرات ضوئية، ففشلت هذه المحاولة. ثم انعكس فشلها على صياغة الكهرومغناطيسية باستقلال عن الراصدين لظواهرها، ومحاولة فهم الكميات الفيزيائية مثل الكتلة، أهي ذات بنية كهرومغناطبيبة جزئياً أو كلياً؟ّ وهل تؤثر حركة الأجسام على صفاتها من أبعاد وكتلة أم لا. ... إلخ آخر الاتجاهات البحثية. وكل هذا باستقلال عن التكنولوجيا الصناعية من طاقة ووسائل مواصلات .. وما ذكره المؤلف أعلى، ولا أدري من أين جاء بهذا الكلام المنحرف تاريخياً؟!
  الخطأ الرابع عشر:
أيد المؤلف بتصرف كلام من قال[1] بأن أساس الزمكان (Space-Time) الذي أتى به (منكوفسكي في ترييضه لنسبية أينشتاين سنة 1909[2]) - وهو تصور لم يُعرف في الفكر البشري من قبل. وإلى من ينسبه؟! – ينسب بداياته إلى العلماء المسلمين، يقول (ص90، 143): [هندسة الفضاء والزمان – وهي ترجمة المؤلف لـ Space-time بطول كتابه وعرض، وهي ترجمة خاطئة – لم يكن معروفاً لدى اليونانيين القدماء، ولكن الخطوة المبسطة لهذا العلم قد أتت من قبل العلماء المسلمين في بداية القرن الحادي عشر الميلادي، وتم نقله إلى أوربا في القرنين السادس عشر، وكان لذلك أثر كبير في تقدم العلم والتطور التقني والحضاري.]


[1] Brian Cox, Jeff Forshaw-Why Does E=mc2__ (And Why Should We Care_)-Da Capo Press (2009), p.40-41.
[2] Minkowski, Hermann (1915) [1907]. "Das Relativitätsprinzip". Annalen der Physik 352 (15): 927–938
الجواب:
جمع المؤلف في فقرته هذه بين عظيمتين من الخطايا العلمية: الأولى في الخلط بين الزمكان والهندسة اللاإقليدية من جهة، والثانية في نسبة تباشير (هذه الخلطة) إلى العلماء المسلمين!
وما فعله العلماء المسلمون كان في الهندسة الكروية وباستخدام آليات الهندسة، حتى وإن صُنِّفت الهندسة الكروية على أنها هندسة لا إقيدية. وكان ذلك لمعالجة سطح الكرة الأرضية وتعيين اتجاه القبلة من أي موضع عليها. أما الهندسة الغير مستوية في الفضاء ثلاثي الأبعاد وفي أي موضع منه فهي التي نُسبت في القرن التاسع عشر إلى ريمان، وسميت بالفضاء الريماني، وقد عُممت لتشمل ما هو فوق الأبعاد الثلاثة، وهنا يأتي متعلق الزمكان الذي يجعل الفضاء رباعياً على التخصيص بإضافة الزمن إلى المكان الثلاثي، ومزجهما بحسب معادلات النسبية العامة. وقول المؤلف بأن هندسة الزمكان لم يكن يعرفها اليونانيون، فنقول له ولا حتى علماء القرن التاسع عشر بمن فيهم ريمان نفسه، ناهيك عن كل من قبله بمن فيهم العرب. لأن الزمن عندما دخل واشتبك مع المكان جعل من الفضاء الرباعي الناتج مزيجاً تخيلياً يحتوي في وصفه على الرقم التخيلي (-1)، وهذه الإضافة الرياضية الهامة أدخلها منكاوسكي لأول مرة[1]، وهي التي شيد عليها أينشتاين نظريته العامة فيما بعد، رغم أنه لم يكن مستوعباً لها أول الأمر، حتى أنه أثر عنه قوله: (منذ أن غزا الرياضيون النظرية النسبية لم أعد أفهمها أنا نفسي)[2].


[1] Minkowski, Hermann (1915) [1907]. "Das Relativitätsprinzip". Annalen der Physik 352 (15): 927–938. Bibcode:1915AnP...352..927Mdoi:10.1002/andp.19153521505
[2] Arnold Sommerfeld, Article;“To Albert Einstein’s Seventeenth Birthday”,pp.99-105 in: (Paul Arthur Schilpp, edt. - Albert Einstein Philosopher-scientist - MJF Books (2001)), p.102.
  الخطأ الخامس عشر:
تخليط المؤلف بين الكميات الفيزيائية، حيث اعترف أولاً بقانون نيوتن الثاني (ص26) وأقر بأن [كمية الحركة هي ناتج ضرب كتلة الشيء المتحرك في سرعته] وهو إقرار صحيح، ثم قال ما ينقض هذا الإقرار، وخالف الإجماع الصحيح للفيزيائيين على ذلك وخرج ليقول بأن هذا التعريف هو (تعريف الطاقة) وأن الطاقة هي حاصل  ضرب كتلة الشيء المتحرك في سرعته 151، 198، 200، 204) فعرَّف الطاقة وكمية الحركة بتعريف واحد! .. ولم يرجع عن إقراره الأول عن (كمية الحركة) ويقدم أي حجة تنقضه،.. رغم أنهما كميتان فيزقيتان متمايزتان كما سبقت الإشارة في [الخطأ الثاني].
الجواب:
ينتج عن هذا الفعل التخليطي من المؤلف انهيار القواعد المفاهيمية والآلية الحسابية التي قام عليها علم الميكانيكا الحديث وتحليلاته الرياضية، وبكل أشكاله التطبيقية من تكنولوجيا صناعية، وكشوف معرفية في الفيزياء الفلكية وحركة الأجرام. وباختصار، نقض المؤلف بفعله هذا عموداً من أعمدة العلم الحديث. وعاد بقارئيه إلى القرون الوسطى في الفكر الطبيعي الأسطوري اللا-تحليلي. ويُعد فعله هذا نكصان معرفي عن فهم ما خلق الله تعالى عليه الأشياء من سنن الحركة - بعدما علمه الناس وانتفعوا به وشربوا منه وارتووا، ولا نتجنَّى عليه إن حكمنا أن فعله ارتداد عن العلم إلا اللاعلم.
  الخطأ السادس عشر:
سمَّى المؤلف فرضيتي أينشتاين بديهيات، وقال (ص 90) [كانت البديهية الأولى من بديهيات أينشتاين هي أن معادلات (Maxwell) هي معادلات حقيقية وصحيحة من حيث أن الضوء يسافر دائماً عبر الفضاء بنفس السرعة بصرف النظر عن حركة المصدر أو حركة المراقب. أما بديهية أينشتاين الثانية فهي تؤكد على ضرورة اتباع جاليليو في التأكيد على أنه لا يمكن أبداً إجراء تجربة قادرة على التعرف على الحركة المطلقة].
الجواب:
هناك بديهيات، وهناك فرضيات. والصحيح أن أينشتاين أقام نظريته النسبية الخاصة على فرضيتين؛ أي مبدأين افترض صحتهما جدلاً، ليقطع الطريق على طلب البرهان عليهما. أي أنه طلب من الفيزيائيين أن يقبلوهما كنقطة انطلاق، حتى أن لورنس تعجب من ذلك وقال (افترض أينشتاين ثبات سرعة الضوء ابتداءاً، رغم أننا لم نصل إلى هذا الثبات إلا من خلال الاستدلالات الشائكة من الكهرومغناطيسية والتي لا تسلم بالضرورة من النقد). والشاهد هنا أن كون نقاط الانطلاق فرضيتان لا يجعلهما بديهيتان من حيث المبدأ. لأن البديهيات لا تحتاج إلى برهان بلا جدال. ولو كانتا بديهيتان لانتفت الحاجة لقطع الطريق على طلب البرهان عليهما، لأن البديهيات أقرب المفهومات ظهوراً وجلاءاً، ويستشهد بها لبيان غيرها. والأدهى من ذلك أن إحدى هاتين الفرضيتين والتي تسمى ثبات سرعة الضوء، تعاند البداهة من كل وجه. ومثلها مثل أن تقول أن سرعة قطار دائماً أبداً هي 100 كم/س. بمعنى أنك مهما لحقته بسيارة، فستجده أسرع منك بهذه السرعة، ذهاباً أو إياباً. وهذه معاندة صريحة للبداهة. والسبب في خطأ المؤلف في تسميته الفرضية بالبديهية، هو أنه ترجم كلمة axiom بأنها (بديهية). ورغم أن هذه هي ترجمتها الحرفية، إلا أنها ليست كذلك رياضياً. ويبدو أن المؤلف قد ترجم لمن سمى فرضيتي أينشتاين axioms بالمعنى الرياضي، وهذه التسمية شائعة في الاصطلاحات الرياضية، لذلك لجأ أهل الخبرة الرياضية من العرب لأن يعربا كلمة axiom في معناها الرياضي ويمتنعوا عن ترجمتها، لأنها ليس لها مقابل عربي، وكتبوها هكذا (أكسيوم)، ومن أمثلة ذلك الصريحة .. (كتاب "فلسفة الرياضيات"، محمد ثابت الفندي، 1971) حيث قسَّم الفكر الرياضي إلى مدارس، ومن بين تلك المدارس كانت المدرسة الأكسيوماتيكية؛ أي التي تقوم على بناء الرياضيات على مبادئ تنطلق منها، بحيث لا يُسأل عن تبرير ولا رد هذه الأكسيومات لما هو أدنى منها، وتكون النتيجة أن تتشكل من هذه الأكسيومات بنية متسقة داخلياً، بما يجعلها نظرية رياضية لا غبار عليها.

ونشير أيضاً إلى وجود خطأ ثاني في تصريح المؤلف السابق، وهو أنه صاغ فرضية ثبات سرعة الضوء مقرونة بعبارة (معادلات ماكسويل حقيقية وصحيحة) وهي إفادة منفكة عن الفرضية، وتؤكد أن من صاغها مع هذه الفرضية ليس من أهل الفيزياء، وأن المؤلف قد نقلها في الأغلب عن غيره، وقد تشوش صاحبها الأصلي في المعاني الفيزيائية التي اقتحم حرمها (أكد المؤلف– ص89- أنه نقلها من كتاب "لماذا الطاقة = الكتلة x مربع سرعة الضوء = ك ث2). وتصحيح ذلك أن معادلات ماكسويل هنا يجب أن تُذكر مع الفرض الثاني الذي قال فيه (لا يمكن أبداً إجراء تجربة قادرة على التعرف على الحركة المطلقة)، ولا يقال معادلات ماكسويل حقيقية صحيحة، بل يقال أن صياغة معادلات ماكسويل (بل وأي ظاهرة فيزيائية قانونية غيرها) لا تختلف بين الراصدين القصوريين، لأنها لو اختلفت، وتميز لها صياغة في إطار دون غيره، لدل ذلك على وجود إطار قصوري مطلق. ومن ثم كان ثبات صياغتها لكل الإطارات القصورية هو المقصود، وليس انها حقيقية وصحيحة. لأن صحتها وحقيقيتها ضرورة ضمنية وإلا سقطت بالكلية، كما أنها منفكة عن ثبات صياغتها. والشاهد هنا هو ثبات الصياغة وليس الحقيقة والصحة. والواضح أن المؤلف خلَّط بين فرضيتي النسبية، وبين المعاني المقصودة فيهما!!!
  الخطأ السابع عشر:
نقل المؤلف كلاماً لغيره عن معنى (ما يتحرك بالسرعة (c)) تستنكره النظرية النسبية ذاتها، قال (ص93): [يجب النظر إلى (c) -أي: سرعة الضوء - في المعادلة (E=mc2) بصورة أكثر دقة على أنها سرعة لجزيئات لها كتلة، والتي أرغمت على الطيران حول الكون بهذه السرعة. ومن وجهة نظر الفضاء والزمن فإنه تم تقديمها من أجل تمكيننا من تعريف كيفية حساب المسافات في اتجاه الزمن، وبهذا فإن c متجذرة في نسيج الزمن الفضائي].
الجواب:
أشار المؤلف إلى أن هذه الفقرة مقتبسة من كتاب عنوانه: (لماذا الطاقة=الكتلة*ث2) دون أي تعيين لموضع الإحالة، وأدرج بين مراجع الكتاب في نهايته (ص225) هذا المرجع هكذا (Why does E=mc2)، بلا مؤلف ولا نشر، ولا تاريخ، وبعد البحث والتنقيب عثرنا على الكتاب[1]، ووجدنا في ص139 منه العبارة ذاتها كالآتي:
The  c  in E=mc2 should therefore be seen more correctly as the speed of massless particles, which are absolutely forced to fly around the universe at this speed. From the spacetime perspective, was introduced so we could define how to compute distances in the time direction. As such, it is ingrained into the very fabric of spacetime.
 وبالمقارنة، وجدنا أن المؤلف اعتمد هذا الكلام وكأنه كلاماً مقدساً، فنقله على ما به من أخطاء، ومن أخطائه أنه نسب إلى الفوتونات كتلة، والصحيح أنها ليس لها كتلة، وأنها مرغمة على الطيران حول العالم، ولا يعرف الفيزيائيون للعالم حدود حتى يقال أنها تطير حوله، وأنه قد تم إدخال قيمة هذه السرعة (c) في – ما يُفترض أنه النظرية النسبية – كي نستطيع أن نحسب منها المسافات على اتجاه الزمن، وهذا تعبير شديد الفساد، ولا يقال مسافات في اتجاه الزمن، بل يقال حساب المسافات في المتصل الرباعي الـمُسمَّى بالزمكان (أي النسيج الواحد الذي يتشابك فيه المكان بالزمان). لذلك كان هذا الكلام جامعاً بين الخطأ الفج (في نسبة كتلة إلى الفوتونات) وخليط من النكارة والغموض الشديد في باقي العبارة.
وبالمقارنة أيضاً نلاحظ أخطاءاً بالترجمة، فقد ترجم صديقنا المؤلف كلمة particles والتي أراد صاحبها به جسيمات الضوء بـ (جزيئات)، وهو خطأ كبير، كما أنه ترجم spacetime مرة بـ (الفضاء والزمن) ومرة بـ (الزمن الفضائي)، وكلاهما خطأ. كما أنه ترجم كلمة around the world ترجمة حرفية بـ (حول العالم) رغم أن سياقها كان يتطلب أن تُترجم بـ (عبر، أو خلال العالم). ونشير إلى أخطاء أخرى وقع فيها مؤلفنا في الترجمة من نفس الكتاب، وأدرجها في الصفحات (91-99)، ويكفينا ما أشرنا إليه بما يُستدل به على مثيله.


[1] (And Why Should We Care_) Brian Cox, Jeff Forshaw-Why Does E=mc2_-Da Capo Press (2009), p.139
الخطأ الثامن عشر:
تخليط المؤلف بين (الأثير) و(الهواء)، حيث قال (ص37): [كتب ألبرت (أينشتاين) ورقته العلمية الأولى وكان عنوانها The Investigation of the State of the Aether in Magnetic Fields أي: استقصاء بحث حالة الأثير (الهواء) في المجالات المغناطيسية]. 
الجواب:
الهواء معروف، ويعيش الإنسان في جوفه كما تعيش أسماك البحر في جوف الماء، ولكل منهما حد أعلى، فحد البحر هو سطحه الذي تجري عليه السفن. وحد الهواء أقل من 100 كم فقط فوق رؤوس الناس من جميع الجهات، غير أنه يتلاشى على التدريج، وليس بالانقطاع كما هو الحال في ماء البحر. أما الأثير فهو الوسط الذي كان علماء القرن التاسع عشر يوعزون إليه التموج الذي ظهر في الظواهر الضوئية (من انعكاس وانكسار وتراكب وتداخل وحيود)، بمعنى أنهم كانوا يقولون بأن الأثير وسط غير مرئي، فإذا ما تموج رأينا ذلك فيما نعرفه بالضوء. وبعد انتاج وبث الأشعة الكهرومغناطيسية – والتي يلحق بها الضوء من حيث النوع، إلا من اختلاف الأطوال الموجية – انطبق على الأشعة الكهرومغناطيسية ما قيل في حق الضوء، أي أنها أمواج أثيرية. ولهذا ما زلنا نسمع المذيعين يقول أنهم يبثون محطات الراديو على أمواج الأثير. ويبدو أن عوام الناس فهموا من ذلك أن الأثير هو الهواء. وسرى ذلك في مخيلتهم، وبما تسرب إلى كلام مؤلفنا، فقال ما قال من أن الأثير (الهواء)، وهو خطأ علمي فج.
  الخطأ التاسع عشر:
زعم المؤلف ميل أينشتاين ناحية القرآن والإسلام بلا أي أدلة موثقة أو راجحة إلا الوهم، قال (ص44): [أخذ (أينشتاين) يبحث عن نقائص (اليهودية) ونقائص الدين المسيحي على حدٍّ سواء كلما ازداد معرفة بعلوم الطبيعة وعلوم الفلسفة حتى بلغ مرحلة الرفض الكامل لكليهما، واتجه من ثم إلى البحث عن بدائل دينية أخرى وكان الدين الإسلامي من بينها، كما سيتضح فيما بعد، وإن تكتم على ذلك بسبب استنباطه نظريته الكبرى من القرآن الكريم]. وقال (ص55-56): [بعد أن نبذ أينشتاين دينه اليهودي وهو في الثانية عشرة من العمر، وبعد أن توصل إلى ما سماه بطفولية الدين المسيحي أخذ يبحث عن دين بديل يستطيع الإجابة على تساؤلاته حول الكون وطبيعة الكون وتركيبه، فلجأ إلى التعرف على الدين السماوي الثالث – ألا وهو الإسلام – لعله يجد فيه ما يشبع فضوله ونهمه العلمي حول طبيعة الكون وتركيبه، .. وهناك في القرآن وجد أينشتاين ضالته مسجلة في عدة آيات قرآنية فاستخلص منها أشهر معادلة رياضية عرفها الإنسان حتى اليوم]. وقال أيضاً (ص56): [لا عجب ألا يطعن أينشتاين في القرآن الكريم مثلما فعل بالنسبة للإنجيل والتوراة. .. وهو يعلم أن مجده وعزه من منبع هذا الكتاب العظيم وهذا الدين القويم]. وقال (ص57-58، وص61):[كان الدكتور عبدالرحمن بدوي المصري الجنسية أحد العلماء العرب القليلين الذين كانت لهم علاقة مباشرة مع أينشتاين، وقد أشار الدكتور بدوي في كتابه "مستقبل الفلسفة" (لم أجد أثر لهذا الكتاب) بأنه من المؤسف أن كثيراً من الناس لا يعلمون شيئاً عن إسلام أينشتاين .. فقد هداه عقله الكبير إلى أن الحل في إنقاذ الإنسانية من مثل هذه الكوارث إنما يكمن في اتباع الإسلام، ذلك الدين الحق الذي وجد أينشتاين فيه ضالته .. فقد مات هذا العالم الفيلسوف ومعه هذا السر الدفين !!!]. ويعلق (ص59): [ونحن نقول بأن ذلك السر الدفين ليس هو إخفاء أينشتاين لانتمائه للدين الإسلامي فقط، بل هو أيضاً إخفاء المرجع الحقيقي للمعادلة الفيزيائية العظمى (E=mc2) والتي صمم على كتمانها حتى وفاته، فخلق بذلك التكتم الحيرة والغضب في جميع الأوساط العلمية التي كانت تطالبه بمرجعيته الحقيقية لذلك السر العظيم]. وقد توهَّم المؤلف (ص59، وغيرها كثير) اقتباس أينشتاين شيء من القرآن والاستشهاد به وقال[1]: [جاء في بحث على الإنترنت تحت عنوان "أينشتاين العالم والإنسان .. أهم الشخصيات التاريخية" ما يلي: (.. كان شديد التعلق بوالدته، ويحكي لها تطوراته أولا فأولا، ففي بداية دراسته الجامعية عام 1314 ه الموافق 1897م بعث لها بخطاب قال فيه: "إن الجهد النفسي وجمال الطبيعة التي خلقها الله يجسدان الملائكة التي تعطيني القوة والرجاء للمضي قدما في هذا العالم المجنون، وإنني سأظل على العهد في التأمل في صنع الخالق وقدرته، بعيدا عن زخارف شياطين الإنس والجن الذين يعيثون في الأرض فسادا، الذين يفسدون في الأرض بعد إصلاحها")]، ثم وصف المؤلف هذه العبارة المنسوبة لأينشتين وقال: [نقلاً ومحاكاة لآيات قرآنية في اللفظ والمضمون ...] وأتي بالآيات (الأنعام:112)، و(الأعراف:56)، و(العنكبوت:36)، ثم قال: [.. لم يقتبس أينشتاين هذه المعاني وهذه العبارات من كتب الفيزياء أو الفلسفة أو الرياضيات التي كان منشغلاً بها، ولم يقتبسها من التوراة والإنجيل لأن الكتابين ليسا سوى تجميع لأساطير خرافية وطفولية كما كان يعتقد ويردد، كما أنه لم يعرف عنه البلاغة اللغوية كما هي متمثلة في رسالته هذه لوالدته ..، إذن فإن التفسير الوحيد لمرجعية هذه الرسالة المعبرة وما احتوت عليه من عبارات قرآنية في لفظها ومحتواها إنما هو دليل دامغ على أن أينشتين كان على إطلاع كامل بجميع سور القرآن ... فهذه العبارات قد جاءت ضمن ثلاث سور وربما هناك ما يماثلها في سور أخرى ... إذا أضفنا إلى هذه السور تلك السورة العظيمة (سورة النمل) التي استنبط أينشتين من آياتها النظرية النسبية الخاصة ومعادلتها العظمى (E=mc2) فإننا سنضع يدنا على دليل قاطع يدحض قول أينشتين الذي قال "كل ما جاء في الإنجيل والقرآن إنما هي تطبيقات في أديان عقائدية لآلهة شخصية ضعيفة تم خلقها في خيال رجال حكموا في الأزمنة الغابرة .." فهذا القول لم يكن إلا تهرباً من كشف مرجعيته لهذه النظرية وهذه المعادلة العظيمة.
هكذا كان أينشتين بلسانين عند الحديث عن القرآن والإسلام ... لسان يفيض بالثناء والمديح والاقتباس عندما يكون الحديث مع من يثق في حفظه وعدم البوح به، ولسان آخر فيه فيه همز ولمز أو تجاهل مع كل من يخشى كشف علاقته بالقرآن والإسلام].


[1]  لم نجد من مصدر لهذه العبارة بنصها إلا مداخلة بأحد المنتديات، على الرابط:
الجواب:
نحلل تلك العبارة المنسوبة لأينشتاين والتي قال المؤلف أنه كتبها في خطاب لوالدته:
بعد التنقيب الطويل، جدنا أن ما جاء به المؤلف حول قصة هذه العبارة والخطاب الذي يحويها بها عدة أخطاء:
1- أن الخطاب لم يكن من أينشتاين لوالدته، بل كان لوالدة صديقته الأولى (Marie Winteler) بعد أن انفصل عنها[1]، واسم والدتها (Pauline Winteler). لذلك فتقديم المؤلف للخطاب بقوله: (كان أينشتين شديد التعلق بوالدته، ويحكي لها تطوراته أولاً بأول ..) كلام باطل، وتدليس من المؤلف، ولا مصدر له إلا خياله الأدبي.
2- أن الخطاب كتبه أينشتاين وهو في الثامنة عشر من عمره، ومن ثم فلا وجه للزعم بأن أينشتاين كان منشغلا بكتب الفيزياء والفلسفة والرياضيات، كما يصوّر المؤلف لِقُرائه، وكأنه كان باحثاً علمياً غارقاً في أبحاثه، بل كان محض طالباً يجتهد لتثبيت أقدامه في الجامعة بعد العثرات التعليمية العديدة التي واجهته.
3- أن العبارة التي نقلها المؤلف كان مصدرها مداخلة على أحد المنتديات ولم يكن بحثاً. كما أن لها مصادر عديدة من الكتيبات التي تجمع أقوال أصحاب الأسماء المشهورة كأينشتاين. ومن هذه المصادر الأخيرة:
The Expanded Quotable Einstein, Collected and Edited by Alice Calaprice -Alice Calaprice – 2000, p.5.
وهذه العبارة التي نحن بصددها، واشتهرت لأينشتاين، والتي تمثل شطر مما ترجمه المؤلف، فنصها بالإنجليزية، هو:
Strenuous intellectual work and the study of God's Nature are the angels that will lead me through all the troubles of this life with consolation, strength, and uncompromising rigor.
وهذا هو ما تتناقله كتب أقوال المشاهير، وتمثل هذه العبارة الانجليزية المتداولة على النت نصف الفقرة التي أتى بها المؤلف تقريباً وليس جميعها، ومرجعها الأصلي الذي أشارت إليه كتب أقوال المشاهير، هو:
To Pauline Winteler, mother of Einstein's girlfriend Marie, ca. May 1897. CPAE, Vol. 1, Doc. 34.
أي: الخطاب الموجه (من أينشتاين) إلى أم صديقته (الأولى) "ماري ونتلر"، في شهر مايو سنة 1897. (ضمن "الأعمال الكاملة لألبرت أينشتاين" CPAE)
وإذا عدنا لهذا الخطاب بعينه، فسنجده على الإنترنت على الرابطين الآتيين: باللألمانية (النص الأصلي) والإنجليزية (النص الـمُترجَم):
وترجمة الفقرة المقتبسة كاملةً – أنظر صورة الخطاب أسفل - هو [إن العمل الذهني الشاق ودراسة الطبيعة التي خلقها الله هما الـمَلَكَيْن اللذان سيقوداني لاجتياز الصعاب في هذه الحياة سواء كان ذلك بالعزاء أو بالعزيمة التي لا تكل. وإني لأتمنى أن أمنح بعضاً من ذلك إلى الطفلة العزيزة (يبدو أنه يقصد صديقته، أي إبنة من يرسل الخطاب إليها) حتى وإن كان ذلك مستغرباً بالفعل كي يصمد – به الإنسان - أمام عواصف الحياة.]
وبمقارنة ذلك مع جاء به المؤلف من نقولات عن الإنترنت مجهولة التعريب والدقة، نجد أن عبارة المؤلف جاءت هكذا:
[ إن الجهد النفسي وجمال الطبيعة التي خلقها الله يجسدان الملائكة التي تعطيني القوة والرجاء للمضي قدما في هذا العالم المجنون وإنني سأظل على العهد في التأمل في صنع الخالق وقدرته، بعيدا عن زخارف شياطين الإنس والجن الذين يعيثون في الأرض فسادا، الذين يفسدون في الأرض بعد إصلاحها]
وعلى الفور سنجد أن الجزء بالخط الأحمر – بمقارنته مع ما هو بالخلفية الصفراء أعلى، أو مع ما تحته خط أحمر في الخطاب الإنجليزي اللغة أسفل - قد أُسِيء ترجمته، ولا يعبر عن النص الإنجليزي في صورة الخطاب بأي صورة من الصور، وأنه ليس هناك أي إشارة لـ (زخارف شياطين الإنس والجن الذين يعيثون في الأرض فسادا، الذين يفسدون في الأرض بعد إصلاحها) ولا ندري من اين أتى بها؟!. ومن ثمَّ يسقط احتجاج المؤلف بهذا الخطاب. ونستحضر هنا كامل النص الانجليزي الرسمي المنشور للخطاب[2]، وذلك من أهم مصادر أعمال أينشتاين الموثقة [3].
ثانياً: نقول أن كل ما قاله المؤلف في ما اقتبسناه له من عبارات متكررة من توجه أينشتاين ناحية الإسلام ليجد فيه ما لم يجده في التوراة والإنجيل، واستشهاد المؤلف بالفيلسوف المصري "عبد الرحمن بدوي" بلا أي مصدر موثق يمكن الثقة به والتعرف عليه، .. كل هذا لا قيمة له ما دام أن المؤلف لم يُدلل عليه. وتذهب كل هذه التصريحات أدراج الرياح، وتحسب على المؤلف وليس له ، وأنه يروج إشاعات لا أساس لها من الصحة.


والخلاصة أن هذا الخطاب يُسقط احتجاج المؤلف بمعرفة أينشتاين بالقرآن وآياته على النحو الذي حاول اقناع قراءه به، علماً بأنه ليس عنده من أدلة أخرى.


[1] Esther Dreifuss-Kattan, Art and Mourning: The role of creativity in healing trauma and loss, p.173.
[2] The Collected Papers of Albert Einstein;
Volume 1: The Early Years, 1879-1902 (English translation supplement) pp. 32+33
  الخطأ العشرين:
لاحظنا أعلى تناقض المؤلف في تحليله لموقف أينشتاين من القرآن، فمرة يبرئه من أن يطعن في القرآن كما طعن في التوراة والإنجيل حين قال (ص 56): [لا عجب ألا يطعن أينشتاين في القرآن ... وهو يعلم أن منبع مجده وعزه من منبع هذا الكتاب العظيم]. ثم يأتي ليقول (ص 61): [سنضع أيدينا على دليل قاطع يدحض قول أينشتاين الذي قال فيه: "كل ما جاء في الإنجيل والقرآن إنما هي تطبيقات في أديان عقائدية لآلة شخصية ضعيفة تم خلقها في خيال رجال حكموا في الأزمنة الغابرة"]، وبرغم التناقض الصريح بين نفي الطعن، ووجود الطعن، إلا أن لكل منهما عند المؤلف تبرير! فحين أثبت الطعن في هذا النقل الأخير برر ذلك وقال (ص 61): [هذا القول لم يكن إلا تهربا من كشف مرجعيته]، وحين نفاه، برر ذلك وقال: [لا عجب ألا يطعن ..وهو يعلم أن منبع مجده وعزه هذا الكتاب]. ويؤكد المؤلف موقفه - المتلون- هذا، والذي يطوع فيه أي عبارة ينقلها -  دون التدليل على مصدر نقله لنعلم صوابه من خطئه – لتتسق مع وهمه القصصي الخيالي الوهمي ويقول: [هكذا كان أينشتاين بلسانين عند الحديث عن القرآن والإسلام، لسان يفيض بالمديح والثناء والاقتباس عندما يكون الحديث مع من يثق في حفظه، وعدم البوح به، ولسان آخر فيه همز ولمز أو تجاهل مع كل من يخشى كشف علاقته بالقرآن والإسلام]. 
الجواب:
نستغرب ونسأل: من هذا الذي يثق فيه أينشتاين، ومن هذا الذي يخشى منه؟! .. وأي تحليل استند إليه المؤلف للمحيطين بأينشتاين الذي يكتمهم أسراره حتى يُصرِّح المؤلف بهكذا تصريح؟!
نقول: هذا الكلام من المؤلف ليس إلا تآليف وهمية، أسفلها وهم، وأعلاها وهم، أي أنها بناء متكامل من الوهم، فلم يكن لأينشتاين علاقة بالقرآن من اقتباس أو غيره، حتى يخشى من كشفها، وليس هناك أيضاً من مدح خاص معلوم الصدق وفاءاً للقرآن كم يوهم المؤلف قراءه، وليس هناك من تبني أينشتاين للإسلام كما زعم المؤلف أنه قرأه لعبدالرحمن بدوي، وما يقول (57-58) أنه موجود في كتاب له بعنون "مستقبل الفلسفة" لم نجد له أثر بعد تنقيبنا في كل من سيرة عبدالرحمن بدوي الشخصي المنشورةسنة 1984 في موسوعته الفلسفية، وقد بلغت أعماله (مؤلفات أو ترجمات) باللغة العربية حينها بضع وسبعين، ولا في نهاية حياته، وهي منشورة بالتفصيل، وقد بلغت 122.
ولتميم البناء الوهمي للمؤلف حول علاقة أينشتاين بالقرآن، ومزاعم إسلامه، تأليفه لقصة تلفظه بالشهادتين عند موته، حيث قال المؤلف (67-69):[كان الشخص الوحيد بصحبة أينشتاين حين وفاته إحدى ممرضات المستشفى، ويُروى عنها (بلا مصدر) أنها قالت بأن أينشتاين تمتم بعدة كلمات باللغة الألمانية قبل لحظات من وفاته، ولم تستطع الممرضة فهمها. ... تُرى ماذا كانت تلك الكلمات...؟  - ولماذا استخدم اللغة الألمانية ... ؟ ... وهو يعلم أن الممرضة لا تتكلم إلا الإنجليزية (لو كان يريد مساعدةٍ ما)! ... ولماذا الألمانية وهو يكره أهلها؟ (!!! بلا مصدر) .. أليس ذلك دليل على أنه أراد أن يفصح عن سر ظل مكتوماً في صدره لسنوات طويلة ولم يخرج ذلك السر إلا رهبة الموت؟ .. أليس من الممكن أن ما تمتم به أينشتاين قبل أن يلفظ أنفاسه ما سبق له قوله ولو لمرة واحدة تلكم هي عبارة (Allah ist gross) والتي تعني ألله أكبر؟ أو لعله تلفظ بالشهادتين، واستنتاجي هذا لم يأت من فراغ، ولكنني أستند هنا إلى الفرضية الرئيسية لهذا الكتاب والتي تقول بأن أينشتاين قد استخلص نظريته النسبية الخاصة ومعادلتها الكبرى (E=mc2) من القرآن الكريم، وأن هذا هو ما يفسر كتمان أينشتاين لمراجعه .. وهو السر الذي أثار استغراب واندهاش جميع الأوساط .. من أين أتى أينشتاين بهذه المعادلة؟ .. هل نزلت عليه من السماء أم .. أم .. إلى الحد الذي اتهمه البعض بالغش والتدليس والكذب.]

نقول: يقوم المؤلف بصياغة عمل أدبي مسرحي تمثيلي، ويضفي عليه من خياله أضعاف مضاعفة مما فيه من بذور وقائع. حتى أخرج لنا فيلما خياليا واستدلالات تاريخية موهومة، وتصريحات سارحة مدلسة، لا هي علمية ولا تاريخية .. ولا شيء .. أللهم إلا ما يثير الشفقة .. ثم ينعكس ويصبح مثالاً حياً يتهم المسلمين (في شخص مؤلف هذا الوهم) بالسطو على أعمال الآخرين ونسبته إلى دينهم. ثم إذا ما ظهر أو كان من إفادات قرآنية حقيقية لعلاقة مع سرعة الضوء أو أقوال النسبية، .. فمن من الناس يصدقها بعد هذا التلفيق التاريخي، العاري عن الأدلة. .. هكذا يُفقد المؤلف مصداقية الحق في القرآن، بإلصاقه أوهامه بتلك العلاقة، فتشوش على ما يظهر لاحقاً إذا ما ظهر، من حق حقيقي، بما أتى به من باطل مبطول. .. لذا يجب أن نُعلنها نحن المسلمون بأننا نرفض هذه الاستدلالات الباطلة من مؤلف كتاب (المعادلة التي وضعها القرآن واقتبسها أينشتاين)، والحكم عليها في علم تاريخ العلوم مثله من الحكم على (الحديث الموضوع) في علم الحديث؛ أي أنها استدلالات فاسدة، مردودة على من أتى بها.
  الخطأ الحادي والعشرين:
زعم المؤلف (بلا أي قرينة، ناهيك عن الدليل) أن رفع عيسى عليه السلام إلى السماء وأن معراج النبي صلى الله عليهما وسلم ليلة الإسراء والمعراج، كانا بسرعة الضوء، قال (ص192): [لم يحدث سفر أحد من البشر في الفضاء بسرعة الضوء إلا في حالتين جاء ذكرهما في القرآن الكريم وهما: رفع عيسى ابن مريم عليه السلام إلى السماء، والحالة الثانية هي رحلة الإسراء والمعراج التي حدثت للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس ثم المعراج إلى السماء السابعة والعودة إلى مكة في نفس الليلة]. 
الجواب:
هذا كلام باطل من كل وجه؛ لأنه لا يستند إلى أي مصدر نقلي أو علمي. فسرعة الضوء بحسب العلم الطبيعي الكسبي حد أعلى للسرعات المادية لما نعرفه من المادة الأرضية التي نجدها في جداول العناصر الكيميائية والجسيمات المادية الأولية (إلكترون، بوزيترون، بروتون، نيوترون، ميون، ... إلخ)، وأي تجاوز لذلك بتعميمها على النطق الماورائية لما يكون عليه حال الملائكة أو الروح أو الأنبياء الكرام: عيسى ومحمد عليهما صلاة الله تعالى وسلامه، فكلام مردود، ولا يؤبه به ولا له. ومن يتجرأ بهذه الأقوال على هذه الماورائيات بلا أدلة نقلية (أو حسية تجريبية – وأنّى له بها)، فننصحه بالتقيد بقول الله تعالى "لَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ".
 الخطأ الثاني والعشرين:
يقول المؤلف (ص221): [ما يهمني ويهم كل المسلمين الآن هو أن نعيد الحقوق الفكرية المتصلة بهذا القانون لمرجعه الأصلي، ألا وهو القرآن الكريم، ولتحقيق هذا الغرض فإنني أتقدم إلى كل من يعنيه الأمر من المسلمين وغير المسلمين، ومن علماء الفيزياء وغيرهم من العلماء، بأن يتفضلوا ويقبلوا هذا الكتاب كوثيقة تطالب بحماية هذه الحقوق، والحكم على ما ورد في هذا الكتاب من جميع جوانبه، وذلك وفقاً لمبادئ الحق والعدل وبما يحقق المنفعة للناس أجمعين.]
الجواب:
نقول: الحكم على ما ورد في هذا الكتاب هو: الكتاب شديد الفساد، وعموده هو الوهم المركب؛ بمعنى أنه جاء وهماً على وهمٍ على وهم. ولم يثبت من ادعاءات مؤلفه شيءٌ البتة، فلا الآية "أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ" تؤول إلى المعادلة التي زعم؛ (E=mc/2)، ولا أن هذه المعادلة معادلة طاقة، ولا أن أينشتاين اقتبسها من القرآن، ولا أنه أسلم، ولا أنه نطق بالشهادتين عند موته، ولا ولا ولا .. إلخ. وكل ما جاء به المؤلف وسمَّاه أدلة، تهاوى مع التحقيق اليسير. وخَلُصنا من هذا التحقيق إلى أن المؤلف قد ولج في غير فنِّه، فأتى بالعجب العُجاب. وبإسم المسلمين أيضاً أقول له: أنني برئ من أخطاء هذا الكتاب، ومِن دعواه على نسبة المعادلة الفاسدة (E=mc/2) إلى القرآن (وخاصة على النحو الذي جاء به المؤلف). وأسأل الله تعالى أن يغفر للمؤلف، بعد أن يتوب إلى الله تعالى، ويعتذر للمسلمين عما ألبسه عليهم، ويعتذر للناس عامة عما أقحمه في معاني القرآن الذي أنزله الله تعالى إليهم، وبما نحسبه منه أنه لم يكن يتعمده، وإنما التبس عليه الأمر. وهذا هو الشيء الوحيد الذي ربما يُحمد له إن أقرَّ به، هذا إن بحثنا له عن خيرٍ فيه! غير أنه ليس بعذر مقبول. لذا وجب عليه الرجوع عن كل ما قال. والله تعالى وحده هو الغفور الرحيم.


الجزء الثاني من أخطاء هذا الكتاب : هل من علاقة بين سرعة نقل عرش بلقيس وسرعة الضوء