الجزء الأول: الرد على عصام (ختلة)
مقدمة:
لا
نستغرب شرود بعض الناس عن جادة الطريق؛ كل طريق. وتتعدد الأسباب، فمنها الغُربة
عنه، ومنها موانع الرؤية من غيوم وخلافه، ومنها عيوب البصر وما ماثله من أسباب في
ذات الشارد. وكل هذا وارد، ولا غرابة في وقوعه في آحاد الناس دونما اتفاق وتآلف
واجتماع بينهم، ناهيك عن أن يتطور الأمر بينهم إلى الإصرار والمعاندة. فإن اجتمع
على ذلك بعض الناس لوجدتهم شرذمة قليلون، وقد اتبعوا عن عماية أو جهالة ضالاً منهم
يحسب نفسه على شيء.
كل هذا
وارد الحدوث، ولا يكاد عاقل من الناس إلا ويقابله في حياته في كل مجال؛ يقابله
ويزدريه، ويشفق على أصحابه، ثم لا يقتفيه.
أمَّا
أن يأتلف على هذا الشرود آلافٌ من الناس، يجتمعون على تزكية دعاة على باب من أبواب
الجهالة العلمية، ينافحون عن سقطاتهم منافحتهم عن الإيمان ضد المنكرين وأهل البدعة
والمضلين والمعتوهين ... إلى آخر ما هنالك من مفردات المنتقصين. .. ثم يحتمون
بصحيح الإيمان وصادق الوحي في دعم دعاويهم الزائفة، وبراهينهم التالفة .. فهذا ما
يستحق التوقف والتفحص، ... لأننا عندئذ نكون بإزاء مرض جديد قد مد لنفسه جذوراً
فاستفحلت أو شارفت، ربما عن غفلةٍ من أهل العلم والبيان، أو إعراضٍ وتجاهل مريبان.
ومن كان هذا شأنه من ناشر للجهالة باسم العلم، فيجب التحقيق في أمره عن كثب،
والوقوف على أسباب كلامه وأبعاده وأغواره وما كسب، ومدى خطره وآفاته، كلما طلع
علينا أو وثب، ثم بيان عواره وتسفيه أحلامه ومحو آثاره إن اكتسب.
ينطبق
هذا الوصف أيما انطباق على دعوات نُشرت بالعربية منذ شهور على ألسنة آحاد من
الناس، وتبعهم من المعجبين الآلاف!!!؛ وهي القول باستواء سطح الأرض! وأن القمر يضيء
بذاته ولا يعكس ضوء الشمس، وأنه ليس هناك جاذبية بين الأجرام، وأن القمر لا علاقة
له بالمد والجزر ... إلى آخر ما يتجاوز العشرات من مثل هذه التُّرَّهات.
وربما يستخف
بذلك بعض عقلاء الناس، ويقولون: زوبعة تخفت، ولا تستحق الاكتراث ولا التنويه، ولا
الخوف منها ولا التعظيم.
نقول:
صحيح أن إغفال بعض المسائل والضلال فيها أولى من التشنيع عليها. غير أن هذه
المسائل قد استندت إلى أصل عظيم الخطورة، ألا وهو "المعايير الصادقة للعلم"
والتشكيك فيها. ولو أهملناها وما شاع من زيغٍ فيها، فإننا سنفقد بالضرورة القدرة
على تمييز الصدق من الكذب في أمور الخلق الطبيعي – ناهيك عما دونه في البيان – ثم
معاني آيات القرآن ذات الارتباط. ولو فعلنا ذلك نكون قد تركنا بابَ شرٍّ عظيم
ينفتح على الناس. وعندها ينعق كل ناعق بما يشاء، ويحتار الناس في تصديقه أو
تكذيبه، ثم يفتقدون أئمة العلم وبراهينه، خاصة إذا رأوهم ورأوها قد انخذلت أمام
الخادشين في العلم وآليات تحقيقه بزعمهم، في منشأ إفكهم، في أمثال هذه المسألة،
وما قد يتبعها. لذا نرى أنه يجب الوقوف بحزم شديد، الآن وفوراً، قبل أن ينتشي
أصحاب التضليل العلمي بما يظنوه انتصاراً لهم، على صدقٍ ساكت، أو حَقٍّ مُستحٍ
خافت، يفتقر إلى الحجة والبيان. وهذا ليس من خصال المنافحين عن الحق، وإلا كانوا
غير أهلِ لمَا حُمِّلوا من أمانة، ولَـلَحقهم عندئذ قول الله تعالى "مَثَلُ
الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ
يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ
اللَّهِ" (الجمعة:5).
تمهيد:
نبدأ
لتحقيق هذا الهدف بمراجعة مُمحَّصة لسلسلة فيدوهات لموقع على اليوتيوب يحمل اسم
"خَتْلة". يبدأ صاحبه بالحديث عن ذهاب الأمريكان إلى القمر، ويستدل بعد
سرد نتف من الأخبار والغرائب غير الموثقة بأن هذا الحدث لم يقع أبداً، ولا يعنينا
في هذا الدراسة صدق الأمريكان من كذبهم، لأنها ليس مسألة علمية في أصلها، بل خبرية
تاريخية، ولم يجتمع عندنا حتى الآن نصابٌ كافٍ من الأدلة العلمية الخالصة على
التصديق أو التكذيب القاطع بهذا الحدث الذي تتناقله المواقع الشخصية.
وما يجب
أن يعنينا حقيقةً هو الظواهر الطبيعية التي لها تفاسير علمية مُحْكَمة، والتي ذهب
صاحب موقع (ختلة) إلى التشكيك فيها، بل تكذيبها، اعتماداً على تكذيبه للأمريكان،
وكأن هذه التفاسير العلمية تفاسير خبرية، متعلقة بهم، تصدق بصدقهم وتكذب بكذبهم.
وهو منهج منبت عن العلمية، لأنه يسقط به كل خبر صادق لو حدث وساقه إلينا من قد ثبت
عليه الكذب ولو مرة واحدة، هذا رغم أن الحق يقتضي أن يُصدّق الصدق ويُكذَّب الكذب
مهما كان مصدرهما، اعتماداً على التحقيق في صدق موضوعه، ودليل ذلك تصديق النبي ﷺ في حديث أبي
هريرة على ما قاله الشيطان وكان حقاً، حين قال ﷺ "صَدَقَكَ وهو كذوب". والحق
أن الظواهر الطبيعية التي تناولها صاحب الموقع مُفسرة قبل بزوغ نجم الأمريكان
أنفسهم، وأنها تحمل أدلتها في نفسها بالتحقيق والبرهان، إلا عند أهل التقليد؛
القاصرين عن درك البيانات، وقوة الأدلة، ومواطن الاستدلال، ودوامغ البرهان. لذلك،
سوف نحقق كلام صاحب ذلك الموقع – ومواقع آخرى لاحقاً أتت على شاكلته - فيما يخص
تلك الظواهر الطبيعية وتفسيراتها المستقرة وأدلة هذه التفاسير وبراهينها. ثم نحقق
في تشكيكاته وتكذيباته لتلك الحقائق وما يسميها هو أدلة قاطعة عليها. ثم نتفحص
التفاسير التي يقدمها بديلا عن ذلك، والتي سنرى أنها تعود بنا بل إلى عصور
الأساطير؛ عصر ما قبل التاريخ المُدَوّن وليس فقط ما قبل تاريخ العلم الرصدي
والتجريبي؛ والذي يحق لنا أن نؤرخه بظهور الاسطرلاب المستوي والكروي والذي بزغ
فيهما المسلمون بجدارة فائقة ونالوا فيه السبق. وإن كان ظهور التلسكوب وحلوله محل
الاسطرلاب يعد العلامة الفارقة في ظهور علم الفلك الحديث، إلا أن هذا الكشف أيضاً
ما كان ليظهر دون صناعة العدسات، والتي قامت قوانينها على بصريات ابن الهيثم. أي
أن المسلمين فتحوا أبواب العلم الحديث، ثم يجيء من ذريتهم اليوم من ينتصب متباهياً
ليغلقها من حيث لا يعلم شناعة ما تقترفه يداه، وبماذا يستشهد في ذلك؟! .. يستشهد
بالقرآن!!! ... لذلك نُذَكِّرهم ونُذكر من يُعجَب بكلامهم بقول الله تعالى "فَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ .."(الزمر:32) حيث أن الآية تعم كل صدق، وكل مكذب بهذا الصدق، حتى وإن كان عن غفلة منه، وكل
من استشهد على صدق كذبه بالله، نعوذ بالله من ذلك. ولئن تحرينا عما ألجأ صاحب
الموقع المذكور إلى التورط في تكذيب صدق علمي دامغ على نحو ما سوف نرى، لوجدنا أنه
ببساطة ليس من أهل الاختصاص، وكان أولى به أن يأتمر بأمر الله تعالى لكل مؤمن "وَلَا
تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ"(الإسراء:36)
ويمكننا
أن نوجز انطباعاتنا عما سنجده من استدلالات صاحب موقع (ختلة) وأمثاله من مواقع،
حيث تتوزع هذه الانطباعات بين الفكاهة، والشفقة، والحسرة، والحزن، والغضب،
والانزعاج، ثم الحَمِيّة العلمية – المحمودة بإذن الله.
- أما
الفكاهة، فلكونها من عجائب الاستدلالات الفاسدة والمعهودة من غير المتخصصين عندما
يُفتون فيما لا يعلمون.
- وأما
الشفقة، فلكون صاحب الاستدلالات حسن النية على ما يبدو، وجاد كل الجدة فيما سعى
إليه، إلا أنه يعاني من فقر معرفي حاد فيما ندب نفسه له.
- وأما
الحسرة، فهي على ضياع الجهد والوقت في أمثال هذا النزاعات الفارغة.
- وأما
الحزن، فيرجع إلى ذلك العدد الهائل من المطلعين على هذه الاستلالات الفاسدة ثم
تأييدهم لها، والذي يكشف عن سهولة انسياق العوام وراء الأضاليل.
- وأما
الغضب، فهو لإقحام آيات القرآن في استدلالات فاسدة بينة الفساد، مما يمثل طامة
كبرى بحق القرآن، وبما يلزم معه تبرأة القرآن مما يلحقه من لصق الأباطيل به،
وتحذير المتجرئين على ذلك من التمادي في جُرمهم ووجوب توبتهم وعودتهم إلى رشدهم.
- وأما
الانزعاج، فيرجع إلى ما سيؤول إليه حال المسلمين من الوضع السيء الذي هم عليه إلى
ما هو أشد منه سوءاً؛ ذلك لو أن هذه الأضاليل شاعت بينهم وجرى تصديقها ونشرها
والدفاع عنها.
- وأما
الحمية العلمية، فهو الانبعاث إلى صد هذا الشر الزاحف ومقاومته بكل حجة علمية
رصينة أوتيناها. هذا ونستعين بالله تعالى وحده، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم.
******************
المجموعة
الأولى من الشبهات – وموضوعها "القمر":
نقول: إذا ما تجاوزنا مسألة "هل نزل الأمريكان على سطح القمر أم لا"والتي لا نحكم فيها بحكم صارم؛ لعدم كفاية الأدلة، نصل في الدقيقة (14:12) من الفيديو الآتي:
نقول: إذا ما تجاوزنا مسألة "هل نزل الأمريكان على سطح القمر أم لا"والتي لا نحكم فيها بحكم صارم؛ لعدم كفاية الأدلة، نصل في الدقيقة (14:12) من الفيديو الآتي:
إلى
سلسلة من التشكيكات والتكذيبات والتهكمات من صاحبه على العلم الطبيعي الدارج، الذي
يتلاقاه أولادنا في المدارس. وهي تشكيكات وتكذيبات تتشح بوشاح العلمية زوراً
وبهتاناً، يعقبها تفسيرات مضحكات مبكيات ما أنزل الله تعالى بها من سلطان. وذلك
على ما سيتضح في تحقيقنا لنا فيما يلي:
1. إقراره في الدقيقة
(16:06) باستحالة أن يعكس السطح المحدب الآشعة الساقطة عليه في كل اتجاه بشكل
منتظم، وأن ذلك يمكن فقط للسطح المستوي أو المقعر (ترجمة على أحد المقاطع).
2. سطح القمر مستوٍ (بناءاً
على ما سبق).
3. استنكاره أن سطح القمر
تراب وجبال وسهور (ومن ثم أنه ليس جرم مادي من نفس طبيعة مادة الأرض).
4. محدودية ضوء القمر وعدم
انبساطه في فسحة السماء.
5. القمر ليس بعيداً عن
الأرض بـما يماثل 30 أرضاً، بل قريب جداً منها.
6. القمر لا يعكس أشعة الشمس
اعتماداً على موقع كل منهما للأرض للرائي لهما.
7. القمر ليس جرماً مادياً
من طبيعة مادة الأرض، بل ذو طبيعة مغايرة (وسوف يقول لاحقاً أنه مادة شفافة ...).
8. منازل القمر لا تنتج من
انعكاس ضوء الشمس على سطحه (خلط بين منازل القمر وأطواره).
9. القمر منير من نفسه. (ملحقة برقم (7)).
9. القمر منير من نفسه. (ملحقة برقم (7)).
10.ظاهرة المد والجذر لا تحدث بسبب القمر.
11. ظاهرة القمر العملاق تحدث بسبب اقتراب القمر من
الأرض.
12. الجزء المظلم من القمر يجب أن يكون أسوداً وليس
بلون السماء، (يظن أن لون السماء الأزرق لون سقف خلفي). (ملحق برقم (7)).
13. القمر شفاف فيمكن رؤية النجوم التي خلفه من خلاله.
14. القمر ليس له إلا وجه واحد، ولا وجود لوجه خلفي له.
15. قوله "دليلك عينك" على صدق كل ما زعمه
اعتماداَ على الرؤية المحضة.
******************
الخطأ الأول وتصحيحه:
كنا قد أوجزنا هذا الخطأ وقلنا:[أقر صاحب موقع ختلة بما نقله عن غيره باستحالة أن يعكس السطح المحدب الآشعة الساقطة عليه في كل اتجاه بشكل منتظم، وأن ذلك يمكن فقط للسطح المستوي أو المقعر.]
ونأتي هنا إلى التفصيل:
كتب صاحب موقع ختلة (نقلاَ عن غيره دون إحالة) العبارة الآتية:
[يستحيل أن يكون هناك شيء محدب يعكس الضوء بشكل منتظم وأيضاً للخارج وفي كل الاتجاهات كما يفعله القمر. فقط سطح منبسط أو مقعر يستطيع فعل لك. الأشياء العاكسة يجب أن تكون مسطحة أو مقعرة لتكون للأشعة زاوية سقوط. إن كان السطح محدباً فإن كل شعاع ضوء سيشير بخط مباشر مع الشعاع العمودي على السطح فينتج من هذا غياب الانعكاس.]
والتي يتبين منها أنه ظن ... :
1- أن الضوء الصادر إلينا من القمر منتظم في شدته.
2- وأنه منتشر في كل الاتجاهات (بدرجة إضاءة واحدة).
3- وأن السطح المحدب تسقط عليه الإضاءة متعامدة على سطحه فقط، ومن ثم ترتد في نفس اتجاه السقوط، أي ينطبق المنعكس على الساقط، ومن ثم لا يتميز المنعكس من الساقط، فلا يكون عندها انعكاس. هكذا ظن، وهكذا نفى حدوث انعكاس على أي سطح محدب.
نقول: هذه الإفادات الثلاث خطأ في خطأ في خطأ. ولا يقول بها من له أدنى إلمام بالبصريات على مستوى المدارس، فضلاً عن المستوى الجامعي. أما أن يسمي صاحب هذا الكلام نفسه باحثاً أو ناقلاً إلى الناس علمٍ ما، فدونه خرط القتاد.
ونبدأ ببيان فاضح لخطأ كلامه في إنكار أن السطح المحدب يعكس ضوءاً
فالصورة الآتية تبين كيف تسقط الأشعة على مثل هذا السطح وكيف تنعكس.
أما عن القمر، فرغم أن سطحه المحدب يعكس القمر بانتظام اتجاهي، إلا أن الضوء المنعكس منه ليس منتظم الشدة، والسبب أن عاكسية سطحه (أي وضاءة سطحه) تختلف حسب مادة تربته. فالمناطق الترابية لها عاكسية أعلى مما سواها فتبدو أشد بياضاً، في حين أن المناطق ذات الفوهات البركانية بها مادة بازلتية خرجت من تلك الفوهات، وافترشت بقاعاً واسعة وقتما كانت نشطة في الماضي البعيد، فنتج عنها أودية داكنة (ظن القدماء أنها بحار على سطح القمر وسموها بحار القمر). أما الفوهات المنتشرة الناتجة عن ارتطام النيازك بسطحه (تسمى فوهات صدمية) فلها حواف تصنع ظلاً لها مما يسقط من أشعة ضوء الشمس على سطح القمر. ولو لم يكن الأمر كذلك لما تميزت لنا ورأيناها. وهذا التباين في شدة الإضاءة المنعكسة من سطح القمر هو الذي نعرف بها هيئته وتضاريسه كما بالصورة المتفاوتة الإضاءة بحسب التضاريس.
فإما أنه يقصد أن أشعة الضوء تخرج من القمر ذاته، متعامدة على السطح (وهو كلام لا دليل عليه أبدا، وتنفيه كل معلوماتنا الموثقة عن القمر، على ما سيتبين بمزيد إيضاح في المسائل التالية). ولو كان ذلك كذلك، لما كان هناك حاجة لذكر علاقة الضوء الخارج بشكل السطح. فكل أشكاله مستوية أو مقعرة أو محدبة تتساوى في مسألة الانعكاس ما دام أنه منعدما بحسب مراده من الكلام. ويصبح الكلام عندئذ عبثياً.
وإما أنه يقصد أن انطباق الأشعة الساقطة على المنعكسة ينفي حدوث الانعكاس. وعندئذ نسأله: وكيف ترى أنت عينك في المرآة، وما تراه عينك ليس إلا أشعة سقطت منها متعامدة على المرآة وانعكست منطبقة على نفسها (أي بزاويتي سقوط وانعكاس صفريتان) فوصلت إلى عينيك فرأيتها، فهل المرآة ذات السطح المستوي لا تعكس الضوء؟!! .. ولكنك قلت أعلى أنها تعكس؟!
ويترجح عندنا أن صاحب موقع ختلة لا يعلم ماذا تريد العبارة الأصلية – التي تختبئ تحت الترجمة - والتي نقل لنا ترجمتها بالعربية (وفي الغالب عن غيره أيضا)، والتي من الواضح أنها ترجمة قاصرة. وكل ما يعلمه أنها تطعن في الفهم العلمي الدارج للقمر، .. أما كيف ذلك؟، وهل هو صواب أو خطأ؟! .. فهو لا يملك القدرة على الحكم. فكل غرضة هو التحريض وتأليب الناس على علوم يظن أنها صنيعة الأمريكان. وهو قصور فاضح في فهمه لتاريخ العلم. هذا إن كان له في العلم وتاريخه من نصيب من الأساس. وهو ما سيتبين للقارئ خلافه كلما أوغلنا في ما يتحفنا به من مفاجأت علمية مبهرة!!!.
بعد كل هذا البيان، يتبين للقراء مدى الخطأ الذي جاءنا به صاحب موقع ختلة.
كنا قد أوجزنا هذا الخطأ وقلنا:[أقر صاحب موقع ختلة بما نقله عن غيره باستحالة أن يعكس السطح المحدب الآشعة الساقطة عليه في كل اتجاه بشكل منتظم، وأن ذلك يمكن فقط للسطح المستوي أو المقعر.]
ونأتي هنا إلى التفصيل:
كتب صاحب موقع ختلة (نقلاَ عن غيره دون إحالة) العبارة الآتية:
[يستحيل أن يكون هناك شيء محدب يعكس الضوء بشكل منتظم وأيضاً للخارج وفي كل الاتجاهات كما يفعله القمر. فقط سطح منبسط أو مقعر يستطيع فعل لك. الأشياء العاكسة يجب أن تكون مسطحة أو مقعرة لتكون للأشعة زاوية سقوط. إن كان السطح محدباً فإن كل شعاع ضوء سيشير بخط مباشر مع الشعاع العمودي على السطح فينتج من هذا غياب الانعكاس.]
والتي يتبين منها أنه ظن ... :
1- أن الضوء الصادر إلينا من القمر منتظم في شدته.
2- وأنه منتشر في كل الاتجاهات (بدرجة إضاءة واحدة).
3- وأن السطح المحدب تسقط عليه الإضاءة متعامدة على سطحه فقط، ومن ثم ترتد في نفس اتجاه السقوط، أي ينطبق المنعكس على الساقط، ومن ثم لا يتميز المنعكس من الساقط، فلا يكون عندها انعكاس. هكذا ظن، وهكذا نفى حدوث انعكاس على أي سطح محدب.
نقول: هذه الإفادات الثلاث خطأ في خطأ في خطأ. ولا يقول بها من له أدنى إلمام بالبصريات على مستوى المدارس، فضلاً عن المستوى الجامعي. أما أن يسمي صاحب هذا الكلام نفسه باحثاً أو ناقلاً إلى الناس علمٍ ما، فدونه خرط القتاد.
ونبدأ ببيان فاضح لخطأ كلامه في إنكار أن السطح المحدب يعكس ضوءاً
فالصورة الآتية تبين كيف تسقط الأشعة على مثل هذا السطح وكيف تنعكس.
شكل (1)
ومعلوم في البصريات أن تبديل اتجاه الأشعة الساقطة بالمنعكسة يحدث بلا أدنى إشكال. بمعنى أن الظواهر الطبيعية تحدث على كلا الاتجاهين. وفي الصورة أعلاه يمكننا عكس اتجاه الأشعة فتسقط من حيث انعكست أولاً فنجدها تنعكس من حيث كانت تسقط (وهذا ما يُسمَى في الفيزياء بالظواهر المتماثلة في الزمن reversible processes). وعندها نحصل على الصورة الآتية:
شكل (2)
وهذه الصورة الأخيرة مُطبَّقة في صناعة المرايا المحدبة العاكسة (والتي تستوعب رؤية تصل إلى 180 درجة بحسب درجة الانحناء) وسيفهم كل قارئ مقصدي من الصور الآتية بلا أدنى تعليق بعد العلم بأن كل المرايا في الصور ليست إلا أسطح محدبة.
شكل (3)
فهل بعد هذا البيان يصح كلام صاحب موقع ختلة بأن الأسطح المحدبة لا تعكس الضوء بانتظام وفي كل الاتجاهات؟!
(يلاحظ أن النفي في هذه العبارة قد يطال الانعكاس نفسه أو انتظامه إضافة إلى توزعه في كل الاتجاهات، ومعلوم أن غرض صاحب العبارة هو مبدأ الانعكاس لأنه أراد أن القمر لا يعكس ضوء الشمس من الأساس، ومع ذلك فعبارته خطأ حتى لو شملت الانتظام والاتجاهات - وإن كان يريد أن انتظام ضوء القمر يفيد بأن ضوءه ليس آتياً من انعكاس نور الشمس عليه لأنه ما كان ليكون منتظماً، نقول أنها حجة مدحوضة لأن العين المجردة التي يعتمد عليها صاحب العبارة في الحكم على الأشياء لا تستطيع تأكيد انتظام ضوء القمر. وهو بالفعل غير منتظم تماماً كما يظن صاحب العبارة. ودليل فساد هذه الحجة أن العين لا تستطيع تمييز أي عدم انتظام في الصور المنعكسة من المرايات المحدبة في الصورة السابقة، سواء من حيث الشدة ولا الاتجاهات).
أما عن القمر، فرغم أن سطحه المحدب يعكس القمر بانتظام اتجاهي، إلا أن الضوء المنعكس منه ليس منتظم الشدة، والسبب أن عاكسية سطحه (أي وضاءة سطحه) تختلف حسب مادة تربته. فالمناطق الترابية لها عاكسية أعلى مما سواها فتبدو أشد بياضاً، في حين أن المناطق ذات الفوهات البركانية بها مادة بازلتية خرجت من تلك الفوهات، وافترشت بقاعاً واسعة وقتما كانت نشطة في الماضي البعيد، فنتج عنها أودية داكنة (ظن القدماء أنها بحار على سطح القمر وسموها بحار القمر). أما الفوهات المنتشرة الناتجة عن ارتطام النيازك بسطحه (تسمى فوهات صدمية) فلها حواف تصنع ظلاً لها مما يسقط من أشعة ضوء الشمس على سطح القمر. ولو لم يكن الأمر كذلك لما تميزت لنا ورأيناها. وهذا التباين في شدة الإضاءة المنعكسة من سطح القمر هو الذي نعرف بها هيئته وتضاريسه كما بالصورة المتفاوتة الإضاءة بحسب التضاريس.
شكل (4)
أما قول صاحب موقع ختلة (إن كان السطح محدباً فإن كل شعاع ضوء سيشير بخط مباشر مع الشعاع العمودي على السطح فينتج من هذا غياب الانعكاس) فتعني أحد أمرين:فإما أنه يقصد أن أشعة الضوء تخرج من القمر ذاته، متعامدة على السطح (وهو كلام لا دليل عليه أبدا، وتنفيه كل معلوماتنا الموثقة عن القمر، على ما سيتبين بمزيد إيضاح في المسائل التالية). ولو كان ذلك كذلك، لما كان هناك حاجة لذكر علاقة الضوء الخارج بشكل السطح. فكل أشكاله مستوية أو مقعرة أو محدبة تتساوى في مسألة الانعكاس ما دام أنه منعدما بحسب مراده من الكلام. ويصبح الكلام عندئذ عبثياً.
وإما أنه يقصد أن انطباق الأشعة الساقطة على المنعكسة ينفي حدوث الانعكاس. وعندئذ نسأله: وكيف ترى أنت عينك في المرآة، وما تراه عينك ليس إلا أشعة سقطت منها متعامدة على المرآة وانعكست منطبقة على نفسها (أي بزاويتي سقوط وانعكاس صفريتان) فوصلت إلى عينيك فرأيتها، فهل المرآة ذات السطح المستوي لا تعكس الضوء؟!! .. ولكنك قلت أعلى أنها تعكس؟!
ويترجح عندنا أن صاحب موقع ختلة لا يعلم ماذا تريد العبارة الأصلية – التي تختبئ تحت الترجمة - والتي نقل لنا ترجمتها بالعربية (وفي الغالب عن غيره أيضا)، والتي من الواضح أنها ترجمة قاصرة. وكل ما يعلمه أنها تطعن في الفهم العلمي الدارج للقمر، .. أما كيف ذلك؟، وهل هو صواب أو خطأ؟! .. فهو لا يملك القدرة على الحكم. فكل غرضة هو التحريض وتأليب الناس على علوم يظن أنها صنيعة الأمريكان. وهو قصور فاضح في فهمه لتاريخ العلم. هذا إن كان له في العلم وتاريخه من نصيب من الأساس. وهو ما سيتبين للقارئ خلافه كلما أوغلنا في ما يتحفنا به من مفاجأت علمية مبهرة!!!.
بعد كل هذا البيان، يتبين للقراء مدى الخطأ الذي جاءنا به صاحب موقع ختلة.
******************
الخطأ الثاني وتصحيحه:
وفيه يفيدنا صاحب موقع ختلة بأن سطح القمر مستوٍ (بناءاً على أن الأسطح المحدبة لا تعكس الضوء بانتظام وفي كل الاتجاهات). وحيث أن الكرة ذات سطح منحني بالضرورة، فالقمر عندئذ لن يكون كروي السطح. وما تبقى مما ذكره من أسطح عاكسة كان المستوي والمقعر، ولأن القمر غير مُبرر أن يكون مقعرا (إلا أن يأتينا تحفة آخر من تحف الزمان يقول بذلك)، فيكون إذن مستوي السطح!!! - حسبما يريد أن يستدل.
وخلاصة نتيجته المبهرة هي أن القمر ذو سطح مستوٍ بناءاً على هذا الدليل الفذ!
وحيث أننا بيَّنا أعلى خطأ ما أتى به من عجائب الأسطح العاكسة. وأن قوله بأن الأسطح المحدبة لا تعكس بانتظام وفي كل الاتجاهات كان قولاً فاسدا بكل المعايير العلمية (كما هو بيِّن في شكل (1)). فأي استدلال يمكن أن يبنيه على هذه العبقرية الفيزيائية حتماً ستكون فاسدة. ونقصد بذلك استدلاله بأن القمر مستوي السطح.
انقلاب السحر على الساحر:
وعلى العكس مما توقع صاحب موقع ختلة، فإن السطح المستوي لا يمكن أن يعكس الضوء الساقط عليه (من مصدر ضوئي في جهة محددة كحال الشمس) إلا إلى الزوايا التي تحقق قانون الانعكاس، والذي فيه تتساوى زاوية السقوط مع زاوية الانعكاس (كما بالشكل الآتي - لو كان القمر قرص مستوي،كما يتوهم صاحب موقع ختلا)
شكل (5)
ومعنى ذلك أنه إذا صح كلامه فلن نجد فيما وراء الزوايا الممكنة للانعكاس للقمر ضوءاً واصلاً للأرض (كما في شكل (5)). ولكن القمر دائماً يغمر الأرض جميعاً بنفس الدرجة (تقريباً) ما دام أنه فوق الأفق. أي أن السطح المستوي للقمر لن يحقق الـمُشَاهد علمياً من وصول ضوءه في كل الاتجاهات الشاملة للأرض (خلافاً لما أراد صاحب موقع ختلا). ومن يراجع شكل (1) أعلى يجد أن الذي يحقق المشاهد علمياً هو السطح المحدب (الكروي).
أي أن دليل صاحب موقع ختلا على استواء سطح الأرض ينقلب عليه، ويفند كلامه، ويصنع حالة مستحيلة الحدوث في العالم على ما نشاهده، ويكشف عدم فهمه لآليات انعكاس الضوء على الأسطح. (ولا أدري ما الذي دعاه إلى توريط نفسه إلى هذه الدرجة؟!)
******************
الخطأ الثالث وتصحيحه:
[استنكاره أن سطح القمر تراب وجبال وسهور (ومن ثم أنه ليس جرم مادي من نفس طبيعة مادة الأرض)]
قال صاحب موقع ختلة: [أنظر إلى سطح القمر، وقل لي: هل يبدو لك كجسم تراب وجبال وسهول ويعكس نور الشمس (أصوات غير مفهومة) طالع في القمر (ويعرض لقطات للقمر غير ذات قيمة لإفادة ما يريد)]
نقول: كان القدماء يظنون أن القمر وما فوقه مما سموه (فوق فلك القمر) يتركب من أجسام نورانية لا تتغير ولا تفسد مثلما هو حال ما تحت فلك القمر الذي يتغير ويفسد، ويقصدون به الهواء ثم الأرض وما عليها. فسموا فلك القمر وما علاه بـ (عالم الكون)، وسموا ما دون فلك القمر بـ (عالم الفساد). ولم يكونوا يقصدون من كلمة (الكون) ما نقصده اليوم من أنه الوجود المادي بكليته، بل يقصدون: (الكائن بلا فساد وبلا تغير أحوال). وهو مفهوم لم يعد صحيحاً بعد أن ثبت بالأدلة أن الأجرام السماوية مثل القمر والكواكب وحتى النجوم تتركب من نفس العناصر الأرضية التي تتركب منها الأرض، وما عليها من كل حي وميت، وأنه يعتريها التغير والتبدل والفساد. غير أننا لا نلحظ ذلك بعيوننا المجردة لبعد هذه الأجرام.
أما الأدلة على ذلك فابتدأت باسخدام التلسكوب، وتم توجيهه إلى قمرنا، وإلى أقمار الكواكب، وخاصة كوكب المشترى، ولوحظ أن أسطحها شبيهة بسطح الأرض، غير أنها تمتلئ بفوهات تشبه فوهات البراكين على الأرض، ثم تبين أ أغلب هذه الفوهات كان سببها ارتطام النيازك بسطح القمر، وأن خلوه من الغلاف الجوي القادر على تفتيت تلك النيازك - كما هو الحال على الأرض- هو السبب في وصولها إلى سطحه واصطدامها به.
ثم أن الصور الآتية من القمر تثبت ترابية سطحه، وأن به ودياناً وسهولا، غير أنه يخلو من الجبال العالية كالأرض، والتي تنتج من حركة صفائح القشرة على الأرض، والتي يخلو القمر من مثلها.
أما الدليل الذي دمغ نوع مادة القمرـ وأنه مثل نوع مادة الأرض من حيث العناصر والكتلة وغيرها من فيزياء وكيمياء نعرفها، فكانت الأرصاد الفلكية لتيكو براهي وكبلر، والتي أثبتت أن القمر وباقي الكواكب تتحرك في مدارات إهليجية - أي قطاعات ناقصة ellipses - وتقع الشمس في إحدى بؤرتي الإهليج. [أخشى أن يسأل صاحب موقع ختلة عن كلمة ناقصة، ويكون ناقصة ماذا!! فيميت قلبي من الضحك ثم البكاء على أن أمثاله ما زالوا يعيشون ويستشهدون بالقرآن على ما يتلفظون به] .. ومعنى هذا أن القمر كتلة مادية يمكن حسابها وسرعتها وبعدها عن الأرض ووو ... إلخ ولم يتم ذلك إلا في كتاب نيوتن المشهور، والذي حمل عنوان (Philosophiæ Naturalis Principia Mathematica) وبرهن فيه على ما عرف لاحقاً بقوانين الحركة الميكانيكيا الثلاث، مع قانون الجاذبية، والتي إذا طبقت على القمر أعطتنا مواقعه مع الزمن وبعده على الأرض ووو إلخ. ونفس الشيء يقال عن الكواكب. ويقال عن حركة حجر نقذفه في الهواء، وعلى طلقات المدافع التي صنعوها واستطاع تابليون بونابرت باستخدام هذه القوانين أن يضرب الإسكندرية بالمدافع التي تحسب زوايا السقوط الصحيح لإصابة الأهداف.
ومنذئذ امتلك أبناء الرومان أدوات العلم والقوة والنصر، وامتلك أبناء المسلمين أسباب الجهل والضعف والهزيمة .. ويجيء اليوم - وبعد ثلاثة قرون ونيف على اكتشاف قوانين الكون - ممن ينطق بكلمة الإسلام تخرصاً وزوراً ليعود بنا إلى قرون خلت من العماية ليرسخ الجهل والجهالة ويقول أن القمر كيت وكيت مما يُبكي ويُضحك ويستغفل به الجهلاء أمثاله .. وأنه لا توجد قوانين حركة ولا جاذبية ولا ... إلخ.
ولا يسعنا إلا أن نقول: أللهم ارحمنا ولا تؤاخذنا بما تلفظ به السفهاء منا. ولا تضل بهم أبناء السلمين عن العلم واتخاذ أسباب القوة ونصرة دينك بالحق، كما أمرتنا سبحانك "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة". ونبرأ إليك اللهم مما ألصقوه بكتابك العزيز من معاني فاسدة، بلا فهم ولا علم، يحرفون بها كلامك العلي عن مقاصده، وهم غافلون أو جاهلون، أو مخدوعون. أللهم لا ينخدعن بهم سوى أنفسهم، واكشفهم وافضح جهلهم، واجعلهم عبرة للقاصي والداني .. إنك على ذلك قدير. آمين.
ولا يسعنا إلا أن نقول: أللهم ارحمنا ولا تؤاخذنا بما تلفظ به السفهاء منا. ولا تضل بهم أبناء السلمين عن العلم واتخاذ أسباب القوة ونصرة دينك بالحق، كما أمرتنا سبحانك "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة". ونبرأ إليك اللهم مما ألصقوه بكتابك العزيز من معاني فاسدة، بلا فهم ولا علم، يحرفون بها كلامك العلي عن مقاصده، وهم غافلون أو جاهلون، أو مخدوعون. أللهم لا ينخدعن بهم سوى أنفسهم، واكشفهم وافضح جهلهم، واجعلهم عبرة للقاصي والداني .. إنك على ذلك قدير. آمين.
******************
الخطأ الرابع وتصحيحه:
[ محدودية ضوء القمر وعدم انبساطه في فسحة السماء]
عرض صاحب موقع ختلة لقطة لبدر شديد الإنارة وتجري السحب أمامه، وكتب عليها الآية القرآنية: "تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيرا" ثم قال: ينير القمر منطقة بسيطة من الغيوم، ولو أن القمر يبعد آلاف الكيلومترات كان أضاء السماء كاملة بالغيوم كاملة، يعني لو فيه غيوم في السماء لكان لونها أبيض. لكن لأ. القمر بس يعكس المنطقة اللي فوقه (ثم يعيد عرض نفس اللقطة ثم يقول:) فهذا أكبر دليل أن القمر أبداً ما في آلاف الكيلومترات. دليلك عينك ياخوي. خد تجارب (يقصد إعمل تجربة) .. حط ضوء كبير بعيد، وجيب أي قماش، وشوف كيف ينور كامل، وجيب ضوء صغير، وقربه من القماش، وشوف ينور المنطقة اللي هو قريب منها. أسهل تجربة.شيء سهل جداً.]
يريد أن يستدل هذا الشاب على أن محدودية ضوء القمر في إضاءة ما تحت من سحب القريبة من اتجاهه فقط دليل على أن القمر قريب وليس بيعد آلاف الكيلومترات.
مسكين هذا الولد، لأن ضوء القمر غير محدود في إضاءة ما تحته فقط، إلا أن أغلب السحب لا تكون منتشرة كالقماش الذي اقترحه في تجربته العبقرية. ولو أردنا أن نختبر ما قاله، فلنأت بسحاب رقيق ومنتشر تحت القمر، وهذا حدث ليس مستحيل، وإن كان نادر. ويجب أن يكون السحاب رقيق وإلا سيمنع الضوء ويبدو أسود اللون وعندها لن يُرى، ويجب أن يكون متصل لأنه لو كان متقطع، فلن ينعكس ضوء على المناطق الخالية من السحاب، وستظهر الفراغات سوداء بلون السماء اللأسود خلفها. لأننا لا نرى الضوء إلا إذا عكسه عاكس كالسحاب أو القماش الذي اقترحه شرط أن يكون رقيقا. ويبدو أنه لا يعلم كل هذه الشروط، ولو فعلنا ذلك لوجدنا أن نوع لسحاب المقترح هو (cirrostratus cloud)، ولو طالعنا السماء وفيها مثل هذا السحاب ومن ورائه القمر فسوف نطالع المنظر الآتي:
فهل أضاء القمر السحاب الممتد أم لا؟! .. نعم أضاءه
ثم لنقارن الصورة أعلى - التي تحقق تجربة القماش الذي اقترحه - مع المقطع التالي الذي أتى به الولد. هل يتحقق فيه استمرار السحاب كالقماش، أم أنه بقع سحابية مبعثرة هنا وهناك، فنطالع
من الواضح أنه بقع سحابية مهلهلة وليست رقيقة - إلا من أطرافها- ليتحقق فيها صفة القماش الذي اقترحه. كما وأنه في وسط هذه البقع سماكه تحجب مرور الضوء في وسطها، وعندها لا يمكن أن ينعكس ليصل العين، ثم أن أكثر المناطق المار فيها ضوء القمر إلينا فراغات بين تلك البقع السحابية فعلام ينعكس الضوء؟! هل على فراغ من السحاب ؟! .. كما وأن زاوية التصوير أظهرت القمر بزاوية صغيرة، وليست زاوية كبيرة - كما في الصورة التي أتينا بها أعلى لسحب ال cirrostratus - لنرى معها هل ينعكس على السحب الرقيقة البعيدة أم لا. ثم أن معظم المقطع قمراً ساطعاً، فهل يحكم على سطوعه الواصل مباشرةً للعين على أنه لا يصل لزوايا أكبر؟! .. كل هذه التفاصيل لا يفهمها ذلك الولد! وكل ما يفهمه من اللقطة الخائبة التي أتى بها (نقلاً عن من هو في مثل ذكائه) هو أن القمر قريب!!
- الحمد لله على نعمة العلم، ونعوذ بالله من الجهل.
ثم لنقارن الصورة أعلى - التي تحقق تجربة القماش الذي اقترحه - مع المقطع التالي الذي أتى به الولد. هل يتحقق فيه استمرار السحاب كالقماش، أم أنه بقع سحابية مبعثرة هنا وهناك، فنطالع
- الحمد لله على نعمة العلم، ونعوذ بالله من الجهل.
ثم أن إضاءة السحاب تعتمد على زاوية سقوط الضوء علي مناطقه المختلفة، وانعكاسه في اتجاه عين الناظر. وكلما زادت الزاوية ضعف الضوء الواصل للعين. لذلك يضعف سطوع السحاب - سواء كان القمر قريباً أو بعيدا - بالابتعاد عن منطقة القمر المباشرة.
وإذا كان هناك من مقارنة مع إضاءة السحب بالشمس مقابل القمر، وكيف أن ضوء الشمس يغمر السحب ولا يظهر تفاوت كبير، فذلك لأن نسبة سطوع ضوء الشمس بالنسبة لسطوع ضوء القمر تصل إلى 400،000 مرة، حتى لو كان بدرا. لذلك لا وجه للمقارنة.
ولو نظرنا إلى الصورة أعلاه ومقطع الفيديو الذي استشهد به الولد، فهل هما دليل على أن القمر قريب؟!
لا يقول ذلك إلا الجهلاء.
ما وأن الصورة التي أرفقناها يمكن أن تصدر من قمر قريب ضعيف الإضاءة، ويمكن أن تصدر من قمر بعيد شديد الإضاءة. ذلك لأن مصدر الإنارة يضعف ضوءه إذا ابتعد مع تربيع المسافة (على خلاف ما قاله العبقري صاحب موقع ختلا من أن القمر لو كان بعيداً لكان أضاء السماء بالغيوم كاملة - يبدو أن هذا الولد كان يحصل على صفر في مادة الفيزياء فذهب إلى مواد لغوية تستر جهله بالعلوم العملية ثم جاء يتحفنا بما لا يعلمه الأولون والآخرون) - وكل ما فعله وأثبته لنا أنه لا يعلم عم يتكلم، وأنه فضح نفسه.
******************
الخطأ الخامس وتصحيحه:
[القمر ليس بعيداً عن الأرض بـما يماثل 30 أرضاً، بل قريب جداً منها.]
قال هذا الولد المسكين: [يقولك
(القمر) يبعد 30 أرض عنا وما ادري إيش السوالف دي] يقصد [من أين أتوا بهذا الكلام؟! - مستنكراً]
أقول لهذا الولد، ومن يصدقه:
لكي تحسب المسافة بين الأرض والقمر
باستخدام العلم، عليك أن تتبع الخطوات الآتية على الترتيب:
1- إحسب محيط الأرض من
تجربة شبيهة بتجربة أسوان والإسكندرية وستجد أنه = 40،000 كيلومتر (تقريبا)، ومنها
إحسب قطر الأرض وستجده = 12،700 كيلومتر (مع
التقريب). (تعلم ذلك هنا)
2- (ومما سبق) إحسب قطر
القمر من تجربة قياس زمن خسوف القمر في ظل الأرض، ومنها ستجد أن قطر القمر = 3،700
كم (تقريبا) - (تعلم ذلك
هنا)
3- (ومما سبق) ومعه العلم بأن
حافتي القمر تصنعان بينهما زاوية قدرها نصف درجة محيطية (0.5 درجة محيطية) للناظر
من الأرض، فيمكنك أن تحسب المسافة بين الأرض والقمر، وستجد أنها = 384،000 كم (تقريبا)
- (تعلم ذلك هنا)
4- (وباستحضار ما سبق) إقسم
المسافة بين الأرض والقمر على قطر الأرض ستحصل على عدد الأراضي المطلوب وضعها وراء
بعضها حتى تصل إلى القمر وستجد أنها = 384000 / 12700 = 30.2
أرض (تقريبا) (تعلم ذلك في المدرسة الإبتدائية)
أي أن من
قال أن المسافة بين الأرض والقمر = 30 أرضاً (أو تزيد قليلا) كان صادقاً، وأن من
استهزأ بكلامه كان ....
وإذا
أنكر هذا الولد الخطوات العلمية السابقة ، فعليه أن يأتي بما هو أشد علمية منها مع البرهنة
على ما يأتي به. فإن لم يستطع فعليه أن يعترف بأنه جاهل، وعليه أن يتوب إلى الله مما نسبه إلى القرآن من جهالات بالقرآن وبالعلم، وعليه أيضاً أن يعتذر للمسلمين، وأن ينسحب
من المشهد قبل أن نستكمل فضح باقي جهالاته.
******************
الخطأ السادس وتصحيحه:
[القمر لا يعكس أشعة الشمس اعتماداً على موقع كل منهما للأرض للرائي لهما.]
نسمعه يقول:
[القمر
ما يعكس أشعة الشمس (ويعرض
لقطة باهرة للشمس قرب الأفق، والقمر في كبد السماء، ونصفه مضيء، ويقول:) برضه أدلة
إنت يمداك (يقصد: تقدر) تشوفها. (ثم يشير بأسهم على القمر، كما بالصورة الآتية،
يستنكر فيها العلاقة الهندسية بين موضع الشمس، واتجاه الوجه المضيء من القمر،
وغياب الإضاءة عن وجهه المعتم!
(ثم
يقول بحماس كبير:) القمر أبداً ما قاعد يعكس مع الشمس. بس احنا ما نننتبه. ليه ما
ننتبه؟! لأننا مُلقَّنِين. هل تعرف ما هو الإيحاء؟! – إنك تستقبل كل شيء بلا قناعة
(الصحيح أن يقول الإيهام وليس الإيحاء). انت ما اقتنعت بهذا الشيء. إنت درسته.
(وبلكنة تهكمية) الشمس تعكس القمر، الشمس تبعد عنه .. طيب خلاص أوكيه. .. تعالى يا
خويا ... إبدأ ركز في الموضوع. دقيقة يا أصحابي، أولا: قاعد يعكس قريب. الشيء
الثاني: أبداً مو قاعد يعكس أشعة الشمس. (ويعرض لقطة فيها الشمس ثم القمر وقد كتب
عليها عبارة تقول:) "إذا كان فعلاً القمر يعكس أشعة الشمس، وهي فعلاً
سبب منازل القمر، لكان القمر مقابل الشمس هنا بدراً كاملا".
(ثم جاء
بصورة للقمر في حالة البدر، وكتب عليها تباعاً:)
كذبوا
علينا أن القمر يعكس أشعة الشمس.
(ثم
قال:) راح تشوفون هذا الشيء بنفسكم لطلعتوا، وبديتوا تركزوا وتطالعوا في السماء،
أي يوم تلقى فيه القمر والشمس في السما تشوف فين يعكس القمر. وراح تنتبه وتنصدم
وتقول: كيف ما انتبهت لدا الشيء؟! والقرآن الكريم كم مرة نوه "وجعل القمر
فيهن نورا" و "قمراً منيرا" .. فيهن نورا .. يا خويا .. ما قال
يعكس نورا .. هذا كتاب عربي مبين .. يمديه (يقصد: يقدر) يقول "والقمر يعكس
نورا" .. السلام عليكم .. (بلهجة تهكمية .. ولايقصد إلقاء السلام، بل يقصد أن
يقول لمن ينتقدهم: أغربوا عنا !!!)]
من
الرسم يتضح أن تجلية النهار للشمس هي سبب الوهم البصري بأن الشمس قريبة، والذي
نراه قريب ليس عين الشمس، بل أثرها في الغلاف الجوي، وهذا هو معنى قوله تعالى
"والنهار إذا جلاها". ثم أن زرقة السماء ليست إلا زرقة الغلاف الجوي
التي تحجب كل سواد وراءها، بما في ذلك سواد السماء الذي نراه فقط في غياب النهار، كما تحجب سواد الوجه الخلفي من القمر الذي لا يواجه الشمس. فكيف يريد هذا الولد أن يرى السواد الواقع خلف الغلاف الجوي في النهار أسود اللون؟!
لماذا يبدو القمر وكأنه لا يواجه الشمس بنصف المضيء؟
نعم، يبدو الشمس للناظر من الأرض باتجاه كل من القمر على حدى، والشمس على حدى أنهما لا يتواجهان، وهذه الظاهرة معلومة جيداً في أدبيات علم الفلك والمناظر. وتسمى: الخداع البصري في ميل القمر الظاهري Moon Tilt Illusion. وسوف نقارن في الصورتين الآتيتين بين رؤيتين للشمس والقمر؛ أولهما وكأننا نركب مركبة فضائية فنرى الشمس والأرض والقمر، كما في الصورة الآتية:
وفي الثانية، سنقف على الأرض وننظر إلى القمر، مع وضعه في ارتفاعات مختلفة ونطبق عليه قوانين المناظر، والتي تذهب بكل خط أفقي خارج من طرف من القمر وذاهب إلى نهاية الأفق، ونمد الخطوط لنرى كيف يظهر للرائي من الأرض، ونفعل نفس الشيء مع الشمس التي من المفترض أنها على الجهة الأخرى من الأفق المقابل، وعندها سنرى المنظرين الآتيين:
لماذا يبدو القمر وكأنه لا يواجه الشمس بنصف المضيء؟
نعم، يبدو الشمس للناظر من الأرض باتجاه كل من القمر على حدى، والشمس على حدى أنهما لا يتواجهان، وهذه الظاهرة معلومة جيداً في أدبيات علم الفلك والمناظر. وتسمى: الخداع البصري في ميل القمر الظاهري Moon Tilt Illusion. وسوف نقارن في الصورتين الآتيتين بين رؤيتين للشمس والقمر؛ أولهما وكأننا نركب مركبة فضائية فنرى الشمس والأرض والقمر، كما في الصورة الآتية:
وفي الثانية، سنقف على الأرض وننظر إلى القمر، مع وضعه في ارتفاعات مختلفة ونطبق عليه قوانين المناظر، والتي تذهب بكل خط أفقي خارج من طرف من القمر وذاهب إلى نهاية الأفق، ونمد الخطوط لنرى كيف يظهر للرائي من الأرض، ونفعل نفس الشيء مع الشمس التي من المفترض أنها على الجهة الأخرى من الأفق المقابل، وعندها سنرى المنظرين الآتيين:
وهذا هو المنظر للناظر من الأرض، ويحكمه علاقة القمر والشمس واتجاهاتهما بالنسبة للأفق. ولا يستدل منه على أن القمر لا يواجه الشمس، لأن هذه المواجهة لا يمكن أن ترى مباشرة من الأرض بسبب تأثير الأفق وأن الخطوط المنظورية يجب أن تتلاقى في نهاية الأفق لكل شيء على الأرض مثلما يتلاقي قضيبي السكك الحديدية في نهاية الأفق، ويظهرا وكأنهما يخرجان من نقطة واحدة، تسمى نقطة التلاشي vanishing point ويحدث نفس الشيء في كل خطوط منظورية. ومن دون أخذ ذلك في الاعتبار ما صح أي تصميم ثنائي أو ثلاثي الأبعاد، في الأبنية أو الآثاث أو اطرق أو غير ذلك، كما بالأشكال الآتية:
ونترك للقراء أن يحكموا على
صاحب الفيديو في مقدار ما يحمل من علم ومن جهل في رأسه. ونحذر أصحاب العقول السوية
أن يضلهم هذا الولد وأمثاله.
******************
الخطأ السابع وتصحيحه:
[القمر ليس جرماً مادياً من طبيعة مادة الأرض، بل ذو طبيعة مغايرة]
قال صاحب موقع ختلا: [القمر منير من نفسه، ولا يعكس نورا]
وقال أيضاً: [القمر عبارة عن قرص
مسطح شفاف]
وكررها وقال: [القمر عبارة عن قرص
شفاف ذاتي الإنارة]
نقول:
هنا يتحفنا هذا الولد
بفيزياء جديدة: وهي أن هناك مادة في الكون المحيط بنا (أي: جرم القمر) وأن هذه
المادة تشع ضوءاً (من نوع الضوء الذي نراه بأعيننا، ما دمنا نبصره) ولكنه يصدر من
مادة شفافة، ذاتية الإضاءة. هذا معناه أننا بإزاء فيزياء جديدة تماماً لمادة غير معهودة. وفيها يشع الجسم المادي الشفاف ضوءاَ. ولو صدق هذا الكلام نكون بإزاء كشف جديد يقلب موازين العلم.
ولكن الضوء الذي يصلنا من القمر لا يختلف عن الضوء الذي نعهده على الأرض، من حيث الطول الموجي، وقوانين الفيزياء الضوئية، وأنه حتماً لا يخرج من مصدره إلا بالعمليات الكيميائية المعهودة في المعامل، وأنه من ثم فوتونات، تنطلق من ذرات مثل الذرات الأرضية، وأنه يخرج بسبب (تنزُّل/انتقال) إلكترونات هذه الذرات بين أغلفتها، وأن هذه الذرات من نفس نوع الذرات على الأرض لأن طيف هذا الضوء بعد تحليله يكشف عن نوع المادة الكيميائية التي أصدرته ... إلخ ما يمكننا أن نعلمه عن مصدر أي ضوء.
نقول: كيف يكون الضوء مثل ضوئنا، بكل ما نستنبط منه طبيعة المادة التي أصدرته، ويكون مع ذلك صادر من مادة مضيئة بذاتها وشفافة في نفس الوقت (كالبلور السحري مثلاً) .. كيف ذلك؟!
وإذا كان القمر يصدر الضوء من ذاته، فلابد وأن هناك تفاعلات (كهرومغناطيسية) على سطحه، وهذه التفاعلات معهودة على الأرض، ولا يمكن صدور ضوء من دونها، مثلما أن الطفل البشري لا يصدر إلا من رحم إمرأة بشرية ... أللهم إلا أن يكون القمر معجزة كونية لا يخضع لقوانين صدور الضوء والتفاعلات ووو .. إلخ.
هذا الذي يقوله هذا الولد يعود بنا إلى العصور الوسطى التي كان الناس يظنون أن هناك عالم الكون وعالم الفساد.
وكانوا يقصدون بـ (عالم الكون) عالم الأجرام السماوية (القمر وما وراءه) وأنه لا يتغير ولا يعتريه فساد، وذلك مقابل عالم الفساد ويقصدون منها ما تحت فلك القمر، أي الهواء المعهود وما فيه مما يفسد الأطعمة وتتقلب فيه أنواع المناخ والطقس النافع والضار. وكانوا يظنون أن عالم الكون (أي السماء وأجرامها من قمر ونجوم وكواكب) تتكون مما يشبه البللور المضيء ... إلخ هذه التصورات التي ثبت علمياً الآن أنه تصورات باطلة، بفعل تحليل الضوء الآتي من تلك الأجرام، وبفعل خضوع هذه الأجرام إلى قوانين الفيزياء التي تعالجها مثلما تعالج الأرض وما فيها من مواد مختلفة التركيب الكيميائي.
بمعنى أن العلم الحديث قد وحَّد بين مادة الأرض ومادة الأجرام، وأنها من طبيعة واحدة، وكيمياء واحدة وسنن واحدة. .... ثم يأتينا هذا الولد ليعيد عقارب الساعة إلى الخلف، وبدون أي أدلة إلا البصر الردئ والحجج الخائبة الباعثة على التفكه، والحسرة على ضياع الوقت في سماع أمثاله. .. ولولا أن هناك من الناس من يسمعون له، فيضلهم، ما أضعنا من وقتنا شيئاً للرد وكشف حجاب سقطاته العلمية المروعة.
ونسأله هنا سؤالاً يزيد من كشف عورات جهالاته:
إذا كان النور الذي نراه على القمر ليس إضاء نور الشمس كما يقول، فكيف نميز الظلال على سطحه في الأماكن المحجوبة عن الشمس في بواطن الفوهات الصدمية (الناتجة عن اصطدام النيازك على سطحه) والتي تملأ سطحه كما بالصورة، والتي تشير جميعاً إلى مصدر الضوء وأنه قرص الشمس؟ ... كيف يفسر هذه الظلال إذن؟! ... وكيف يزعم أن المساحات المضاءة منيرة من ذاتها وأنها ليست مضاءة بالمصدر الذي نرى أن احتجاب ضوءه بتعرجات السطح يصنع الظلال؟! ... كيف؟! ....
ونسأله هنا سؤالاً يزيد من كشف عورات جهالاته:
إذا كان النور الذي نراه على القمر ليس إضاء نور الشمس كما يقول، فكيف نميز الظلال على سطحه في الأماكن المحجوبة عن الشمس في بواطن الفوهات الصدمية (الناتجة عن اصطدام النيازك على سطحه) والتي تملأ سطحه كما بالصورة، والتي تشير جميعاً إلى مصدر الضوء وأنه قرص الشمس؟ ... كيف يفسر هذه الظلال إذن؟! ... وكيف يزعم أن المساحات المضاءة منيرة من ذاتها وأنها ليست مضاءة بالمصدر الذي نرى أن احتجاب ضوءه بتعرجات السطح يصنع الظلال؟! ... كيف؟! ....
ثم هل ما نراه هو مادة شفافة مضيئة كما زعم أم أنها أرضاً ترابية مثل أرضنا؟! .. ... والغريب كل الغرابة أنه يقول في موضع من كلامه: [دليلك عينك] .. ويبدو أنه يناسبه قول الله تعالى "فإنها لا تعمى الأبصار" ونكمل بما ينطبق عليه: "ولكن يعمى ما وراءها من عقول جاهلة حتى لو كان لها ألف عين تزعم الإبصار". وهذا دليل على أن العين وحدها لا تكفي، بل يجب لها أن تصطحب عقلاً تحليلياً يختم على صدق أو كذب ما تتوهمه. وهذا ما عناه أبو حامد الغزالي عندما شكك في الحسيات بانفرادها وقال عنها أنها : (خادعة ومضللة لأن العين مثلاً ترى الشمس في حجم الدينار والحقيقة أن الشمس أكبر من الأرض). لذلك كان المبصر بلا عقل أسوأ حالاً من الأعمى، لأن الأعمى لا يصدر حكماً على ما لا يراه، أما ذاك فيقرر بجهالة خلاف الحقائق.
إذا علم القارئ كل هذا، علم بالضرورة أننا بإزاء تحفة من التحف الصوتية (أي: التي لا تملك إلا صوتها فتزعجنا به) والتي كشفت الإنترنت أنها ما زالت تعيش بيننا! ... والمصيبة ... أن ما خفي كان أعظم!!! .... والمصيبة الأعظم .. أنهم يستشهدون بالقرآن على هذا الإفك ... ولا يعلمون أن الله تعالى قال "قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ .. أَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ"(الأعراف: 33)
لذلك أدعو من يقرأ لهذا الولد لألا يفتتن به، وذلك بما نكشفه من سقطاته المروعة من أنه جاهل وخائبٌ علمياً، بل شديد الخيبة، والجهالة المطبقة، وأنه قد جمع بين جنبيه من الغرور والثقة العمياء في النفس، وآلاف الإعجابات التي ترده على موقعه ممن افتتنوا به، ما شجعه على التمادي في هذا الإفك الذي يبثه على الناس.
لذا، فليحذر كل قاريء منه، ويبعث إلى غيره رسائل التنبيه على فتنة هذا الغر الجاهل، وإنَّا على إظهار جهالاته المفضوحة لكل ذي عقلٍ ولُبٍّ بإذن الله لقادرون.
******************
الخطأ الثامن وتصحيحه:
[منازل القمر لا تنتج من انعكاس ضوء الشمس على سطحه (لا يعلم الفرق بين منازل القمر وأطوار القمر)!!!]
كتب هذا الولد العبارة الآتية على المقطع التالي:
[إذا كان فعلاً القمر يعكس أشعة الشمس، وهي فعلاً سبب منازل القمر، لكان القمر ...]
[إذا كان فعلاً القمر يعكس أشعة الشمس، وهي فعلاً سبب منازل القمر، لكان القمر ...]
نقول:
ومن قال له أن
"منازل القمر" سببها عكس القمر لأشعة الشمس؟!
كان من المفترض أن يكتب: [إذا كان فعلاً القمر يعكس أشعة الشمس، وهي فعلاً سبب أطوار القمر، ...]
وهذا
معناه أن هذا الولد لا يعلم الفرق بين (منازل القمر) و(أطوار القمر). وهذه كارثة مخزية لأنه
جاءنا لينفي ما لم يدعيه أحد. نعم، لم يدع أحد أن منازل القمر سببها الشمس، فضلاً عن عكس القمر لأشعتها. فالقمر
ينزل منازله التي ذكرها القرآن حتى لو لم تكن هناك شمس، وذلك في قوله تعالى "وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ
كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ".ولكي يعلم القارئ الكريم معنى "منازل القمر" نضع الصورة التوضيحية الآتية:
فمنازله في حياته عبر ثلاثة مراحل متتالية هي : صنعاء، ثم الرياض، ثم القاهرة.
وكذلك القمر: ينزل 28 منزلاً في حياته المقدرة بشهر قمري، وتمثل المواضع من الخلفية النجمية التي ينزل فيها؛ أي التي تظهر خلفه. فينزل منزلاً بعينه يمكت فيه يوماً وليلة من أيام الشهر. وفي الشهر التالي كذلك، وما وراءه من أشهر بلا انقطاع.
ويظهر في الجدول التالي أسماء منازل القمر النجمية عبر أيام الشهر:
- الشرطين وهو تابع لنجم الثريا.
- البطين وهو تابع لنجم الثريا.
- الثريا وهو تابع لنجم الثريا.
- الدبران وهو تابع لنجم التويبع.
- الهقعة وهو تابع لنجم الجوزاء.
- الهنعة وهو تابع لنجم الجوزاء.
- الذراع وهو تابع لنجم المرزم وتسمى الشعرى اليمانية.
- النثرة وهو تابع لنجم الكليبين.
- الطرفة وهو تابع لنجم سهيل.
- الجبهة وهو تابع لنجم سهيل.
- الزبرة وهو تابع لنجم سهيل.
- الصرفة وهو تابع لنجم سهيل.
- العواء وهو تابع لنجم الوسم.
- السماك وهو تابع لنجم الوسم.
- الغفر وهو تابع لنجم الوسم.
- الزبانا وهو تابع لنجم الوسم.
- الإكليل وهو تابع لنجم المربعانية.
- القلب وهو تابع لنجم المربعانية.
- الشولة وهو تابع لنجم المربعانية.
- النعايم وهو تابع لنجم الشبط.
- البلدة وهو تابع لنجم الشبط.
- سعد الذابح وهو تابع لنجم العقارب. (أنظر الشكل التالي)
- سعد بلع وهو تابع لنجم العقارب. (أنظر الشكل التالي)
- سعد السعود وهو تابع لنجم العقارب. (أنظر الشكل التالي)
- سعد الاخبية وهو تابع لنجم الحميمين.
- المقدم وهو تابع لنجم الحميمين.
- المؤخر وهو تابع لنجم الذراعين.
- الرشاء وهو تابع لنجم الذراعين.
مثال لثلاث منازل متتالية للقمر: 22، 23، و 24 (سعد الذابح، وسعد بلع، وسعد السعود)
أما أطوار القمر، فهي مقدار ما يظهر من ضوء القمر اعتماداً على موقعه من الأرض والشمس. وتشمل بالطبع بمجموعها أيام الشهر أيضاً، إلا أن الطور الواحد يشمل عدة منازل، ولا يُعتمد على الطور في تحديد اليوم، بينما يعتمد على المنازل في ذلك لسهولة التعرف على النجوم المميزة لكل منزلة بأسمائها الثمانية والعشرين.
ومعتى ذلك أن منازل القمر دليل التقويم الدقيق للقمر، أما أطوار القمر فبها يعرف بداية الشهر، وتمييز الموضع التقريبي من الشهر دون عين الليلة منه، أللهم إلا الليلة الأول فقط، وليلة البدر.
فهل علم صاحب موقع ختلة هذا الفرق بين المنازل والأطوار؟! - لو كان يعلم لما اختلط عليه أمرهما ولما قرن بين منازل القمر وانعكاس أشعة الشمس على سطحه!
******************
:الخطأ التاسع وتصحيحه
[القمر منير من نفسه] تم دمجه في تصحيح الخطأ السابع.
الخطأ العاشر وتصحيحه:
[ظاهرة المد والجذر لا تحدث بسبب القمر]
تعالوا لنستمع ونتفكه بعجائب صاحب موقع ختلة، عن سخريته من أن جاذبية
القمر سبب المد والجزر، وتبريراته العبقرية، عبقرية من لم يحط علماً بأبجديات العلوم الفيزيائية ولا حتى طرفاً منها:
سمعناه يقول: [فكرة المد والجزر اللي في البحر .. يقولك جاذبية
القمر، ييجي القمر يسحب الماي .. طيب يا خوي إذا أنا كنت في سفينة أو قارب في
البحر .. ليه ما أنسحب؟! سحب البحر وما يسحبني .. خلك مني .. ليه ما يسحب أوراق
الشجر الخفيفة؟! .. ليه ما ألقى أوراق الشجر كده مشنق على فوق .. إش فيه؟! جاذبية
القمر!! ... سحبت البحر يا خوي !! ما تسحب شجر .. أبداً .. جاذبية القمر ما لها
صلاح في المد والجزر.]
نقول:
يستنكر هذا الولد أن القمر يسحب ماء البحر، ولا يسحب ورقة شجر. ذلك لأنه لا يفقه أصلاً قانون الجاذبية.
يقول القانون - الذي كان مصدره الرصد والنمذجة الرياضية التي تأكدت من تنبؤآتها:
أن قوة الجذب بين كتلتين ماديتين، تتناسب طردياً مع حاصل ضرب قيمتهما في بعض. وعكسياً مع مربع المسافة بينهما.
بمعنى أنه لو أن هناك كتلة ك1 (ولتكن كتلة القمر) وكتلة ثانية ولتكن ك2 (سواء كانت كتلة ورقة شجر، أو كتلة ماء المحيط القابل للارتفاع مجتمعاً حتى ولو كان سائلا) فالقانون يقول رياضياً:
قوة الجذب = (ك1 * ك2) / مربع المسافة.
ويعلم أي طالب صغير درس هذا القانون، واستخدمه في حل مسائل فيزيائية، أن تناسب القوة مع حاصل ضرب الكتلتين يعني أنها متناسبة أيضاً مع قيمة كل منها بانفرادها. يعنى أن الكتلة (ك2) لو كانت كبيرة ستكون قوة الجذب كبيرة، ولو كانت ك2 صغيرة ستكون قوة الجذب صغيرة.
فلو أردنا أن نعرف كم ستكون قوة جذب القمر لماء المحيط عنها لو كانت لورقة الشجر، سنعوض مرة عن ك2 بكتلة ماء المحيط القابل للارتفاع ومرة بكتلة ورقة الشجر. وعندها ستكون نسبة قوة الجذب هي نفس نسبة كتلة ماء المحيط إلى كتلة ورقة الشجر. فكيف يتصور هذا الولد المسكين أن تتأثر ورقة الشجر أكثر مما يتأثر سطح ماء البحر في مجموعه؟! .. ولو فعلنا نفس الشي مع كتلة سفينة أو مركب أو ما شاء من شيء كهذا، فلن تكون قوة الجذب - والتي يمكن حسابها بدقة - إلا أتفه من أن تتغلب على وزن ذلك الشيء ولو بجزء تافه منه. فكيف يرتفع ويتعلق ووزنه أكبر بآلاف المرات من قوة جذب القمر له؟! .. كيف طلب شيء من هذا أو استنكر عدم حدوثه مع الجاذبية؟!
والذي يحدث مع ماء البحر أن البحر لا يتعلق بسبب جذب القمر له، بل ينشد لأعلى قليلاً أمام القمر فينحسر من الجوانب، مثلما يرتفع الماء في كوب عند حوافه بسبب التقليب وينحسر في وسط الكوب. وإن كان السبب في حالة الكوب أن القوة هي قوة الطرد المركزي، أما في حالة البحر فهي قوة الجذب القمر. والقوة - أياً كان نوعها - تؤثر بجذب أو طرد على الشيء الواقع عليه تأثيرها.
قوة الطرد المركزي وكيف تشد الماء إلى ناحية الجدار فينحسر في الوسط.
وفيما يلي بيان لما يحدث من تأثير القمر على ماء الأرض بفعل القمرن فيما نعرفه بالمد والجزر.
ونسأل الله تعالى أن يفهم الجاهل، أو يكف عنا ثرثرته المفضوحة، وألا يفتتن الناس به، فيظنونه أن عنده شيء من العلم.
أللهم آمين.
******************
الخطأ الحادي عشر وتصحيحه:
[ظاهرة القمر العملاق، وكذلك الشمس .. تحدث بسبب اقتراب القمر والشمس من الأرض]
قال صاحبنا : [ظاهرة
القمر العملاق، بعض الأحيان تيجي تلقى القمر يا رجل مرة كبير، حتى الشمس، هل معقول
ان احنا قربنا من القمر ولا قربنا من الشمس؟ّ! .. طبعاً علم الفلك الآن يقول: تقرب
من الشمس تحترق، تِبعِّد عن الشمس تتجمد ....
ليش أنا أشوف قمر عملاق وهي ظاهرة منتشرة جداً في كل العالم. (ثم يعرض لقطات للقمر العملاق من عدة دول، ثم يقول:) يعني دليل على أن القمر قرَّب .. مرة مو بعيد].
وجاء بالمقطع الآتي:
ليش أنا أشوف قمر عملاق وهي ظاهرة منتشرة جداً في كل العالم. (ثم يعرض لقطات للقمر العملاق من عدة دول، ثم يقول:) يعني دليل على أن القمر قرَّب .. مرة مو بعيد].
وجاء بالمقطع الآتي:
نقول:
هناك ظاهرتين اثنتين للقمر يظهر فيها أكبر حجماً، وليست ظاهرة واحدة.
الأولى أن كل كوكب يدور حول الشمس - وكل قمر حول كوكب - يقترب ويبتعد عنه أثناء دورانه في مداره حوله، لأن كل المدارات إهليجية elliptical . وهذا شيء لا غرابة فيه، بل هو الغالب الأعم، ويُعتبر المدار الدائري حالة خاصة جداً من المدار الإهليجي. لذا فالإستغراب هنا يرجع للجهل بالموضوع، لذا لا تجد متخصص ولا طالب في علم الفلك والفيزياء يستغربه.
الحالة الثانية: القمر العملاق (خداع المنظر القمري على الأفق) - وهو ما أتى به صاحب موقع ختلا من لقطات وتكلم عن اقتراب القمر، وما هو باقتراب، غير أنه لا يفهم الفرق.
وفي هذه الحالة يظهر القمر عملاقاً عند اقترابه من الأفق، وترائيه للناظر، وذلك في مقارنة عقلية بصرية تلقائية مع المنظر على الأرض من عمران وأشجار ظاهرة قبالة الأفق. وفيها يصنع البصر مقارنة عقلية، فيعطي القمر حجماً عملاقاً، بخلاف لو كان القمر بعيداً عن الأفق، حيث لا يقارن البصر بينه وبين شيءِ غيره إلا فسحة السماء وما فيها من نقاط الضوء النجمية. وفيها يبدو القمر أصغر (حالته المألوفة). وهذا النوع من الخداع البصري حاصل دوماً في إبصار الأشياء إذا شوهدت في مقارنة مع غيرها. فتبدو كبيرة إذا كان محيطها من أشياء صغيرة، ويبدو صغيراً إذا كان محيطها مكون من أشياء كبيرة، كما بالفيدو التالي:
ملاحظة: ما شرحناه يعد أقرب التفسيرات التي طرحت لحل سبب هذا الخداع البصري غير أن هناك تفسيرات مصاحبة له تتبين من الفيدو الآتي:
هناك ظاهرتين اثنتين للقمر يظهر فيها أكبر حجماً، وليست ظاهرة واحدة.
الأولى أن كل كوكب يدور حول الشمس - وكل قمر حول كوكب - يقترب ويبتعد عنه أثناء دورانه في مداره حوله، لأن كل المدارات إهليجية elliptical . وهذا شيء لا غرابة فيه، بل هو الغالب الأعم، ويُعتبر المدار الدائري حالة خاصة جداً من المدار الإهليجي. لذا فالإستغراب هنا يرجع للجهل بالموضوع، لذا لا تجد متخصص ولا طالب في علم الفلك والفيزياء يستغربه.
مدار القمر الإهليجي حول الأرض
(ملاحظة: تم تعظيم إهليجية المدار، غير أن المسافات صحيحة)
وفي الصورة التالية الفرق الحقيقي بين حجمي القمر في حالة اقترابه وفي حالة مسافة متوسطة (لاحظ تاريخ التقاط الصورتين المبين على الصورة لإظهار فرق الحجم الحقيقي المشاهد من الأرض).الحالة الثانية: القمر العملاق (خداع المنظر القمري على الأفق) - وهو ما أتى به صاحب موقع ختلا من لقطات وتكلم عن اقتراب القمر، وما هو باقتراب، غير أنه لا يفهم الفرق.
وفي هذه الحالة يظهر القمر عملاقاً عند اقترابه من الأفق، وترائيه للناظر، وذلك في مقارنة عقلية بصرية تلقائية مع المنظر على الأرض من عمران وأشجار ظاهرة قبالة الأفق. وفيها يصنع البصر مقارنة عقلية، فيعطي القمر حجماً عملاقاً، بخلاف لو كان القمر بعيداً عن الأفق، حيث لا يقارن البصر بينه وبين شيءِ غيره إلا فسحة السماء وما فيها من نقاط الضوء النجمية. وفيها يبدو القمر أصغر (حالته المألوفة). وهذا النوع من الخداع البصري حاصل دوماً في إبصار الأشياء إذا شوهدت في مقارنة مع غيرها. فتبدو كبيرة إذا كان محيطها من أشياء صغيرة، ويبدو صغيراً إذا كان محيطها مكون من أشياء كبيرة، كما بالفيدو التالي:
ملاحظة: ما شرحناه يعد أقرب التفسيرات التي طرحت لحل سبب هذا الخداع البصري غير أن هناك تفسيرات مصاحبة له تتبين من الفيدو الآتي:
******************
الخطأ الثاني عشر وتصحيحه:
[الجزء المظلم من القمر يجب أن يكون أسوداً وليس بلون السماء، (يظن أن لون السماء الأزرق لون سقف خلفي). (ملحق برقم (7))
******************
الخطأ الثالث عشر وتصحيحه:
[القمر شفاف فيمكن رؤية النجوم التي خلفه من خلاله]
جاء صاحب موقع ختلا بالفيدو المقتبس الآتي:
وفيه زعم صاحبه أنه رأى
نجوماً عبر جرم القمر أثناء الخسوف وزعم أن يستدل من ذلك على أن القمر شفاف. وتابعه صاحبنا، ظنا من نفسه أنه أتانا بدليل لكل من له ذرة عقل كما تلفظ به من كلمات.
نقول له: في أي ظاهرة جديدة لم يكن المجتمع العلمي يعرفها، وتستدعي التفسير العلمي. فإذا ثبتت واطردت من باحثين مستقلين، فإما أن يتم تفسيرها بما هو معلوم من حقائق ونظريات مستقرة، وإلا فإنها تستدعي تفسيراً جديداً بما لا يمنع أن تكون سببا في تعديل فهم ظواهر قديمة بما ظنه الناس تفسيرات مستقرة وحقائق مسلمة، وحتى ولو كان ذلك أن القمر جرم صلب. أما قبل ذلك، فلا يُعد أي زعم من المزاعم سيئاً يُستشهد به، أللهم عند البلهاء.
ونموذج لما يجب على الباحث عن الحقائق العلمية أن يوطن نفسه عليه إذا أتاه خاطر أو هاجس بزعم جديد - مثل هذا الزعم القائل بأن القمر شفاف - أن يتبع الخطوات الآتية للتحق من صحة هذا الهاجس:
1- أن ما رآه ابتداءاً ليس إلا نقاطاً ضوئية، ولا يمكن أن يثبت أنها نجوم إلا بعد التعرف عليها من خلال العلم بخصائص وأعيان تلك النجوم حيث نزل القمر في تلك الليلة.
2- أن هذه النقاط المضيئة ليست تشويشاً تصويراً (يُنظر هنا).
3- أنها ليست انعكاساً لضوء الشمس على أقمار صناعية أو شيئاً من حطام قديم منها، تصادف أنه يمر بين الأرض والقمر لحظة التصوير.
4- أنها ليست نيازك أو شهب قبالة جرم القمر.
5- أنها ليست النافورة المعرفو بإسم (نافورة القمر)
7- أنها ليست تزويراً، إذا كان الباحث ناقلاً لها عن غيره.
فإن سلمت من كل هذه التحقيقات، يقوم باحث غيره - أو أكثر - برصدها والتحقق من حصوله على نفس النتائج، والتي تقول بأن النجوم كذا وكذا ظهرت عبر جرم القمر. وإن لم يستطع باحث غيره تكرار التجربة والحصول على نفس النتاائج فالظاهرة ليست مطردة. ومن ثم، ليست ظاهرة علمية يؤبه لها.
ويصبح مثلها مثل من يأتينا بصورة كهذه:
ثم يقول: انظروا: رصدت صورة هذا الرجل في الليل وخلفه النجوم، وقد وجدت نجوماً في الجزء المظلم من وجهه، وهذا دليل على أن وجه الرجل شفاف!!
فلنشاهد:"
يقول هذا الإنسان: [خوي (يقصد: يا أخي)..
القمر أبداً مو مسطَّح .. القمر نصف دائرة وشفافة .. وتعكس ما وراها لأي واحد
يمديه (يقصد: يقدر) يشفوفها ..ودليل إنه نصف دائرة ما له قفا .. القمر يا خوي ماله وجه ثاني ..
هم معترفين .. يقولوا: لا هو يلف بوجه واحد .. سلامات يا خوي .. إيش يلف بوجه
واحد]
نقول:
سنحاول جاهدين أن نستقبل هذا الكلام على أحسن مضامينه.
أولاَ نفى هذا الولد أن يكون القمر مسطح، ولكنه نفى من قبل أن القمر كرة!! .. ثم قال أنه نصف دائرة. فيبدو أنه يبدو من قوله أنه مو مسطح أنه ليس مسطح في دائرة كاملة ، بل في نصف دائرة فقط. ولكن لماذا نصف دائرة؟! .. وبماذا سيفيده هذا في تصوراته؟! .. لا شيء.. وبماذا سيستدل على أنه نصف دائرة، يقول: دليل أنه نصف دائرة أنه ما له قفا!! .. ونسأله: هل كل ما ليس له قفا يجب أن يكون نصف دائرة؟! ... في أي علم هذا الكلام؟! ... وما معنى أنه ليس له قفا (أي: ظهر)؟! .. ربما يقصد من ذلك أنه (كما قال) شفاف (ربما يقصد أنه كالزجاج البللوري وجهه مثل قفاه) .. حسناً لو كان كذلك، أي لو كان نصف دائرة شفافة فيجب أن يكون نفاذ لما وراءه وليس يعكس ما وراءه كما قال. ثم إذا كان نصف دائرة شفافة، فكيف يظهر القمر بدراً؟! ... من أين اكتمل البدر وهو دائرة كاملة .. من أين؟! .. وإذا كان نصف دائرة، فمن أين أتى المنظر المجسم للقمروالذي يظهر بوضوح في أطوار الأحدب المتزايد والمتناقص كما بالشكل الآتي؟!
ونموذج لما يجب على الباحث عن الحقائق العلمية أن يوطن نفسه عليه إذا أتاه خاطر أو هاجس بزعم جديد - مثل هذا الزعم القائل بأن القمر شفاف - أن يتبع الخطوات الآتية للتحق من صحة هذا الهاجس:
1- أن ما رآه ابتداءاً ليس إلا نقاطاً ضوئية، ولا يمكن أن يثبت أنها نجوم إلا بعد التعرف عليها من خلال العلم بخصائص وأعيان تلك النجوم حيث نزل القمر في تلك الليلة.
2- أن هذه النقاط المضيئة ليست تشويشاً تصويراً (يُنظر هنا).
3- أنها ليست انعكاساً لضوء الشمس على أقمار صناعية أو شيئاً من حطام قديم منها، تصادف أنه يمر بين الأرض والقمر لحظة التصوير.
4- أنها ليست نيازك أو شهب قبالة جرم القمر.
5- أنها ليست النافورة المعرفو بإسم (نافورة القمر)
Moon fountain (https://www.space.com/8715-mysterious-moon-light-glowing-dust-fountains.html)
6- أنها ليست زيغاً نجمياً.7- أنها ليست تزويراً، إذا كان الباحث ناقلاً لها عن غيره.
فإن سلمت من كل هذه التحقيقات، يقوم باحث غيره - أو أكثر - برصدها والتحقق من حصوله على نفس النتائج، والتي تقول بأن النجوم كذا وكذا ظهرت عبر جرم القمر. وإن لم يستطع باحث غيره تكرار التجربة والحصول على نفس النتاائج فالظاهرة ليست مطردة. ومن ثم، ليست ظاهرة علمية يؤبه لها.
ويصبح مثلها مثل من يأتينا بصورة كهذه:
******************
الخطأ الرابع عشر وتصحيحه:
[القمر ليس له إلا وجه واحد، ولا وجود لوجه خلفي له.]
نقول:
سنحاول جاهدين أن نستقبل هذا الكلام على أحسن مضامينه.
أولاَ نفى هذا الولد أن يكون القمر مسطح، ولكنه نفى من قبل أن القمر كرة!! .. ثم قال أنه نصف دائرة. فيبدو أنه يبدو من قوله أنه مو مسطح أنه ليس مسطح في دائرة كاملة ، بل في نصف دائرة فقط. ولكن لماذا نصف دائرة؟! .. وبماذا سيفيده هذا في تصوراته؟! .. لا شيء.. وبماذا سيستدل على أنه نصف دائرة، يقول: دليل أنه نصف دائرة أنه ما له قفا!! .. ونسأله: هل كل ما ليس له قفا يجب أن يكون نصف دائرة؟! ... في أي علم هذا الكلام؟! ... وما معنى أنه ليس له قفا (أي: ظهر)؟! .. ربما يقصد من ذلك أنه (كما قال) شفاف (ربما يقصد أنه كالزجاج البللوري وجهه مثل قفاه) .. حسناً لو كان كذلك، أي لو كان نصف دائرة شفافة فيجب أن يكون نفاذ لما وراءه وليس يعكس ما وراءه كما قال. ثم إذا كان نصف دائرة شفافة، فكيف يظهر القمر بدراً؟! ... من أين اكتمل البدر وهو دائرة كاملة .. من أين؟! .. وإذا كان نصف دائرة، فمن أين أتى المنظر المجسم للقمروالذي يظهر بوضوح في أطوار الأحدب المتزايد والمتناقص كما بالشكل الآتي؟!
الشكل الكروي المجسم يظهر بوضوح في هذين الطورين للقمر
وسأترك للقراء الحكم على صاحب المقطع أعلاه، ومن
هو الذي يفتقد إلى ذرة عقل كما قال هو؟!
وأما عن سؤاله الاستنكاري:
[يقولوا: لا هو يلف بوجه واحد .. سلامات يا خوي ..
إيش يلف بوجه واحد؟!]
فيبدو أنه لم يفهم ما استنكره. وإن أراد أن يفهم فمعناه
أن القمر يواجه الأرض دائما بجهة واحدة من سطحه، مثلما ينظر الإنسان إلى كفه. ثم
يدور. فيدور كفه معه ويظل يرى كفه دائما مهما دار هو نفسه. كذلك القمر يواجه الأرض دائما
بنفس الوجه. ولم يحدث أن دار حول نفسه بانفراده أمامنا فنرى سطحه من جهته الأخرى (أي وجهه الآخر)، وإنما يدور معنا دورة واحدة كل شهر قمري، مثل مثال الكف الذي يدور مع صاحبه إذا ظل ينظر إليه ويصنع دورة كاملة حول نفسه. فكذلك الأرض والقمر مثل الإنسان وكفه. وهذا بخلاف أنه يدور في نفس الوقت جورته اليومية المعتادة ويظل يطل على القمر بنفس الوجه.
******************
الخطأ الخامس عشر وتصحيحه:
[قوله "دليلك عينك" على صدق كل ما زعمه اعتماداَ على الرؤية المحضة]
سمعنا هذا الولد يقول أكثر من مرة: [دليلك عينك]، وفي كل مرة يستدل من عينه على خلاف الحقائق العلمية، فما قيمة الاستدلال بالعين
إذن؟! .. وهل العين حقاً دليل قاطع على كل ما تراه؟!
نقول: العين التى ترى من منظور واحد، (أي غير محيطة بالمنظر الذي ترقبه) ليست دليلاً على ما تراه، كما أنها تقع تحت سيطرة محيط المنظر الذي تسعى للحكم عليه، ولو تغير المحيط وجب عليها أن تعيد الحكم بما يخالف ربما الحكم الأول بشكل جذري. وننقل فيما يلي هذين النوعين من الخداع البصري والذي يقع فيه كثير من الناس:
1- المنظور الواحد ينقل معلومات مبتسرة عن كامل المنظر. ومن ثم يصدر حكما لا يطابق بالضرورة حقيقة المنظر. ومثال لذلك:
الرؤية المباشرة لأول المقطع مع تصديق العين تقول لك أنك ترى نفقاً عميقاً لا تعلم نهايته
فإذا انتظرت لترى منظوراً جانبياً، لوجدت أنك كنت مخطئاً وأن العمق الذي حكمت به أولاً لا وجود له في الحقيقة وأنك بإزاء عمق لا يزيد عن بضع سنتيمترات
2- المرئي من المنظر يكون تحت تأثير محيطه، ولو تغير المحيط لتغير الحكم. فالحكم على آحاد المنظر مشروط بمحيطه. ومثال ذلك:
العين تحكم على المربعين (A) و (B) على أنهما يختلفان في درجة اللون. وفي الحقيقة أن لونهما هو هو ولا فرق بينهما البتة في درجته. وما حدث أن محيط المربع (A) أبيض، فرأته العين غامق اللون، في حين أن محيط المربع (B) أسود، فرأته العين فاتح اللون. ولو اقتطعنا هذين المربعين وعزلناهما عن محيطيهما ووضعناهما بجانب بعضهما لما وجدنا بينهما فرق في اللون، ولوجدناهما متطابقين بما لا يمكن التمييز بينهما، رغم ما نراه من فرق شاسع بينهما في الصورة.
فهل العبارة: "دليلك عينك" بانفرادها، وبلا تحليل لمعطيات العين، وبلا اكتمال للوازم العلم بالموضوع الذي تنظر إليه العين، عبارة صحيحة؟! ... الإجابة: لا. غير أن صاحب موقع ختلا لا يعلم.
******************
انتهي
انتهي