كتاب: براءة التفسير والإعجاز العلمي في القرآن من الشكوك عليه
الفصل (ن1) كارين أرمسترونج Karen Armstrong
بقلم: عزالدين كزابر
بقلم: عزالدين كزابر
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس من الغريب أن يتفوه الملحد
بإلحاده، ولا المفتري بافترائه، وإلا ما كان ملحداً أو مفترياً، ولكن أن ينسب إلحاده أو افترائه إلى المؤمنين، ويضعه على ألسنتهم، فهذا إلحاد مُركّب، وافتراء غير مهذب.
وإذا زاد على ذلك ونسبه إلى أئمة المسلمين، ومنارات الهدى، وحجج الإيمان، فهذا إفك
مبين. أما إذا خال هذا الإفك على مثقفي المسلمين وعلمائهم، فكان منهم انجرافاً مع
الباطل، بدلاً من أن يكون انتصاراً للحق، فهذا ما تأسف عليه النفس وينفطر له
القلب.
هذا وقد قرأنا للأستاذ الدكتور (نِضال
قَسُّوم) – في تحقيقنا كتابه الذي يحمل عنوان: "السؤال الكمومي في
الإسلام: المصالحة بين الإسلام التراثي والعلم الحديث"[1]-
كلاماً ينسبه إلى أبي حامد الغزالي، فتعجبنا منه أشد العجب، لأنه كلامٌ يخدش كتاب
الله تعالى في عقلانية الإيمان به، وفي علمية وعقلانية الاستدلال على وجود الله
العزيز الجليل، الذي أوحى به إلى نبيه صلى الله عليه وسلم! .. وكان نضال قسوم ينسب كلامه المستغرب هذا إلى أبي حامد الغزالي،
مادحاً فيه – على ما يبدو - الموضوعية والحيادية! - وبالتحقيق في كلامه، ودون عناء،
تبين أنه ليس إلا ناقلاً ومُصدّقاً هذا الإفك الصريح عن إحدى الكاتبات الانجليزيات
وتُدعى (كارين أرمسترونج)، من كتاب لها مشهور، وقد حقق أعلى إيرادات المبيعات[2]،
وعنوان الكتاب الحرفي هو "تاريخ الله: 4000 سنة من البحث في اليهودية
والمسيحية والإسلام"[3].