الاثنين، 19 سبتمبر 2016

الفرق بين لفظ (الدخان) اللغوي ولفظ (الغاز) الاصطلاحي

كتبه: عزالدين كزابر


أول ذكر لاصطلاح (غاز) بحسب تاريخ العلوم [2]

بسم الله الرحمن الرحيم
غاز

1- كلمة (غاز/جاز/جاس/كاس) لا توجد في المعاجم العربية القديمة البتة. وهي محدثة بالتعريب عن اللغات الأجنبية، ولم تظهر إلا في المعاجم العربية الحديثة مثل ("تكملة المعاجم العربية" – لـرينهارت دُوزِي (المتوفي سنة 1300 هـ)، و"المعجم الوسيط" – لإبراهيم أنيس وآخرون، و"معجم اللغة العربية المعاصرة" – لأحمد مختار عمر، .. إلخ).

2- أما في اللغات الأوربية، فقد وقع أول اصطلاح وظهور لكلمة (غاز/جاز) في القرن السابع عشر، على يد (فان هيلمونت J. B. van Helmont- الكيميائي الفلامنجي (شمال بلجيكا الآن)) حيث جاء في كتابه (Ortus medicinae) طبعة 1652 ، ص 58- 59 وقال صراحةً ص59: [نظراً للحاجة إلى تسمية هذا البخار، فسوف أُسميه (جاس Gas) وهي كلمة ليست بعيدة عن كايوس Chaos]  (أنظر شكل 1 أعلى حيث تم التأشير على هذه العبارة) - (وهذه الكلمة الأخيرة - كايوس Chaos - معناها حالة من الفوضى أو المرج).

3- ومن الواضح في هذه القصة التاريخية أن كلمة (غاز/جاس) وضعت لتكون اسماً للبخار الذي يتكلم عنها هيلهونت (والذي ينتج من حرق الفحم، والذي ظن هيلهونت أنه موجود في كل المواد[1])، ومن المعلوم يقيناً أن كلمة (غاز) تطورت لاحقاً في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، مع تطور الكيمياء – واكتشاف حالات المادة المختلفة وتصنيفها إلى أنواع – لتؤول إلى وصف كامل النوع البخاري أو الدخاني من المادة، ويصبح (الغاز) هو أي مادة لها هذا الوصف، سواء في درجة الحرارة العادية أو المرتفعة بالتسخين، وذلك من بين أنواعها الثلاثة المشهورة (الصلبة، السائلة، الغازية).

دخان

المعنى المعاصر الدارج:
1- أما كلمة (دخان) في اللغة العربية، فالمعنى المعاصر المشهور لها هو ما ترجمته بالإنجليزية (smoke). ورغم أن الترجمة صحيحة في الاستخدام الثقافي، إلا أنه مضلل لحدٍّ بعيد عند مواجهة المعاني الصحيحة بين ألفاظ اللغة العربية القديمة – والتي هي الأصوب في فهم ألفاظ القرآن- والمعاني الاصطلاحية الحديثة في معاني الكلمات. وفيما يلي نحقق معنى كلمة (دخان) في المعاجم العربية القديمة.

المعنى اللغوي القديم:
2- جاء في وصف (بخار الفضة) ما يلي:
[الأسرب: دخان الفضة.] (لسان العرب)، و[فِي الحَدِيث: صب فِي أُذُنه الآنك وَهُوَ الأسرب قَالَ الْأَزْهَرِي الأسرب دُخان الْفضة يدْخل فِي خياشيم الْإِنْسَان وفمه .. فَرُبمَا مَاتَ] (غريب الحديث لابن الجوزي)
ومعنى ذلك أن كلمة دخان الشيء تعني بخاره، أو ما يخرج منه متطايراً، وخاصة إذا كان مرئياً.

3- جاء في وصف شجرة (التنضب، وهو نوع من شجر الضخم، ليس له ورق) ما يلي: [قال أبو حنيفة: دخان التنضب أبيض في مثل لون الغبار.] (لسان العرب)
أي أن دخان الشييء يشمل ما يصدر عنه من غازات ظاهرة.
4- في العلاقة بين (الدخان) و(البخار):
[كل دخان يسطع من ماء حار، فهو بخار، وكذلك من الندى. وبخار الماء: ما يرتفع منه كالدخان] (لسان العرب)
وهذا يعني أن البخار حالة خاصة من الدخان، وأن الدخان إذا كان من ماء وخاصة إذا كان حاراً، فهو ما نعرفه باسم البخار، ولكن القاموس المحيط يعمم (البخار) ليشمل غير الماء ويقول: [كل رائحة ساطعة: بخر. وكل دخان من حار: بخار].

5- في كون البخار دخان:
 [في حديث ابن عباس «في قوله تعالى وكان عرشه على الماء قال: كان يصعد بخار من الماء إلى السماء، فاستصبر فعاد صبيرا، فذلك قوله ثم استوى إلى السماء وهي دخان. الصبير: سحاب أبيض متراكب متكاثف، يعني تكاثف البخار وتراكم فصار سحابا.] (النهاية في غريب الحديث والأثر)
6- الدخان وصدوره عن المواد الشمعية والزيوت:
[النؤور: دخان الشحم. .. وقال الليث: النؤور دخان الفتيلة](لسان العرب)
[النيلنج، بكسر أوله: دخان الشحم، يعالج به الوشم ليخضر] (القاموس المحيط)]
وهذا يعني أن البخار يشمل كل ما يصدر متطايراً من مادة ما، بالاحتراق، مثلما هو بغير الاحتراق كما في البخر.

7- الدخان وشموله الصالح من الأبخرة والفاسد منها دون تمييز:
[السليط - وهو كل دهن - أي زيت - عُصر من حب - له دخان صالح، ولهذا لا يوقد في المساجد والكنائس إلا الزيت](لسان العرب)

8- الدخان – بمعنى الروائح الطيارة:
[شجر الرمث (واحدته رمثة: شجرة من الحمض؛ وفي المحكم: شجر يشبه الغضا، لا يطول، ولكنه ينبسط ورقه، وهو شبيه بالأشنان.. وربما خرج فيه عسل أبيض، كأنه الجمان، وهو شديد الحلاوة، وله حطب وخشب، ووقوده حار، وينتفع بدخانه من الزكام.) و(شبهت العرب لون الذئب بلون دخان الرمث لأن الذئب أورق)] (لسان العرب)
أي أن الروائح الطيارة – وخاصة إذا كانت مرئية – يطلق عليها دخان.

9- [اليحموم: دخان أسود شديد السواد] (لسان العرب)
[دخن الطعام واللحم وغيره دخنا، فهو دخن إذا أصابه الدخان في حال شيه أو طبخه حتى تغلب رائحته على طعمه، ودخن الطبيخ إذا تدخنت القدر. وشراب دخن: متغير الرائحة] (لسان العرب)
أي أن لفظ الدخان يطلق على كل غاز متصاعد أو منتشر مرئي بلونه، وربما برائحته.

ما الذي نخرج به من كل هذه التوصيفات والاستخدامات العربية القديمة للفظ الدخان؟! ..
ما نراها إلا أنها جميعاً تدعم الخلاصة الآتية:
لفظ "الدخان" اللغوي = لفظ "الغاز" الاصطلاحي
إلا أن (لفظ "الدخان" اللغوي) أعم من (لفظ "الغاز" الاصطلاحي) من حيث أن "الغاز" يطلق على مجموعة من ذرات أو جزيئات نوع ذلك الغاز، ولا يطلق على ما دون ذلك من دقائق مادية، أما "الدخان" فلا يُشترط فيه هذا القيد، لأنه وصف هيئة الغاز دون التقيد بمكوناته وكونها من تركيبات بعينها. وينتج عن ذلك أن البلازما المتأينة الدقائق– والتي تتميز كيميائياً عن "الغاز" وتعتبر الحالة الرابعة للمادة وتمثل مادة الشمس أظهر تجلياتها– فيمكن وصف هيئتها بأنها من الدخان أيضاَ إذا سطعت وانتشرت، رغم أنها ليست غازاً من حيث التعريف.

وخلاصة كل ذلك أن "الدخان" هو كل ما كان ذو هيئة غازية - غير قارة - دون اعتبار لمكونات مادته، وبناءاً عليه يدخل (الغاز) الاصطلاحي في معني الدخان باعتبار هذا القيد. وربما يكون أصوب الصياغات أن نقول:

لفظ "الدخان" اللغوي = لفظ "الغاز" الاصطلاحي (من حيث الهيئة)





[1] الباعث على كتابة هذه المقالة سؤال جاءنئ من أحد القراء قال فيه:
[... دخلت مع أحد الزنادقة في حوار علمي حيث زعم أنه لا يوجد حكمة من تحريم زواج الاخوة من الرضاعة وزعم أن السماء لا تتوسع بل تتضخم وزعم أن السماء خلقت من غاز وليس من دخان وقد سحقته حيث أحضرت له دراسات علمية تثبت احتواء حليب الام على خلايا جذعية تدخل في بناء الانسجة وليس مجرد مواد غذائية. وفضحت تدليسه وبينت له حقيقة توسع الكون بمراجع كثيرة.
أما دعواه الاخيرة فقد أعطيته مرجعا علميا ينص أن الدخان هو حجر الاساس في بناء الكواكب فقال لي أن مرجعا واحدا غير كافي...
فساعدني أخي بمراجع أو توضيحات حول النقطة الأخيرة لأن الكثير من المسلمين والملحدين يتابعون الموضوع ..............]

[2] Ortus medicinae, id est Initia physicae inaudita, authore Joanne Baptista van Helmont (Amsterdam, (Netherlands): Louis Elzevir, 1652, p. 59.
https://books.google.com.sa/books?id=c41nbl8iwrEC&pg=PA59&redir_esc=y#v=onepage&q&f=false


هناك 10 تعليقات:

  1. هناك فرق واضح بين الغاز. والدخان حيث أن الدخان يمكن أن يحوي مواد عضوية أما الغاز فليس كذلك...
    وقد أخبرني أحد العلماءالذين التقيتهم أنهم كانوا يعتقدون في القرن الماضي أن الكون خلق من الغبار الكوني والغازات لكن الفحص المجهري لبقايا الدخان الكوني المنتشر بين النجوم وكذلك الدخان الناجم عن انفجار المستعرات بين أن قطر أقل بكثير من الغبار بل الأصح وصفه بالدخان..
    وكذلك قام علماء وكالة نازا باحضار عينة مما كانوا يطلقون عليه غبار كوني cosmic dust
    المنتشر حول النجوم من بقايا الدخان الكوني فوجدوا أن قطره لا يناسب الغبار وانه عبارة عن دخان smoke
    وبتحليل المواد الناجمة عن انفجار النحوم والمستعرات استنتج العلماء أن مادة بناء الكون والنجوم والكواكب هي الدخانsmoke...
    وسبحان الله الذي أخبر عن ذلك في كتابه الكريم قبل أربعة عشرة قرنا كاملة .قال تعالى :" ثم استوى الى السماء وهي دخان."
    ...................................................
    1
    يقول أحد كبار علماء الفيزياء الكونية الدكتور وينبيرغ في كتابه :
    الثلاثة دقائق الأولى، نظرة حديثة لأصل الكون .ص 94-108
    يقول :
    "إن علم الفلك الحديث، النظري منه والقائم على الرصد يدل بوضوح و جلاء أنه في نقطة زمنية محددة لم يكن الكون فيها سوى سحابة من دخان."

    The science of modern cosmology, observational and theoretical, clearly indicates that, at one point in time, the whole universe was nothing but a cloud of ‘smoke’ (i.e. an opaque highly dense and hot gaseous composition
    ............................................................
    3
    يقول العلماء :
    الكون كان عبارة عن غرفة مليئة بالدخان
    the universe was like a smoke-filled chamber
    http://www.sciencemag.org/news/2010/11/how-early-universe-cleared-away-fog
    .................................................

    4

    بعد رحلة طويلة من البحث تمكن العلماء من إعطاء تعريف دقيق للسحب الغبارية التي تملأ الكون، ومعظمها يعود لمليارات السنين. فقد تمكن علماء من وكالة ناسا من تحليل هذا الغبار الكوني المسمى Cosmic Dust ووجدوا بعد التحليل المجهري بأنه لا علاقة له بالغبار... إنه مثل الدخان

    يقول العلماء كنتيجة لبحثهم :
    الغبار الكوني يمثل جزيئات دقيقة من المادة الصلبة السابحة في الفضاء بين النجوم لكنها لا تشبه الغبار المنزلي في شيء والوصف الادق لها هو "الدخان".
    بالانجليزية

    Cosmic dust consists of tiny particles of solid material floating around in the space between the stars. It is not the same as the dust you find in your house but more like smoke with small particles varying from collections of just a few molecules to grains of 0.1 mm
    http://herschel.cf.ac.uk/science/infrared/dust

    ..............................................................
    6

    قام العلماء بجمع جزيئات الغبار والغازات المنتشرة في الكون وتلك الناجمة عن انفجار المستعرات وبعد الفحص المجهري والمخبري وجدوا أن أدق وصف لها هو "الدخان " أو بالانجليزية "the smoke"
    تأملوا معي آخر ما وصلت إليه الأبحاث في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بعد التقاطهم لذرات الغبار الكوني وتحليلها في المخبر :
    قال العالم الذي أشرف تحليل جزيئات الغبار الكوني:
    The dust particles that are mixed with the gas are tiny, only a fraction of a micrometer in size, and could therefore better be described as ``smoke´´.
    ومعنى ذلك أن: ذرات الغبار الممزوج بالغاز دقيقة، وحجمها يساوي جزء من الميكرون فقط، ولذلك فإن أفضل وصف لها "دخان". ومرجع هذه المقالة على الرابط:

    http://www.chl.chalmers.se/~numa/ast...molecules.html
    ...................................
    7
    وجاء في نتيجة التحليل المخبري لهذا الغبار، وبالحرف الواحد:
    Interstellar and interplanetary dust grains between about .6 micrometers and 1.4 micrometers are captured by Jupiter's magnetosphere, or area of magnetic influence, according to the study. Such particles are smaller than the diameter of a human hair and about the size of smoke particles.

    وترجمة هذا الكلام: "حبيبات الغبار بين النجوم والكواكب يتراوح حجمها بين 0,6 ميكرون و 1،4 ميكرون، وهي ملتقطة من الغلاف الجوي للمشتري، أو من منطقة التأثير المغناطيسي وفقاً للدراسة. حبيبات كهذه أصغر من قطر شعرة الإنسان وهي بحجم ذرات الدخان".
    http://www.colorado.edu/today/1998/04/01/new-class-dust-ring-discovered-around-jupiter

    ردحذف
    الردود
    1. تحية طيبة لصاحب التعليق:
      النتيجة التي وصلت إليها هي أن الدخان صفة لهيئة (دائمة) بلا أي قيد أو شرط على فيزياء أو كيمياء مكونات الدخان، ولهذا قلت في نهاية المقال على أن (لفظ "الدخان" اللغوي = لفظ "الغاز" الاصطلاحي (من حيث الهيئة)). وبناءاً عليه فأي مادة بسيطة العناصر أو مركبة، عضوية أو غير عضوية، إذا كانت في صورة غازية متطايرة (دائمة)، جاز أن يُطلق عليها "دخان".

      ولكن .. إذا كانت تلك الهيئة حالة عارضة نتجت عن محض استثارة تعود بعدها سريعاً إلى الترسب، فهذا ليس بدخان، بل غبار، وهو ما نعرفه في اللغة والقرآن بـ (النقع) كما في قوله تعالى "فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا"، أي غباراً. وعلى هذا، فالغبار ليس بدخان، لأنه كالتراب المستثار، ومعلوم أن العربية لا تقبل أن يُطلق على التراب المستثار (دخان).

      بمعنى آخر، فإن الدخان هو ما كانت بنيته (الكيميائية/الفيزيائية/الطبيعية) حافظة له على حالة التطاير والصفة الغازية الدائمة، إلا أن يترسب لاحقاً لأسباب (كيميائية/فيزيائية) أخرى.

      أما الربط بين كلمة (دخان) و smoke فأراها غير صائبة. لأنها تجرنا إلى التقيد بصفات الـ smoke وأنه نتاج احتراق ضروري، والحال ليس هكذا بالنسبة للفظ (الدخان) في أصل اللغة العربية.

      وأما التعلق بحجم حبيبات (الغبار/الدخان) وأنه العلة في التسمية فلا أراها وجيهة، ولا مبررة. هذا رغم اعترافي بأن حبيبات الغبار أكبر كثيراً من حبيبات/جزيئات (الدخان – كما عرَّفته أعلى) .. إلا أن التعلق بالحجم .. وأنه يؤول إلى حجم ذرات/جزيئات كيميائية فاستطراد مشكل، لأنه سيمنع أن يكون (الدخان) الذي جاء في قوله تعالى "ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ" ذو بنية أدق من بنية الذرات والجزئيات الكيميائية (كتركيب من تركيبات الفراغ الكمومي)، وهو أمر تحتمله الآية، أو على الأقل لا تمنعه. .. فإن فعلنا ذلك نكون قد عطلنا وجهاً محتملاً للمعنى بلا ضرورة.

      هذا والله تعالى أعلم.

      حذف
  2. يقول العالم ستيفن هوكينج في شريط علمي يقول في الدقيقه 12:39
    we are made of " smoke of big bang
    وبالعربية
    " لقد صنعنا من دخان البيغ بانغ"
    https://youtu.be/VhRLoPDM-UA

    ردحذف
    الردود
    1. هذا الكلام من ستيفن هوكنج ناتج عن التصاقه بمعنى كلمة smoke على أنها وصف لتوابع انفجار كالذي نعهده في الدنيا، والذي هو احتراق لمحتوى المنفجر والمنبعث في كل اتجاه. .. وكما بينت في التعليق السابق، وفي أصل المقال أن كلمة smoke غير مطابقة لمعنى الدخان في اصل اللغة، رغم أنها تشترك معها في بعض الصفات، لذلك فالتعلق بها، وجعلها مطابقة لكلمة (دخان) الذي هو صفة من صفات السماء الأولى، أمر مشكل، ونحن في غنى عنه.

      هذا بالإضافة إلى أن الانفجار العظيم - كما تتنبأ به الفيزياء الكونية - وأنه انفجار من متفردة غاية في ضآلة الحجم، .. لا ينبغي أخذه على محمل اليقين، ومن ثم لا ينبغي توجيهه لتفسير خلق الكون كما جاء في القرآن ... هذا رغم جواز الاستئناس باتفاق التصورين في مسألة اتساع السماء على الدوام. إلا أنها لا تلزمنا بالتسليم الانفجار العظيم كما يصفونه، وحمله على القرآن في وصف (الرتق) مثلاً، كما ذهب إلى ذلك بعض الإعجازيين.

      حذف
  3. السلام عليكم ورحمة الله
    انا وفاء طالبة فيزياء من الجزائر...
    قول الملحد أن السماء خلقت من "غاز" عار تماما من الصحة العلمية...
    فالنظرية السديمية او الغازية التي تشرح تشكل الكون من سديم غازي لم تعد معتبرة في العلم...
    تحليل الغبار الكوني المنتشر في الكون بين أن الاساس في بناء الكون و النجوم هو الدخان
    وأوافق الدكتور كزابر أن الشحنة الدلالية والسيميائية لكلمة دخان بلغة العرب هي الوصف الدقيق وادق من ترجمة كلمة smoke الانجليزية وهذا ما ستكشف عنه الدراسات المستقبلية...
    وسبحان الله الذي وعدنا بكشف آياته في الآفاق والانفس فنعرفها فتكون حجة على المبطلين وتزيد الذين آمنوا ايمانا.
    شكرا لصاحب المدونة ...

    ردحذف
  4. السلام عليكم و رحمة الله

    بما ان الموضوع عن اللغويات حبيت أسألك عن هذي الآية وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21)

    ما هو الحرور في نظرك + لماذا الحرور هو المقابل للظل ... هل يوجد إعجاز علمي في هذي الآية

    ردحذف
    الردود
    1. عليكم السلام ورحمة الله

      يقول تعالى [وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ..(22)](سورة فاطر)
      وتشترك كل المتقابلات في أن كل طرف منها نقيض الآخر:
      أي أن الحرور نقيض الظل.
      ولفط الحرور على وزن (فعول) من (الحر)، أي الحر الشديد.
      ولأنه على نقيض الظل، فيكون معناه: القيظ الشديد في الشمس الحارة والذي لا يتحمله الإنسان إلا بالدخول في الظل.

      وأرى أن جميع المتقابلات في الآية معلومة للإنسان، وتكشف عن التباين الشديد بين أطرافها. وأن هذا التباين سيحدث في الآخرة بين الناس، ومن لم يختر البصر والنور والظل والحياة .. فقد وقع لا محالة في العمى والظمات والحرور والموات. وهي جميعاً كنايات عن عذاب النار.
      ولم أرى غير ذلك في الآيات.

      هذا والله تعالى أعلم.

      حذف
    2. شكرا على الرد لكن ارى الأجابة غير قوية لكذا سبب

      اول شيء السورة اسمها فاطر ف طبيعي تحتوي على بعض أسرار الكون و هي فعلا تحتوي على شيء مثل أن اللون الأسود ليس لون في الطبيعة

      أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ ((سُودٌ)) (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)

      ثاني شيء انه وضع الظل و الحرور بين متقابلات واضحة انها نقيض للآخر كأنه أراد أشارة بذلك و توقعت أجد عندك اجابة لأنك متمكن علميا و لغويا

      و أيضا عندي سؤال ما معنى هذي الآية
      ۞ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ۚ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41)

      هل تفيد أن الله يعطي صفة الوجود للكون أو ما شابه (اعتذر عن التعبير الضعيف)

      و آسف على الإطالة و إضاعة الوقت

      حذف
  5. قانون الثنائية هو الاصل في تركيب الكون وهما: المادة والطاقة ويمكن القول ان الطاقة شيء والمادة جسم وكل شيء هو مصمت وكل جسم فهو اجوف والمادة مكونة من الذرات وكل ذرة مكون من البروتون وهو موجب والالكترون وهو سالب والبروتون مكون جزئيات اخرى تنتهي الى ما يسمى العصيات والمخاريط كما يقول علماء الفيزياء فالعصيات له طول فهو قابل للاهتزاز. ويمكن القول ان اقصى تحول للطاقة هو الدخان واقصى تحول للمادة هو الغبار والاصل المخلوق منه السموات هو الدخان فما هو ؟ انه الغاز الكوني المتحول الى دخان الذي شكل أصل التكوين المادي للسموات والمراد بالدخان هو حالة من تحولات المادة كاخر مرحلة وهو السديم المتجمع في شكل سحاب هائل في الكون خلق الله منه السموات السبع بما فيها من نجوم وكواكب ومجرات وفضاء، والله اعلم بما خلق.

    ردحذف
  6. تكملة لما سبق
    وما جاء في الحديث الشريف :حدثنا عبد الله حدثني أبي قال حدثنا بهز حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرني يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين العقيلي أنه قال: "يا رسول الله أين كان ربنا عز وجل قبل أن يخلق السموات والأرض قال في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء ثم خلق عرشه على الماء" أخرجه أحمد في مسنده. مما يدل على ان الله جل جلاله كان وما دونه ظلمة الطاقة والمادة كائنة مثل السحاب والغمام فكما ورد في الحديث الشريف كان الله في عماء وما فوق العماء هواء وما تحت العماء هواء أي لا شيء مخلوق وهذا الغمام هو السديم المكون من الغبار والدخان كانه السحاب الرقيق والله اعلم سبحانه وتعالى .

    ردحذف