السبت، 10 يونيو 2017

العين الحمئة، بأوصافها الثلاثة: الحارة والطينية والمتفجرة غضبا، تتحقق في جزيرة الحرّة El Hierro غرب جزر الكناري

العين الحمئة، بأوصافها الثلاثة: الحارة والطينية والمتفجرة غضبا، تتحقق في جزيرة الحرّة El Hierro غرب جزر الكناري

بقلم: عزالدين كزابر
جزيرة الحرَّة El Hierro والنشاط البركاني للعين البركانية على ساحلها الغربي مع لفظها للطين الحار في عرض البحر
بسم الله الرحمن الرحيم
في معرض مراجعتنا لمن كفر بالقرآن وسعى جاهداً لإلصاق فاسد المعاني بآياته، افتراءاً وجهالة، ومنها غروب الشمس، والتي وجدها ذو القرنين تغرب في عين حمئة، عندما وصل إلى أقصى المعمورة غربا، وقد سعى الكافر الأعجمي بكل ما أوتى من تلفيق تخبيصي باللغة العربية، واستخفاف بقرائه، ليضع على لسان القرآن والعرب المعاصرين وقتئذ أن المقصود من (تغرب في عين حمئة) أن الشمس تغور في العين الحمئة إلى جوف الأرض! – يريد أن يلصق تهمة خطأ علمي بالقرآن أخزاه الله - .. هذا وقد فندنا هذه المزاعم التلفيقية الخائبة في دراسة بعنوان (دحض الافتراءات على علمية القرآن - موقع غروب الشمس وطلوعها).

نقول في معرض هذا التفنيد، ظهرت لنا شواهد وقرائن على موقع أرضي يحقق مواصفات العين الحمئة، وقد تَرَجّح عندنا بقوة أنه الموضع الذي انتهى إليه ذو القرنين في رحلته الغربية، والتي قررها القرآن في قول الله تعالى "حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا"(الكهف: 86)


هذا وقد تناولت كتب التفسير تأرجحاً في معنى كلمة (حمئة) بين أنها حارة، أو طينية. وجاء الراجح من آراء المفسرين أن العين الحمئة تجمع بين هذين المعنيين. وبعد أن ترجح عندنا الموقع الذي سنأتي على ذكره بعد قليل، وجدنا أنه يحقق لمعنى (حمئة) معنىً ثالثاً لم نكن منتبهين لاحتمال أن يراد بالكلمة في سياق الآية، ولم نرى أحداً من اللغويين أو المفسرين قد تناوله، ولو بالاحتمال في سياق الدلالات االمتوقعة. وربما أنهم استبعدوه سريعاً لأنه يرتبط بالعاقلين فقط، على المشهور في اللغة؛ وذلك حينما يقال أن فلان رجل (حمىء) أي: سريع الغضب، أو يتناوب عليه الغضب المتفجر بلا قدرة على التحكم فيه. والحاصل أن هذه العين (مثل جنسها من العيون البركانية التي تُسمّى في أدبيات جيولوجيا الأرض وجغرافيتها بـ Hot Spots) يتحقق لها هذه الصفة أتم تحقيق، وليس الغضب غضب إرادي من عاقل، بل غضب طبيعي احتقاني متفجر من تحت قشرة الأرض بين وقت وآخر.

وتظهر اللحظات الأخيرة من الفيديو السابق احتقان وفوران طبيعي للعين الحمئة المقصودة، وكيف أنها تجمع بين كونها حارة، وكونها طينية، وكونها حمئة (في حالة احتقان أو غضب).

والآن، ما هي الشواهد، والقرائن على أن هذه العين هي العين الحمئة (بدرجة عالية من درجات الترجيح):

1- أنها تقع في أقصى جزيرة من جزر الكناري والتي تمثل أقصى غرب العالم القديم، وتبعد عن ساحل المغرب بحوالي 62 ميل في داخل المحيط، كما بالشكل الآتي. 
موقع جزر الكناري من المغرب، وموقع جزيرة الحرّة El Hierro منها

وكان يقطن هذه الجزر في القديم من الأمازيغ من يُسمّى بالجوانش Guanche، ومازالت هناك تماثيل لملكوهم/محاربيهم علىها  حتى يومنا هذا كما هو واضح من الصورة الآتية.


تماثيل محاربي الأمازيغ على جزر الكناري التي تحتلها أسبانيا
   
2- أن اسم هذه الجزيرة الحالي بالأسبانية – منذ أن احتلت أسبانيا جزر الكناري – هو El Hierro ، وهذا الاسم لا يخطئ عاقلان في أن منطوق الاسم عربي صريح؛ وهو: (الحارَّة) أو (الحَرّة). وقد أَلِف العرب تسمية البقاع التي تتفجر منها العيون البركانية وتبرد صهارتها باسم (الحَرَّة)، ومثلها ما كان يحيط بالمدينة عهد النبي صلى الله عليه وسلم - وما زال إلا ما تدخلت فيه يد الإنسان - وكانت تعرف بالحرَّات، وكانت تلف المدينة من ثلاث جهات: الشرق والجنوب والغرب، لهذا حفر النبي والمسلمون الخندق شمال المدينة، في غزوة الخندق، لأن هذه الحرَّات كانت تمثل حاجزاً طبيعياً لا يستطيع الكفار دخول المدينة من خلالها بخيلهم وعتادهم، ولم يكن أمام الكفار إلا دخول المدينة من الشمال، لذلك حفر المسلمون الخندق شمال المدينة، فأصبحت ممتنعة عن الدخول. (الدخول من الجنوب بين الحرات كان ممكناً بصعوبة، وكانت قبائل اليهود (بنو قريظة) تقطن جنوب المدينة ولا بد للمار من الحرات أن يمر عبر مساكنهم) لهذا عاهدهم النبي على عدم إمرار الكفار من جهتهم، وقد أوشكوا على نقض عهدهم لولا أن الله سلم، وأوقع بين الكفار واليهود فاختلفوا كما جاء في حديث "خذّل عنا".

3- أن أقرب جزيرة لجزيرة (الحرّة El Hierro) من بين جزائر الكناري السبع تسمى بالأسبانية La Gomera ولا يخطئ عاقلان على أن منطوق الاسم هو (الجُميرة) ومعناها (الجمرة الصغيرة)، أنظر الشكل.


جزيرة الجميرة La Gomera وكيف ينطبق اسمها العربي على شكلها

والسبب في اسمى الحرّة والجميرة أن جزر الكناري جميعاً جزر بركانية انفجرت من جوف الأرض، ومن قاع المحيط، وتناثرت أشلاء الباطن الأرضي في صورة صهارة بركانية تراكمت في الماء وعلت حتى طفت فوق السطح (طيناً أسودا)، وبردت وأصبحت جزراً أرضية تعيش عليها الأحياء لخصوبة تربتها. (وتتكرر هذه الظاهرة في مواقع كثيرة على الأرض وتسمى Hot Spots أو العيون البركانية الحارة). أنظر الشكل الآتي وفيه مواقع العيون البركانية الحارة hotspots على مستوى العالم، ومنها موقع جزيرة الحرّة El Hierro.


مواقع العيون البركانية الحارة hotspots على مستوى العالم

4- أن جزيرة الحرّة El Hierro التي رشحناها بعينها بأن ذو القرنين قد رآها – أو رأي محيطها المتفجر أمام الشمس عند غروبها - هي الجزيرة الأحدث في مجموعة جزر الكناري، وذلك لأن العين البركانية المتفجرة أسفلها تنجرف غرباً. وما نشأ بسبب هذه العين البركانية من جزر قديمة (على الجانب الشرقي والأوسط من الجزر) لم يعد نشطا، وقد بردت تماماً. أما النشط من هذه الجزر فهو الواقع فوق البقعة النشطة بركانياً في القاع، والتي تتحرك غرباً. وهو واقع مألوف في العيون البركانية الحارة hot spots من حيث انزياحها الدئم، ويحدث نفس الشيء في جزر هاواي، حيث أنها جميعا جزر بركانية، وتنتظم الجزر وراء بعضها حول خط مستقيم بمثل اتجاه انزياحها البطيء، ويقع أنشطها عند قاعدة سهم يشير لاتجاه حركة اليابسة فوق العين البركانية الواقعة أسفلها كما في الشكل الآتي، وفوقه تماماً تتأجج العين البركانية من وقت لآخر.


5- أن جزيرة الحرَّة El Hierro لها اسم أمازيغي نقلت المصادر أنه (العين). ويبدو أنها كانت تسمى (العين الحارة) من بقاء اسم "الحارة" أو "الحرَّة" منطوقاً إلى يومنا هذا، ثم خفف الاسم كما هو معهود الأسماء جميعاً في التخفيف وأصبحت الحارة أو الحَرَّة، وقد حفظت الأدبيات (القاموس الكبير في اللغة الأمازيغية Gran diccionario guanche) التسمية التاريخية؛ أي: إسم العين [1].

6- أن جزيرة الحرَّة El Hierro نشطة منذ نشأتها قبل ( 1.2 مليون عام)[2] ويتواصل نشاطها من وقت لآخر، حتى أنها تُسمَّى جزيرة البراكين، ووقع آخر نشاط لها سنة 2011 (الشكل الآتي)، وقد أُجبر السكان على الإخلاء. ومع كل نشاط تتفجر العين الحارة Hot Spot أسفلها وفي محيطها من قاع المحيط. ومع انزياح القشرة الأرضية تنزاح العين انزياح بطيئ ومتواصل غرباً، وبما يخرج معه صهارة جديدة تتسع به مساحة الجزيرة على الدوام. وذلك إلى أن تهدأ العين البركانية فترة كافية يكون لها بعد ذلك نشاط بركاني، فتنفجر مكونة جزيرة جديدة.


الخبر التلفزيوني لانفجار العين البركانية الطينية على طرف جزيرة العين الحرَّة El Hierro يوم 9 نوفمبر 2011



نشاط العين الحارة سنة 2011 بحافة جزيرة الحرَّة وخروج الطين الحار من باطن قاع المحيط حيث العين البركانية

النتيجة

تأتلف هذه الشواهد والقرائن على ترشيح جزيرة الحرَّة El Hierro على أنها الموقع الأرض الأقصى جهة الغرب والذي وقف ذو القرنين قبالته – وحل على القوم الذين كانوا يقطنون هذه المنقطة (الجزر) – حيث كانت الجزيرة وقتها في حالة نشاط بركاني متقد، تتفجر غضباً بإخراج ما في باطن الأرض، فيختلف مع ماء المحيط فيظهر على وجه الماء طيناً حاراً متقداً متفجراً غاضبا (عين حمئة).

هذا والله تعالى أعلم.

ملاحظات:

1- ربما تتحق بعض القرائن التي ذكرناها في جزر الأزور Azores (وهي أيضاً جزر بركانية)، غير أنها تقع غرب البرتغال وداخل المحيط الأطلنطي بأكثر من 1500 كم. ونفس الشيء يقال على جزر هاوي، ولكن هذه أبعد احتمالاً لأنها تقع في عمق المحيط الهادي بأكثر من 4000 كم غرب كاليفورنيا.

2- حي (أو منطقة) الجُمَيرة في دبي في الإمارات العربية المتحدة، إسمها الأصلي والراجح هو (القميرة). وأصل الإسم هو بياض رمالها حتى أن البحارة كانوا يرونها مضيئة كضوء القمر ليلة البدر وهم في عرض البحر، فسموها القميرة، وهي عادة لغوية أن تنطق القاف جيم مثل (القريشي حين تنطق الجريشي، والقاضي حيث تُنطق الجادي). ولا علاقة لاسم (الجميرة في دبي) بـ بالجمر ولا الأرض الحارة، مثلما هو الحال في جزيرة الجميرة la Gomera في جزر الكناري.

__________________
[1] https://en.wikipedia.org/wiki/El_Hierro#cite_ref-5.
- Osorio Acevedo, Francisco (2003), Gran diccionario guanche : el diccionario de la lengua de los aborígenes canarios, Tenerife: Centro de la Cultura Popular Canaria.


[2] Carracedo, Juan Carlos; Day, Simon (2002). Canary Islands. Terra. p. 2. ISBN 978-1-903544-07-5.

هناك 16 تعليقًا:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    ما رأيك في أن العين الحمئة موجودة في قرزيزيا.

    وأن غورش هو ذو القرنين ،

    https://www.youtube.com/watch?v=bLGdLX6e8Gs

    https://www.youtube.com/watch?v=bTzsx5Mj4Os&index=2&list=PLvEdVowW8rx8UkFNlAe6bT2b63ISe4q4v

    وما ردك عليها

    ردحذف
    الردود
    1. عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      أستبعد تماماً أن تكون تلك البحيرة هي العين الحمئة، والسبب أنها لا تظهر في صورة عين إلا بالأقمار الصناعية أو الطائرات المرتفعة، وهذا لا يتفق ومنطوق الآية القائل بأن ذي القرنين وجدها كذلك (أي: عينا). ولو كانت كذلك لكان وجدان ذو القرنين لها محض بحر حارة مياهه، وليس عيناً حمئة. هذا بخلاف أنها طينية، وأنها حمئة (متفجرة).

      أما قورش، فربما كان هو ذو القرنين، ولا أستطيع أن أجزم أو أرجح إلا بعد دراسة مستفيضة.

      حذف
    2. أشكرك على جوابك الرائع ، وفهمت أنك مازلت تبحث باستفاضة ، وهذا يدل على دقتك واتقانك في البحث لهذا سألتك.

      حذف
  2. وأيضا سؤال مهم وأتمنى أن يكون عندك الجواب الشافي الكافي لإشكال التخرص البالي.

    السؤال

    1- أين سد ذو القرنين
    2- أين الأرضين السبع
    3- أين يعيش يأجوج ومأجوج
    4- وهل الأرض مجوفة ، شخصيا لا أعتقد أبدا أن الأرض مجوفة بل أمقت هذه الفكرة لأن علم الجيولوجيا وعلم الزلازل والموجات الزلزالية الأولية تعطي تصورات كافية عن جوف الأرض أنها سائلة.

    5- وأين تقع النار وكل هذه الأسئلة محيرة.

    ردحذف
    الردود
    1. 1- لا أعلم أين سد ذو القرنين، .. فلربما تظهر أدلة كافية ترجح عندي بها مكانه، أما الآن، فلا أملكها.

      2- الأرضين السبع: قد ترجح عندي معناها، ولكني لا أستطيع التصريح به، إلا بعد تمهيد كافي. ولكنها ليست 7 كواكب تشمل الآرض، وليست طبقات في كوكب الأرض بعضها فوق بعض.

      3- مأجوج ومأجوج: لا أعلم أين هم؟

      4- الأرض ليست مجوفة، يقيناً.

      5- النار: إذا كنت تقصد نار الآخرة، ومثلها جنة الآخرة، فلا أعلم. .. غير أن كوننا (المرئي بنجومه إلى منتهاه) ليس كل الوجود.
      والسؤال عن موجود في محيط غير محصور، يشبه السؤال عن مفقود في مدينة كبيرة. فلا غرابة أن يكون في المدينة ولا يعلم السائل بمكانه.

      هذا والله تعالى أعلم،

      حذف
    2. وهذا الجواب مختصر ورائع ، ولكن هناك من يقول أن النار تحت الأرض والجنة فوق السماء ، واكتشفت أنه تصور توراتي أيضا.

      والمشكلة أجد أحاديث وبعض الآيات تقول أن لجهنم تحت الأرض ، وهذا التصور غير مقنع لأن نواة النجوم أسخن من نواة الأرض وأن النار الآخرة مسودة ، وأن نواة الأرض صلبة ، وأنت تعرف باقي الإشكال ، وهذا قد يناقض العلم وهو إشكال وجيه محير؟!!

      https://islamqa.info/ar/215011

      http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=55437

      المحير في يأجوج ومأجوج هو أن أعدادهم يفوق أعداد البشر بألآﻻف المرات ، وهم من أولاد بني آدم محبوسون في سد ضيق منذ آﻻف السنين ومع كل ذلك ﻻ يبقى لم أثر لوجودهم لا صوت نسمعهم ولا القمر الصناعي يراهم ؟؟! فعلا إنه محير..

      هذا أصعب سؤال وجهته في حياتي لأحد ، وأنا أثق بأن لديك الجواب الذكي كعادتك.

      حذف
  3. وبارك الله فيك ، كم أنت مظلومٌ في الشهرة والله إنك تستحق أن توضع فوق عقالي وتاجي ، أنت الوحيد الذي يفسر القرآن بشكل صحيح في مجالك ، والله ياليتك لو اشتهرت فلقد شوهوا الإعجاز العلمي تشويها بليغا

    ردحذف
    الردود
    1. أشكرك على ثقتك الغالية، وبارك الله فيك، وأسأل الله ان أكون عند حسن ظنك بي، وأن أكون أهلاً لثنائك على ما أكتبه.

      حذف
  4. العين لا تمتد للأفق فكيف سيرى الشمس تغرب فيها ؟!

    ردحذف
    الردود
    1. أثار صاحب التعليق هذا السؤال بمزيد من التفصيل في موضع آخر، ورددنا عليه وقلنا:

      يبدو أن صاحب التعليق لم يقرأ المقالة المعنية بالعين الحمئة مجتمعة وعنوانها:
      العين الحمئة، بأوصافها الثلاثة: الحارة والطينية والمتفجرة غضبا، تتحقق في جزيرة الحرّة El Hierro غرب جزر الكناري
      وربطها هو:
      http://kazaaber.blogspot.com/2017/06/el-hierro.html ،
      وسعى هنا إلى التقاط عبارات ليرد عليها فرادى، بعد أن يسبكها في فهمه السابق فقط؛ أي الفهم الذي يحقق غرضه التفنيدي، فعندما قال:
      [لا يمكن بأي حال من الأحوال رؤية الشمس تغرب في عين طين داخل خط الأفق .. فالشمس دائما و أبدا ستغرب خلف خط الأفق ولذلك هي تبدو للناظر كأنه تغرب في البحر .. لأن البحر ممتد إلى مد النظر .. أما عين الطين فليست كذلك]

      أقول:
      قصر رده على عينٍ محدودة الأبعاد (تمتد لأمتار أو حتى مئات الأمتار) وأنها في يابسة، ومن ثم يمكن الدوران حولها، ونتيجة ذلك أن يصبح غروب الشمس في البحر مفارق كل المفارقة لعينٍ كهذه، ويصبح التشبيه بين العين والبحر تشبيه فاسد أو متكلف في أحسن أحواله، ويسهل رده (هكذا ظن صاحب التعليق – مجهول الهوية)

      ولو قرأ الدراسة المشار إليها مجتمعة، لوجد أن العين ليست في يابسة، وأن المقصود من العين ليس حدود العين بحوافها، وأنها عين لا يمكن الدوران حولها، كما أنه لم يفرق بين العين وما يطفح منها من ماء أو طين. ولو قرأ جيداً واستوعب المشهد الذي أتينا بتصوير فيدو مشابه لما يكون قد حدث أشد منه ومن نفس النوع لوجد أن العين في قاع البحر، وأنها عين من العيون البركانية، التي ينهمر منها صهارة أرضية متفجرة، وأن هذه الصهارة تدفع تربة القاع إلى السطح من قوة نفثها، وأن هذا الطفح البركاني يطفو على سطح البحر في حالة أشبه بالغليان، فيختفي الأفق ويصبح غير مرئي بفعل ارتفاع مستوى الرؤية لارتفاع حالة سطح البحر المتفتق بفعل الصهارة الطينية املتأججة، وأن هذا الطفح يفترش سطح البحر وينتشر بعيداً بما لا يعلم الناظر له نهاية وأن نهايته لا ترى إلا بواسطة الطائرات (كما يتضح من الفيدو)، كما لأن شدة الطفح البركاني الخارج هو السبب في تشكل الجزر المحيطة في تفجراته المتتابعه. وأن المشهد كله لا يرى من الأرض إلى من جزيرة واحدة تقع في شرق هذا الطفح العيني البركاني، والنتيجة أن حالة العين الحمئة المتاجج منها الماء والطين حالة بركانية بحرية يفترش بها البحر المرئي ومن ورائه تغرب الشمس، فيراها الناظر من الأرض غاربة فيه كغروبها في البحر تماما.

      والخلاصة أن صاحب التعليق تجاوز كل هذا المشهد الذي سقته لأصحاب العقول السليمة، فيفهموه وليفهموا من ورائه معنى الآية، غير أن صاحب التعليق يأبى ذلك كله، ويصر على أن معنى العين ووصفها يجب أن يكون ما يستحيل معه المشهد القرآني. وصدق الله تعالى إذ يقول: ".. وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا"

      حذف
  5. بحث من أروع ما يكون. جزاك الله خيراً. لقد كتب بحثاً عن ذي القرنين، أرجوا الإطلاع:https://quraanism.blogspot.com/2017/09/blog-post_96.html

    ردحذف
  6. أحسنت وهذا رأي من الآراء التي تثبت أن القصة ليست خرافة وأنها ممكنة علميا وان الخرافة موجودة في راس الجهلة فقط

    ردحذف
  7. الاستاذ عز الدين المحترم تحية طيبة لأول مرة اعلق رغم دخولي المتكرر الى مدونتك المباركة اسأل الله ان يجعلها في ميزان حسناتك,ولا أخفيك مدى أعجابي فيما تطرحه من تفسيرات فجزاك الله خيرا,وددت ان اطلعك على بحث قد كتبته عن الارضين السبع والسماوات السبع والمسيح الدجال ويأجوج ومأجوج وغيرها وشرحت فيه بعض الاحاديث النبوية التي أشكل فهمها وأريد أخذ رأيك لعلي أصلح ما يمكن أصلاحه في هذا البحث قبل نشره,وجزاك الله خيرا.

    ردحذف
    الردود
    1. السلام عليكم ورحمة الله
      أشكرك أولا على المداخلة، وثانية على الثقة
      ويمكنك أن ترسل البحث كما تشاء، أو على الميل
      kazaaber@gmail.com

      تحياتي

      حذف
    2. ملاحظات قد تساعد في #العثور_على #سد_ذو_القرنين
      بخصوص #ردم #يأجوج_و_مأجوج
      ملاحظات قد تساعد في العثورعلى سدذوالقرنين
      عند مراجعة الموضوع أنتبهت لملاحظات مهمة عن الردم و عن يأجوج و مأجوج و هي في نقاط كالتالي :
      1- بكل تأكيد السد كان من ردم و هو ليس جدار املس عالي كما اعتقد البعض , و ليس بالضرورة أن يكون الردم كبير الحجم , شكلة يبدو للناظر كالبرد المحبر ( الهيئة التي رويت لرسولنا الحبيب و أكدها ) , اي كالثوب المخطط احمر و اسود ,
      2- أكتسب لونه من حمرة الحديد (زبر_الحديد) و السواد من القطر ( القطران و ليس النحاس )
      3- الحديد منح الردم قوة و القطران عازل_لتسرب_الماء المالحة ( الذي يمج - منها الماء الأجاج المالح و الذي يكتسب ملوحتة من طبيعة المنطقة البركانية )
      4- تم ردم خام الحديد لسد الفتحة بين الصدفين ( ليس جبلين ) و هو تقوس فوهة بركان على طبقات .
      5-النار كانت موجودة ( أجيج النار - منها يأجوج وصف للنار الأجاج ) و كان النفخ كفيل بتوهجها , لذلك طلب ذو القرنين منهم النفخ و ليس الأشعال .
      6- لم يصل الحديد لدرجة الإنصهار , بل استمر النفخ حتى إذا تأججت النار عندها تم إفراغ القطران عليها من أعلى ( حافة الصدف من الأعلى ضيق و يسمح بإفراغ القطران من الأعلى على الصخر المشتعل في الأسفل ).القطران مادة لاصقة و عازلة للماء مما يكسب الردم قوة و عزل .
      7- القطران تخلل الصخور المشتعله بحكم انخفاض لزوجته بسبب السخونة المكتسبة من النار و هذا سمح له بتخلل الفراغات بين الصخور و ملأها ..
      8- عندما بردت النار تكون السد على الهيئة التي ذكرتها في الأعلى
      9- السد على الاغلب كان في الارض التي اشتهرت بالسدود و التي كان أهلها في لسانهم عجمة ( لايكادونيفقهونقولا ) , مثال ذلك أهل اليمن القديم , مثل قبائل حمير ( لذلك وصفوا المفسد بصفاته و أنه يأج و يمج ( يأجوج و مأجوج ) . كذلك اهل هذه المنطقة كانوا اغنياء و اقوياء و منهم ما ذكر أن أحد أجداده هو "ذو القرنين " كل هذه الصفات منطبقة على حضارات اليمن القديم . بالاضافة لأنها ارض براكين و ان القطران استخدم قديما في تشييد السدود لمنع إختلاط المياه العذبة بالمالحة ( الكبريتية ) الناجمة عن البراكين , كذلك استخدمت السدود لوقف تدفق الححم ( راجع جبل هايلان 60 كم غرب مأرب ) يقع هذا الجبل بين مأرب و صنعاء .
      10- الردم كان لسد فتحة في فوهة بركان , و لابد عند العثور عليه سيكون مكتوب بجوارة تفاصيل تخص السد و تنفيذه , كما تعود العظماء من الأولين بتوثيق أعمالهم , و هكذا تعود ذو القرنين على تدوين أعماله .
      11- العثور على هذا السد ليس بالأمر الصعب , و ذلك إذا صح أن وصفه كما ذكرت أعلاه . و بكل تأكيد لم يتم العثور على السد حتى الآن لأن الناس تبحث عن شيء بصفات لا تخصة و في ارض ليس هو فيها . أما الكتابة بجواره فسوف يؤكد تفاصيل بناءه و من أمر بها و خلافه .
      12- بالرغم من كل ما سبق توضيحه , فلا يكون الوصف أعلاه صحيحا إلا عند العثور الفعلي على هذا السد و الكتابة بجواره , و الذي آمل ان يساعد الوصف أعلاه للعثور على السد و أن يكون بالعثور على السد التأكيد من صحة الوصف أعلاه
      13- نقطة مهمة جدا و هي ان الردم لم يكن كبير الحجم و ضخما , نعلم ان من اشرف على تنفيذه هو ذو القرنين شخصيا , حيث كانت القوى العاملة أهل المنطقة , فهم من استعان ذو القرنين بقوتهم لتنفيذ الردم , و لكن مهما كانت قوتهم , لو كان الردم ضخم لتطلب هذا فترة زمنية طويلة و هذا لم يكن ليناسب ذو القرنين فهو كان متوجها لسبب ما الى مكان ما ( لة صدق ترجيحي فهو كان في طريق الحج لمكة لأن ذو القرنين كان شحص مؤمن و لي بحث منفصل حددت فيه شخصيته و لكن لا مجال لطرحة هنا ) و مر في طريقة على القوم ما دون السدين . و ليس من المنطق ان يترك امور الحكم و يمكث فتره طويلة لتنفيذ السد . إذن الحجم المتوقع للردم ليس كبير و لكنه كاف لتوقف خروج ما كان يفسد جزء و ليس كل ارضهم
      14- في بحثي رجحت ان السد موجود في الجزء الغربي الجنوبي من الجزيرة العربية و الأرجح في بلاد اليمن السعيد , حيث حضارات حضرموت و سبأ و حمير ( فهم كانوا أغنياء و لكن لسانهم فيه عجمية ) و و يحتمل المقصود بالسدين انهما حيث كان القوم دونهما هما سدود اضرعة في محافظة ذمار , مثل سد جبار و النقعة , أو ربما مأرب و أضرعة ..... أما مكان السد فيحتمل أن يكون في احد جوانب الاراضي المنخفضة للقيعان التي اشتهرت بجودة محاصيلها الزراعية .... حيث توجد بالقرب منها فوه بركان .....و كان خروج يأجوج و مأجوج يفسد فقط ارضهم و لا ارض سواها و بسد الفتحة بردم أوقف الفساد إلى حين .....

      حذف
  8. ملاحظات قد تساعد في #العثور_على #سد_ذو_القرنين
    بخصوص #ردم #يأجوج_و_مأجوج
    ملاحظات قد تساعد في العثورعلى سدذوالقرنين
    عند مراجعة الموضوع أنتبهت لملاحظات مهمة عن الردم و عن يأجوج و مأجوج و هي في نقاط كالتالي :
    1- بكل تأكيد السد كان من ردم و هو ليس جدار املس عالي كما اعتقد البعض , و ليس بالضرورة أن يكون الردم كبير الحجم , شكلة يبدو للناظر كالبرد المحبر ( الهيئة التي رويت لرسولنا الحبيب و أكدها ) , اي كالثوب المخطط احمر و اسود ,
    2- أكتسب لونه من حمرة الحديد (زبر_الحديد) و السواد من القطر ( القطران و ليس النحاس )
    3- الحديد منح الردم قوة و القطران عازل_لتسرب_الماء المالحة ( الذي يمج - منها الماء الأجاج المالح و الذي يكتسب ملوحتة من طبيعة المنطقة البركانية )
    4- تم ردم خام الحديد لسد الفتحة بين الصدفين ( ليس جبلين ) و هو تقوس فوهة بركان على طبقات .
    5-النار كانت موجودة ( أجيج النار - منها يأجوج وصف للنار الأجاج ) و كان النفخ كفيل بتوهجها , لذلك طلب ذو القرنين منهم النفخ و ليس الأشعال .
    6- لم يصل الحديد لدرجة الإنصهار , بل استمر النفخ حتى إذا تأججت النار عندها تم إفراغ القطران عليها من أعلى ( حافة الصدف من الأعلى ضيق و يسمح بإفراغ القطران من الأعلى على الصخر المشتعل في الأسفل ).القطران مادة لاصقة و عازلة للماء مما يكسب الردم قوة و عزل .
    7- القطران تخلل الصخور المشتعله بحكم انخفاض لزوجته بسبب السخونة المكتسبة من النار و هذا سمح له بتخلل الفراغات بين الصخور و ملأها ..
    8- عندما بردت النار تكون السد على الهيئة التي ذكرتها في الأعلى
    9- السد على الاغلب كان في الارض التي اشتهرت بالسدود و التي كان أهلها في لسانهم عجمة ( لايكادونيفقهونقولا ) , مثال ذلك أهل اليمن القديم , مثل قبائل حمير ( لذلك وصفوا المفسد بصفاته و أنه يأج و يمج ( يأجوج و مأجوج ) . كذلك اهل هذه المنطقة كانوا اغنياء و اقوياء و منهم ما ذكر أن أحد أجداده هو "ذو القرنين " كل هذه الصفات منطبقة على حضارات اليمن القديم . بالاضافة لأنها ارض براكين و ان القطران استخدم قديما في تشييد السدود لمنع إختلاط المياه العذبة بالمالحة ( الكبريتية ) الناجمة عن البراكين , كذلك استخدمت السدود لوقف تدفق الححم ( راجع جبل هايلان 60 كم غرب مأرب ) يقع هذا الجبل بين مأرب و صنعاء .
    10- الردم كان لسد فتحة في فوهة بركان , و لابد عند العثور عليه سيكون مكتوب بجوارة تفاصيل تخص السد و تنفيذه , كما تعود العظماء من الأولين بتوثيق أعمالهم , و هكذا تعود ذو القرنين على تدوين أعماله .
    11- العثور على هذا السد ليس بالأمر الصعب , و ذلك إذا صح أن وصفه كما ذكرت أعلاه . و بكل تأكيد لم يتم العثور على السد حتى الآن لأن الناس تبحث عن شيء بصفات لا تخصة و في ارض ليس هو فيها . أما الكتابة بجواره فسوف يؤكد تفاصيل بناءه و من أمر بها و خلافه .
    12- بالرغم من كل ما سبق توضيحه , فلا يكون الوصف أعلاه صحيحا إلا عند العثور الفعلي على هذا السد و الكتابة بجواره , و الذي آمل ان يساعد الوصف أعلاه للعثور على السد و أن يكون بالعثور على السد التأكيد من صحة الوصف أعلاه
    13- نقطة مهمة جدا و هي ان الردم لم يكن كبير الحجم و ضخما , نعلم ان من اشرف على تنفيذه هو ذو القرنين شخصيا , حيث كانت القوى العاملة أهل المنطقة , فهم من استعان ذو القرنين بقوتهم لتنفيذ الردم , و لكن مهما كانت قوتهم , لو كان الردم ضخم لتطلب هذا فترة زمنية طويلة و هذا لم يكن ليناسب ذو القرنين فهو كان متوجها لسبب ما الى مكان ما ( لة صدق ترجيحي فهو كان في طريق الحج لمكة لأن ذو القرنين كان شحص مؤمن و لي بحث منفصل حددت فيه شخصيته و لكن لا مجال لطرحة هنا ) و مر في طريقة على القوم ما دون السدين . و ليس من المنطق ان يترك امور الحكم و يمكث فتره طويلة لتنفيذ السد . إذن الحجم المتوقع للردم ليس كبير و لكنه كاف لتوقف خروج ما كان يفسد جزء و ليس كل ارضهم
    14- في بحثي رجحت ان السد موجود في الجزء الغربي الجنوبي من الجزيرة العربية و الأرجح في بلاد اليمن السعيد , حيث حضارات حضرموت و سبأ و حمير ( فهم كانوا أغنياء و لكن لسانهم فيه عجمية ) و و يحتمل المقصود بالسدين انهما حيث كان القوم دونهما هما سدود اضرعة في محافظة ذمار , مثل سد جبار و النقعة , أو ربما مأرب و أضرعة ..... أما مكان السد فيحتمل أن يكون في احد جوانب الاراضي المنخفضة للقيعان التي اشتهرت بجودة محاصيلها الزراعية .... حيث توجد بالقرب منها فوه بركان .....و كان خروج يأجوج و مأجوج يفسد فقط ارضهم و لا ارض سواها و بسد الفتحة بردم أوقف الفساد إلى حين .....

    ردحذف