حديث: (اشتكت النار إلى ربها .. فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ؛ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ .. ) ومعناه!
كتبه: عزالدين كزابر
تصوير حقيقي لسطح الشمس في الفترة (14-30) أكتوبر 2014
ويظهر فيه أكبر البقع الشمسة، ويمكننا تسمية تلك البقع: المنافس الشمسية، لأنها تتنفس منها
بسم الله الرحمن الرحيم
سألني سائل:
[هناك حديث مشكل عليّ، وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ أَيْ رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ؛ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ وَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ).
وموضع الإشكال: أن الرسول عليه الصلاة والسلام جعل أشد ما يحس الناس به من الحر في الصيف بسبب نفس جهنم، وأشد ما يحس الناس به من البرد في الشتاء بسبب نفس جهنم الآخر.
وسبب الإشكال: أن الأرض يكون فيها أكثر من شتاء واحد وأكثر صيف واحد بحسب اختلاف الأمكنة، والحديث يفهم منه أنه أُذن للنار بنفَسَين خلال السنة الواحدة، فكيف يستقيم ذلك؟
آمل أن يكون .. لديكم حل لهذا الإشكال يريح البال ويُطمئِن النَفْس. ]
وموضع الإشكال: أن الرسول عليه الصلاة والسلام جعل أشد ما يحس الناس به من الحر في الصيف بسبب نفس جهنم، وأشد ما يحس الناس به من البرد في الشتاء بسبب نفس جهنم الآخر.
وسبب الإشكال: أن الأرض يكون فيها أكثر من شتاء واحد وأكثر صيف واحد بحسب اختلاف الأمكنة، والحديث يفهم منه أنه أُذن للنار بنفَسَين خلال السنة الواحدة، فكيف يستقيم ذلك؟
آمل أن يكون .. لديكم حل لهذا الإشكال يريح البال ويُطمئِن النَفْس. ]
وبعد التأكد من صحة الحديث، والذي ظهر أنه متفق عليه (أي: رواه كل من البخاري ومسلم)، ومن ثمَّ يكون في أعلى درجات الصحة، تأتي إجابتي على السؤال السالف كالآتي:
هب أن مدينة – من المدن المعاصرة – المكتظة بالسكان،
والتي يزيد عدد سكانها في العادة عن 10 مليون نسمة، قد اشتكت لملك البلاد أن يجد
لها حلولاً لمشاكل زيادة كثافة السكان؛ من مرور السيارات، وتلوث الهواء، وصعوبة
السكن، وارتفاع الأسعار، وتعطل بعض الخدمات ....إلخ، وهو ما نعهده بوضوح في هذا الزمن.
ومن الطبيعي أن يجد ملك البلاد لها مخرجين من هذا
الإشكال، الأول: أن يصنع في محيطها الخارجي – الريف والضواحي - عناصر جذب للناس بمزايا
جيدة فيتركوا المدينة ويذهبوا للعمل والسكن في تلك الأماكن الجديدة، فتتخفف
المدينة من الازدحام، والثاني أن يُضيف للمدينة مساحات جديدة للتوسعة، فيُنشئ
أنفاق، وكباري، ويسمح بارتفاع الأبنية .. إلخ. وكأن هذه المساحات قد أتتها من
الخارج بعد أن لم تكن.
والآن: لننظر إلى الشمس، .... وهي بالفعل الشيء
الوحيد الممكن أن يُطلق عليها ("النار") – في متن الحدث - والتي ترتبط بحياتنا
من صيف وشتاء. ... أليست مثل المدينة المكتظة بـ (النار التي يأكل بعضها بعضا)؟
... بلى إنها كذلك.
والآن، كيف تتخفف الشمس من الحرارة الزائدة،
(التي تأكل بعضها بعضا)؟!
بأمرين اثنين: (مثلها مثل المدينة في
المثال أعلاه):
1- أن تتخلص الشمس من الحرارة الزائدة بنفثها إلى
الخارج (أنظر الفيدو أعلاه)، فتلاقي هذه الحرارة الزائدة في طريقها الكواكب، والتي منها الأرض، (وهذا هو أشد ما نجد
من الحر) ... ويشعر به الناس الأقرب إلى الشمس (في الجهة القريبة لمحور دوران الأرض من الشمس-أنظر الشكل التالي) ... وهذا هو الصيف عند من يكونون فيه، (وهذا هو نَفَس الصَّيف). [يلاحظ أن
بعض أجرام السماء لا يُتاح لها خروج حرارتها، وهذه هي الـمُسمَّاء بالثقوب السوداء.]
2- أن ينضاف إلى الشمس برودة من خارجها تسحبها الشمس لتتخفف بها
من الحرارة كما يستنشق أحدنا الهواء البارد – وذلك مثلما يُضاف للمدينة مساحات لم تكن متاحة فيها فتتخفف بها من الازدحام
– وهذه البرودة هي برودة الفضاء الذي تجري فيه الشمس. والناس الأقرب إلى الخارج (مع الجهة البعيدة لمحور دوران الأرض عن الشمس) هم من يكونون في الشتاء، وهذا هو أشد ما يجد الناس من الزمهرير، (وهذا هو نَفَس الشتاء).
ومعنى هذا أن الصيف والشتاء المذكورين في الحديث ضمناً (في لفظي الحر والزمهرير) ليسا صيف وشتاء قوم بعينهم، أو بقعة معينة من الأرض، بل صيف الأرض وشتائها، وهما متلازمان دائماً، وتتبادل عليهما بقاع الأرض على مدار السنة الشمسية، مثلما أن الليل والنهار متلازمان دائماً، وتتبادل عليهما بقاع الأرض جميعاً على مدار اليوم والليلة.
أي أن نَفَسَيْ "النار" - أي الشمس - يجريان في آن واحد، وليس أن أولهما في موسم الصيف عند العرب وثانيهما في موسم الشتاء. وهذا الظن الأخير، والمتضمن في السؤال، كان مَرَدُّه إلى عدم علم الناس قبل عدة قرون بأن الصيف والشتاء متلازمان، مثلما أنهم لم يكونوا يعلمون أن الليل والنهار متلازمان، بدليل تصحيح القرآن لظنونهم في قول الله تعالى "وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ"، أي أن الليل والنهار متلازمان، وكذلك الصيف والشتاء متلازمان. ويلاحظ أن متن الحديث (اشتكت النار..) يخلو تماماً من أي إشارة إلى هذا التعاقب المظنون، والذي وجَّهَتْه الثقافة الجغرافية القديمة وِجْهَة شَوَّشَت معنى الحديث![1]،[2].
وبهذا التفسير، أرى - والله أعلم- أن ("النار") المقصودة في الحديث هي (الشمس). وأن هذا التفسير على نحو ما شرحته (بإيجاز) يريح البال وتطمئن إليه النفس.
أي أن نَفَسَيْ "النار" - أي الشمس - يجريان في آن واحد، وليس أن أولهما في موسم الصيف عند العرب وثانيهما في موسم الشتاء. وهذا الظن الأخير، والمتضمن في السؤال، كان مَرَدُّه إلى عدم علم الناس قبل عدة قرون بأن الصيف والشتاء متلازمان، مثلما أنهم لم يكونوا يعلمون أن الليل والنهار متلازمان، بدليل تصحيح القرآن لظنونهم في قول الله تعالى "وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ"، أي أن الليل والنهار متلازمان، وكذلك الصيف والشتاء متلازمان. ويلاحظ أن متن الحديث (اشتكت النار..) يخلو تماماً من أي إشارة إلى هذا التعاقب المظنون، والذي وجَّهَتْه الثقافة الجغرافية القديمة وِجْهَة شَوَّشَت معنى الحديث![1]،[2].
وبهذا التفسير، أرى - والله أعلم- أن ("النار") المقصودة في الحديث هي (الشمس). وأن هذا التفسير على نحو ما شرحته (بإيجاز) يريح البال وتطمئن إليه النفس.
---------
أمثلة أخرى:
- إذا زادت حرارة الإنسان فأمامه طريقتان مجتمعان للتخفف من الحرارة؛ الأول: أن يسمح لها بالخروج، فلا يلتحف، ويتخفف من ملابسه، والثاني: أن يعرض جسمه لتبريد خارجي مثل الماء البارد.
- إذا زادت حرارة الحاسوب المحمول، فعلى
صاحبه أن يفعل أمرين، الأول: (أن يصلح مروحة خروج الحرارة وينظفها مما يحبس الحرارة فيها وأن يضعه على
سطح أملس لا يحبس الحرارة)، والثاني: (أن يعرضه للتبريد الخارجي، بمروحة سفلية خارجية تُدخل الهواء البارد، وأن
يضعه في غرفة باردة).
ويجمع هذه الأمثلة مع مثال المدينة المكتظة بالسكان، خاصية طبيعية واحدة، (والتي هي كمية الحرارة في الحديث الشريف)، والتي يمكن أن تتقلص بطريقتين؛ الأولى أن تتخفف مما تحمله إن استطاعت، والثانية أن تكتسب من نقيض ما تحمله من تلك الكمية. فالحار إن أراد أن يَتَبَرَّد، يتخلص من الحرارة (بالزفير)، أو يكتسب من البرودة (بالشهيق)، وهذان هما النَفَسَان المذكوران في الحديث. ونظراً لأن كلا النفسين للشمس يمران بالأرض (وأيضاً باقي الكواكب)، فأهل الأرض يشعران بهما، الأول حار لأنه زفير الشمس، كما بالفيدو أعلى، لأن اتجاهه من الشمس إلى خارج المجموعة الشمسية، وعبر كل ما تمر به، والثاني شهيق الشمس للبرودة الكونية، أي من خارج المجموعة الشمسية إلى الداخل، وهذا هو الزمهرير الذي جهته مقابل جهة الشمس وراء الأرض، وأقرب أهل الأرض له من كانوا في شتاء.
والحق يقال: أن هذين النَفَسين لهما أيضاً نفس الوظيفة في الإنسان، وليس فقط لكمية الحرارة، بل لها ولكمية ثاني أكسيد الكربون والذي نقيضه الأكسجين في وظيفة التنفس، وفي آن واحد. فالزفير يتخلص به الجسم من ثاني أكسيد الكربون، ومن الحرارة، والشهيق يكتسب به الجسم نقيضيهما؛ الأكسجين والبرودة.
ويجمع هذه الأمثلة مع مثال المدينة المكتظة بالسكان، خاصية طبيعية واحدة، (والتي هي كمية الحرارة في الحديث الشريف)، والتي يمكن أن تتقلص بطريقتين؛ الأولى أن تتخفف مما تحمله إن استطاعت، والثانية أن تكتسب من نقيض ما تحمله من تلك الكمية. فالحار إن أراد أن يَتَبَرَّد، يتخلص من الحرارة (بالزفير)، أو يكتسب من البرودة (بالشهيق)، وهذان هما النَفَسَان المذكوران في الحديث. ونظراً لأن كلا النفسين للشمس يمران بالأرض (وأيضاً باقي الكواكب)، فأهل الأرض يشعران بهما، الأول حار لأنه زفير الشمس، كما بالفيدو أعلى، لأن اتجاهه من الشمس إلى خارج المجموعة الشمسية، وعبر كل ما تمر به، والثاني شهيق الشمس للبرودة الكونية، أي من خارج المجموعة الشمسية إلى الداخل، وهذا هو الزمهرير الذي جهته مقابل جهة الشمس وراء الأرض، وأقرب أهل الأرض له من كانوا في شتاء.
والحق يقال: أن هذين النَفَسين لهما أيضاً نفس الوظيفة في الإنسان، وليس فقط لكمية الحرارة، بل لها ولكمية ثاني أكسيد الكربون والذي نقيضه الأكسجين في وظيفة التنفس، وفي آن واحد. فالزفير يتخلص به الجسم من ثاني أكسيد الكربون، ومن الحرارة، والشهيق يكتسب به الجسم نقيضيهما؛ الأكسجين والبرودة.
---------
هذا والله تعالى أعلم.-----------
[1] مركز الفتوى: أقوال أهل العلم في تفسير نفسي جهنم في الصيف والشتاء:
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=125881
[2] الشيخ/ محمد صالح المنجد: حديث (نفسي جهنم) والرد على من كذبه:
http://islamqa.info/ar/128705
واحدة من المدونات التي اتابعها باستمرار شكرا لك على هذة المواضيع لو سمحت اسئلة بسيطة
ردحذف1. هل لديكم خطة في النشر ام تنشرون المواضيع بشكل عشوائي ؟
2. هل من المتوقع انهاء ا كتاب براءة التفسير + فتاوى شرعية في نهاية 2016 ؟
3. هل سيتم طباعة الكتابين بعد الانتهاء منهم ؟
4. بعد الانتهاء من الكتابين ماهي الكتب او الدراسات التي في نيتكم نشرها ؟
- اعتباراً من بداية كتاب براءة الإعجاز كانت الخطة الانتهاء منه خلال عام قبل الشروع في كتاب النسبية، والذي كان هدفاً قديما، تجهزت له منذ زمن.
حذف- وكان الغرض من كتاب براءة الإعجاز تمهيد الأجواء الفكرية لأصحاب التراث لتقبل كتاب النسبية.
- غير أن شخصيات كتاب براءة الإعجاز زادت من حوالي 40 إلى قريب من 100، لذا أجلت استيفاءه إلى ما بعد كتاب النسبية، خاصة وأن ما تم نشره منه قد أدّى كثير من المهمة المطلوبة، وما تبقى يستكمل المهمة فقط.
- والآن أعمل على كتاب النسبية بنية إنجازه على التمام بإذن الله تعالى، غير أن عمق تاريخ نشأة النسبية وكثرة المادة المنشورة فيها، سبب رئيسي في بُطء النشر في فصولها. وأسأل الله أن يعينني على ذلك.
- غير أن هذا لا يمنع أن أنشر مقالة هنا أو هناك على هامش كتاب النسبية بحسب ما يجيئني من أسئلة، وبقدر أهميتها وخاصة إذا كانت أجوبتي حاضرة، وذلك مثل المقالة أعلاه عن حديث (اشتكت النار .. )
- ربما يتم طباعة الكتابين لاحقاُ، بحسب وجود ناشر، وإن لم يحدث، فالبديل أن أنشرهما نشراً إلكترونياً بعد تحريرهما.
- هناك مشروعات أخرى وراء ذلك، أهمها نظرية دارون في الانتخاب الطبيعي.
هذا والله تعالى المستعان،
مذا عن الشبهات العلمية التي يرمي بها الملحدين ؟ كتاب براءة الاعجاز لم يذكر سوى عدد قليل منهم اتمنى ان تضيف هؤلاء الى القائمة هناك كتابين يهاجمون موضوع الاعجاز موجودة في اول القائمة والباقي عبارة عن مقالات لنفس الموضوع
ردحذفhttp://tempsend.com/3D9321ACAC/825F/vmm.txt
الحاصل أن خصصت كتاب "براءة التفسير والإعجاز.." للرد على المسلمين المشككين في التفسير والإعجاز العلمي، وبكل أصنافهم، لأن موقفهم هذا أشد ضرراً على هذا التوجه في التفسير من الملحدين، بحكم أنهم مؤمنون بالقرآن، ومنهم علماء مرموقون، ولكن بشرط أن يتم تهذيب التفسير والإعجاز العلمي تهذيباً أكاديمياً. لذا كان عليَّ بداية أن أنقد الجنوح الإعجازي الذي هو أشد ضررا، وأبعد عن الحق، وأكثر فتنة لشباب المسلمين بسبب كثرة أخطاء الإعجازيين.
حذفأما الملحدين، فشبهاتهم يحوطها وصمة الإلحاد، وعدم الإيمان بالقرآن ابتداءاً، لذا فإن وطأتهم أخف، والشك في كلامهم مقدم على تصديقه حتى من ضعاف الثقافة. وقد جمعت من عابث أقوالهم (عرب وعجم على السواء - وخاصة دوكنز وسام هاريس، ودان دانيت ... إلخ) لأرد عليها إن شاء الله في كتاب يخصهم، ويكشف زيف منهجهم المتشح بالعلم زيف، وتخرصا. .. وأسأل الله تعالى أن يمنحني من الوقت والقوة لأنجز هذه المهمة بعد أن أنهي ما أسلفت ذكره أعلى.
شكرا الرابط السابق قد حذف لا ادري ان كنتم قد نسختم المحتوى لديكم ؟ ان لم يكن ذلك ارجو اخباري بذلك
ردحذفتحصلت على كتاب حتما ستضعونة في كتاب براءة التفسير وهو غير موجود على النت كتاب جديد بخصوص الاعجاز
http://tempsend.com/19E40F2AB6
وهنا وضعت بعض مالدي حول الاعجاز من المدرسة الغربية
http://tempsend.com/A07A061FFF/CB3A/0900.txt
شكراً على الكتاب،
حذفوقد نسخت محتوى الرابط الأول،
مع التحية
الأخ عزالدين المحترم،
ردحذفأولا جزاك الله خيرا على ماتقوم به من جهود تخدم دين الله عزوجل وتنصره.
ثانيا لدي سؤالا حول مفهزم النار في هذا الحديث، فالذي فهمته منك أنك تعرف النار بالشمس!، وعليه قمت بتفسير حر الأرض وبرودتها بناء على طبيعة الشمس.
كلمة "النار" في السنة النبوية كلها تعني جهنم، وكذلك الشمس أتت في بعض الرويات على أنها هي الشمس، فالسنة دائما تفرق بينهما.
فكيف جعلت النار في حديث "اشتكت النار إلى ربها" على أن النار هنا هي الشمس؟!
شكراً لك أخي العزيز
حذفلكي أجيب عل سؤالك، قمت بالتحليل الآتي:
حصرت لفظ "النار" في القرآن، فوجدت أنه قد تواتر 101 مرة، في 100 آية، جاءت كلها بمعنى العذاب الصريح أو الضمني في الآخرة، ..... إلا الآتي:
1- "الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ .."(آل عمران:183) ... والمعنى: آية لليهود في الدنيا، والنار من نار الدنيا.
2- ".. وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ .."(الرعد:17) .. والمعنى: من نار الدنيا.
3- " فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا .."(النمل:17) .. والمعنى: آية لموسى في الدنيا.
4- ".. إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ .."(القصص:29) .. المعنى: من نار الدنيا.
5- ".. قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ .."(العنكبوت:24) .. والمعنى: نار الدنيا التي أعدها قوم إبراهيم ليحرقوه فيها.
6- "أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ، أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ"(الواقعة:71-72) ... والمعنى: نار الدنيا.
7- "قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ، النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ، إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ"(البروج:4-6) ... والمعنى: من نار الدنيا.
والنتيجة هي أن لفظ (النار) يحمل معنى (جهنم) في 93% من احتمالات وروده، ويحمل معنى (بعض من نار الدنيا) في 7% من احتملات وروده
والآن:
إذا جاءتنا آية أو حديث للنبي صلى الله عليه وسلم وعلمنا ان فيها لفظ النار، فهل يمكن أن نعلم - قبل أن نقرأها ونتحقق من معناها على التعيين - عن أي نارٍ تتكلم؟!
الإجابة هي: لا. .. لا يمكن ذلك. وليس لأحد أن يحتج خلاف ذلك، ويقول مثلاً أن النار إذا جاءت في القرآن أو الحديث النبوي فلا بد حتماً أن يكون معناها (جهنم) .. وإن فعل ذلك فسوف يتعرض للوقوع في الخطأ الإحصائي المؤكد بنسبة 7%. وقد يرتفع الخطأ إلى 100% عند تحقيق وتعيين المعنى بقرائن الألفاظ، ودلالات المعاني.
وينطبق هذا التحليل على حديث (اشتكت النار إلى ربها ..)
فليس هناك أي قرينة تدل على أن التركيب اللفظي في الحديث يحمل أي قرينة على أن النار المقصودة فيه هي نار الآخرة. ولن يجد القائل بذلك إلا محض الظن المدعوم بغلبة السمع، والراجع إلى ارتفاع نسبة احتمال (نار جهنم) على (نار الدنيا) لمعنى لفظ النار إذا تجرد في مجموع المسموعات، كما رأينا أعلى. ولكن هذا الظن – مهما علت نسبة الاحتمال غير اليقيني فيه - ليس بشيء، ولا يجب أن يُعتمد تحقيقاً علمياً رصينا. بل إنه رأي علمي يحمل في طياته الوهم لمن وقع فيه,
وبناءاً على ذلك يجب تحليل الحديث باستقلال عن غلبة المعاني الإحصائية، والتي كثيراً ما توقع المفسر في إشكالات إذا استند في تفسيره إلى غلبة الظن فقط، مع الغفلة عن وجود قرائن تنقضه!
---
1- فإذا علمنا أن الدنيا والآخرة عالمين متمايزين، وبينهما برزخ لا يمكن تجاوزه إلا بأسبابه، وعند ميقاته الذي وقته الله تعالى للآخرة، كما قال سبحانه "إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا"(النبأ: 17)، علمنا أن أثر نار جهنم لا يمس أهل الدنيا.
2- وإذا علمنا أن النار المقصودة في الحديث لها أثر مباشر على أهل الدنيا،
3- وأن هذا الأثر يجري على تواتر سنوي بين الصيف والشتاء كما جاء في نص الحديث،
4- وإذا أضفنا إلى ذلك علمنا بالخبرة العلمية التحقيقية أن الفاعل لهذا الأثر المتواتر على أهل الأرض هو الشمس، وليس إلا الشمس.
ترجح عندنا أن النار المقصودة في الحديث هي من نار الدنيا، وأنها نار الشمس على التعيين.
هذا والله تعالى أعلم.
بارك الله فيك اخي عزالدين ونفع الله بعلمك..
ردحذفولكن معذرة.. فلم افهم مقصودك والسائل بمفهوم الشتاء والصيف سواءا في سؤاله او في جوابك، اوليس الصيف والشتاء هو مانعهد؟! وان الصيف فترة من السنه على كامل الارض؟ وكذلك الشتاء، فترة من السنه على كامل بقاع الارض؟!!
لان كلامكما يوهم -على الاقل على حسب فهمي - بأن الصيف والشتاء يحلان سويا -متزامنين في آن واحد- ولكن هذا في بقعة من الارض وذاك في اخرى!!!! وهذا خطأ.
ثانيا: حديث ''السمش والقمر ثوران عقيران في نار جهنم يوم القيامه''.. الا يدعم هذا الحديث توجيهك لمعنى النار في الحديث بالشمس كونها ستكون جزءا من النار(من جهنم)؟!!!
ولكم مني وافر الحب والتقدير والاحترام
أشكرك أخي العزيز على رقيق مداخلتك:
حذفوحول ما فهمته، في قولك: [كلامكما يوهم -على الاقل على حسب فهمي - بأن الصيف والشتاء يحلان سويا - متزامنين في آن واحد - ولكن هذا في بقعة من الارض وذاك في اخرى!!!!]
فهو صحيح تماما.
فنصف الأرض الشمالي (فوق خط الاستواء) يأتي فيه الصيف والشتاء منعكس تماماً مع نصف الأرض الجنوبي (تحت خط الاستوء).
ونحن الآن في البلاد العربية (نوفمبر 2015) في الخريف ونستقبل الشتاء، وإذا تحريت المناخ في نصف الأرض الجنوبي في هذه الآونة، فستجد (في البرازيل والأرجنتين وجنوب أفريقيا واستراليا ... على سبيل المثال) أن أهلها في الربيع ويستقبلون الصيف. .. نعم هذا الأمر صحيح تماماً ... وعندما يحل علينا الصيف، يحل عليهم الشتاء .. وهكذا دوما .... والسبب في ذلك أن الأرض تدور على محور مائل أمام الشمس. ويكون النصف الأقرب للشمس في الصيف، ويكون النصف الأبعد في الشتاء وبعد ستة أشهر ينعكس الوضع، ويصبح النصف الأبعد هو الأقرب، فيكون في الصيف، ويصبح الأقرب أبعد ويصبح في الشتاء. وهذا ما حاولت توضيحه في الأشكال المرفقة أعلى.
ثانياً: حول تساؤلك: [حديث ''الشمس والقمر ثوران عقيران في نار جهنم يوم القيامه''.. الا يدعم هذا الحديث توجيهك لمعنى النار في الحديث بالشمس كونها ستكون جزءا من النار(من جهنم)؟!!!]
أقول: أخشى ألا يكون هنا إيجابية كبيرة في دعم حديث (ثوران عقيران) لتفسيري لحديث (اشتكت النار ..) الذي قدمته أعلى ، .. فمعنى حديث (ثوران عقيران) - بعد افتراض صحته - أن هذا الحدث سيكون يوم القيامة. وحديث (اشتكت النار..) تجري أحداثه في الدنيا، بدليل اقترانه بالصيف والشتاء المعهودان. ومن هنا: فالتشكيك - لمن أراد التشكيك في هذا الدعم - وارد لاختلاف الزمن، والمخاطب، ولا يمكن رد هذا التشكيك. إلا أن الإيجابية قد تكون واردة بمعنى إلحاقي، وهو أن شمسنا هذه - وغيرها من أجرام متقدة أو باردة بدليل شمول الحديث للقمر- ستكون في النار بالاعتبار المادي وليس بالاعتبار العقابي (وهذا يرفع عن حديث (ثوران عقيران) الإشكال الذي أدخله في كتاب "شرح مشكل الآثار" للطحاوي) - وإن صدق ذلك، وهو ليس ببعيد، يصبح هناك رابط وجودي (أقصد: مادي) بين موجودات الدنيا وموجودات الآخرة، وأنه ليس هناك شيء هالك معدوم. .. وإن كان هذا صحيحاً للماديات ... فهو كذلك لكل المخلوقات .. ومنها الإنسان. .. وبناءاً عليه، فكل موجود في الدنيا حاضر في الآخرة، بحسب رتبته ومآله المُقدّر له.
هذا والله تعالى أعلم.
السلام عليكم
ردحذفاستاذي العزيز د.عز الدين اعزك الله يعلمه وحكمته
مدونتك هي اروع ماوقعت عيناي عليه في فضاء الانترنت بدون مجاملة وقد عرفتها بالحظ وانا اقرأ مداخلتك ردا على الملحد معتز امام وتحديك الذيتجنبه ذلك المدعي
المهم اريد سؤالك حول نقطة لم استوعبها لحد الآن رغم مئات الصفحات التي قراتها في علم الكونيات وانجوم .... هل 13.7 مليار سنة ضوئية هي نصف قطر الكون المرصود ام كله؟ عندما تتباعد المجرات البعيدة جدا هل بكل الجهات نرى ذلك؟
وهل يعني ذلك ان الارض في المركز )نظريا(
اتمنى ان لا اكون قد اثقلت عليك سيدي الفاضل
تحياتي
شكراً على تعليقك، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنكم.
حذف13.7 مليار سنة هو نصف قطر الكون المنظور فقط، .. وبالفعل .. التباعد المنظور يحصل من جميع الجهات. .. ولكن لا يعني ذلك أن الأرض في مركز الكون، مثلما أن الناظر إلى افق الأرض المستوية من حوله يجد أن بُعده عنه هو هو من جميع الجهات، وأن هذا لا يعني أنه في مركز سطح الأرض بالضرورة. لأن كل إنسان أخر سيرى نفس الظاهرة؛ أقصد تساوي بُعد الأفق عن كل منهم من جميع الجهات، مهما كانت مواقعهم على الأرض.
تسحب برودة الشمس ؟
ردحذفالبروده لا تمتص ، البروده ليست طاقه ملموسه، البروده حاله عبارة عن غياب الحراره.
مثلها مثل الظل او الظلام الذي هو عبارة عن غياب الضوء.
صاحب التعليق:
حذفأعد قراءة ما كتبته أعلى تجدني أقول: [ينضاف إلى الشمس برودة من خارجها تسحبها الشمس لتتخفف بها من الحرارة كما يستنشق أحدنا الهواء البارد – وذلك مثلما يُضاف للمدينة مساحات لم تكن متاحة فيها فتتخفف بها من الازدحام]
ومن الواضح أن عبارة تسحبها الشمس لا تعني أن للبرودة وجود عيني، ولكن تعني ما مثلت به العبارة من استشاق برودة الهواء، فيتخفف الجسم بها من حرارته. فالمنتقل هو الحرارة، ولو لم توجد برودة تتصرف بها هذه الحرارة لما تصرفت.
ومن أمثلة هذه العبارةات اللغوية الواضحة قول أحدنا: تخلص فلان من ديونه، .. ومن يسمع هذه العبارة يعلم أن الديون ليست شيئاً عينياً يتم التخلص منه وطرحه، وإنما يتم سداده بنقيض الديون، الذي هو المال العيني. .. وكذلك سحب الشمس للبرودة تعني تصريف الحرارة في الفضاء البارد، والذي لو لم يكن بارداً لما تصرفت فيه حرارة الشمس، فكأن البرودة هي المنتقلة إلى الشمس، رغم أن المنتقل الحقيقي هو الحرارة.
والأمثلة على مثل هذه التعبيرات كثيرة، منها أيضاً قول أحدنا إلى عاد إلى بيته شتاءاً ووجده بارداً، فيقول: يجب أن أتخلص من هذه البرودة (بنشغيل المدفأة مثلا) .. وحسب التعليق يكون هذا القول منكر، ولكنه ليس كذلك. بل هو قول صحيح تماماً.
السلام عليكم محاولة لا بأس بها لكن الحديث يتكلم عن نفسين للنار يحدثان مرتين في السنة نفس للحرارة في الصيف و نفس للزمهرير في الشتاء وأنت أولت النفس بانبعاث الحرارة من الشمس وتبددها في الفضاء وهي عملية مستمرة وغير موقوتة بزمن معين وأولت النار بالشمس رغم وضوح المقصود (كما في الحديث الآخر فيح جهنم) ... هذا الحديث وأمثاله وحديث أين تذهب الشمس أحاديث مشكلة ومحيرة تحتاج الى وقفة جماعية من علماء المسلمين من مختلف التخصصات بغية الوصول فيها الى قول مقبول ..
ردحذفعليكم السلام ورحمة الله
حذفالصيف والشتاء يحدثان معاً. فنحن الآن في نصف الأرض الشمالي في صيف، ومن كان في نصف الأرض الجنوبي فهو في شتاء.
ثم أن النفس لا يعني شهيق واحد وزفير واحد مثل نفس الإنسان المفرد.
ومعنى ذلك أن الوصف لحالة مستمرة وليس كما ظننت أنت. والحديث جاء لتفهيم الناس بما لا ينكرون، ترفقاً بهم. ولكن العلم يكشف ما وراء ذلك من عمق المعاني وسعتها.
القصد أن نفس الحر حالة تحدث في فترة من الصيف (حين يبلغ الحر أشده) كما يدل عليه ظاهر الحديث ولا تستغرق الصيف كله بالضرورة وكذلك الأمر بالنسبة لنفس الزمهرير .. أما مسألة حدوث الصيف والشتاء في نصفي الأرض بالتزامن وغياب أي إشارة إلى ذلك في الحديث فهي جانب آخر من الإشكال
حذفهب أن هناك شيء ما يحدث للشمس مع الغلاف الجوي عنما تكون الشمس على الأفق (وقتي الشروق أو الغروب).
حذفهل معنى هذا أنه يحدث مرتين اثنتين فقط بالنسبة للشمس؟!
لا
يحدث مرتين لكل موقع على الأرض فقط،
وبالنسبة للشمس فإنه يحدث على الدوام لأنها في أي وقت ستكون على أفق من الآفاق إما شارقة أو غاربة.
نعم أخي لكن النفس في الحديث جاء على سبيل الإذن وبحسب ما تقتضيه الضرورة نفس في الشتاء ونفس في الصيف فتأمل ذلك ( اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء، ونفس في الصيف فهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير.)
ردحذفونقطة أخرى بالنسبة لنفس الشتاء لم يتضح لي كيف أولته هل هو امتصاص للحرارة من الفضاء المجاور للنار/الشمس أم ماذا
أين قال القرآن أنه ليس هناك خروج من النار (على كل من عوقب بها)؟
ردحذفلم أجد في القرآن ذلك، دلني عليه؟!
إذا قلنا بعموم اللفظ، فهل كل من كسب سيئة تحيط بها خطيئته؟!
ردحذفالإجابة: لا.
ثم أن إحاطة الخطيئة بصاحبها تعني أنه غارق فيها بلا مخرج له منها من ذرة إيمان، وهذا هو الكافر أو المشرك. ولهذا قال المفسرون بأن هذه الآية تخص المشركين والكفار.
فقال أبو هريرة ، وأبو وائل ، وعطاء ، والحسن : ( وأحاطت به خطيئته ) قالوا : أحاط به شركه.
وقال أبو العالية ، ومجاهد ، والحسن ، في رواية عنهما ، وقتادة ، والربيع بن أنس : ( وأحاطت به خطيئته ) الكبيرة الموجبة.
وحديثاً قال ابن باز: هذه في المشركين يعني: سيئة شرك وخطيئة الشرك والكفر فهؤلاء هم المخلدون في النار.
لذا، فلا ريب أن حكم هذه الآية بالخلود في النار خاص بالكفار والمشركين.
أرجو أن ترد على
ردحذفلم أفهم كيف أن النفسين يحدثان فى نفس الوقت ؟
مع ان ظاهر الحديث أن النفسين فى وقتين مختلفين خلال السنة
لم أفهم كيف يحدث النفسين فى وقت واحد مع ان ظاهر الحديث يقول بحدوث النفسين فى وقتين مختلفين خلال السنة
ردحذفبالنسبة للإنسان الذي يعيش في مكان بعينه على الأرض، يحدث الشتاء والصيف في وقتين مختلفين.
حذفوبالنسبة للأرض نفسها أو للشمس أو للقمر يحدث الشتاء والصيف في نفس الوقت ولكن في مكانين مختلفين.
ففي فصل الصيف في البلاد التي فوق خط الاستواء تكون البلاد تحت خط الاستواء في فصل الشتاء. تم تحدث التبادل بعد 6 أشهر.
أي أن الشمس إذا تكلمت في شهر يوليو مثلا لقالت أرى الشتاء والصيف على الأرض في نفس الوقت، فأرى مصر في الصيف واستراليا في الشتاء. وإذا تكلمت في يناير لقالت أرى مصر في الشتاء واستراليا في الصيف ...
أرجو أن تكون الصورة قد وضحت.