الأربعاء، 10 مايو 2017

افتراء أخطاء علمية في القرآن

افتراء أخطاء علمية في القرآن
Forged Scientific Errors in the Qur'an
كتبه: عزالدين كزابر
صفحة الافتراءات العلمية على القرآن
وتنشرها الجهة التي تسمي نفسها (ويكي إسلام: مصدر معلومات مباشر عن الإسلام)

بسم الله الرحمن الرحيم

نسرد أولاً مقدمة صفحة الطعون على علمية القرآن ثم نرد عليها. ويلي ذلك روابط الطعون التفصيلية على المسائل العلمية وتفنيدها

مقدمة الافتراءات الاستنقاصية من علمية القرآن الكريم، ... يقول الكافر:
  
يؤمن المسلمون أن الإسلام يحتوي على رسالة من القدير على كل شيء، العليم بكل شيء، ومن ثم: الموجود الذي لا يجوز عليه الخطأ. وإذا كان ذلك صحيحاً، فينبغي ألا تحتوي هذه الرسالة على أي أخطاء أو سَقطات، أو معلومات تعارض الحقائق المعروفة عن الكون. فإذا ما جاء - ولو حتى - خطأٌ واحد في نص كتاب الإسلام المقدس، فعندئذ تسقط مزاعم ألوهية الكتاب وعصمته. وإذا ما أجرينا تقييماً موضوعياً للقرآن، فسنجد أنه يحتوي على أخطاء علمية وتاريخية عديدة، وأنه يعكس منظور القرن السابع الميلادي - الماقبل علمي - للعالم الطبيعي.
  
وربما نجد من ينازعنا في هذه الأخطاء العلمية العديدة في القرآن باللجوء إلى المجاز أو معاني بديلة، أو تأويلات خاصة للنص. وحتى لو افترضنا أن هناك تفسيرات بديلة ممكنة في كل حالة، إلا أننا سنجد أن صياغة الآيات القرآنية ومحتواها غالباً ما تطبع الأفكار الأسطورية الشائعة، والمفاهيم اللاعلمية الخاطئة، للزمن الذي دُوِّن فيه النص. كما أن مؤلف القرآن لم يأتنا بنصوص صريحة تميز بين فهمه للعالم الطبيعي عن تلك التي اصطبغت بالتراث الشعبي في القرن السابع الميلادي. وإذا كان القرآن قد أتى من الموجود القدير على كل شيء، العليم بكل شيء، لكان في قدرته أن يتوقع مسبقا كيف ستفهم تلك النصوص الغامضة والمضللة من قِبل الأجيال الجديدة، والمدى والتشويش الذي ستؤدي إليه. وهذا وحده دليل كافي لرفض أي مزاعم على ألوهية القرآن.

***************
الرد على المقدمة:
   
نوافق بكل قوة على أن ورود خطأ علمي واحد في القرآن وروداً يقينياً يُسقط ألوهيته. وإذا ما ظهر خطأ واحد - بلا مجال لتفنيده - بعد التقييم الموضعي المحايد - وبلا حاجة للعديد منها، فيمكن عندئذ لمن شاء أن يحلل وروده، ويحشو تحليلاته بما شاء من تخمينات، وبلا أي قيمة استنقاصية زائدة. أما قبل ذلك فلا.
  
ونتعجب كيف سيجري صاحب الافتراء تقييماً موضوعياً في وقت لم يكن هو نفسه موضوعياً، بل ولا أميناً في ما قاله في هذه المقدمة. أما من جهة عدم أمانته، فقوله أن المسلمين يؤمنون أن القرآن يحتوي على رسالة من الخالق، وهذا خطأ تعبيري، لأن احتواء القرآن على رسالة تعني للقارئ أنه يتضمن مثلاً رسالة يسردها محمد بعد أن يقول جاءني جبريل وقال كذا وكذا، وأخبرني أن الخالق يقول كذا وكذا. وهذا ليس قرآنا، بل يُسمى حديث قدسي، لأنه يحتوي على رسالة من الخالق للبشر، وينطبق عليه تماماً ما جاء به الكافر من وصف. أما القرآن فلا يقال عنه أنه يحتوي على رسالة، بل يقال فقط "هو الرسالة عينها" من أول حرف إلى آخر حرف منطوق منه. أي أن صاحب الافتراء خلط في كلامه عن القرآن بين القرآن والحديث القدسي. وهذا الخلط يكشف عن نقصان بضاعته في فهمه لما هو القرآن، فكيف سيكون أميناً في الكلام عنه، ناهيك عن تقييمه. ثم أن قوله أن القرآن يحتوي على رسالة يدرجه في وصف مطابق واحد مع التوراة والإنجيل تمام المطابقة. ورغم أن ذلك صحيح من حيث مصدرية نص الرسالة، إلا أن في هذا الوصف خطأ تعبيري أيضاً في مسألة النص. فالكتاب المقدس يحتوي بالفعل على رسالة من الخالق إلى المرسل إليهم، ولكنه يختلف عن القرآن في كونه ليس عين نصَّ كلام الخالق جل وعلا، بل هو حكاية عما أبلغه الأنبياء عن ربهم. فجاء وصف الكافر عن القرآن لِيُسوِّي بين نص القرآن ونصوص الكتاب المقدس. والفرق شاسع بين النصين في نسبتهما إلى الخالق سبحانه، ومعنى ذلك أن الكافر سيعالج معنى النص كما هو مستقى من أفهام الناس دون محاولة استخراج المعنى واستقائه من عين النص، وذلك في تقييمه الموضوعي الذي وعد به، وهذا منهج تحريفي لدلالة النص قبل أن يبدأ المحقق في تقييمه! فكيف سيقيمه؟، والغريب أن يدعي أن تقييمه موضوعيا؟!. ويجري أيضاً في نفس الخط الخاطئ وصف الكافر بأن القرآن جاء بسلطة إلهية، وهذا أيضاً وصف يعم كل ما جاء من السماء إلى الناس كالتوراة والإنجيل، بل ويشمل أيضاً الحديث النبوي، وينفرد القرآن في ذلك عن كل ما سواه. فالنص التوراتي مثلاً يحقق معنى السلطة الإلهية التي جاءت به، ولكنه لا يقوم مقام البرهان النصي على حقيقة علمية بسبب الانحرافات التي وقعت في الترجمة على أقل تقدير، ناهيك عن غيرها، وهذا شيء يبرأ منه القرآن أتم البراءة من كل الوجوه. إلا عند من افترى الكذب، ولم يأت ببرهان جدير بالاعتبارعلى افترائه.
  
وفي خطأ ثان، يقول: [لم يأتنا مؤلف القرآن بنصوص صريحة تميز بين فهمه للعالم الطبيعي عن تلك التي اصطبغت بالتراث الشعبي في القرن السابع الميلادي] وفي هذه العبارة جاء الكافر بخطأ مُركَّب. وذلك من وجهين؛ الأول أن هذا القول لا ينبغي أن يأتي إلا بعد التقييم الموضوعي، والذي لم يبدأه الكافر بعد، والذي يجب أن يُدلِّل على كل افتراءاته فيه بأدلة وبراهين. والوجه الثاني أن النصوص المُمَيِّزة – بين إلهية النص ومغايرته لأفهام البشر - والتي ينفي الكافر وجودها في القرآن، موجودة، وهو لا يعلمها، وربما لم يفهمها. وسوف نذكرها في حينها إن شاء الله تعالى في الروابط التالية، بحسب مقتضيات السياق.
  
وفي خطأ ثالث للكافر، يقول: [كان في قُدرة مؤلف القرآن أن يستبصر بالدرجة التي ستفهم بها تلك النصوص الغامضة والمضللة بالأجيال الجديدة، والمدى والتشويش الذي ستؤدي إليه.] والحاصل أن ذلك محققٌ في القرآن لمن يعلم لُغته ويفهم نصوصه، ويقف على العلم الحديث، في ما ثبت منه، وما هو في إطار البحث العالق، غير أن صاحب الافتراء قد وقع في خطئه المركب هنا أيضا، كما في الخطأ السابق.
  
***************
هذا وسوف نتابع في الروابط الآتية مع الجهة صاحبة الافتراءات مزاعمها في المسائل العلمية التي ادعت أنها أخطأء في القرآن، لنرى تحقيقاتها فيها، بعد أن كشفت في المقدمة أعلاه عن استهلال بعدم الموضوعية وقلة البضاعة والتشويش المفاهيمي بين القرآن وغيره. وسوف نرفق كلام الكافرين هذا بنصه وترجمته، وتفنيد كلامهم بلغتنا العربية الجميلة.

1. Astronomy
1. الفـلك
 3.1 النجوم رجوم يُقذف بها الشياطين
1.4 
 4.1  

يُتبع ....

هناك 8 تعليقات:

  1. السلام عليكم استاذنا و عودة موفقة. انا جد مسرورة بعودتكم و الله. بعد طول انتظار لكني لم افقد الامل في عودتكم.
    اما بعد، لقد سئمنا فعلا ممن يزعم وجود اخطاء في القرآن الكريم ظانين انفسهم "موضوعيين" و اننا نتبع الدين تتبعا اعمى بالرغم من ان طعوناتهم لا تمت للموضوعية بصلة ويغشى عليها حقد مسبق للدين و سخرية . و مع تمكني من الرد على البعض منها ارجو منكم ان تردوا على ما استطعتم. كما و انني انتظر منكم مواصلة كتاب "فتاوى شرعية في النظرية النسبية" و معرفة ان اتممتم دراستكم لنظرية الانتخاب الطبيعي.
    دمتم في رعاية الله.

    ردحذف
    الردود
    1. عليكم السلام ورحمة الله
      أشكرك أخي العزيز، وآمل أن أكون عند حسن ظنك بي.

      حذف
  2. السلام عليكم استاذ
    هل عندك حساب او صفحة في الفايسبوك

    ردحذف
    الردود
    1. عليكم السلام ورحمة الله
      للأسف ... الحساب غير نشط لضيق الوقت.

      حذف
  3. السلام عليكم، اين مقالة "النجوم رجوم يقذف بها الشياطين"؟ لاني لا اجدها هنا

    ردحذف
    الردود
    1. عليكم السلام
      راجع الصفحة:
      https://kazaaber.blogspot.com/2013/06/blog-post_25.html

      حذف
  4. لقد قرأته ولكن لدي ملاحظتان اود الاستفسار عنهما منك ،
    اولا ، صحيح ان نص القران يحتمل ان تكون الشهب هي تلك الاشعة التي اشرت لها ،ولكن هل نص الاحاديث نفس الامر؟
    يعني الا نفهم من الاحاديث الواردة بشأن الشهب ، ان القصد هو الشهب العادية التي يراها الناس؟

    وثانيا ، هل الاشعة التي اطلقت عليها اسم الشهب، هل نستطيع نحن رؤيتها ، وهل تشبه الشهب بشكلها؟
    وان كان الجواب لا ، ولا نستطيع رؤيتها ولا تشبه الشهب العادية ،فكيف استطاع الرسول والناس ان يقولوا عنها شهب؟
    وان كان نعم، فهل يصح اطلاق لفظ الشهب على مثل هذه الاشعة؟

    وهذه كانت اسئلتي، وشكرا لك

    ردحذف
    الردود
    1. الشهاب لغة، و من بين عدة معانٍ هي كل شعلة أو مسار مصدرها ناري أو ضوئي، هذا كفيل بالرد على سؤالك

      حذف