الجمعة، 21 مارس 2014

حول قصة آدم ... وعصيان إبليس ... والقدر

حول قصة آدم ... وعصيان إبليس ... والقدر
بقلم: عزالدين كزابر


----------------------------------------------------------------------

افتتحت موضوعاً على هذا المنتدى - وقد حذفه المشرفون تماما فيما بعد - بعنوان [حول (قصة آدم)] وقلت:

مداخلة#1
بالإحالة إلى موضوع: قصةآدم ...  (وهو موضوع أغلقه المنتدى لأعضاء آخرين قبل اكتماله)
حيث:
قال عضو المنتدى: (مهندس مصري)
سمعت شبهه من ملحد و هي هل من المعقول ان تفاحة تكون سبب كل المشكله التي فيها البشريه الان ؟ 
سؤالي ؟ ما المغزي من قصة آدم و خصوصاً عصيان الله ؟
هل عصيان آدم كان مقصوداً؟ أم انه اخطىء خطأً لم يكن يقصده ؟

و ..
قال عضو المنتدى: (أحمد الحسن)
عصى آدم ربه فطرد من الجنة ..أليس كذلك؟؟ النتيجة هي حرمان نسل آدم من حياة النعيم في الجنة..كان يمكن لآدم أن يطيع الله ويقيم في الجنة هو ونسله..وبالتالي تكون خطيئة آدم هي السبب الأصلي لوجودنا في هذا العالم الناقص..والسؤال المطروح هو لماذا تعين علينا تحمل نتيجة عصيان آدم؟؟؟!!!

وددت مشاركتكم بقناعتي في هذه المسألة، عسى أن تنجلي بها هذه الشبهة:
أن هناك خبءاً ... أراد الله تعالى إخراجه فخرج، .... سماه القرآن:[ الأمانة ]، .... وحملها الإنسان. قال تعالى "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)"(الأحزاب)
وإذا تذكرنا أن التفاحة كانت سبباَ مادياً في ظهور أدوات الإنجاب!
فليست التفاحة إذاً صدفة، كان يمكن ألا تكون! ...
وليس لقاء آباءنا وأمهاتنا صدفة كان يمكن ألا يقع!
إنه القدر.
كل ما نراه من صدفة .... هو حتم ... ما كان له، إلا أن يكون.
إقرأوا إن شئتم قوله تعالى " مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) "(الحديد)
إنها إرادة إلهية .... انبسطت على متن الليل والنهار، منذ آدم عليه السلام، وما زالت تنبسط ... .
و (في إطار الاختيار الممنوح لنا) ...إما أن نكون لها... أو لا نكون ... !!!
هذا والله تعالى أعلم ،،،
*********************
قال عضو المنتدى: آدم
ما أجمل الكلام المختصر ..حقيقة أفادنى جوابكم أستاذنا الفاضل..رؤية عالية وبصيرة من جنابكم لفهم الوجود الذى نحيا فيه..وهذه البصائر أشد من الشهب على أفكار الشياطين التى يلقونها على عقول البعض..عندى سؤال لو تسمح..حابب استفيد منكم
طبقاً لهذا المفهوم ..وهو القدر..قديماً قرأت حوار تخيلى كانه دار بين الشيطان وبين ولى الله..
قال الشيطان لهذا الولى..كأس المشيئة قد سقا..كأس السعادة والشقا
فأدارها من حيث ما على الخليقة مطلقا..فإذا أراد لعاشق فيها بطيب الملتقى..
ابدى له فى سرها..نورا مشرقا..
فأتى الى باب الحبيب متذللاً...
قد تكون الابيات ليس كما هى لكنى ذكرت ما اتذكره..هنا الشيطان احب ان يجادل هذا الولى وكان يقصد ان القدر حتم ان يكون ابليس من الاشقياء وان يكون اّدم عليه السلام من السعداء..
أتظن انه كان فى الأرض من هو أعبد منى ؟؟
هذه قالها الشيطان...
فكلما كان يريد هذا الولى ان يجادل الشيطان من جانب الشريعة..انحدر به ابليس الى جانب الحقيقة ..
فكيف نوفق بين الحقيقة والشريعة ...

عندى جواب لكنى اتمنى الافادة منكم وربى يكرمكم
*********************
فأجبته:
بعض الحقيقة يُردي ...... وكل الحقيقة يُنجي
بالأولى تلاعب الشيطان ..... وبالأخرى أعلمنا الرحمن
*********************
قال عضو المنتدى (أينشتاين):
مفهمتش حاجه ممكن توضحلى اكتر
*********************
قال عضو المنتدى: آدم
بعض الحقيقة يُردي ...... وكل الحقيقة يُنجي
بالأولى تلاعب الشيطان ..... وبالأخرى أعلمنا الرحمن
جدا رائع هذه الإشارة..
بعد اذنك..انا بحثت سريعا فى مكتبتى ووجدت الكتاب الذى فيه هذا الحوار وسانقله بإختصار..لكى نثرى الموضوع..وأرى جواب حضرتك لانه يهمنى شخصياً
قال الولى للشيطان...
يا لعين أسلك سبيل العدل فى الجدال والإنصاف فى السؤال
قال : هات ما عندك
قال الولى : أنت الذى خلقك الله تعالى بيده..واطلعك على بديع صنعته وألبسك خلع توحيده وتوجك بتاج تقديسه وتمجيده فما برحت فى الملا الاعلى تشرب بالكاأس الاروى وتتلذذ بالخطاب الأحلى ..حتى خلق الله ادم عليه السلام واستخلفه على العباد فنظرت اليه بعين الاحتقار والى نفسك بعين الافتخار ..فعدلت الة معارضة الأمر عن الأوامر ..فخربت ما كان عامر ..وافسدت الاول بالاخر..فما جزاء من تجاوز حد عبوديته الا ان يزداد منه بعدا ..ويمد له من العذاب مدا
فتنفس الشيطان هنالك تنفس الهالك ..وقال ياذا الادمى ..قد كان ذلك ..لكن اسمع منى قصة غصة ..تمزق القلوب قلقا ..وتفتت الأكباد حرقا..من مثلها هلك فرعون غرقا .. ومن خوفها خر موسى صعقا..
يا اّدمى..ألكون خالق الاشياء خلقنى كما شاء..واوجدنى كما شاء ..مما شاء ..واستعملنى كما شاء..وقدر على ما شاء..فلن اطق ان اشاء..ولو شاء لردنى لما شاء..وهدانى لما شاء ..ولكن شاء ان اكون كما شاء..
يا هذا..سبق لى من كون الاكوان..وكان من الكافرين..فما برحت فى الازل..ولم أزل..فإذا كانت كاف كفرى..قد سبق كاف كونى..فغذا يكون على القضاء عونى..ومن يطق من القدر صونى..انتهى..وللحوار بقية بينهما ..ولكنى لم اكتبه لان الكتاب كله عبارة عن هذا الحوار
تعليق شخصى
ما رأى جنابكم ؟؟
*********************
فأجبته:
الأخ العزيز/ آدم

كذب الشيطان (في الحوار) حين قال:
[قدَّر علىَّ ما شاء..فلن أَطِق أن أشاء..ولو شاء لردَّنى لما شاء..وهدانى لما شاء ..ولكن شاء ان اكون كما شاء]
وتلاعب بـ (بعض الحقيقة) التي مفادها أن [كل شيء يجري بمشيئة الله]
وألبس فيها باطلاً، هو أن: [(عصيانه لله) شيء مشمول في هذه المشيئة...]
وأغفل الشيطان على السامع - باقي الحقيقة التي مفادها - أن هذا العموم في المشيئة مُخصص بعدم الظلم .
فجمع الشيطان في كلامه بين الحق والباطل!
أما (كل الحقيقة) فهي أن [كل شيء يجري بمشيئة الله، إلا ما انتهى بظلم]
ومصداق ذلك قوله تعالى، وبما يشمل الجن والإنس: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ"(النساء:40)، وعن يوم القيامة، قال تعالى "لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ"(غافر:17)
ولو شاء الله للشيطان العصيان – كما قال هذا الكذاب – لظلمه. وهذا لا يكون، لأن مشيئته سبحانه (قضت ألا يظلم)، إذ لا حاجة لله سبحانه في ظلم أحد، إذا صدّق بالحق، وأطاع خالقه، كما قال سبحانه "مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا "(النساء: 147)
فعُلِمَ أن كلام الشيطان كذب على الله، وأنه هو الذي أراد لنفسه العصيان وأصر عليه استكبارا، يلبس الحق بالباطل، فيخدع من يسمع له، فيُرديه (يهلكه).
الأستاذ أينشتاين ... آمل أن يكون معنى البيتين قد اتضح.
*********************
قال عضو المنتدى (آدم):
جزاكم ربى كل الخير الاستاذ الباحث عز الدين على هذا التوضيح شكرا على مجهودك ..الرد قوى جدا وانا قرات هذا الكتاب منذ فترة , فاحببت ان اتعلم منكم ..جزاكم الله كل خير ونفع بكم
*********************
قال عضو المنتدى (أسلمت لله 5):
ما شاء الله جزاكم الله خيرا أستاذنا عز الدين كزابر ..
*********************
وهنا تدخل عضو المنتدى (مجرّد إنسان):
وهو من تبنَّى مشرفو المنتدى كلامه، أو أنه يتكلم باسمهم، لأنهم يحملون أسماءاً رمزية (مشرف 1، مشرف 2، مشرف 3، .... ) 
وقال ( (مجرّد إنسان)  أخشى أن يكون في الأستاذ الكزابر قد جرّه "تطريز الكلام" إلى قول ما لا يصح اعتقاده من وقوع شيءٍ في الكون على غير مشيئة الله....والحق الذي نعلمه وهو من منهج أهل السنة والجماعة...التفريق ما بين ما شاءه الله شرعاً وما شاءه كوناً.....ولكلٍ من المشيئتين طبيعةٌ ومتعلّقات.....وهذا أبسط ما يمكن الرّد على الحوار المسرحي بين الولي والشيطان....لأن الشيطان حين كفر كان يملك الحريّة المطلقة بين فعل الخير والشر...وبين الفعل والترك....فلا يصح احتجاجه بالقدر....
وهذا السؤال من موقع الإسلام سؤال وجواب يوضح القضية بجلاء:

هل الأشياء السيئة التي تقع في الكون تحدث بإرادة الله ؟
هل كل ما يقع في هذا الكون هو بإرادة الله تعالى ؟ وإذا كان كذلك فكيف تقع الأشياء التي لا يحبها الله في ملك الله وبإرادته ؟.

الحمد لله
اعلم وفقك الله تعالى أن بعض الناس قد ضل في باب القدر لأنهم ظنوا أن إرادة الله للفعل تقتضي محبته له فجرهم ذلك إلى القول بأن أفعال الشر تقع بغير إرادة الله ، فنسبوا إلى الله العجز والضعف حيث أثبتوا أنه يقع في ملكه ما لا يريد ، وبالتالي فقد يريد الشيء ولا يقع ـ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ـ ، والحق أنه لا تلازم بين ما يحبه الله ويريده شرعا ، وبين ما يقضيه ويريده ويقدره كوناً ويتضح ذلك بالنقاط التالية :
أولاً: إرادة الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة على قسمين :

القسم الأول :
الإرادة الكونية القدرية : وهي مرادفة للمشيئة ، وهذه الإرادة لا يخرج عن مرادها شيء ؛ فالكافر والمسلم تحت هذه الإرادة الكونية سواء ؛ فالطاعات ، والمعاصي ، كلها بمشيئة الرب ، وإرادته .
ومن أمثلتها قوله تعالى : ( وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ ) الرعد/11
وقوله : ( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ) الأنعام/125

القسم الثاني :
الإرادة الشرعية الدينية : وهي مختصة بما يحبه الله ويرضاه .
ومن أمثلتها قوله ـ تعالى ـ : ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر ) البقرة/185
وقوله : ( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ) النساء/27 ، وقوله ( مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ ) المائدة/6 .

ثانياً : الفرق بين الإرادتين :
بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية فروق تميز كل واحدة منهما عن الأخرى، ومن تلك الفروق ما يلي :
1
ـ الإرادة الكونية تتعلق بما يحبه الله ويرضاه ، وبما لا يحبه ولا يرضاه .
أما الشرعية فلا تتعلق إلا بما يحبه الله ويرضاه فالإرادة الكونية مرادفة للمشيئة، والإرادة الشرعية مرادفة للمحبة .
2
ـ الإرادة الكونية قد تكون مقصودة لغيرها كخلق إبليس مثلاً ، وسائر الشرور ؛ لتحصل بسببها أمور كثيرة محبوبة لله تعالى كالتوبة ، والمجاهدة ، والاستغفار .
أما الإرادة الشرعية فمقصودة لذاتها ؛ فالله تعالى أراد الطاعة وأحبها ، وشرعها ورضيها لذاتها .
3
ـ الإرادة الكونية لابد من وقوعها ؛ فالله إذا شاء شيئاً وقع ولا بد ، كإحياء أحد أو إماتته ، أو غير ذلك .
أما الإرادة الشرعية ـ كإرادة الإيمان من كل أحد ـ فلا يلزم وقوعها ، فقد تقع وقد لا تقع ، ولو كان لابد من وقوعها لأصبح الناس كلهم مسلمين .
4
ـ الإرادة الكونية متعلقة بربوبية الله وخلقه ، أما الشرعية فمتعلقة بألوهيته وشرعه .
5
ـ الإرادتان تجتمعان في حق المطيع ، فالذي أدى الصلاة ـ مثلاً ـ جمع بينهما ؛ وذلك لأن الصلاة محبوبة لله ، وقد أمر بها ورضيها وأحبها ، فهي شرعية من هذا الوجه ، وكونها وقعت دل على أن الله أرادها كوناً فهي كونية من هذا الوجه ؛ فمن هنا اجتمعت الإرادتان في حق المطيع .

وتنفرد الكونية في مثل كفر الكافر ، ومعصية العاصي ، فكونها وقعت فهذا يدل على أن الله شاءها ؛ لأنه لا يقع شيء إلا بمشيئته ، وكونها غير محبوبة ولا مرضية لله دليل على أنها كونية لا شرعية .

وتنفرد الشرعية في مثل إيمان الكافر المأمور به ، وطاعة العاصي المطلوبة منه بدل معصيته ، فكونها محبوبة الله فهي شرعية ، وكونها لم تقع ـ مع أمر الله بها ومحبته لها ـ دليل على أنها شرعية فحسب ؛ إذ هي مرادة محبوبة لم تقع .
هذه بعض الفوارق بين الإرادتين ، فمن عرف الفرق بينهما سلم من شبهات كثيرة ، زلت بها أقدام ، وضلت بها أفهام ، فمن نظر إلى الأعمال الصادرة عن العباد بهاتين العينين كان بصيراً ومن نظر إلى الشرع دون القدر أو العكس كان أعور .

ثالثاً : أفعال الله كلها خير وحكمة وعدل :
فالله سبحانه وتعالى يفعل ما يفعل لحكمة يعلمها هو ، وقد يُعْلم العباد أو بعضهم من حكمته ما يطلعهم عليه ، وقد يعجز العباد بعقولهم القاصرة عن إدراك كثير من الحكم الإلهية . والأمور العامة التي يفعلها سبحانه تكون لحكمة عامة ، ورحمة عامة كإرساله محمداً صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) الأنبياء/107
يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ " إنه سبحانه حكيم ، لا يفعل شيئاً عبثاً ولا لغير معنى ومصلحة وحكمة ، وهي الغاية المقصودة بالفعل ، بل أفعاله سبحانه صادرة عن حكمة بالغة لأجلها فَعَل ، كما هي ناشئة عن أسباب بها فعل ، وقد دل كلامه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم على هذا "
هذا والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يراجع ( أعلام السنة المنشورة 147 ) ( القضاء والقدر في ضوء الكتاب والسنة للشيخ الدكتور / عبد الرحمن المحمود ) و ( الإيمان بالقضاء والقدر للشيخ / محمد الحمد )
الإسلام سؤال وجواب
وعلى أية حال أنصح الجميع بموقع الإسلام سؤال وجواب للشيخ المنجد....فهو قائم على هيئة شرعية كاملة
*********************
فأجبت (حول العبارة المقتبسة):
أخشى أن يكون في الأستاذ الكزابر (بدون ال) قد جرّه "تطريز الكلام" إلى قول ما لا يصح اعتقاده من وقوع شيءٍ في الكون على غير مشيئة الله.....
اتهامٌ مترددٌ بلا اقتباس ...... ولو سألنا ما وقع في التباس .... ولما جاء بتشويشٍ على الناس
*********************
قال عضو المنتدى (مجرّد إنسان):
أستاذ عزالدين....لا نحتاج إلى أمثال هذا السجع عندما نتحاور حواراً علمياً...والأمور ليس فيها التباسٌ بهذا القدر...
لا أحتاج أن أتردّد في إثبات أن (عصيان إبليس لله) شيء مشمول في المشيئة الكونية....ولا يقعُ أصلاً في الكون ما لا يريده الله أو يشاؤه من الناحية الكونية القدريّة....وعدم التفريق بين المشيئتين و(تمييع) المشيئة من خلال السجع هو التشويش على الناس
والفتوى السابقة واضحةٌ وضوح الشمس في رابعة النهار
*********************
فأجبت:
الأخوة الأعزاء (أعضاء المنتدى)
السلام عليكم ورحمة الله

لو أني كتبت في مداخلة # 6:
(كل الحقيقة) هي: [كل شيء يجري بمشيئة الله، إلا ما فيه ظلم]
...
لكانت خطءاً .... ولصدق صاحبكم.
ولكني كتبت:
(كل الحقيقة) هي: [كل شيء يجري بمشيئة الله، إلا ما انتهى بظلم]
... وهي عبارة صحيحة .. وقد راجعتها عدة مرات قبل وبعد كتابتها .
ومعناها - حسب السياق الذي جاءت فيه - أنه ما من شيء يقع في كون الله وينتهي بظلم.
نعم ... نجد ظلماً هنا ... وظلماً هناك .. لم يمنع الله تعالى عليه مبدأ الوقوع،.. لحكمة، ... ولكن منع عليه البقاء والديمومة، .. فقضى سبحانه أن تنغلق كل مسائل الظلم بالعدل ... أي أن (ما ينتهي بظلم) لا يقع في الكون. أي أن مشيئة الله ليس فيها ظلم باق ، وهذا هو معنى ما كتبته. ... وبهذا (التطريز الكلامي .. بحسب وصف صاحبكم التهكمي) استطعت الحكم على الشيطان بالكذب، وأقمت عليه الحجة، في المسألة التي خصني صاحبها بالسؤال! .. ولم أجد من مهرب إلا الإجابة . .. لمعرفتي بعواقب عدم الإجابة .. وأني مأمور بالإجابة بالأحسن.
وهذه الإجابة صريحة ونافذة في الوصول إلى هدفها في إقامة الحجة على الشيطان (وكل شيطان يتمثل بمثل كلامه)
أما إجابة صاحبكم (في مداخلة #9)، فلا أطعن فيها، ولكنها أبعد عن فهم أغلب القراء، .. وأشكل عليهم، .. وأضعف في حسم الحُجّة .. 
ولو كان الشيطان - أو من يتكلم باسمه - مجادلاً زلقاً .. لأمكنه تمييعها .. والتملص منها!
لذلك كانت إجابتي أحسن .. استجابة لأمر الله تعالى "وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ "(النحل:125)، ولقوله تعالى "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ"(الزمر:18)

فعلامَ يُخاصمني إذاً صاحبكم (مداخلة #9، #11) .. ؟!!!
أما كان له أن ينتبه - لكل كلمة وحرف كتبته - قبل أن يورط نفسه ؟!
أما كان له أن يستعلم .. فنُعلمه ؟!!
أما كان له أن يدخل الحوار من بابه، ولا يقتحمه اقتحاما ؟!!
أما كان له أن يمتنع عن التعريض بغيره، حين قال
جرّه "تطريز الكلام" إلى؟!
أما كان له أن يتحرز من اتهام غيره بـ 
قول ما لا يصح اعتقاده من وقوع شيءٍ في الكون على غير مشيئة الله
إلا بعد أن يفهم كلامه،... (وأن يقتبس شيئا يوثق به اتهامه)؟!

بصَّرنا الله تعالى ... وبصَّره، ... فلا يكبو أحدنا ثانية ... فلكل جواد كبوة.
*********************
مداخلة #13
قال عضو المنتدى (مجرد إنسان):
أسألك سؤالين مباشرين وأحتاج جواباً بنعم أو لا....
س: يقول أهل السنة والجماعة بانقسام الإرادة الإلهية إلى شرعيّة وكونية....وتفصيل الفرق بينهما موجود في الفتوى السابقة، فهل تؤمن بصحة التقسيم السابق؟؟ (نعم/لا)
س2: هل شاء الله كوناً وقدراً وقوع العصيان من الشيطان؟ وبعبارة أوضح: شاء قدراً وكوناً أن يعصيه إبليس؟ (نعم/لا)
*********************
مداخلة # 14 – مشاركة من عضو المنتدى (محب أهل الحديث)
*********************
مداخلة # 15 – مشاركة من عضو المنتدى (مستفيد)
*********************
مداخلة #16 – مشاركة من عضوة المنتدى (طالبة علم و تقوى)
*********************
مداخلة #17 – مشاركة من عضو المنتدى (ابن سلامة)
*********************
مداخلة#18 – (حذفها المنتدى وكتب مكانها عبارة لاحقة تجدونها في الأسفل)
فأجبت (حول ما قاله (مجرد إنسان) في مداخلة #13:)
أسألك سؤالين مباشرين وأحتاج جواباًً بنعم أو لا....
س: يقول أهل السنة والجماعة بانقسام الإرادة الإلهية إلى شرعيّة وكونية....وتفصيل الفرق بينهما موجود في الفتوى السابقة، فهل تؤمن بصحة التقسيم السابق؟؟ (نعم/لا)
س2: هل شاء الله كوناً وقدراً وقوع العصيان من الشيطان؟ وبعبارة أوضح: شاء قدراً وكوناً أن يعصيه إبليس؟ (نعم/لا)
أسأل الله حلماً وعلما،
وأقول، والله المستعان:

1- رغم إعراض السائل عن مداخلتي السابقة (#12)، وجملة ما فيها من توضيح يفهمه كل ناطق بالعربية، ويستسيغه كل متذوق لصادق المرامي، وجميل المعاني، وصريح المباني، .. إلا أن السائل قد تهرب منها بطرح سؤال يدير به الدفة، ويفجأ به الخصمَ، ... وكأنه قد وقع على فريسة، يخيرها بين أمرين لا ثالث لهما: الاستسلام، أو الاتهام. !!!
2- ورغم جفاء سؤال السائل، وظهور سؤاله وكأنه استجواب يستنطقني به الشهادتين عند دخول القبر، (هل تؤمن بـ ... ؟)
3- ويخيرني بين إيمان وكفر، لألفاظ نَظَمَها الناس، وقد اصطلحوا عليها، ولا مشاحة في الاصطلاح، ويغنيني عنها ما قاله الله تعالى، وبلغني عنه رسوله،صلى الله عليه وسلم، .. إذا كان المسؤول عنه قد تشرب من معانيه
4- ورغم أنه يخيرني بين إجابتين على طريقة أرسطو المقيتة، وأقصد قانون الثالث المرفوع في المنطق، الذي لا يرى إلا لونين أسود وأبيض، وقد حَرَمَ الله أصحاب هذا المنهج بهجة ألوان المعاني!
5- ورغم عدم اضطراري لإجابته على طريقته .. أو حسب هواه .. ، وأن ما قلته في المداخلة السابقة كافٍ، رضى من رضى وأبى من أبى.
6- ورغم قولي أعلى بأني لم أطعن في تلك الفتوى في مسألة المشيئة – وكان في هذا غنى عن أن يستجوبني المحقق الديني المرعب في القول بنعم أو لا، من حيث صدق ما فيها وموافقتي عليه، وكأنه قرآن بعد القرآن، لفظاً بلفظٍ وحرفاً بحرفٍ!
إلا أني سأقول رأيي في هذه الفتوى على نحو تفصيلي، إفادة للقراءة الباغين الوقوف على الحق، بلا رهبة من محققين، ولا صياغات مقدسة من بشر غير معصومين. ولا لوم من لائمين، يوزعون على الناس الرضا والسخط، غير عابئين، يجيزون لأنفسهم ما لم يجزه الله لنبيه الأمين، حين قال سبحانه "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا"(الإسراء:54). 
وبداية أُريحه، بالإجابة الآتية:
لا أدري كيف يؤمن بالقرآن من لا يعتقد في إرادة الله تعالى - التي نقلها لنا السائل باسم الإرادة الشرعية – والقرآن مذخور بمعانيها وشواهدها؟!
أما تلك التي سماها – الإرادة أو المشيئة الكونية – فقد أقررت بوجودها وأنها مرادة لحكمة وراءه. عندما قلت:
(نعم ... نجد ظلماً هنا ... وظلماً هناك .. لم يمنع الله تعالى عليه مبدأ الوقوع،.. لحكمة، ... )
وذلك في مداخلتي # 12 التي قذف بها سائلي وراء ظهره ليتهرب من عدم التعليق عليها
غير أني لن أصرح بالضرورة بهذا الاسم (مشيئة كونية)، لأنه اصطلاح مُجمل يحمل معه إشكالات، أتعمد عدم الوقوع فيها. منها أن المنطوق اللفظي في سؤال السائل
هل شاء الله قدراً وكوناً أن يعصيه إبليس؟
شديد الحرج، لأن أسلوب (هل شاء الله كذا؟) يحمل مع المشيئة الرغبة والرضا، وتجريد المشيئة من الرضا بتسميتها كونية أو قدرية يجعل الأسلوب يمزق نفسه بين قبول المعنى والنفور اللفظي ... وأستغرب !!! ما الذي يضطرنا إلى تصريح مجمل مثل هذا وفي أساليب العربية غُنية عنه، .. وقد قال الله تعالى لنا : ما جعل عليكم في الدين من حرج؟! ... فلماذا يجبر السائل الناس على النطق بما هو مجمل .. إن أقروا أشكلوا، وإن امتنعوا بُدّعوا ... ثم من هو ذلك القاضي الذي أعطى نفسه الصلاحية إنطاق الناس ما يطابق اصطلاحه (بسؤال هل تؤمن أو لا تؤمن؟)، ... وإلا أخرجهم من عباءة الرضا، حتى ولو وافقوه المعنى؟! ..... رغم أني لا أعلم من العلماء المحققين إلا وأقروا جميعاً بأنه (لا مشاحة في الاصطلاح)! .... فكيف يشاححني فيه إذا لم أختلف مع أحد على صحيح المراد دون الإجمال المشكل؟!
أقول ذلك فقط توضيحاً للقراء الأذكياء الفطناء، كي لا يقعوا في مثل هذه الحرج، فيجدوا أنفسهم مجبرين على النطق بأحد لفظين أحلاهما مُشكل، وإلا اتهموا في دينهم! .... وأستغرب أن يجبرهم أحد على ذلك ... وقد قال الله تعالى فيه " وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ"(القمر:17) فكيف نترك يسر كلام رب العالمين ... ونستبدل به اعتقادات مجملة مشكلة مربكة مطلسمة من تأليف العالمين؟!
أمَّا ما كان أولى بالسائل أن يسأله، أو غيره، فهو
لماذا كانت إجابتي -في تقديري- أحسن من فتواه ؟
وسأشرع الآن بالرد على هذا السؤال، لأن عليه مدار كل هذا السجال:
أولاًمن حيث عدم كفاية الفتوى في رد حجة الشيطان:
احتج الشيطان – وكل شيطان – بأن عصيانه خاضع لمشيئة الله، وقد جرى عليه رغم أنفه. .. فهل وقوع عصيانه في صنف المشيئة الكونية كَشَفَ عوار حجته؟ .... لا لم يكشفها ... لأنها ما زالت في إطار المشيئة، ... وكان يمكن – بحسب الشيطان – أن يشاء الله مشيئة كونية خلافها، فلا يكون الشيطان عاصياً. وهذا ما يحتج به.
أي أن توزيع المشيئة إلى صنفين لم يفد – في موضوعنا - شيئاً، مثلما إذا احْتَجْ طالب راسب بأن رسوبه اضطراري لأن مُعلّمه لم يؤهله للنجاح، .. فهل يُحتج عليه بأن تصنيفه كان مع الراسبين لا مع الناجحين؟ ... الشيطان يعلم ذلك مثلما أن الطالب الراسب يعلم ذلك، ولم تتأثر حجتهما بهذه الإفادة .. وعليه تكون إفادة غير مفيدة. ... وكذلك وجود الشر في الكون كان من الممكن ألا يكون، فلماذا كان .. حتى وإن صُنِّف مع (المشيئة الكونية)؟ ... فالتصنيف - وإن كان صحيحاً في نفسه - لم يفكك كيد الشيطان في الاحتجاج بالقدر، ولم يكشف عواره.
- ولهذا خَلَتْ إجابتي من الاحتجاج التصنيفي، لأن التصنيف لا يفيد شيئاً إلا تنظيم المعلومات، بلا انفتاق لأي فوائد كانت مختبئة، ولا يُعتمد التصنيف في الاحتجاج، ويُعد استخدامه خطأ حجاجي ويدرج في باب الحشو tautology.
ثانياًمن حيث القصور في بيان عدل الله تعالى:
الفتوى المشار إليها – في محض تصنيفها لنوعَي المشيئة - عالجت الوضع الوجودي معالجة لحظية، آنية، أو بعبارة الرياضيين، معالجة تفاضلية سكونية.
أي أنها نظرت في الوجود في لحظة ما، فصنفت موجوداته إلى نوعين، وقائع وجودية (مشيئة كونية)، ووقائع مرضي عنها بالضرورة (مشيئة شرعية).
وهذه النظرة الآنية التفاضلية – بما يلزم عن تفاضليتها - لا يتجلي معها بالضرورة عدل الله حتى ولو ذكرت أن وراء ذلك حكمة، ولن تمنع هذه النظرة عن نفس المتشكك ضياعاً في زمان، لا عدالة فيه، أو يمكن الوقوف على حكمة له.
والسبب في قصور الفتوى - في هذا الجانب - أن طبيعة العدل ليست تفاضلية، بل تكاملية. .. بمعنى أن العدل يعالج مسائل مغلقة، كل مسألة لها أجلها المقيد ببداية ونهاية، ويُقَيَّم العدل فيها جملة واحدة. وإن عالج العدل وقائع كونية آنية، لكان كوناً سكونياً، لا يتكاشف فيه الحق والباطل، ليعلو هذا ويهبط ذلك، 
- وقد خلت إجابتي أيضاً من هذا القصور حين قلت:
(كل الحقيقة) هي أن: [كل شيء يجري بمشيئة الله، إلا ما انتهى بظلم]
والمسألة التي تنتهي (تنغلق) هي التي ضَمِنَ لنا الله تعالى فيها العدل، وبيّنه وبيّن أجل كل مسألة، كما قال تعالى " وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(آل عمران:185)، وقال تعالى " لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ "(الرعد:38)
واكتمال أجل كل مسألة كونية أو شرعية هو المعالجة التكاملية، وهي التي تضمن العدل، وهي التي تهدأ معها النفس بلا ضياع مع ظلم، لا يُعلم له نهاية في المعالجات التفاضلية (الآنية)، أو بالمعنى العامي: في المعالجات التي تنظر فقط تحت أقدامها. فلو لم تعلم المرأة الحامل أنها ستضع جنيناً، لكان حملها عذاباً لا يطاق، ولما كان مختلفاً عن ورم كئيب أو خبيث ، أما وأنها تعلم أنها ستضع مولوداً يملأ فؤادها، فكان عذابها في الحمل مرغوباً فيه، بل مسعياً إليه، .. وكذلك عذابات الدنيا جميعاً إذا نظرنا إليها بعيون آجالها، ومآلاتها.
*********************
حذف المنتدى الموقر مداخلتي السابقة #18 وكتب مكانها الآتي بخط كبير يؤذي العين مثلما آذت كلماتهم القلب !!!
متابعة إشرافية:
الحمد لله وبعد: أخي عزالدين كزابر....هاهنا جملة من الملاحظات:
أولاً: أسلوب الأستاذيّة الذي تتعامل به مع غيرك مرفوضٌ جملةً وتفصيلاً....وليس هذا بأسلوب من يريد الحق ويريد إيصاله.
ثانياً: النقاش العلمي يختلف عن المحاورات بين أبناء الملّة الواحدة وطلبة العلم....مع المخالف يُستخدم أسلوب الاستعلاء الذي يتناسب مع إظهار الحق مع مخالفينا من غير المسلمين....أما هنا....فلا ينفع هذا الأسلوب بارك الله فيك....فلا تكن أستاذاً في استعداء الآخرين.
ثالثاً: أسلوب الإنشاء هنا غير مناسب....ولولا إحسان الظن ما لجأ اخوانك المحاورون إلى مطالبتك وبشكل واضح إلى بيان الأجوبة من الأسئلة بشكل واضح وصريح ومباشر دون مراوغة....لأن في بعض ما كتبته أمورٌ خطيرة في لازم قولها....فلزم منك بيان الأمر بشكل مباشر: نعم/لا

ننتظر منك إعادة الإجابة على نحو ما طُلب منك...وأعتذر عن حذف الإجابة مؤقتاً حتى نتقدم في الحوار المطلوب
*********************
مداخلة #19 – مشاركة من عضو المنتدى (آدم)
*********************

مداخلة #20 – مشاركة من (مشرف 4) يوجه آدم فقط إلى الفتوى
*********************

مداخلة #21

أجبت المشرفين (تعليقاً على حذفهم مداخلتي #18) وما أقحموه مكانها من كلامٍ مؤذٍ، وقلت:

ما أراكم علّقتم ولا حذفتم ولا وجَّهتم :

من اقتحم الموضوع بلا استئناس!
وتكلم عن صاحبه بضمير الغائب في حضوره (وبما يستبطن التجاهل والانتقاص)

وعرّض بصاحب الموضوع وقال:
جرّه "تطريز الكلام" إلى

ولم يحسن فهم كلامه، وأخطأ عندما قال:
قول ما لا يصح اعتقاده من وقوع شيءٍ في الكون على غير مشيئة الله

بلا اقتباس وتوثيق زعمه

فلماذا صَمَتُّم على ذلك .. وكأن أسلوبه لا استعلاء فيه ولا أستاذية تقوده ؟!!!!
*********************
مداخلة #22 - (عضو المنتدى أبو عبد)
*********************
مداخلة #23
لم يصلني رد على مداخلتي #21، فكتبت:


الأخ المشرف
استكمالاً لمداخلتي # 21
وتعليقاً على مداخلتك # 18

أراك قدحت قدحا شديداً بلا شواهد، وذلك حين قلت:
لولا إحسان الظن
وكأن في كلامي ما يسيء الظن !!!

وحين قلت:
لجأ اخوانك المحاورون إلى مطالبتك وبشكل واضح إلى بيان الأجوبة من الأسئلة بشكل واضح وصريح ومباشر
رغم أن من تتكلم عنه شخص واحد!!! ... بدأني بالاستعلاء كما بينت في مداخلتي # 21.

وحين قلت:
دون مراوغة
وهو اتهام بالمراوغة، ووصف شنيع لا أصدق أني أقرأه هنا .. ودون أي مسوغات ...!!!

وحين قلت:
في بعض ما كتبته أمورٌ خطيرة في لازم قولها

دون أن تستشهد بشيء يصدق قولك ؟!!!

آمل التعليق بما يبرر هذا القدح ... أو ينفيه
*********************

مداخلة #24 - ردي على عضو المنتدى (مستفيد) أجيبه عن سؤاله
*********************

مداخلة #25 - مداخل عضو المنتدى (آدم)
*********************

مداخلة #26 - مداخل عضو المنتدى (محب أهل الحديث)
*********************

مداخلة #27 - مداخل عضو المنتدى (آدم)
*********************


مداخلة #28 - إجابتي لسؤال عضو المنتدى (محب أهل الحديث)
*********************


مداخلة #28 - مداخلة تعليق الحوار من (مشرف 4) 
قال قيها:

أولاً: أتمنى من الأخوة ألا يضيف أي واحدٍ منهم أية مداخلة حتى غدٍ بإذن الله

وأعد الأخ عزالدين بالرد عليه غداً بحول الله (ولم يفي الواعد بوعده)
وإلى ذلك الحين أريد رداً صريحاً ومباشراً على السؤالين السابقين وبغض النظر عما كتبه سابقاً،

وذلك بأسلوب (نعم/لا)
*******************
هكذا إذا أصبح أمامي الاستجابة لقاضي قضاة منتدى التوحيد

وعليَّ أن أجيب بـ (نعم) أو (لا) !!!!! ... وإلاّ ..!!! أغلق الموضوع أو حذفه أو أحاله إلى الحجر الفكري ... إلا إذا طابق نصوص المتون المحفوظة، وكأنها قرآن مع القرآن !!!

هل هناك تسلُّط أكبر من ذلك؟!

*******************

أجيب بالآتي، بما يُرضي الله أولاً .. ثم بما يطمئن القلب إليه ثانياً،
ثم بما لا يستطيعون حذفه ثالثاً.

أعيد أسئلة المداخلة # 13، الذي يتهدد فيه السائل المسؤول بنبرة المحاكمة، وإلا أخرجه من جنة منتدى التوحيد، وأُبَيِّن أين الخطأ وأين الصواب (إن شاء الله)
قال السائل الحاسم المتوعد:
أسألك سؤالين مباشرين وأحتاج جواباً بنعم أو لا....
س1: يقول أهل السنة والجماعة بانقسام الإرادة الإلهية إلى شرعيّة وكونية....وتفصيل الفرق بينهما موجود في الفتوى السابقة، فهل تؤمن بصحة التقسيم السابق؟؟ (نعم/لا)
س2: هل شاء الله كوناً وقدراً وقوع العصيان من الشيطان؟ وبعبارة أوضح: شاء قدراً وكوناً أن يعصيه إبليس؟ (نعم/لا)
وأجيب عن ذلك بالآتي:
ج 1 - إجابة السؤال الأول هي (نعم)، وهي ما أؤمن به قبل أن يوجد منتدى التوحيد، بل قبل أن يولد المشرفون، والذين هم ربما في عمر أولادي، والذين صاغوا هذا السؤال التهديدي الذي يرعد ويبرق !!! لأني أؤمن بأن (ما شاء الله كان، ولم يشأ لم يكن)، أي أن (ما أراد الله أن يكون كان، وما لم يرد كونه لا يكون). وهذا هو ما يُسمّى (اصطلاحاً) المشيئة الكونية. أما المشيئة الشرعية فهي بعض من تلك المشيئة الكونية. وهي التي أمر الله تعالى بها عباده المُكلّفون، فأتوا بها على وجهها الذي أمروا به، أو هي التي من وافقها دخل الجنة، ومن خالفها دخل النار.
ج2  - أما السؤال الثاني: (هل شاء قدراً وكوناً أن يعصيه إبليس؟) فمُشكل، وفتَّان، لأن كلا إجابتيه (نعم) أو (لا) خطأ إذا خلت الإجابة من تفصيل توضيحي. ولكن السائل يشترط فقط (نعم) أو (لا) دون تفصيل. ويعتبر التفصيل (مراوغة)، وهو دهاء أملاه عليه شيطانه - باسم العلم، وهذه هي المفارقة - واستجاب له ... ومن ثم يكون نص السؤال – عن علم أو جهل- مُتعمد له أن يفتن السائل:
إذا أجاب المسئول بـ (نعم) فقط .. فسوف يُفهم أن إبليس معذور بالمعصية، إذ لا حيلة له (في الغياب المتعمد للتفصيل) في عصيان قد كُتب عليه بالمشيئة القدرية الكونية!
وإذا أجاب المسئول بـ (لا) .. فيكون قد قال ما يفيد أن هناك من أحداث الكون ما يقع دون مشيئة الله القدرية الكونية!!! ..
ففي كلا الإجابتين مشكلة ... ويشترط السائل ألا تخرج الإجابة عنهما!!! وهذا هو المكر .. أرأيتم إلى أي مدى كان السؤال فتان عندما اشترط الإجابة بنعم أو لا دون أي تفصيل!!! 

والصحيح أن يأتي السؤال الثاني على الصورة الآتية:
س 2: هل شاء الله كوناً وقدراً أن يفتن إبليس، وعلم أنه سيعصيه، فكتبه عليه العصيان، ولم يعد لإبليس حيلة أن يُبدِّله؟
ج 2: وعندها تكون الإجابة نعم، دون زيادة، وبكل اطمئنان.

ويسري على البشر مثل ذلك، وأشهر الأمثلة (أبو لهب)، فقد كُتب عليه أن يكون من أهل النار بعدما قال ما قال، وعلم (أبو لهب) ذلك وهو حي يُرزق، بما أنزل الله في حقه من بيان مصيره هو وامرأته، ولم يعد لهما حيلة في تبديل قدرهما. ولهذا كانت معصيتهما ودخولهما النار مشيئة قدرية، لأنهما اختاراها في مرحلة الافتتان والاختيار، وأبَوا إلا هي، فكتبها الله عليهم لا ينفكوا عنها، ولا تنفك عنهم. فحالهما وحال إبليس واحد.

***********

سيتوالى إضافة ردود جديدة إن شاء الله ... أقل ما توصف به أنها مخزية، ولا يُصدق أنها تصدر عن منتدى يطلب الحق ونصرته


****************


ملاحظة هامة
حذف منتدى التوحيد مداخلة لي ترتبط بهذا الموضوع، وتكشف خطايا علمية لـ (محمود الرضواني)، لماذا...؟!
وقد أخطأوا بالحذف  ..  لأن هذه المداخلة التي حذفوها سبق إدراج مادتها عن محمود الرضواني هنا على ملتقى أهل التفسير

والرضواني هو الذي يقول: أن الله أراد إرادة كونية أن يكفر به الكافر!!  وأنه مُضطرٌ إليها، مغصوب على ذلك، في هذه المحاضرة الدقيقة 36-38 وما بعدها وربما في مؤلفاته ومحاضراته الأخرى
وقد بدى لي من عدة أدلة أن طلابه هم دعاة القول بذلك ويعادونني لرفض الإقرار به..!!! لأنني أقول بأن مصائر المُكَلَّفين - المكتوبة في اللوح المحفوظ - مُسبَّبَة بما سيكتسبوه من طاعة أو عصيان ، وقد سبق علم الله به، لأنه من الغيب المعلوم عنده، وليست مُسْتَحْكِمة فيها. أما هم فيقولون بأن المكتوب مُسْتَحْكِم في المشهود وأن الإنسان مُضطر إليه اضطراراً. 
ولذلك سارعوا بحذف ما يُدينه. 

***********
ومما رأيناه يتبين أن المنتدى المذكور يحركه التحيز الواضح ضد ما يعكر صفو التقليد وحفظ المتون. هذا إذا تناسينا التسلط وغياب الأمانة العلمية بحذف كلام الخصم، والتعمية على حجج من يختلفوا معهم بالرأي، ويفشلوا في إقامة الحجة عليهم. وكل ما تحقق فيه ذلك يعمد هذا المنتدى إما إلى حذفه أو إرساله إلى الباب الخاص الذي لا يطلع عليه إلا صاحب الموضوع والمشرفون (أي الحَجْر الفكري) .. أو زنازين الأفكار. ... نعم .. في عصر العولمة .. وعلى الإنترنت .. ما زال هناك زنازين للأفكار ... ولو استطاعوا لوضعوا أصحابها أيضاً معها. .. ولمجرد أنها خارج منظومة التقليد والمتون المحفوظة. !!! .. ويجب أن يظل المنتدى وفكر المشرفين عليه هو المنتصر أمام الرواد الغافلين، والتعمية على الأمر إذا أظهر خلاف ذلك ... ولا يهم الوسيلة .. المهم هو انتصار المذهب أمام الرواد. ولتذهب الحجج والأدلة والبراهين إلى الجحيم. .. وكأن الإسلام دين التقليد الأعمى ... وكأن الله تعالى لم ينزل في كتابه "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا.."(البقرة:170). 
**!!!!!!!!!!!!!!!!!**



هناك 12 تعليقًا:

  1. الله قَدَّر كل شئ
    والمعصية من التقدير والطاعة من التقدير
    فأنت لم تُطِع ولم تؤمن إلا لأن الله هداك للإيمان ومن ذلك قوله تعالى: " وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ " الأعراف الآية 43
    والكافر لم يعصِ إلا لأن الله كتب عليه العصيان ومن ذلك قوله تعالى على لسان سيدنا نوح عليه السلام : " وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " سورة هود الآية 34
    والإنسان مسئول سواء عن كفره أو عن إيمانه لأنه لا يعلم ماذا قَدَّر الله عليه
    ولما يقول النبي: " قَدَّر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة "
    يدخل في ذلك تقديره للطاعة وتقديره للمعصية وليس مجرد علمه به
    ويُخطِئ من يقول : " علم الله أن فلان سيفسد فكتب عليه الإفساد " لأن هذا يعني أن ما كُتِبَ في اللوح المحفوظ مجرد علم الله وليس تقديره لما سيقع مصادقاً لقول الرسول عن الله: " خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون "
    فهذا ليس مجرد علم لكنه تقدير
    والقول بغير ذلك هو مذهب المعتزلة نفاة التقدير السابق الضالون .

    أنَّ عمرَ سأل عن هذهِ الآيةِ : { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ } قال : قرأ القعنبيُّ الآيةَ، فقال عمرُ : سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سُئل عنها فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : إنَّ اللهَ عز وجل خلق آدمَ، ثم مسح ظهرَه بيمينِه، فاستخرج منه ذريةً، فقال : خلقتُ هؤلاءِ للجنةِ وبعمل أهلِ الجنةِ يعملون، ثم مسح ظهرَه فاستخرج منه ذريةً، فقال : خلقتُ هؤلاءِ للنارِ وبعمل أهل ِالنارِ يعملون . فقال رجلٌ : يا رسولَ اللهِ، ففيمَ العملُ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ اللهَ عز وجل إذا خلق العبدَ للجنةِ استعمله بعملِ أهلِ الجنةِ حتى يموت على عملٍ من أعمالِ أهلِ الجنةِ فيدخله به الجنةَ، وإذا خُلق العبدُ للنارِ استعمله بعملِ أهلِ النارِ حتى يموتُ على عملٍ من أعمالِ أهلِ النارِ فيدخلُه به النارَ
    الراوي: مسلم بن يسار الجهني المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4703
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
    نفس الحديث
    الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 2/73
    خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة إلى صحته]

    ردحذف
    الردود

    1. قال تعالى "مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا"(النساء: 147)
      فالعذاب إذاً مقرون بعدم (الشكر والإيمان) وعليهما مدار المسؤولية، وليس إلزام أبدي وجبر لا مسؤولية للإنسان فيه.
      ولأن الله تعالى علم ما سيقع من العبد، كتبه عليه في اللوح المحفوظ، وبكتابته أصبح قدراً محتوماَ.

      ولا أجد في القرآن، وما يلحق به من سنة تُفهم في إطاره، ما يمنع من هذا الفهم، والذي يتفق تماماَ مع معنى الآية أعلاه. وتصبح الاية بذلك دليلاً وعلماً على مسألة القدر. كما وأن هذا الفهم هو الذي يتسق مع عدل الله، الأبدي الأزلي، وأنه لا يظلم أحدا "وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ"(فصلت:46)

      ومن يقول غير ذلك يجعل للعصاة حجة، ويجعل للشيطان حجة حين وضع أحد الناس على لسانه قوله: [قدَّر علىَّ ما شاء..فلن أَطِق أن أشاء..ولو شاء لردَّنى لما شاء..وهدانى لما شاء ..ولكن شاء ان اكون كما شاء]،
      ومعاذ الله أن يكون لأحد على الله حجة.

      وما جاء من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي انتهي بـ [وإذا خُلق العبدُ للنارِ استعمله بعملِ أهلِ النارِ حتى يموتُ على عملٍ من أعمالِ أهلِ النارِ فيُدخلُه به النارَ... الحديث] يمكن فهمه في هذا الإطار. ويكون معناه فيما يخص (أبي لهب) مثلاً ... علم الله ما سيكون من (أبي له)، فكتبه عليه في اللوح المحفوظ، قدراً مدموغاً... فيسر له عمل أهل النار، لذلك فعمله، فلزمه دخول النار. .. ولا أرى تعارض ولا إشكال في أن الأمور قد جرت على هذا النحو. .. وما أرى من اضطرار لأي فهم مغاير، يجد به العصاة احتجاجاً بالقدر على معصيتهم.

      وإذا كان أمامي الفهم السابق من جهة،
      والفهم الذي يقول بأن ما كُتب في اللوح المحفوظ مستقل عن علم الله بما سيكون، قبل أن يكون، من جهة ثانية.
      فسوف أُفاضل بين القولين وأتَّبع الأحسن، عملاً بقول الله تعالى "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ"(الزمر:18)
      والأحسن هو الذي تثبت به حجة الله وتكون الحجة الدامغة، والأسوأ خلاف ذلك.

      والنتيجة هي أن القول الآتي غير صحيح:
      [يُخطِئ من يقول : " علم الله أن فلان سيفسد فكتب عليه الإفساد " لأن هذا يعني أن ما كُتِبَ في اللوح المحفوظ مجرد علم الله وليس تقديره لما سيقع مصادقاً لقول الرسول عن الله: " خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون "، فهذا ليس مجرد علم لكنه تقدير.]
      لأنه العلم والتقدير (القدر) ليسا منفصلين. ولا مانع من فهم التقدير (القدر) بأنه العلم المكتوب بما سيقع، ويتحقق بذلك عدل الله وتقوم حجته على من عصاه.

      ويخطئ أيضاً من يقول:
      [الكافر لم يعصِ إلا لأن الله كتب عليه العصيان ومن ذلك قوله تعالى على لسان سيدنا نوح عليه السلام : " وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " سورة هود الآية 34 .. والإنسان مسئول سواء عن كفره أو عن إيمانه لأنه لا يعلم ماذا قَدَّر الله عليه .]
      لأن الآية (هود:34) تُفهم على النحو: (إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ) بما علمه منكم من إصراركم على الكفر، وكتبه عليكم قدراً محتوما.

      كما وأن القول: [الإنسان مسؤول سواء عن كفره أو عن إيمانه لأنه لا يعلم ماذا قَدَّر الله عليه] يُفضي إلى معنى غير مقبول في حق الله تعالى، وهو أن الإنسان إذا أراد الخير حقاً، من شُكْرٍ وإيمان، وسعى إليه، فسيحول الله بينه وبين ذلك، وهذا يتعارض مع قول الله تعالى "مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ"]!!!

      ثم أن العبارة [الإنسان مسؤول سواء عن كفره أو عن إيمانه لأنه لا يعلم ماذا قَدَّر الله عليه] تفضي إلى أن [الإنسان ليس مسئولاً سواء عن كفره أو عن إيمانه إذا علم ماذا قَدَّر الله عليه]
      وهذا يجعل المسؤولية مقيدة بالعلم بالقدر المكتوب، وليس بمحض الوقوع في الكفر أو الإيمان. وهذا كلام لا أصل له، بل مرفوض شكلاً وموضوعاً.

      (وأخيراً: لا أرى محلاً لذكر المعتزلة والضلال وما شابه ذلك .. لأنه تعريض، أو ما هو أكثر .. يبذر الشحناء .. ونحن في مقام التحاور والاستدلال، .. وليس المنابذة والاتهام)

      حذف
  2. أستاذ عز الدين حفظك الله
    المؤمن يؤمن بالقدر خيره وشره.
    والله يقول (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).
    والخوض فيما لم نعلم سره من الجهل في حالنا

    ردحذف
    الردود
    1. من أصول الإيمان بالقدر (خيره وشره)
      قول الله تعالى "وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً"(الأنبياء:35)
      وقول الله تعالى "مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُم"

      ومعناه: إعلم إيها الإنسان أني كتبت عليك الامتحان في الدنيا، بالخير، فلا تفرح به، والشر فلا تبتئس به. وأعلم أنهما مكتوبان عليك، ولننظر ماذا عملت فيهما .. ءآمنت بي وشكرتني وصبرت على ما كتبته عليك أم لا.

      أما ما جاء أعلى فليس خوضاً فيما لا طائل من ورائه، بل رداً على احتجاج الشيطان (أو من كتب الاحتجاج على لسانه) في أنه عاصي، وأن عصيانه كان قدراً عليه رغم أنفه. وكان عليَّ أن أفضح كذبه، وأن أتفند حجته. . ومن يحتج بمثلها.

      حذف
  3. القدر مشكلة كبيرة جدا تستعصي على فهم الناس جميعا فإن قلت إن كل شيء بقدر وفسرت القدر بالإرادة الكونية قيل: إذن فالإنسان مسير وإن فسرت القدر بالعلم يأتي هنا إشكال وماذا عن الإرادة هل أراد الله مع العلم أم لم يرد.
    وإن قلت إن الله أعطى للإنسان الحرية مع خلقه لأصل الفعل فهنا يظهر إشكال أن هناك أشياء يفعلها الإنسان خارجة عن إرادة الله....وهكذا فلا يستطيع أحد أن يحل هذا الإشكال أبدا فالأولى إذن عدم الخوض فيه.

    ردحذف
  4. الجدل حول ماهية الجنة التي أسكن الله، عز وجل، فيها آدم، عليه السلام، وزوجه جدلٌ قديم، ولكنه ما زال يطل برأسه بين الفينة والأخرى. فقد وردتْ الجنة في القرآن الكريم بمعنى البستان، وبمعنى جنة الخلد، التي وعد الله تعالى بها المتقين يوم القيامة. بيد أنه لم يرد فيه ما يفيد صراحةً إذا كانت الجنة التي أُسْكِن فيها آدم وحواء في الأرض أم في السماء. وقد رجَّح جُل رواد التفسير أنها كانت جنة الخلد، أي في السماء. إلا أن حفنةً منهم أيدت الرأي القائل أنها كانت في الأرض. كما رجح رواد التفسير أن آدم وحواء خرجا من جنة الخلد وهبطا من السماء إلى الأرض عندما أغراهما إبليس بالأكل من الشجرة المحرمة. وقالوا أن إبليس كان أيضاً في جنة الخلد، إلا أنه أُهبط منها عندما عصى أمر السجود لآدم. وأنه تمكن من العودة إلى الجنة بعد ذلك ليغوي آدم وحواء بالأكل من الشجرة المحرمة. وقالوا أن الحية خبأت إبليس في جوفها وأدخلته الجنة في خفية من الملائكة. بينما أوضح هذا البحث أن القرآن الكريم يزخز بالعديد من الأدلة التي تدعم الرأي القائل أن الجنة التى سكن فيها آدم وحواء كانت في الأرض. فإلى البحث: https://docs.google.com/viewer?a=v&pid=sites&srcid=ZGVmYXVsdGRvbWFpbnxhYmRlbHdhaGFic2lubmFyeXxneDo3NzM4NTNlYzUxMDRlMzdm

    ردحذف
  5. ما رأي الأستاذ الفاضل عز الدين بالقول أن كلمة "القدر" تعني فقط مقدار الأشياء...كطول الشيء، عرضه، لونه، مدى قوته، كميته، خصائصه الكيميائية والفيزيائية...إلخ. بهذا المعنى قدر الله هو فقط محل اختياره لهذا الكول بالشكل الذي هو عليه. سمعت هذا الرأي من الدكتور محمد المسعري في محاضرات له عن القضاء والقدر: http://youtu.be/l6gwGuxHsqs

    ردحذف
    الردود
    1. لكي أستطيع الرد على سؤالك، اضطررت إلى مطالعة هذه المحاضرات (التي أدرجت أنت رابطة أولها فقط) بأجزائها الأربعة، وأيضاً قراءة أشياء من كتاب المسعري (التوحيد):

      وعن المعنى الذي سألتني عنه، وجدت أن المسعري يقول في كتابه، ص 117:
      [العالم كله، ...، أي كل الكائنات والموجودات، .. إنما خلقها الله، ووضع نظامها، وقدر مقاديرها، وحدد شروطها الابتدائية المحددة لمسار تطورها، وعَلِمَ على التفصيل والإجمال ما سيكون واقعاً فيها، وأذِن بوقوع ذلك كله، ولو لم يأذن بوقوعه وخروجه إلى الوجود لما خرج إلى الوجود فعلاً، .. وهكذا جاء الشرع آمراً بالإيمان والتسليم بـ (القدر خيره وشره من الله تعالى)]

      وأرى أن هذا الوصف جيد (في شأن الكون والبيئة التي وجد الإنسان نفسه فيها بحلوها ومرها، أي خيرها وشرها) وأوافق كلام المسعري فيها.

      أما ما لم أوافقه عليه فهو أنه يرى أن العلم بـ (اختيارات الإنسان الإرادية المستقبلة – الناتجة عن حريته) من المُحالات، ومن ثم لا يمكننا القول بأن الله تعالى يعلمها (تعالى الله عن ذلك) ... [وأحيل هنا إلى (المحاضرة الثانية) الأوقات (س:د) 1:06 وما بعدها، و 1:12، و 1:23] و [الجزء الثالث س:د :1:18] وأراه أخطأ، بعد دقائق تالية، وحتى س:د 1:24، في استشهاده بأن علم الله تعالى مرتبط بالموجودات فقط استشهادا منه بقوله تعالى "قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ"(يونس:18)]

      وعن نفسي، أرى أن الله تعالى يعلم كل شيء، بما فيه المستقبل من اختيارات الإنسان، وأن ذلك ليس من المحالات، وأن القول بذلك خطأ شنيع. ولو كان الأمر، على ما ظن المسعري، لتعارض ذلك مع قول الله تعالى "وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا" لأن المسعري قيد العلم بمستقبل الاختيارات الحرة بمفاتيح ما يعلمه هو من الفيزياء لأنه متخصص فيها، والله تعالى ينفي في هذه الآية أن يعلم تلك المفاتح غيره، وكذلك قوله تعالى "لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ"، وغيرها من آيات وأحاديث الغيب المرتبط بالإنسان (النبوءات). .. ولو كان الله – تعالى عن ذلك – لا يعلم غيب الإنسان الحر، لما علم من سيولد من الناس لأبيه الحر في اختيار من سيتزوج، وسينقطع العلم بما وراء ذلك من الناس لانبنائها عليه، ولكان محالاً – كما يقول المسعري – أن يُعلم أن هناك إنسان اسمه محمداً - صلى الله عليه وسلم - سيولد .. فكيف نبأ الله تعالى السابقين به وبأنه آخر الأنبياء، .. إلى غير ذلك من نبؤآت ..

      هذا والله تعالى أعلم ..

      حذف
    2. أشكرك جزيلا...متأكد أن وقتك ثمين ولم أقصد الاثقال عليك بسماع تلك المحاضرات المطولة (قصدت لصق الرابط ابتداء من الوقت الذي استشهد به بآية قل أتنبئون لكن يبدو أنني لم أنسخها جيدا...أتمنى أن تكون قد وجدت في المحاضرات فائدة واضافة لما عندك).

      لك جزيل الشكر

      حذف
  6. السلام عليكم بعثت اسئلة لكم حول القدر يبدو انها لم تصل

    ما رائيكم فيما يقولة البعض ان الانسان مسير لما هو مخير لة ؟ البعض يقول ذلك والبعض يقول انة مسير والبعض يقول انة مخير واختلفت تفسيرات القدر والقضاء والى الان غير مقتنع

    هذة المعضلة الكبرى التي تواجه دائما علماء الدين، فهل الانسان مخير أم مسير... وإذا سألت شيوخ الدين سيدخلك في متاهات وقصص حتى يقنعك ان الانسان مخير ولكن بنفس الوقت مسير .. أو مسير ولكن في نفس الوقت مخير... ولان الله عندة الكتاب المحفوظ كما ذكرت ويعلم كل شيء فهو يعلم الحاضر والمستقبل وماذا ستفعل الان وبعد ساعة وبعد اسبوع حتى انة يعلم ما تخفي القلوب... فإذا الله يعرف حياتك وماذا سيمر بك فيها.. وبنفس الوقت هو خالقك فإذن هو من رسم لك حياتك.. هو يعلم مصيرك في الجنة أم في النار من الان هو يعلم ذلك حتى من قبل ما تولد... لذلك هذا يثبت انة ليس لديك خيارات وأن الله اختار لك ماذا ستختار حتى لو كانت تبدو لك ظاهريا انك مخير ولكن الاختيار معروف و موضوع مسبقا والله يعلم ماذا ستختار من وقت.... وكما شبهها الكثير من المثقفين أن الحياة على هذا الفرض هي بمثابة مسرحية تمثيلية الله هو المخرج يعلم فيها كل شيء لمسبقا انة هو واضعها ومؤلفها ويعلم من سيتزوج من ومن سيدخل السجن ومن سيصبح غنيا ومن سيموت وفي اي لحظة ومن سيعبده ومن سيعرض عن ذكرة ... فهي تعتبر مسرحية ممله لة بما انة يعلم النتائج ولا يوجد فيها جديد. فلماذا ينتظر كل هذا الوقت حتى يقوم يوم القيامة .. أي انة سيحرقك ويعذبك للأبد ويبدل جلدك على الدوام لأمور انت اقترفتها هو كتب لك انت تفعلها.. وهنا يتعارض المنطق بشكل كبير مع الواقع...وهذا يقودنا الى موضوع الدعاء للة أيضا فلة علاقة وطيده في الموضوع ولا اريد الخوض فية الان...
    أما الشيوخ يحاولون اللف والدوران ليجعل لك القصة على ان فيها حرية الاختيار .. فإذا اردت شراء قميص وخيرت بين قميص ابيض وقميص اسود فلك حرية الاختيار نعم ولكن الله يعلم مسبقا أي لون ستختار مسبقا... وقس على ذلك كل الحالات ...


    اتمنى ان تساعدوني بالاجابة على استفساري

    ردحذف
    الردود
    1. عليكم السلام ورحمة الله

      يعلم المدرس الخبير بطلابه مستواهم بشكل جيد، ويمكنه أن يصرح بنتائج اختباراتهم قبل أن يُختبروا، وسيعلم إذا شاء: مَن منهم سينجح وبأي تقدير، ومن سيرسب. فهل هذا العلم يُحمِّله أي مسؤولية عن رسوب من سيرسب منهم؟! ... بالطبع لا.
      إذاً العلم وحده – سواء كان علماً متواضعاً للمدرس أو علماً محيطاً لله تعالى– ليس مدعاة لنقد العالم والعليم إذا كان من مهامه مكافئة الناجح ومعاقبة الراسب، والاحتجاج عليه بأنه كان عليه ألا يخلق، وألا يختبر، حتى لا يتعرض من تحت يده للأذى!!!
      ولكن الشبهة تجيء في الخلط بين (العلم) مع (مشيئة الخلق). بمعنى أن الله تعالى شاء أن يخلق الخلق على ما هم عليه، لحكمة صرح لنا بها. فيبدو في ظاهر الشبهة أن سبب تقصير المقصر وإجرام المجرم وفجر الفاجر مغروز في فطرته، وأنه لم يكن له فكاك منه. وهذه غير صحيح. والصحيح أن الإنسان المذنب لم يكن مفطوراً على الذنب، بل على الاختيار بينهما، كما قال تعالى "وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ". وهذه هي الأمانة كما قال تعالى "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ". فهل أن علمُ الله بما سيختار المذنب يحمل الله تعالى مسئولية هذا الاختيار؟! .. لو كان كذلك، لكان علم المدرس بمن سيرسب يحمله مسئولية رسوبه، والحجة في الحالتين أن الله جل في علاه، والمدرس ،كان في أيديها عدم العقاب بعدم الخلق، وعدم إجراء الاختبار. .. فهل هذا يقوله عاقل؟! ... لا لا يقوله عاقل، بل يقوله المذنب الذي يبحث عن سبب يبرر به ذبه، وأنه لم يكن له حيلة في اقترافه. .. وهو تبرير مردود، بل كذب محض، ومكر في الاستدلال.

      حذف
  7. السلام عليكم
    استاذي الفاضل عزالدين ادامك الله عقلا فذا للعلم وقلبا ناصعا بالايمان لنصرة القرآن ورد الخرافات والضلالات التي يتحفنا بها الاعجازيون
    لاحظت الاسلوب المتعجرف والعقلية المتكبرة التي ترفض ان يحاججها من هو يتفوق عليها الاف السنوات
    الضوئية علما وثقافة وادبا ونقاشا وعندما تم افحامهم
    بالدليل انتقلوا لاسلوب ديكتاتوري يذكرني بمحاكم التفتيش للعصور مابعد النهضة وانا اتخيلهم في مكان
    يخولهم التحكم بمسيرة العلم ماذا سيكون مصير العلماء والباحثين في ظل سلطتهم؟
    عقول متجبرة ومنافقة ولامجال للوصول الى حلول معهم

    ردحذف