السبت، 19 أبريل 2014

الفصل (ب3) – صالح بن فوزان الفوزان - كتاب: براءة التفسير والإعجاز العلمي في القرآن من الشكوك عليه

كتاب: براءة التفسير والإعجاز العلمي في القرآن من الشكوك عليه
الفصل (ب3) صالح بن فوزان الفوزان
بقلم: عزالدين كزابر
فضيلة الشيخ صالح الفوزان
عودة إلى فهرس الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
سُئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان[1]في تسجيل صوتي: [إذا كان البيت المعمور مقابلٌ تماماً للبيت الحرام في الأرض،  فهل يكون كذلك عند دوران الكرة الأرضية حول نفسها؟]
فجاءت إجابته كالآتي: [دوران الأرض (الكرة الأرضية) ... هذا من عندك. من قال أنها تدور؟! .. هل نزل في القرآن؟! .. هل جاء في السنة الصحيحة أنها تدور؟! .. هذا من قول الجغرافيين .. ولا يُعتمد على قولهم.]
نقول:
هذا الكلام في غاية الخطورة، ويعكس منهج ممنهج ... رأيناه من قبل عند الشيخ بن باز رحمه الله تعالى، ورأيناه عند أبي عبد المعز، ونراه هنا الآن عند الشيخ صالح الفوزان، ونتوقع أن نراه عند كل أعضاء المدرسة السلفية ... ونقصد بذلك أن ما يمكن العلم به، حقاً كان أو باطلاً، لن يخرج عن أن يكون محض (قول) لقائل. سواء صدق هذا القائل أو لم يصدق!!! ...
فدوران الأرض .. [ليس إلا قول الجغرافيين، وهؤلاء لا يُعتمد على قولهم] ... كما قال الشيخ الفوزان أعلى.
ورأينا أبو عبد المعز يقول: [العلوم العصرية من الكلام البشري].
ورأينا الشيخ بن باز يقول: [لا يجوز أن يُصدّق علماء الفلك في كل ما يقولون].
ولا تخطئ العين وحده المنهج، وهو أن العلم ليس إلا ( نقل ). فإن لم يكن نقل عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهو نقل عن الناس! ... وكيف يؤخذ علم من الناس ويوثق به؟! .. ومن أين أتوا به حتى يكون محل ثقة؟! ... هل من الله تعالى ورسوله؟! ... بالطبع لا .. إذاً ... فهو ليس محل ثقة إلا إذا وافق ما نعلمه مما قاله الله تعالى ورسوله!! وعلى النحو الذي علمه السلف دون سواه، .. سواء في شأن الخالق جل وعلا، أو في شأن المخلوق... وسواء كان محكماً أو متشابها، ..  
(حظيت هذه العبارة المظللة بنقدٍ ورد، .. أنظر الملحق)
إن مصدرية الدليل العلمي – فيما وراء النقل - غير واردة على الإطلاق. وإن وردت، فهي لا تخرج عن الحواس المباشرة، كما رأينا من قبل عند الشيخ بن باز في قوله [القول بدوران الأرض حول الشمس ... يُفضي إلى تشكيك العقلاء في حواسهم، والاستفادة منها، ويفضي إلى إنكار الضروريات بأدنى شبه]، وعند أبي عبد المعز، عندما قال: [العلم الطبيعي في نظرياته العصرية خارج عن مجالنا التداولي]. ... ويبدو لنا أن هذا المنهج النقلي الـمُستَنكِر لأي أدلة وراء (النقل) هو أكبر إشكاليات المنهج السلفي المعاصر. ويبدو لنا أيضاً أن ذلك كان من آثار الحرب الفكرية القديمة في التاريخ الإسلامي بين النقل والعقل، والتي دارت رحاها بين أهل الحديث والمعتزلة.
**********
يقول الشيخ الفوزان[2]: "لا نفسر القرآن من عند أنفسنا، فالقرآن لا يفسر إلا بما جاء في كتاب الله أو ما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو ما قاله الصحابة أو ما قاله التابعون، أو ما اقتضته اللغة العربية التي نزل بها. فلا نقول فيه بعقولنا القاصرة، إنما يفسره الله سبحانه الذي نزَّله، أو النبي عليه الصلاة والسلام الذي وُكل إليه بيانه، أو الصحابة الذين تتلمذوا على المصطفى عليه الصلاة والسلام، أو التابعون الذين رووا عن تلاميذ النبي صلى الله عليه وسلم، أو اللغة التي نزل بها؛ لأنه نزل بلسان عربي مبين. أما تفسيره بما يقوله الطبيب الفلاني أو المفكر الفلاني أو الفلكي الفلاني، فالنظريات تختلف، فاليوم نظرية وغداً نظرية تبطلها؛ لأنها من عمل البشر، فلا يُفسَّر كلام الله بهذه الأشياء التي تتبدل وتتغير كما يفعله الجهال اليوم ويقولون: هذا من الإعجاز العلمي."
لا تحتاج هذه العبارة من الشيخ صالح الفوزان، لأي شرح، ... فهي في غاية البيان، ... ورأيه فيها واضح شديد الوضوح. فالتفسير المقبول عنده هو التفسير بالمأثور وبلا استثناء. والإعجاز العلمي، وما على منواله، من تفسير علمي، وأسلمة علوم، وأي مقابلة بين القرآن والمكتشفات الحديثة، والمعارف الغامرة التي تفيض من حولنا، كل هذا لا علاقة له بالقرآن، وأي محاولة لربطه به يعد من قبيل الجهل. هكذا تفضي كلمته.
والآن، نتساءل: - ما معنى قول الله تعالى "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ (أي القرآن) الْحَقُّ"(فصلت:53)؟
نقول أنه معلوم أن الآفاق تعني ما يستجد من مستقبل الأحداث، وما يرد على الإنسان فيها من معارف. والجمع (آفاق) يعني عدد من الآفاق، أي أفق وراءه أفق، بعضها وراء بعض. ومن الواضح أن الأفق هنا زماني وليس مكاني، بمعنى أن لفظ الأفق قد استُعير من المكان إلى الزمان، مثلما استُعير لفظ (المواقيت) في الحج من الزمان، لأنه مشتق من الوقت، إلى المكان، وقيل على المواضع المكانية التي لا يجوز لمن نوى الحج أو العمرة أن يتجاوزها قاصداً الحرم إلاّ وهو مُحرم، قيل هي "المواقيت المكانية". ثم إن ارتباط تلك المعارف في الآفاق بإظهار أن القرآن حق، يستلزم مواجهةٍ ما، بين القرآن وما سيعلمه الإنسان في ذلك المستقبل. ولم يستبعد ابن كثير في تفسيره – وهو من التفسير بالمأثور الذي يقتفي أثره الشيخ الفوزان- أن تكون تلك المعارف [ما الإنسان مركب منه وفيه وعليه من المواد والأخلاط والهيئات العجيبة، كما هو مبسوط في علم التشريح الدال على حكمة الصانع تبارك وتعالى.]
فالآية تربط بين مستقبل المعارف، وأنها في آفاق متتابعة من هذا المستقبل، وحتى لو كان بعضها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنه سيكون هناك غيرها في آفاق تالية متباعدة عنها زمناَ، وأن هذه المعارف والأخبار مرتبطة بالقرآن، وتدل على أنه الحق.
ثم لننظر، على سبيل المثال، ما الذي كان الصحابة رضوان الله عليهم والسلف يفهمونه من لفظ "تجري" في قول الله تعالى: "وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا"(يس:38). نقول أن مراجعة كل التفاسير بالمأثور لا تخرج في القول عن جريان الشمس على حركتها الظاهرية من المشرق إلى المغرب، مرة كل يوم، وما يتبع ذلك، من تفسير للمستقر، إما بما بعد غروبها، من أقوال، أو بما هو أقصى مواضع الشمس في الصيف أو في الشتاء. فالجريان يفهم على أنه تلك الحركة الظاهرية. ولكن!
ولكن هذه الحركة ليست جرياناً، بل هي توهُّم حركة، والحاصل أن الأرض هي التي تدور حول نفسها مرة كل يوم وليلة، فتبدو الشمس وكأنها تنتقل، وما هي بمنتقلة على الحقيقة في ما يراه الإنسان، ولكن هذا لا يعني أنها لا تجري من وجه آخر، بل هي تجري حقيقةً في فلك لها حول مركز المجرة، فجريانها حق، ولكنه ليس الذي ظنه الناس في القديم.
والنتيجة أن ما فهمه السلف رضوان الله عليهم لم يكن وافياً بعين الجريان. إذ لا يمكن أن يجلس إنسان في أرجوحة دوارة، فيرى العالم يدور من حوله، ثم يصف العالـَم بأنه هو الذي يدور وأن أجرامه تجري بموجب هذا الدوران الظاهري. فإذا قال الله تعالى أن الشمس تجري، ظن الناظر أن جريانها هو ما توهمه هو في دورانه حول نفسه! والحاصل أن هذا الإنسان قد غفل عن أن الوصف بالجريان يلزمه انتقالٌ عمليٌ للجاري من موضعه إلى مواضع متتابعة على مسارٍ له.
وهذا التفسير ليس من عند أنفسنا، أي ليس تفسيراً بالرأي، بل بمعاينة الواقع المحيط بالأرض بالأدلة العملية التي تجاوزت مرحلة التحقيق. ويمكن إقامة الأدلة الوافية عليها لمن أراد، ويتعلمها الآن طلاب المسلمين بالجامعات والمعاهد التعليمية في كل البلاد دون استثناء. ولو كانت هذه الأدلة خاطئة، فعلى الشيخ، ومن يرى رأيه، أن يدحضا ويُفند حجتها، ويعيد المسلمين إلى الحق – الذي يدعو إليه - في هذه المسألة، بالبراهين القاطعة. فإن بدى أن القول الراجح ما يتأيد بالأدلة مع جريان الشمس جرياً حقيقياً، وليس الحركة المتوهمة من شروق الشمس إلى غروبها، فعلى الشيخ أن يُقر أن العلوم الحديثة يمكن أن تصحح بعض الأفهام في التفسيرات بالمأثور، التي لم تكن مقطوع بها في نفسها، أو مكتفٍ بها، فضلا عن أن تكون راجحة، ذلك قبل العلم بالدليل الجديد. وعليه أن يقر أيضاً أن المعارف الجديدة من خارج التفسير المأثور، تؤثر بالفعل في إعادة فهمنا لآيات القرآن ذات العلاقة بالأدلة الراجحة، كلٌ بحسبه.
ثم أن اتهام المتعاملين في تفسير الآيات ذات العلاقة بالظواهر الكونية، بأنهم جهلاء، دون الوقوف على قوة الأدلة التي يصطحبونها، يُعد سبَّاً لهم. وهو أمر يؤاخذ عليه صاحبه. فضلاً عن إهماله الأدلة الكونية، وأقل ما يجب في شأنها أن يُسأل عنها أهل الذكر من العالِمين بها.
**********
يقول الشيخ الفوزان عن التنبؤ العلمي الفلكي الحسابي الذي يقرر بأن الهلال قد يستحيل رؤيته في أماكن بعينها على الأرض[3]: [هذا من الحكم على المستقبل الذي لا يعلمه إلا الله].
نقول: التنبؤ بموعد الاقتران (اصطفاف الأرض والقمر والشمس على خط واحد) يتبع قانون حسابي رتيب تسري عليه سنن الميكانيكا الفلكية، وبلا اختلاف في حدود المطلوب من دقة، وبما يكفي للعلم الجازم بوقوعه. ويعد الطعن في حسابات الاقتران، وما يتبعه من لوزام إمكانية رؤية الهلال أو استحالتها، طعن في مبدأ الحساب ذاته، لأن نظامية الحساب قانونية، والسنن التي يصفها، محققة بالتجريب والتعيين المؤكد، كما قال تعالى "الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ"(الرحمن:5)، ولا دخل للبشر في اختلاقها، وإنما في اكتشافها جزئياً أو كلياً، حسبما يشاء الله تعالى لهم، كما قال سبحانه "وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ"(البقرة:255). وهذا المبدأ هو الأصل الذي يتم على أساسه حسابات عديدة، منها البناء التكنولوجي للصناعات الحديثة ومسارات الطائرات، وتوجيه القذائف الحربية والصواريخ ... إلى آخر حسابيات العلوم الحديثة اليقينية أو الراجحة الآليات، والمستدل على صدقها بالتحقيق.
وتُعد فتوى الشيخ الفوزان سحب للثقة من هذا اليقين أو الرجحان الحسابي بلا دليل، أو إنكارها! ولكن إنكارها إنكار لكل الحساب وقدرة الإنسان عليه، ومنه حساب المواقيت واتجاه القبلة والمواريث (حساب الفرائض). فالمخطئ في حساب استحالة رؤية الهلال في موقع على الأرض من أهل الاختصاص مخطئ أيضا في هذه الحسابات الشرعية (مواقيت/قبلة/مواريث)[4] بحكم بشريته. ويُعد حَجْر الحساب – لاحتمال الخطأ - ممتنع لأن الثاني واجب بأمر من الله، فكذلك الأول، لأن مهارة آليات الحساب واحدة عند أهل الحساب المختصين بهذا الأمر!- وعلى ذلك فالفتوى غير صحيحة، ولها من التداعيات ما ينذر بكارثة معرفية ما لم يتداركها الشيخ وتلاميذه وأتباعه وأنصاره فيها. هذا رغم أننا لا نقدم الحساب الفلكي على رؤية الهلال، لكننا نقرر أن حساب "استحالة رؤية الهلال" يقيني، والزعم بخلافه وقبول شهادة بالرؤية الممتنعة بالحساب يُعد من "تكذيب الدليل الدامغ" ويجب أن يؤآخذ فاعله لعدم المساس السلبي بشعائر الإسلام، كما أننا نقرر أن تعيين مواقع الرؤية بالحساب الفلكي بحسب احتمالات الرؤية أمر واجب الأخذ به. وقد وفَّينا القول في هذه المسألة في "مسألة رجحان المقال في مسألةالهلال" وما تبعها من حوارات.
لكل ما سبق، ولأسباب أخرى عديدة، نرى أن علاقة القرآن والإسلام بالعلم الحديث وآلياته يجب أن تؤخذ مأخذاً جِديّاً، وأن تعالج الأدلة بقوتها في نفسها، وباستقلال عن القائلين بها. وذلك لأن أدلة العلم الحديث مُطَّردة، وتستقل بالقوة في نفسها، لا في مصداقية صادق، أو تلفيق عابث. وأهم ما يميز التجريبيات فيها، أنها متحققة لمن شاء أن يختبرها، باستقلال عن المكان والزمان، وبالبنية الرصينة لحساباتها الصادقة التي لا يمكن الطعن فيها، أللهم إلا فيما هو في إطار التنظير والبحث والاستقصاء، ولم يستقر أمره بعد. ومقام هذا الأخير من الأول، مقام المتشابهات من المحكمات في القرآن. فما كان محكماً في العلم الحديث، فهو واجب الأخذ به. ومن تركه – والحاجة إليه ماسة – فهو مخطئ، ومؤاخذ على إهدار نعمة من الله؛ لم يعد يستغني عنها الناس.
وأخيراً نقول: ... أي نعمة تلك التي تفوق نعمة العلم حتى نهدرها وكأنها من الترف الفكري؟!
هذا والله تعالى أعلم.

المؤلف 


[1] صالح بن فوزان بن عبدالله آل فوزان (1935-)، عضو في هيئة كبار العلماء, وعضو في المجمع الفقهي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي, وعضو في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
http://ar.wikipedia.org/wiki/ صالح_الفوزان
[2] " التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية"، صالح فوزان الفوزان، "موسوعة البحوث والمقالات العلمية، (المكتبة الشاملة).
[3] "الحساب الفلكي عمل بشري يخطى ويصيب والعمل بالرؤية نص نبوي
http://www.alfawzan.af.org.sa/node/14052

[4] يقول توبي هاف: [عداء علماء الدين (يقصد: المسلمين، لما نقلوه من غيرهم) لم يشمل فروع علوم الأول „ كلها بالدرجة نفسها، ولا سيما فيما يتعلق بالحساب والهندسة والفلك. وسبب ذلك أن هذه العلوم أصبحت مفيدة للدين. فالحساب تبين أنه لا غنى عنه لقسمة المواريث وكان الفرَضي (أي: العالم بحساب الفرائض)، المتخصص بالمواريث، فقيها ضليعا بالحساب. كذلك كان من الضروري لكل مسلم مؤمن أن يعرف مواقيت الصلاة واتجاه القبلة. ولم يكن بالإمكان تحديد مواقيت الصلاة واتجاه القبلة بدقة إلا من خلال علوم الرياضيات والهندسة (المثلثات فيما بعد) والفلك. ولذلك تقدمت هذه العلوم على أيدي أناس شديدي الالتزام بالدين. وقد أصبحت هذه العلوم الدقيقة، كما في حالة المُؤقِّت، جزءاً من الأدوار الدينية الرسمية.] (فجر العلم الحديث، عالم المعرفة، العدد 219، ص87)




***************************************************************************
مُـلــــحق
***************************************************************************



دار الحوار الآتي على منتدى التوحيد
وقد تناول فيه أعضاء المنتدى الرأي – ومنهم مستشارهم -  في صاحب هذه المدونة،
وانتقدوا مقطعاً من مقالتي أعلى عن (الشيخ صالح الفوزان)
*******
التاريخ: السبت 26 / 4 / 2014 (من 8 صباحاً حتى 12 مساءاً)
وانتهى الحوار سريعاً بحذف الموضوع كما هي عادة منتدى التوحيد حين ينغلق عليهم الرد! .. بلا مناظرات ولا اعتذارات عما أذاعوه من إشاعات!!!
*******
افتتح أحد أعضاء المنتدى (اسمه: أبحاث أحمد) موضوعاً جديداً بعنوان: (عزالدين كزابر)، وتتابعت المشاركات على النحو التالي:
***************************************************************************

الموضوع: عزالدين كزابر
أبحاث أحمد :
السلام عليكم..
قد يكون العنوان غريب, لكن هذا الأسم هو باحث مسلم صاحب بحوث علمية دقيقة جداً, يرد على كل اعجاز ورد في القرآن لكي يفرق بين العلم والقرآن وحتى على جريان الشمس, والنسبة الذهبية للكعبة بل اغلب المعجزات, فهل من حملة او موسوعة للرد عليه ...مع العلم انني كتبت مقالة كاملة للرد على أحد مواضيعه لكن لم انشرها إلى الآن
وهذه مدونته:   http://kazaaber.blogspot.com/
*******
Maro :
الأستاذ "عز الدين كزابر" محاور هنا فى المنتدى ولا ينتهج منهج السلف الصالح للأسف. لكنه رغم ذلك له جهود محمودة فى الرد على المخالف... وهذا هو المنشود فى المنتدى.
حيث الغاية الأسمى هنا هى توحيد جهود المسلمين فى دك أوكار الكفر بإذن الله.
لكن -بصراحة- أحببت جداً ما قاله عن مذهب السلف هنا:
بسم الله الرحمن الرحيم
سُئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان[1]في تسجيل صوتي: [إذا كان البيت المعمور مقابلٌ تماماً للبيت الحرام في الأرض، فهل يكون كذلك عند دوران الكرة الأرضية حول نفسها؟]
فجاءت إجابته كالآتي: [دوران الأرض (الكرة الأرضية) ... هذا من عندك. من قال أنها تدور؟! .. هل نزل في القرآن؟! .. هل جاء في السنة الصحيحة أنها تدور؟! .. هذا من قول الجغرافيين .. ولا يُعتمد على قولهم.]
نقول: هذا الكلام في غاية الخطورة، ويعكس منهج ممنهج ... رأيناه من قبل عند الشيخ بن باز رحمه الله تعالى، ورأيناه عند أبي عبد المعز، ونراه هنا الآن عند الشيخ صالح الفوزان، ونتوقع أن نراه عند كل أعضاء المدرسة السلفية ... ونقصد بذلك أن ما يمكن العلم به، حقاً كان أو باطلاً، لن يخرج عن أن يكون محض (قول) لقائل. سواء صدق هذا القائل أو لم يصدق!!! ...
فدوران الأرض .. [ليس إلا قول الجغرافيين، وهؤلاء لا يُعتمد على قولهم] ... كما قال الشيخ الفوزان أعلى.
ورأينا أبو عبد المعز يقول: [العلوم العصرية من الكلام البشري].
ورأينا الشيخ بن باز يقول: [لا يجوز أن يُصدّق علماء الفلك في كل ما يقولون].
ولا تخطئ العين وحده المنهج، وهو أن العلم ليس إلا ( نقل ). فإن لم يكن نقل عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهو نقل عن الناس! ... وكيف يؤخذ علم من الناس ويوثق به؟! .. ومن أين أتوا به حتى يكون محل ثقة؟! ... هل من الله تعالى ورسوله؟! ... بالطبع لا .. إذاً ... فهو ليس محل ثقة إلا إذا وافق ما نعلمه مما قاله الله تعالى ورسوله!! وعلى النحو الذي علمه السلف دون سواه، .. سواء في شأن الخالق جل وعلا أو في شأن المخلوق... وسواء كان محكماً أو متشابها، ..
والله إنى لأشعر بالفخر وأنا أقرأ هذه السطور فى وصف مذهبنا بإذن الله !
أعلم أن المقصود هو الذم، سامحه الله... لكن الناتج المرأى أمامى الآن: أشعر وكأنه يمجدنا ورب الكعبة !
الحمد لله الذى جعلنا من هذه الأمة التى يتحدث عنها الأستاذ "عز الدين"... فهى بإذن الله خير أمة أخرجت للناس.
*******
Mrkira:
الأخ عز الدين كزابر له ردود جيدة على المخالفين منها ما تم تثبيته مثل هذا الموضوع.
على أية حال، الموضوع الذي أدرجته أنت عن جريان الشمس فيه دفاع عن التفسير العلمي الذي يقول به بعض الفلكيون وليس ردًا على الإعجاز العلمي.
وفي النهاية، هذه كلها اجتهادات من طلبة العلم تؤخذ ورد، وطالب الحق يدور مع الدليل حيث كان ومما كان.
*******
أبحاث أحمد:
 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mrkira 
الأخ عز الدين كزابر له ردود جيدة على المخالفين منها ما تم تثبيته مثل هذا الموضوع.
على أية حال، الموضوع الذي أدرجته أنت عن جريان الشمس فيه دفاع عن التفسير العلمي الذي يقول به بعض الفلكيون وليس ردًا على الإعجاز العلمي.
وفي النهاية، هذه كلها اجتهادات من طلبة العلم تؤخذ وترد، وطالب الحق يدور مع الدليل حيث كان ومما كان
.
قرأت كل موضوعه على الشمس تجري, فهو لا يدافع عنه وحتى النسبة الذهبية, وتفضل http://kazaaber.blogspot.com/2013/01/blog-post.html
حيث وصفه بالتهافت الإعجازي.
*******
د. هشام عزمي:
هو يكتب هنا في المنتدى ، لكن عليه مؤاخذات كثيرة علمية وشرعية ، وقد راجعه عدد من أفاضل المنتدى في الكثير من أطروحاته حسب علمي لكنه لم يتجاوب معهم .. نسأل الله أن يصلح شأنه وأن يهديه ..
*******
Mrkira:
 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبحاث أحمد 
قرأت كل موضوعه على الشمس تجري, فهو لا يدافع عنه وحتى النسبة الذهبية, وتفضل http://kazaaber.blogspot.com/2013/01/blog-post.html
حيث وصفه بالتهافت الإعجازي
هو لا يرفض الإعجاز العلمي كله، لكنه يرد على بعض تفسيرات أهل الإعجاز العلمي القابلة للأخذ والرد.


يمكنك أن تعتبرها مجرد تصحيح لمسار الإعجاز العلمي.
وفي الجزء الثاني من مقالة مستقر الشمس يرد فيها على من يضعف الحديث بحجة عقلية مثل عدنان ابراهيم، و في نهاية بحثه يرجح التفسير الذي يراه مناسبا في تفسير آية مستقر الشمس.
راجع ما قاله في التعليقات في رده على بعض التساؤلات في موضوعه عن النسبة الذهبية حتى تعرف منهجه

:http://kazaaber.blogspot.ae/2012/11/1-3.html
*******
أسلمت لله 5:
وحتى على جريان الشمس
http://kazaaber.blogspot.com/2013/01/blog-post.html

المقالة فقط ترد على التفسير العلمى الحالى لمستقر الشمس Solar Apex
*******
وهنا تدخَّلْت في الحوار
 عزالدين كزابر:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. هشام عزمي 
هو يكتب هنا في المنتدى ، لكن عليه مؤاخذات كثيرة علمية وشرعية ، وقد راجعه عدد من أفاضل المنتدى في الكثير من أطروحاته حسب علمي لكنه لم يتجاوب معهم .. نسأل الله أن يصلح شأنه وأن يهديه ..

أين هي تلك المؤآخذات الكثيرة - سواء كانت علمية أو شرعية؟!
هذا اتهام يجرح مصداقيتي العلمية، وهذا ما لا أقبله، خاصة وأني صاحب حُجّة، ولا أتطفل على المسائل التي أثيرها بحقها.
وإذا كان عند صاحب الاتهام من تلك المؤآخذات شيء، فليظهرها ... واحدة ... واحدة
وليبدأ بالعلمية !!!!
وأنا جاهز لمناظرته فيها، .. اعتباراً من هذه اللحظة.
أما من راجعني في هذا المنتدى في مسائل شرعية (عضو يُدعى: مجرد إنسان)، .. فقد بادرني بالاستنقاص، (تماماً مثل المبادرة أعلى المشحونة بالاتهام والتهوين العلمي) .. كما أن (مشرف 4 - على منتدى التوحيد) كان إلى الفظاظة والتجريح أقرب .. مع خلو ساحتهما من الاحتجاج الرصين ... ، فأين هذا الفضل المشار إليه؟!
وهنا الموضوع المشار إليه (حول قصة آدم .. وعصيان إبليس .. والقدر)

وأما الدعاء (نسأل الله أن يصلح شأنه وأن يهديه) فمن الواضح أنه يتضمن (فساد الشأن والضلال) ... وإلا لما كان الدعاء بما يزيلهما!!!

سؤالي هو: لماذا هذا الأسلوب الإيذائي؟ !!!
... أكلما تركتكم وشأنكم .. تغمزونني وتلمزونني .. وتكتبون في حقي ما هو أقرب إلى التشهير.
من كان صاحب حُجّة فليناظرني بها رأساً برأسٍ... ومن لم يكن له حجة إلاّ التقليد والاستظهار والإحالة إلى كتب ومحاضرات، .. فليصمت عني .. وأعده أن أصمت عنه.
وأنا في انتظار أن أقرأ ولو مؤآخذة علمية واحدة، ... 
ولكني أُحَذّر ... أني لا أتهاون مع العابثين في العلم أو الدين. .. لأنها أمور لا يجوز التهاون فيها ... وقد نهى الله تعالى عن الخوض فيها إلا بعلم وقال سبحانه "وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلم".
وإن لم يتجاوب صاحب المؤآخذات .. فسأعتبر أنه سحب اتهامه.
*******
ابن سلامة:
باحث مسلم صاحب بحوث علمية دقيقة جداًيرد على كل اعجاز ورد في القرآن لكي يفرق بين العلم والقرآن
تمنيت أستاذنا الفاضل أن ترد على هذه الجزئية من كلام الأخ الكريم أبحاث أحمد صاحب الموضوع .. بصراحة لم أقرأ كثيرا أو أتعمق في مداخلاتكم هنا .. و لكن أرجو منك إحقاق الحق في هذه المسألة .. و أيضا حتى لا يُظن بك فعلا ما قيل هنا. و إن كنت لأرجو أن لا تهتم لما يُظن بك و لكن لما تظنه حضرتك بنفسك.
*******
عزالدين كزابر:
باحث مسلم صاحب بحوث علمية دقيقة جداًيرد على كل اعجاز ورد في القرآن لكي يفرق بين العلم والقرآن
أخي العزيز / ابن سلامة
الإعجاز العلمي يعني التحدي العلمي
وهل يجوز التحدي بالحجج الضعيفة؟! .. 
كيف يكون تحدياً إذاً ؟!!!!
إذا بنيت حاجزاً أمام البحر يحمي بيتك من طغيان البحر عليه، فتغرق أنت وأهلك، هل تختار له حاجزاً من تراب؟!
بالطبع لا ..
وكذلك ما يُسميه أصحاب الإعجاز العلمي إعجازاً
تفحصت كثير من مسائله،
فوجدتها أهون من ذلك الحاجز الترابي، 
ولو شاء أي ملحد متواضع المستوى العلمي أن ينفخه بنفثة واحدة لهدمه دون عناء
فآلمني ذلك ..
إذ القرآن كلام الله الحق، ... فكيف يُزاد عنه بمثل هذا الهوان العلمي؟!
لذلك أنا فعلاً أهدم كل أعجاز علمي موهوم في أذهان الإعجازيين، ولكني لا أهدم - ولا أستطيع أن أهدم - أي إعجاز علمي حق في القرآن،
والفرق كبير .. كبير جداً .. كما بين السماء والأرض.
هذا بالإضافة إلى أني .. إن أجهضت إعجازاً موهوماً استبدلت به إعجازاً حقيقياً ما وسعني إلى ذلك العلم والجهد.
-  فلما أجهضت (اتجاهات الكعبة مع الشمال والجنوب) أثبتُّ أنها تتوازى واتجاهات الرياح، وهذا أكثر فائدة عملية، وتقوم عليه الأدلة التي أوردتها.
- ولما أجهضت (عدم انحراف المجال المغناطيسي على خط طول مكة) أظهرت في موضع آخر أن هناك إعجازاً أوقع مع المجال المغناطيسي، وهو توصيف سورة العاديات لظاهرة أوروراً (الشفق القطبي) بخصائصها الخمس المذكورة فيها، وبما يترافق أيضاً مع قول الله تعالى (أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ، وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ) في نهاية السورة - مع شكل المجال المغناطيسي على الأرض، من بعثرة في قطب وتحصيل في القطب المغناطيسي الآخر.
-  ولما أجهضت (الزعم العابر بأن موقع مكة على النسبة الذهبية) اثبتُّ أن شرط تحقق ذلك
- إن صدق- يؤدي إلى معرفة زمن وضع الكعبة، أي زمن آدم. فربطت بين ظاهرتين (النسبة الذهبية) وعمر البشرية.
-  ولما فندت جريان الشمس نحو نجم النسر الواقع، أثبت أنها تجري على نحوٍ بندولي، وأن لها مستقر تذهب إليه كل بضعة مئات من السنين، وبما يوازي حديث مستقر الشمس.
....
وهكذا في باقي الأبحاث
...
هذا الأسلوب لا يمكن أن يطعن فيه متحامق من الملحدين.
اما أسلوي الإعجازيين، الذي هو اصطياد في الماء العكر ... فمعلوم أنه لا يؤدي إلى صيد ذو قيمة ... كما أن الملحدين السخفاء يضحكون منه لأنه بحق مخزي للغاية عند أهل العلم المتخصصين في هذه المسائل.
..
ثم كيف أهدم الإعجاز في القرآن، وأفرق بين العلم والقرآن، وأنا أعرض على التتابع كتابي الجديد:
براءة التفسير والإعجاز العلمي في القرآن من الشكوك عليه
والذي نشرت فيه بضعاً وعشرين فصلاً، وقد تصل فصوله إلى المائة!!!
وأخيرا، أرى أن صاحب العبارة 
يرد على كل اعجاز ورد في القرآن لكي يفرق بين العلم والقرآن
قد تعجل بما قال: ...
ولو رجع إلى المدونة .. وأحاط بمرادي مما قلته فيها لتراجع عما قاله
*******
ابن سلامة:
ذلك هو الظن بكم أستاذنا الفاضل .. فحري أن نتحرى الحق و الصدق في نياتنا و أقوالنا وأفعالنا و اجتهاداتنا في هذا المجال و في غيره، فالحق أحق أن يتبع و الصدق لا شك يهدي إلى البر .. لكن والله لا نؤاخذ عليكم شيئا من ذلكم سوى حدة في الأسلوب (أو حدة مضادة) مع مخالفكم في هذا الشأن من خاصة المسلمين و الدارسين و الباحثين والمتخصصين، كما لا نرضى ذلك من غيركم. إذ لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة سوى من بيده مقاليد السموات و الأرض. و وددنا أن نراكم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا إزاء هجمات تستهدف العلم و الدين و الجماعة جميعا و ذلك عن قصد و ليس عن غير قصد
و ليس الإعجاز العلمي أو التفسير العلمي بأمر نقيم عليه الولاء و البراء على ما فيه من خلاف بحسب الأفهام و التصورات و الدراسات و ما توصل إليه العلم من قديم أو حديث لا يحصيه إلا الله تعالى.
*******
أسلمت لله 5:
الأستاذ عز الدين كزابر بارك الله فيك .. فعـلا أكثر ما يؤلم المسـلم هو رؤية مواضيع مزعومة ينسبها أصحابها إلى الإسـلام فتتيح فرصة للملاحدة ومن فى فلكهم من الطاعنين بالإستهزاء وكأنهم تمكنو من الدين !!.. ولكن تمنيت لو أنه بمدونتك مقالات وأبحاث ترد على طعن الملاحدة فى القرآن الكريم من خلال علومهم المزعومة التى تخالف القرآن الكريم والسنة الصحيحة.. كما نرى رد على بعض المهتمين بالإعجاز العلمى من المسلمين.. خاصة مع الالمام الشرعى والعلمى.
وبارك اللـه فيك وجزاك خير الجزاء.
*******
أبحاث أحمد:
اهلاً بالإستاذ عزالدين كزابر في الحقيقة ربما اخطأت في حقك وأتأسف لكن, كانت لي مناقشة مع بعض النصرانيين وبعض الملاحدة, فأرسل إلي من أحد هؤلاء النصرانيين كما اذكر ان القرآن لا يحتوي على اي معلومة علمية وكل المعلومات العلمية خاطئة بدليل استناده إلى مدونتك, من هنا اخذتني الغيرة كيف ولا ومدونتك تعتبر مطية لشبهاتهم..
هذا المعلومات هي التي اضطرتني إلى وضع البيان - أنظر صدر الموقع أعلى يميناً - الذي أتبرأ فيه
من احتجاج الملحدين بأي معلومة في المدونة، طعناً منه في علمية القرآن
(عزالدين كزابر)
*******
عزالدين كزابر:
أخي العزيز ابن سلامة

سأرد على نقطتين:
1- حول قولك:
لا نؤاخذ عليكم شيئا من ذلكم سوى حدة في الأسلوب (أو حدة مضادة) مع مخالفكم

فأقول لك أنها ليست إلاّ إشاعة ، روجها من خالفني في الحوار من قبل. ... ومثلها تلك التي قيلت أعلى، وجاء فيها:
عليه مؤاخذات كثيرة علمية وشرعية

وكل من قرأ هذه العبارة، أو تلك التي سيقت من قبل حول حِدَّة الأسلوب، فيأخذه انطباع بصدق هذه المقولات.
وها أنت تحاورني ... فهل وجدت مني أي حدة .. لماذا؟ .. لأنك تتفاهم معي، ولست تقهرني ولا أقهرك على شيء، ولا تقصيني ولا أقصيك. أما من خالفني من قبل، ومن يشيع الآن إشاعة جديدة، .. حول مؤآخذات يدعيها، فاذا سمعوا منك ما لا يطابق كلامهم، حرفاً حرفا، فهو الاتهام حتى تُثبت أنك بريء. والبريء عندهم هو من يحفظ المتون عينها التي يحفظون ويصادق عليها، لا أقول القرآن والسنة، بل متون الشراح، والتي كٌتبت حسب ثقافة عصرهم، وإلا كان من خارج الفرقة الناجية، أي أنه في النار .. وهنا ناتي للنقطة الثانية:
2- حول قولك:
لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة

أقول: الذين يقولون نحن أهل الفرقة الناجية وأن غيرها في النار .. هم من يظنون أنهم وحدهم من يمتلك الحقيقة المطلقة.. وإذا قالوا أن هذا هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم .. أقول نعم .. هو حديث النبي، ولكن الثلاث والسبعين فرقة كلهم يقولونه، وكلهم يدعون أنهم الفرقة الناجية. ... (وكلٌّ يدَّعي وصلاً بليلى..)
أقول:.. أنظر أعلى واسترجع ماذا قال أحدهم اليوم:
الأستاذ "عز الدين كزابر" محاور هنا فى المنتدى ولا ينتهج منهج السلف الصالح

يقصد أن عزالدين من المبتدعة، أي أنه من غير الفرقة الناجية !!!!
هذا هو منطق أصحاب الحقيقة المطلقة، .. يخرجونك من الفرقة الناجية هكذا بلفظة يتلفظونها ... وما أسهلها عندهم .. وما أشدها عند الله.
ثم انظر معي ماذا قال لتتعجب معي من مَنطِقه:
أقتطع لي هذا المقطع (من مقالة:)
بسم الله الرحمن الرحيم
سُئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان[1]في تسجيل صوتي: [إذا كان البيت المعمور مقابلٌ تماماً للبيت الحرام في الأرض، فهل يكون كذلك عند دوران الكرة الأرضية حول نفسها؟]
فجاءت إجابته كالآتي: [دوران الأرض (الكرة الأرضية) ... هذا من عندك. من قال أنها تدور؟! .. هل نزل في القرآن؟! .. هل جاء في السنة الصحيحة أنها تدور؟! .. هذا من قول الجغرافيين .. ولا يُعتمد على قولهم.]
نقول: هذا الكلام في غاية الخطورة، ويعكس منهج ممنهج ... رأيناه من قبل عند الشيخ بن باز رحمه الله تعالى، ورأيناه عند أبي عبد المعز، ونراه هنا الآن عند الشيخ صالح الفوزان، ونتوقع أن نراه عند كل أعضاء المدرسة السلفية ... ونقصد بذلك أن ما يمكن العلم به، حقاً كان أو باطلاً، لن يخرج عن أن يكون محض (قول) لقائل. سواء صدق هذا القائل أو لم يصدق!!! ...
فدوران الأرض .. [ليس إلا قول الجغرافيين، وهؤلاء لا يُعتمد على قولهم] ... كما قال الشيخ الفوزان أعلى.
ورأينا أبو عبد المعز يقول: [العلوم العصرية من الكلام البشري.]
ورأينا الشيخ بن باز يقول: [لا يجوز أن يُصدّق علماء الفلك في كل ما يقولون.]
ولا تخطئ العين وحده المنهج، وهو أن العلم ليس إلا ( نقل ). فإن لم يكن نقل عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهو نقل عن الناس! ... وكيف يؤخذ علم من الناس ويوثق به؟! .. ومن أين أتوا به حتى يكون محل ثقة؟! ... هل من الله تعالى ورسوله؟! ... بالطبع لا .. إذاً ... فهو ليس محل ثقة إلا إذا وافق ما نعلمه مما قاله الله تعالى ورسوله!! وعلى النحو الذي علمه السلف دون سواه، .. سواء في شأن الخالق جل وعلا أو في شأن المخلوق... وسواء كان محكماً أو متشابها، ..

ثم قال:
والله إنى لأشعر بالفخر وأنا أقرأ هذه السطور فى وصف مذهبنا بإذن الله !
أعلم أن المقصود هو الذم، سامحه الله... لكن الناتج المرأى أمامى الآن: أشعر وكأنه يمجدنا ورب الكعبة !
الحمد لله الذى جعلنا من هذه الأمة التى يتحدث عنها الأستاذ "عز الدين"... فهى بإذن الله خير أمة أخرجت للناس.

وهذا الفهم من صاحب الكلام طامة كبرى !!!
أتعلم لماذا؟ ....
لأنه لم يفهم كلامي ..
وأُوضَّح لك

ما الذي آخذه من المذهب السلفي المعاصر على التعيين في هذا الكلام؟

الذي آخذه هو ( أن العلم عندهم ليس إلا ( نقل ))
وإذا تابع القارئ ما وراء الجزء المقتبس أعلى مباشرةً، ولم يورده الأخ صاحب النقد، ولهذا خرج عن سياق المعنى، تجدني أقول:

[إن مصدرية الدليل العلمي – فيما وراء النقل - غير واردة على الإطلاق]

هذا الذي آخذه على الفكر السلفي. وليس أنهم ينقلون عن الله ورسوله، - ومن ينفي وجوب النقل عن الله ورسوله فهو كافر بلا جدال -، بل لأنهم يقفون عند هذا الحد ولا ينقلون عن أدلة الفلك التي هي مستقلة عن أقوال الناس. بمعنى أنهم يبحثون فقط عن الأقوال البشرية، .. ويتساءلون: أقوال من هذه؟ ! .. (الجغرافي .. الفلكي .. إلخ) .. هؤلاء بشر .. هذا لا عبرة به... هذا الفهم خاطئ .. هؤلاء البشر لا قيمة لهم .. ولكن القيمة ليست في أقوال البشر من عند أنفسهم، بل في أدلة الجغرافيا والفلك و.. إلخ، .. التي إذا استنطقناها بالتجربة والرصد نطقت. .. ولكنهم لا يستنطقون هذا الواقع، وينسبون العلم إلى أقوال فلان وعلان من البشر، ثم يلفظونها لأنهم بشر (وهكذا يرفضون الحق من حيث يظنون أنهم يتمسكون به)... هذا الذي آخذه عليهم ... أي: ذهنية أن العلم نقل عن قائل، والعلم الذي أنصحهم به - إن قبلوا النصيحة - أرْحَبْ من ذلك .. ولأنهم لا يعترفون بأي مصدر وراء النقل عن فلان، يظنون أن فلان هو صاحب الجغرافيا، وفلان الآخر هو صاحب الفلك، وبنفس فهم الماضي الذي كانت فيه الفلسفة هي كلام المتفلسف الفلاني ... ومن ثم يستبعدون هذا العلم وذلك العلم وباقي العلوم، .. لماذا ؟ .. لأنها ليست نقل عن الله ورسوله !!!

أنظر في أي وادٍ أتكلم ... وفي أي وادٍ يسمع من أخرجني من الفرقة الناجية ليجعلني خصماً للسلفية المعاصرة .. ولو سمع السلف (الصحابة والتابعون وتابعوهم) كلامي لقالوا نحن أولى بهذا الكلام لأنه يتفق مع قول الله تعالى "قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"(يونس:101)، وقوله تعالى "أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ، وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ، وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ، وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ"(الغاشية:17-20)، والذي معناه أن المنظور إليه هو (الجغرافيا ، الفلك ، .. ) وكيف هو حاله .. مصدرٌ من مصادر العلم .. أما سلفيّ القرن الخامس عشر الهجري فهم على غير هذا المنهج. هم فقط على مذهب النقل (المدونات) التي كتبت منذ مئات السنين ويعاد نسخها كما هي، وكل ما يتغير فيها هو سنة الطبع. ولو أنهم اتبعوا مالكاً رحمه الله في منعه قهر الناس على مُوطَّئه لكان أولى بهم.

أخي ابن سلامة: من الذي أقصى من؟
من الذي يستخدم الولاء والبراء في إقصاء من لا يصادق وراءه على أن الأرض ثابتة لاتدور، وما على شاكلتها من أفهام، وهي كثيرة، وأن فهم السلف - حسب ما يظنه هو - هو السبيل بانفراد ليكون المسلم من الفرقة الناجية؟!
*******
عزالدين كزابر:
أخي العزيز (أسلمت لله 5)
حول قولك:
تمنيت لو أنه بمدونتك مقالات وأبحاث ترد على طعن الملاحدة فى القرآن الكريم من خلال علومهم المزعومة التى تخالف القرآن الكريم والسنة الصحيحة..
هناك سببان لغياب ذلك الآن:
1- قبل أن أجادل أئمة الإلحاد يجب أن أؤسس قاعدة بيانات (قرآنية علمية) صحيحة ومتينة، أطمئن إليها. وهذا ما وجهت إليه جهدي الراهن.
2- أقول: ما فائدة إفهام الملحد المعاند، في وقت أن المؤمن المسالم لم يفهم بعد. فالأقرباء أولى بالمعروف، ويأتي تحصين المسلم ضد الأخطاء الأول في سلم الأولويات.
لهذا أخرت الرد على عتاة الملاحدة، إلى حين.
غير أني أدرجت في فهرس (كتاب: براءة التفسير والإعجاز العلمي في القرآن من الشكوك عليه) في آخر بابين، الرد على المدرسة العلمانية، ثم المدرسة الرعناء، .. وحسب جدولي أتوقع أن أبدأ نشر فصول هذين البابين بعد حوالي 3 شهور (إن شاء الله).
*******
ابن سلامه:
(لم أحفظ هذه المداخلة التي بلغت بضعة أسطر) 
ولكن أتذكر منها أن (ابن سلامه) تأسَّى على ما يظهر من بعض من ينتسبون إلى السلفية بسبب أسلوبهم القاسي، وأنه ربما لم يُسجل اسمه في منتدى التوحيد لو أن هذا الأمر هو الغالب عليهم، وأن من السلفية من هو رفيق بالناس، وضرب مثلاً لذلك بالشيخ ابن عثيمين يرحمه الله تعالى.


*******
عزالدين كزابر:
الأستاذ أبحاث أحمد:
لا بأس أخي العزيز، رُب ضارة نافعة.
لا تهتم بهؤلاء الملاحدة، وما يثيرونه ضد الإسلام اعتماداً على ما كتبته في المدونة، وستجد ردي عليه في الغالب على نفس المدونة، فإن لم تجد فاسألني أدلك عليه، أو أحلهم إليَّ، وليعينني الله عليهم.


*******

وعند هذا الحد ! ! ! ! 
(و بلا استئناس ولا استئذان ولا اعتبار لأصحاب المداخلات! )

قام منتدى التوحيد بحذف الموضوع تماماً .. ولم يعد له أثر!
وبلا مناظرات ولا اعتذارات عمَّا أذاعوه من إشاعات!!!

وليعلم القاصي والداني
أن الإسلام الحق والقرآن المجيد والنبي العظيم
أرقى في تعامله مع الناس من هذا الأسلوب
وبناءاً عليه ...
لا يتكئَن أحدٌ من حمقى الملاحدة على هذا النهج من بعض المسلمين

لأنه ليس مما علمنا إياه الله تعالى في القرآن والنبي الأمين في سنته

******

هناك 5 تعليقات:

  1. السلام عليكم ماهو التفسير الصحيح

    وسخر لكم الشمس والقمر دائبين
    لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي

    ماهو معنى دائبين وما هو معنى فلك

    وكيف نرد على الشبهات حول ادراك الشمس والقمر ؟

    هل هذا يدل على ان الشمس هي التي تدور على الارض


    ردحذف
    الردود
    1. (الشمس والقمر) دائبين تعني دائمتين على ما هما عليه من طلوع وقفول ومن ثم دوام اليوم والمواسم المناخية بالنسبة للشمس، ودوام الأشهر الهجرية بالنسبة القمر.

      الشمس لا تدرك القمر يعني لا تلحقها فتصطدم بها، لأن منطقة دوران القمر (أي: فلكه) قريب جداً من الأرض (350-405) ألف كم، أما الشمس فبعيدة عن الأرض (150) مليون كم. فلو كانت الأرض مثل الكعبة، والقمر أحد الطائفين حولها على بعد 5 متر، فستكون الشمس على بعد حوالي 1900 متر منها! فكيف يمكن أن يحدث تصادم بين القريب والبعيد.

      ثم أن هذا التباين بين منطقة دوران القمر وموقع الشمس - وهي تدور في فلكها حول المجرة - وتحمل معها الأرض والكواكب، كما تحمل السفينة ركابها - يجعل العلاقة بين القمر والشمس مثل ذبابة تطوف حول لمبة معلقة في قطار، وحركة القطار نفسه. فاللمبة مثل الأرض، والذبابة مثل القمر، والقطار مثل الشمس. فهل يمكن أن يصطدم القطار بالذبابة وهو يحملها على ظهره؟! .. لا ينبغي أن يحدث ذلك، وهذا ما قاله القرآن (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ). لأن الأرض والقمر (والكواكب وأقمارها جميعا) محمولة على ظهر الشمس وهي تجري بهم في فلكها.

      ومن يستدل من ذلك على أن المعنى هو أن الشمس هي التي تدور على الأرض، فقد أتى بتصور من عنده، ولا علاقة للآية بهذا التصور.

      حذف
    2. وهناك معنى أعمق ل(تدرك) في (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ)
      وذلك أن (تدرك) تعني (تلحق) ولكي يحدث ذلك يجب أن من يدرك الآخر يكون أسرع منه حتى يلحق به.
      وهذا معناه أن الآية تنفي أن يكون موقع الشمس المرئي من الأرض أسر جرياناً من موقع القمر. وبمعنى فيزيائي: تنفي الآية أن تكون السرعة الزاوية لموقع الشمس النسبي أسرع في تنقله من السرعة الزاوية لموقع القمر النسبي. .. ولو كانت الشمس هي التي تدور حول الأرض في يوم وليلة لكانت سرعتهاالزاوية أسرع من القمر، لأن القمر يقطع جزء من 27.5 جزء تقريباً في يوم من الدورة الكاملة، في الوقت الذي تقطع الشمس فيه تمام الدائرة! ... ولكن الآية نفت أن الشمس أسرع (بقول الآية : (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ)) .. أي أن السرعة الزاوية للشمس يجب أن تكون أقل من السرعة الزاوية للقمر. ومعنى ذلك أن الدوران المرئي للشمس حول الأرض غير حقيقي، وإذا أحلناه للأرض، فستأتي النتيجة متطابقة مع معنى الآية، وهي أن الشمس ستقطع في يوم وليلة جزء من 365 جزء من الدائرة، في حين أن القمر سيقطع جزء من 27.5 جزء منها، ومن ثم يكون القمر هو أسرع دورانا، .. ولهذا لن تدرك الشمس القمر. وهذا هو المعنى الأرجح عندي، رغم أن المعنى الأول أيضاً صحيحاً في نفسه، وكلاهما يتفق مع علم الفلك الصحيح.

      حذف
  2. قرأت الى عالم سبيط النيلي انه يقراء الأية "والشمس تجري لمستقر لها" والشمس تجري لا مستقر لها

    ردحذف
    الردود
    1. نعم، أتى المفسرون بهذه القراءة ونسبوها إلى ابن مسعود،
      وضعفها عدد من المحققين، أنظر:
      https://islamqa.info/ar/140717

      وإن كان هناك احتمال بصحة هذه القراءة، حتى وإن كانت متروكة أو منسوخة، فلا أرى غرابة، ولا تناقض مع جريان الشمس الحقيقي حول المجرة، ومرورها بمستقرات عدة، أنظر:
      http://kazaaber.blogspot.com/2013/01/blog-post_29.html

      وفهمي لهذه القراءة يلتئم باتساق مع فهمي لجريان الشمس تريد الوصول إلى مستقر لها، وتصله وتتركه لمستقر تالي، وهكذا،
      والتوضيح كالتالي:

      هب أن قطاراً يجري من محطة إلى محطة، ولا يقف أبداً في أحدها وقوفاً مطلقا. ونريد أن نصف حركته، فيمكننا أن نقول:

      [هذا القطار يجري لمحطة (نكرة)، ولا محطة له]
      أي أن القطار يجري ليقف في محطة، ثم ما يلبث أن يتركها ليجري ليقف في محطة تالية، وهكذا، ولكنه لا يقف وقوفاً تاماً لا حركة بعده في أي محطة.

      وكذلك الشمس، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم (راجع الرابط السابق) أن الشمس تذهب لمستقرها وتعود منه، وتذهب وتعود منه، وهكذا حتى تطلع الشمس من مغربها.

      ومن ثم، يمكننا وصف حال الشمس هكذا:
      [والشمس تجري لمستقر لها، ولا مستقر لها] مثل جملة القطار أعلى:

      والأمثلة التي على هذا المنوال كثيرة، ومنها أيضاً في حركة بندول الساعة المتدلي، الذي لا احتكاك فيه، فإنه يتأرجح، ويمر بمستقره في أسفل موضع له للحظة خاطفة، ثم يجري ويتركه، ويعاود الكرة مراراً وتكرارا، .. وهكذا أبداً.. لأنه لا احتكاك يعوق دوام حركته. لذا يمكننا وصفه كالتالي:
      [يجري البندول لمستقره، ولا مستقر له] لأنه لن يقف عنده أبداً وقوفاً لا حركة بعده.

      هذا والله تعالى أعلم،

      حذف