بقلم: عزالدين كزابر
تاريخ النشر الصحيح لهذه الصفحة هو: 15 فبراير 2014
بسم الله الرحمن الرحيم
افتتت موضوع بعنوان: خلق السماوات والأرض في ستة أيام - تأويل جديد
بملتق أهل التفسير في 03/04/1435 - 03/02/2014, 10:51 am وجاءت المداخلات كالآتي:
*****************************
الأخ العزيز / عز الدين كزابر
أحييك على اجتهادك الذى بذلتَ فيه - كما هو واضح - مجهودأ كبيرأ
ولكن أخى ، أرى أن تأويل الحرف ( ثم ) بغير معناه المعروف فيه بعض التكلف ، خاصةً وأنك قد أبقيته على معناه الأصلى فى الآية 29 من سورة البقرة ، مع أنها لا تختلف فى شىء عن الآية 11 من سورة فصلت ، فالموضوع فيهما واحد ، فلماذا نلجأ إلى التأويل مع تلك الأخيرة دون الأولى ؟
وبوجه عام فإن تأويلك جيد ، ولكن فى النفس من ( ثم ) شىء
وأعتقد أنه قد يوجد تأويل آخر يمكن حمل الآية عليه ، ولكنه غائب عنا فى الوقت الحاضر ، وسيأتى لا محالة اليوم الذى يُظهره الله تعالى فيصبح المتشابه مُحكمأ وينحل الإشكال ، والله أعلم
الأستاذ الفاضل العليمي المصري
السلام عليكم ورحمة الله:
فيما يخص قولك : [أرى أن تأويل الحرف ( ثم ) بغير معناه المعروف فيه بعض التكلف]
والذي يُفهم منه أن (ثم) معناها المعروف هو عطف الحدث اللاحق على السابق، وأن خلاف ذلك يُعد من التكلف. فأقول: أن الأمر ليس كذلك، فما ذكرته أنت هو الأكثر استخداماً ولذلك فهو الأشهر. ولكن يوجد استخدام آخر هو التتابع الإخباري، أو الذٍّكري. وقد أشرت إليه في المقالة، وأدرجت مصادر لأقوال العلماء فيه، منهم الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير، والدكتور عبد الخالق عضيمة (الحاصل على جائزة الملك فيصل سنة 1983) حديثاً، ومنهم تفسير الطبري قديما.
ولتجلية الصورة، أقول: .... لنقرأ الأسلوبين الآتيين:
(1)- (قل س، (ثم) ص)
(2)- (حصل س، (ثم) ص)
الأسلوب في (1) صريح في التتابع الذكري، أي: (أذكر س، ثم أذكر ص). ويظل صحيحاً في كل أحوال العلاقة الزمنية بين الخبرين س، ص، إلا أن الظاهر أن يُذكر الأسبق زمنياً إلا إذا كان هناك من سبب يدعو لتقديم المتأخر بالذكر. والمثال الصريح في ذلك، قوله تعالى "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ"(الأنعام:11) .
أما الأسلوب في (2) فهو صريح في التتابع الحدوثي، أي: (حصل س، ثم بعد ذلك حصل ص)، ومثال ذلك، قوله تعالى: "وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ"(محمد:38)، أي: (إن تتولوا يحصل كذا ثم يحصل كذا).
* والآن: ماذا لو جاء الأسلوبين جميعاً في عبارة واحدة: على الصورة:
(3)- قل حصل كذا، ثم كذا.
هل معناها (قل حصل كذا، ثم قل حصل كذا) فتكون (ثم) للترتيب الذكري، أم أن معناها (قل حصل كذا، ثم حصل كذا)، فتكون للترتيب الحدوثي؟! ... هنا لا تستطيع العبارة اللغوية وحدها أن تُفرد المعنى. ويستدعي الأمر بالضرورة قرينة من خارجها لتمييز المعنى الفريد المقصود. ومثال ذلك، قوله تعالى " قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا...، وَلَا تَقْرَبُوا....، وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي...،ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ..... "(الأنعام:151-154)
ويمكن وضع القالب الأسلوبي لذلك على الصورة: (قل كذا، ثم كذا، ثم حصل كذا،ثم حصل كذا)
وهنا لا تفيد العبارة اللغوية ذاتها التمييز بين ما قبل ثم وبعدها زمنياً إلا الشيوع، أي الظاهر، وهو الترتيب الزمني، فيؤخذ به لأنه الغالب، إلا إذا استحال المعنى. .. وباستحالة المعني أقصد أنه لا يمكن أن يكون صحيحاً، لوجود قرينة تمنعه. فقارئ القرآن (المسلم حديثاً مثلاً) الذي لا يعلم أي شيء عن موسى ، وزمن بعثته، سيفهم من ظاهر الآية أن (آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ) حصل بعد بعثة محمد عليه الصلاة والسلام!!! .. ولأننا نعلم أن هذا غير صحيح بالقرائن القاطعة، أصبحت هذه القرائن دليل على أن (ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ) معناها (ثُمَّ – قل يا محمد - آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ)، وذلك كما قال الطبري في تفسيره.
والآن، تماثل مسألتنا هذه المسألة بعينها، ففي قول الله تعالى " قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ....، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ...، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ...، فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا.. "
أي: (قل حصل كذا ثم حصل كذا)
وهنا توجد قرينة دامغة أيضاً على استحالة أن تكون ثم للترتيب الزمني، وهي أن مادة الأرض من عناصر كيميائية كالكربون – وكل ما عداها من عناصر- حتماً أنها نبتت في قلوب نجوم متتابعة. وهذه النجوم في السماء، وأنه بالضرورة قد خُلقت قبل أن تأتي تلك العناصر وتتراكم في جرم الأرض. وهذا الأمر محسوم بالأدلة العلمية ولا أرى له سقوطاً إلا إذا انهدم كل هيكل الفيزياء النووية الحديثة، وما نتج عنها من تحكم في تخليق تلك العناصر الآن في المفاعلات النووية، بل وتخليق عناصر ليست موجودة في الطبيعة لسرعة انحلالها مثل كاليفورنيوم وأينشتانيوم وذلك من بين حوالي 20 عنصر كيميائي مخلق في المعامل النووية، وكان آخرها العنصر المسمى (أون أون سبشيامUnunseptium) والذي أمكن اكتشافه وتصنيعه في إبريل من عام 2010.
بمعنى أن هذه القرينة العلمية في الفيزياء النووية تقطع بأن جرم الأرض لا يمكن البتة أن يكون قد تخلَّق قبل نجوم السماء، وبالتالي تكون (ثم) في قوله تعالى (ثُمَّاسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ) قد جاءت للترتيب الذكري كما هي (ثم) في قوله تعالى (ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ). وإذا منعنا ذلك لعدم ألفتنا باللغة العربية الصحيحة فقد أشكلنا معنى (آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ) وكيف يأتي ذكرها حدوثاً بعد (أَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا)، أي بعد الوحي بالقرآن. وعلى ذلك يكون الإشكال هو فقداننا الحس اللغوي لشيوع بعض العربية دون بعضها الآخر، وعدم إحاطتنا الكاملة بأساليب اللغة العربية.
...
يتبع
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخى الأستاذ عز الدين
جُزيت خيرأ على ردك المسهب ، مع أنى قداستوعبته من قبل حين قرأت مقالك الأصلى ، فليس فيه جديد بالنسبة لى ، ولكنه قد يكون مفيدأ لتشرح وتُبيّن وجهة نظرك لغيرى من المتابعين
ثم أقول : ما زلتُ أرى أن تأويلك للحرف ( ثم ) فى آية سورة فصلت يشوبه التكلف ولتعذرنى فى ذلك ، لأنك قدّرت جملة محذوفة من الصعب جدأ أن ترد على ذهن أى قارىء للآية ، تلك هى الجملة التى تحتها خط والملونة بالأحمر فى العبارة التالية :
ثُمَّ ( قل يا محمد أن الله ) اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ .. ( مقتبس من مقالك الأصلى )
ألا ترى أخى أن التكلف ظاهر جدأ فى بنية هذه العبارة ككل ، وأن من الصعب للغاية أن يفكر فيها من يتلو الآية ليفصل ما بين ( ثم ) وبين ( استوى ) فصلاً تامأ ، قاطعأ الصلة بينهما تمامأ برغم قوتها ؟!!
ومع ذلك فقد وجدتُ لك مخرجأ من هذا الإشكال ، فتأمل فيما يلى :
إن الآية تفيد أن الأرض قد خُلِقَت بينما كانت السماء دخانأ ، أى أن السماء كان لها وجود أثناء خلق الأرض ، غاية ما هنالك أنها كانت دخانأ ، أى فى الحالة الغازية ، ولم تكن معدومة تمامأ ، وبذلك نكون قد حافظنا على ( ثم استوى ) ولم نضحى بها لحساب معنى بعيد عن الخاطر بعد المشرقين
على أية حال هذا اجتهاد لك أن تأخذ به أو أن تنبذه ، ولكنى أطرحه كمثال على امكانية وجود تأويل آخر قد يكون محجوبأ عنا كما سبق وأخبرتك فى ختام مداخلتى السابقة
وأنت مشكور ومأجور إن شاء الله على اجتهادك ، ولك تحياتى
الأستاذ الفاضل العليمي
الأخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله
أتابع هنا الرد على السؤال الذي جاءني أعلى، وبدأت الرد عليه في المداخلة السابقة:
يقول الشق الثاني من السؤال: [ أبقيت على معنى (ثم) الأصلى فى الآية 29 من سورة البقرة ، مع أنها لا تختلف فى شىء عن الآية 11 من سورة فصلت ، فالموضوع فيهما واحد، فلماذا نلجأ إلى التأويل مع تلك الأخيرة دون الأولى ؟]
أقول أن السؤال وجيه جداً، ... رغم أني كنت قد أشرت إلى الإجابة عنه في المقالة مدار الحوار، ويبدو أن الأمر يحتاج مزيداً من التفصيل. وهذا ما سأقوم به الآن:
أولاً، الآيتان اللتان بدى أن موضوعهما واحدٌ (كما جاء في نص السؤال) هما:
- قوله تعالى "هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ"(البقرة:29)
- وقوله تعالى "قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ...(9-10)، ثُمَّاسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ... (11)"(فصلت)
الفرق الجوهري بين الآيتين: هو أن المُتحدث عنه قبل (ثم) (ومن حيث اللفظ) في سورة البقرة هو (ما في الأرض جميعاً)،وفي سورة فصلت هو (الأرض .. والجبال والبركة والأقوات).
وما تبادر إلى الذهن أن (ما في الأرض جميعاً) هو (جميع ما في هذه الأرض)، وأن هذا هو (الأرض .. والجبال والبركة والأقوات).
ويأتي الإشكال الكبير مع هذا الفهم إذا استحضرنا قول الله تعالى "أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32)"(النازعات)
حيث أتت الآية صريحة للغاية وقاطعة في أن دحو الأرض قد تم (بعد) بناء السماء ورفع سمكها، وإخراج ضحاها (خلق نجومها)
وذلك لأن (بَعْدَ ذَلِكَ) قاطعة في الترتيب الزمني. بمعنى أن الأرض قد دحيت وأخرج منها الماء والمرعى وأرسيت الجبال بعد رفع السماء وخلق نجومها على نحو ضروري لا فكاك منه. وما من سبيل يمكن أن يختلف معه الترتيب الزمني مهما حاول المتأولون.
والنتيجة الأخيرة تلزمنا بأنه ليس كل ما في الأرض (مثل الماء ورسو الجبال) يمكن أن يكون قد خُلق قبل الاستواء إلى السماء، وذلك كما فهمنا من آية (البقرة:29).
وهذا هو الإشكال الأكبر.
ولللخروج من هذا الإشكال يجب تقديم أقوى الدليلين لأن الجمع بينهما مستحيل:
1- دليل سورة النازعات بأن الاستواء إلى السماء حدث قبل خلق (كل ما في الأرض)
2- دليل سورة البقرة بأن خلق (كل ما في الأرض) حدث قبل الاستواء إلى السماء.
وحيث أن دليل سورة النازعات أقوى، بل قاطع (بسبب قوة أسلوب بعد ذلك في الترتيب الزمني من ثم)، لزمنا إعادة تاويل آية (البقرة:29) لتتسق مع (النازعات:27-32).
إعادة تأويل آية (البقرة:29):
دفعنا إلى ذلك دفعاً، التصادم مع آيات الخلق في سورة النازعات، والتي جاءت أقوى في إفادة الترتيب الزمني. وبناءاً عليه، يجب أن يتفق التأويل الجديد في آية (البقرة:29) مع ترتيب الخلق في سورة النازعات، أي مع كون الاستواء إلى السماء قد حدث قبل خلق (كل ما في الأرض).
وبالنظر جيداً في آية (البقرة:29) والتي يقول الله تعالى فيها " هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ"
سنجد أننا فهمنا (مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) على أنه هو هو (كل ما في كرة الأرض بما يشمل الجبال والماء). ويبدو لنا أن الإشكال يعود إلى هذا الفهم.
وللخروج من ذلك، نحلل المقطع (مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) – في صورة تساؤلات وإجابات - كالآتي:
- هل (جميعاً) تصف (ما في الأرض) فتكون بمعنى (كل ما في الأرض) وهو المعنى الذي أخذناه بداهة لِعِلْمِنا الفريد بأن الأرض هي فقط ما تقع تحت أقدامنا دون غيرها؟
- أم أن (جميعاً) تصف (الأرض) فتكون بمعنى (ما في كل الأرض)، وهنا يكون الحديث على ذلك الخلق المودع (المكنون) في كل أرض خُلقت حتى تلك اللحظة، فيشمل ذلك أرضنا وغيرها من أراضي (أجرام)؟!
وإذا لم يكن أمامنا إلا هذين الاختيارين، ونعلم أن الأول تصادم مع سورة النازعات الأقوى، ومن ثم يجب استبعاده، فلن يتبقى إلا المعنى الثاني، وهو أن (مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) تعني فقط (ما في كل أرض)
ولكن،
(1) - هل يصمد معنى (الأرض) ليتحمل أن يؤول إلى (كل أرض في الكون)؟
(2)- وما عساه يكون (ما في كل الأرض)؟ ..هل هو شيء مشترك تحتويه كل هذه الأراضي، ويكون قد خُلق بالفعل قبل أن يحدث الاستواء إلى السماء وتسويتها إلى سبع سموات؟
الإجابة عن (1) هي نعم، بمعنى أن معنى (الأرض) يقبل – حسب السياق – أن يؤول إلى (كل أرض في الكون)، ونجد ذلك في كلام أبي حامد الغزالي في كتابه (محك النظر) حين قال:
[الإسم المفرد في لغة العرب إذا أُدخل عليه الألف واللام كان لاستغراق الجنس، وقد يُسمَّى لفظاً عاماَ، ويقال الألف واللام للعموم، فإن قيل: كيف يستقيم هذا ومن يقول الإله أو الشمس أو الأرض فقد أدخل الألف واللام، ولا يدل اللفظ إلا على وجود معيّن خاص لا شركة فيه.
فاعلم أن هذا الوهم غلط، فإن امتناع الشركة ها هنا ليس لنفس اللفظ، بل الذي وضع اللغة لو جوّز في الآلهة عدداً، لكان يرى هذا اللفظ عاما في الالهة، فحيث امتنع الشمول، لم يكن لوضع اللفظ، بل لاستحالة وجود إلَه ثان، فلم يكن المانع نفس مفهوم اللفظ، بل المانع في الشمس أن الشمس في الوجود واحدة. فإن فرضنا عوالم، وفي كل واحد شمس وأرض كان قولنا الشمس والأرض شاملاً للكل، فتأمل هذا. فإن من له قدم في جملة الأمور النظرية ولا يفرّق بين قوله السواد وبين قوله الشمس وبين قوله هذه الشمس عظم شهوة (يقصد انغماساً وشطحاً) في النظريات من حيث لا يدري.]
وأما عن ماهية ذلك الشيء المحتوى في كل أرض في الكون، ويكون قد خُلق بالفعل قبل أن يحدث الاستواء إلى السماء وتسويتها إلى سبع سموات، فيمكن فهمه على أنه ما نراه يخرج من المادة وينعتق في صورة طاقة. بمعنى أن المادة الأرضية التي نراها ذات كتلة، هي طاقة منحبسة في ما نعرفه بجسيمات وذرات المادة، وذلك قبل أن تتواجد هذه الجسيمات والذرات. وإذا تحررت، فهي طاقة. وهذه الطاقة محتواة في كل مادة، أي في كل أرض، بل وكل ذرة في الكون. أي أنه قبل أن تتألف المادة في ذرات كانت طاقة. فالطاقة إذاً هي المحتوى المشترك في كل مادة الكون، أي في كل أراضي الكون. فإن قيل: وماذا عن النجوم، أقول أن النجوم هي الهيئة التفاعلية التي يجري فيها تحول الطاقة إلى مادة، أي إلى ذرات. ... وهذا يؤكد أن وجود الطاقة لابد وأن يكون سابقاً على النجوم وعلى كل أجرام الكون المادية، أي الأراضي. وعليه تكون الطاقة هي أول ما خُلق، لأن منها وما نبت فيها من ذرات أولية تتهيج النجوم، ومن نتاج تهيج النجوم، تتخلق المادة، التي بتراكمها تظهر الأراضي. ... والخلاصة المتناغمة والمتسقة مع كل هذه السيرورة، أن تكون الطاقة هي الشيء الوحيد الممكن أن يؤول إليه (ما في الأرض جميعاً) أي: ما في الكواكب (والنجوم بحكم وحدة جنس الطاقة) جميعا. وذلك أن (ما في النجوم) هو تهيئة هذه الطاقة إلى مادة، فمحتوى النجوم هو من جنس ما في الأرض جميعاً، وإن كان مزيجاً من المادة الخام (الطاقة) والمادة المصنعة (ذرات المادة)، وذلك قبل أن تتكون السدم من الذرات، والغبار، وتتراكم في أجرام كوكبية مثل أرضنا.
وبناءاً على كل ذلك يكون معنى قول الله تعالى في سورة البقرة " هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ " أن ما خلقه الله تعالى أولاً كان طاقة خالصة (تمثل الآن ما في كل مادة الأجرام)، وبعد خلقها سوّىمحيطها المتسامي عنها (السماء) إلى سبع هيئات وجودية (سبع سموات).
أما قول الله تعالى في سورة فصلت "قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ... (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ .. (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ... (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ ...(12)"
فالحكاية فيه (في الأية (9)) عن كوكب الأرض خصيصاً، بدليل الجبال والبركة المنسوبة إليها في آية (10)، وهذه لن تنشأ إلا بعد خلق ذراتها في النجوم، والنجوم لن تنشأ إلا بعد خلق السماء وتسويتها. (وهذه الأخيرة - كما جاء في (البقرة:29)- لن تنشأ إلا بعد خلق الطاقة الخالصة الكلية في الكون والتي هي بمثابة الهيئة الخام - والتي تعرفنا عليها أنها المقصودة بـ "ما في جميع الأجرام" أي ما في الأرض جميعاً)
والخلاصة:
أن آية (البقرة:29) تتكلم عن: خلق طاقة الكون يليها تسوية السموات.
أما آيات (فصلت: 9-12) فتتكلم عن: تسوية السموات يليها تخلق المادة الأرضية (أقوات الأرض)، يليها تشكل كوكب الأرض.
أي أن موضوع الآيتين مختلف، ومن ظن أن الحكاية واحدة بين هذه وتلك، وأنها مجملة في الأولى ومفصلة في الثانية، فقد اختلط عليه الأمر.
وقد رافق اختلاف الموضوع بين الآيتين، اختلاف معنى (ثم) بينهما أيضاً، بما استلزمه سياق كل منهما، فكان في الأولى عطف زمني، وكان في الثاني عطف إخباري، ثم تبين بالتحليل أنه عطف زمني منعكس، من الخبر الأحدث إلى الأقدم. (تراجعمقالة "الرد على الدكتور محمود الصادق عرجون" لمزيد من التفصيل).
هذا والله تعالى أعلم
عزيزي الأستاذ العليمي
حول قولك في مداخلة #5:
أحيلك إلى الطبري (في تفسيره لـ ثم في قوله تعالى "ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ" ) حين قال: [قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله:(ثم آتينا موسى الكتاب)، ثم قل بعد ذلك يا محمد: آتى ربك موسى الكتابَ = فترك ذكر"قل"، إذ كان قد تقدم في أول القصّة ما يدلّ على أنه مرادٌ فيها، وذلك قوله : (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم)، فقصَّ ما حرّم عليهم وأحلّ، ثم قال: ثم قل: "آتينا موسى"، فحذف"قل" لدلالة قوله:"قل" عليه، وأنه مراد في الكلام. وإنما قلنا: ذلك مرادٌ في الكلام، لأن محمدًا لا شك أنه بُعث بعد موسى بدهر طويل، وأنه إنما أُمر بتلاوة هذه الآيات على مَنْ أمر بتلاوتها عليه بعد مبعثه. ومعلوم أن موسى أوتي الكتاب من قبل أمر الله محمدًا بتلاوة هذه الآيات على مَنْ أمر بتلاوتها عليه. و"ثم" في كلام العرب حرف يدلّ على أن ما بعده من الكلام والخبر، بعد الذي قبلها.]
بمعنى أني قلدت الطبري تماماً في تفسيره، (لاحظ العبارة نفسها بالخط الأحمر) ... وسبب التقليد أن العطف الإخباري - الموجود في كلا التفسيرين- يستلزم بالضرورة محذوفاً، ولشرح المعنى يُستَحضر المحذوف. وهذا هو ما فعله الطبري - شيخ المفسرين - واتبعت سبيله بلا حرج لقوة إقناعه.
أما عن اقتراحك الذي قلت فيه:
فلن يستقيم لسبب، (تجده أيضاً مفصلاً في مداخلتي #6)
أن (الأرض) في قوله تعالى "قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ .... وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا .... ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ .."
هي الكرة الأرضية بدليل قوله تعالى بعدها "جَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا" ولا يمكن أن تكون أرضنا قد خُلقت بالفعل والسماء في مرحلة (السماء الدخانية) لأنها مرحلة سابقة على وجود النجوم التي فيها تخلقت ذرات المادة التي تراكمت لاحقاً في أجرام كالأرض. .. بمعنى آخر أن (السماء الدخانية) ليست سماءاً بها غازات، فالغازات نفسها تطلبت نجوماً حتى تتخلق ذراتها. وإنما (السماء الدخانية) هي مرحلة تالية مباشرة لمرحلة (الماء الأولي) - أنظر في ذلك مقالة "حول معنى"الماء" في قوله تعالى "وكان عرشه على الماء"") وفيها أشرح تصوري لعلاقة الدخان بالماء الأولي السابق عليه، وبنشأة ذرات المادة اللاحقة عليه.
عزيزى الأستاذ عز الدين
لنُرجىء مشكلة ( ثم ) الآن وننحيها جانبأ إلى أن نصل فيها إلى حل مُقنع
ولننظر فى إمكانية وجود تأويلات أخرى ، فقد اقترحت عليك تأويلاً آخر ، ولكنك رأيته لا يستقيم
وبما أن هذا التأويل - الذى طرحته كمثال فقط على امكانية وجود تأويلات متعددة - لا يستقيم من وجهة نظرك التى أحترمها وأُقدرها ، فما قولك فى التأويل الذى طرحه عليك الأستاذ الطبيب "محمود عبد الله نجا" فى المشاركة رقم 6 من نفس موضوعك هذا على منتدى التوحيد ، حيث قال :
(( بعض المفسرين اعتبر أن كل سماء بعد الأرض هي جو الأرض و كل سماء قبل الأرض هي السماء الكونية
وفي آيات فصلت السماء بعد الأرض فربما القصد منها الغلاف الجوي بطبقاته المتعددة
وهي نظير قوله تعالي في البقرة (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوي الي السماء فسواهن سبع سموات)
وهذا الفهم ربما يطرح سيناريو جديد تماما اذا كانت سماوات في الآية بمعني الغلاف الجوي للأرض , فتكون آيات فصلت تتكلم عن الأرض بغلافها الجوي ولا تشير الي سماوات الكون , ويكون الدخان فيها هو بخار الماء المتصاعد من الأرض الملتهبة , فالأرض نشأت بلا غلاف جوي و لما تكون الماء تبخر بالحرارة فصار هناك دخان مثل الذي تراه عند غليان الماء, وتسوية الطعام فسواه الله سبع سموات ، أي أن الأرض كالسماء تأخذ 6 أيام للخلق بعد عملية الفتق ))
أوليس هذا التأويل فيه حل للإشكال برمته ، أم تراه لا يستقيم أيضأ ، فإن كان كذلك فما هى أسباب عدم استقامته ؟
مع أطيب تحياتى
هب أن رجلاً يعاتب آخر، ويقول له:
لم أكن أتوقع منك ما فعلت تجاهي،
ألم أحسن إليك بالأمس عندما ...
ثم أحسنت إليك الأسبوع الماضي عندما ..
ثم أحسنت إليك الشهر الماضي عندما ...
ثم أحسنت إليك العام الماضي عندما ....
فهذا العطف من نوع العطف الذكري
ثم أنه الأقرب زمناً فالأبعد، فكان ترتيب زمني منعكس، وتستدعيه مواقف كثيرة؛ منها قرب العهد، ومنها الأهمية للسامع، ومنها إرادة المتكلم.
وكذلك في آيات فصلت:(9-12) من حيث المعنى:
[قل أتكفرون بربكم الذي
خلق الأرض في يومين... وما عليها
ثم قد بدأ خلق أقواتها ... قبلها بأربعة أيام
ثم قد سوى السماء سبعا في يومين.. وكان نَبْتُ أقوات الأرض فيها، منتشراً دخاناً مدخنا ]
فهذا عطف ذكري، والترتيب فيه زمني منعكس
(لاحظ السطر باللون الأخضر، هل انتبهت أني أنا نفسي قد استخدمت (ثم) التي في أول السطر في ترتيب ما قبلها وبعدها ترتيباً ذكريا!! .. أظنك لم تنتبه، رغم أنك فهمت العبارة كما أردتك أن تفهمها، ولم يكن فيها أي ترتيب زمني ... فكل ما فعلته أني ذكرت لك الأهم فالمهم ورتبتهما بـ (ثم)) ... هذا هو الترتيب الذكري.
أظن أن وقوعك في هذا المطب أقنعك بالترتيب الذكري.. أليس كذلك؟!
يا أخى أرجو أن تفهم كلامى على الوجه الصحيح
المشكلة ليست فى رفضى للترتيب الذكرى على اطلاقه
وإنما فى مدى ملائمته للمقام والسياق فى حد ذاته
ذلك أن آيات سورة فصلت انما تسرد وقائع وتصف أحداثأ events / actions ، فهذا سياق سردى وصفى ، فإذا ورد حرف " ثم " فى مثل هذا السياق فإن أقرب دلالة له هى الترتيب الزمنى بوجه خاص
أما المثال الذى ضربته فليس من هذا النمط الوصفى السردى ، ولكنه من النمط الإنفعالى النفسى ، و " ثم " يأتى فيه ليخدم التصعيد النفسى العاطفى على النحو الذى ذكرته :
ألم أحسن إليك بالأمس ...
ثم أحسنت إليك الأسبوع الماضي ..
ثم أحسنت إليك الشهر الماضي ..
فهو هنا لا يتحدث بهدؤ وعقلانية عن أحداث مستقلة عن الوجدان ، كما هو مفترض فى آيات فصلت
هل تبين لك هذا الفارق بين الاسلوبين ؟
فليس الأمر هو رفضى التام للترتيب الذكرى ، وإنما أنا أنظر إلى مدى صلاحية توظيفه وملائمته للسياق ، هذا هو كل ما فى الأمر
ملحوظة : لم أكن أنوى الرد ، التزامأ بكلمتى فى المشاركة السابقة ، ولكنك نجحت فى استثارتى ( ابتسامة )
فتَرَفّق بى وبنفسك معأ ، ولا تحاول إثارتى مرة أخرى ( وكمان ابتسامة )
أخي العزيز العليمي
لا لم أتعمد إثارتك
بل كانت دعابة .. (إبتسامة عريضة هادئة)
أما العبارة التي كنت أشير إليها وأردت بها (فقط) الدعابة العلمية، فكانت عبارتي لك :
وكانت فحوى الدعابة أني أدلل على الجمع بين (العطف الذكري) و(الترتيب العكسي في الزمن)، وجاء تدليلي بعبارة، هي نفسها أتت في صورة ترتيب ذكري، بالحرف (ثم)، وهنا كانت المفارقة التي فوجئت أنا بها بعدما كتبت ما كتبت! فأردت أن ألفت انتبهك إليها، .. لا أكثر.
أما عن سؤالك:
فأشير إلى مداخلة #4 التي بينت أنا فيها الفرق بين الأسلوبين، وكيفية الخروج من إشكاليته،
وذلك حين قلت فيها:
وهذا (الجمع بين الأسلوبين) هو ما وقع في آيات سورة فصلت "قُلْ ... خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ... وَجَعَلَ فِيهَا .. ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ"
ومن ثَمَّ تطلب الأمر قرينة من خارج الآية (نقلية أو واقعية) لتقول: أهو ترتيب ذكري أم ترتيب حدوثي؟! .. وأنه بدون القرينة سيظل المعنى مشتبهاً !!!
مع تحياتي، وودي، ودوام المحبة ..
الاخ عز الدين قرات ان هناك ابحاث تؤكد ان الارض في مرحلة تشكلها كان يوجد بها دخان او غبار فهل تري ان هذه النظريات صحيحه
الأخ العزيز الأستاذ عز الدين ، أخشى أن تكون قد أثرت شبهة أكثر من كونك قد حللت إشكالاً !!
لماذا أقول هذا ؟
لأنه بفرض أن أحد المتابعين غير المطلعين على علوم الفلك قرأ تأويلك لآيات الخلق وترتيبها المنعكس ثم لم يقتنع به ، فما الذى يبقى ؟
فى هذه الحالة سوف تبقى معه شبهة فحواها " تناقض علم الفلك مع القرآن " ، وهذا لأنه سيكون قد عرف أن علم الفلك يقول بأسبقية خلق السموات على خلق الأرض بفترة زمنية سحيقة
ومن العجيب أن هذه الشبهة كانت عنوان كتاب لباحث مسلم مصرى ، حيث كان العنوان يقول " تناقض علم الفلك مع القرآن الكريم وتوافق نظرية الكون الأرضى معه " وعلى غلاف الكتاب أن الباحث حائز على جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الهندسية ، وعلى وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى ، وهو يُدعى " مصطفى أحمد عبد القادر " ، وقد صدر الكتاب عن دار الدعوة ( السلفية ) فى محرم بك بالأسكندرية ، سنة 1985 تقريبأ
والمؤلف يقول أنه قام بتطوير نظرية الكون الأرضى Geocosmos التى ابتدعها المفكر الألمانى كارل نويبرت Carl Neupert عام 1900
وهى نظرية تبدو على النقيض تمامأ من النظرية السائدة فى علم الفلك ، وتتفق عمومأ – كما يقول – مع الآيات القرآنية
كما يقول المؤلف أن بحثه تم نشره عام 1983 فى الدورية العلمية الدولية :
Speculations In Science And Technology – Vol 6 (1983 ) – PP 81 – 89
والسؤال الآن : ماذا ستفعل لمن لم يقتنع بتأويلك ؟ هل ستتركه لهذا البديل ؟
ثم ما رأيك فى نظرية Geocosmos الأصلية ، ثم من بعد تعديلها على يد هذا الباحث ، هذا إن كان لديك علم مسبق بهذا البحث ؟
مع تحياتى
عزيزي الأستاذ العليمي
حول قولك:
فأقول أن هذا شأنه، ولا يمس موقفه هذا حججي التي استدللت بها من قريب أو بعيد سواء بالقوة أو الضعف. .. فأنا لم أحتج لبيان المعاني الراجحة عندي لمعاني كلام الله لإرضاء هذا، والحرص على قناعة ذلك. ....وعمادي ومنهجي أن للحُجّة سلطان، حتى ولم يكن لها أنصار، ولا أشياع ولا مريدين. ... وسلطانها أنها ينهزم عند أعتابها من يجترئ عليها!
وإن كان من خصوم لما أقول، سواء باسم علم الفلك المعاصر القائلين بانبثاق الكون من مفردة singularity لا أبعاد لها؛ سموها البيج بانج، ولا أرى لهذه المفردة محلاً في تصوري المستخلص من فهمي لآيات القرآن، أو كان من المصدقين بأن جرم الأرض خُلق قبل السماء، أو .. أو ... أو بهذا الكتاب الذي ذكرته أنت، أو بحثه صاحبه الذي أشرت إليه ... فكل هؤلاء الخصوم يتساوون عندي في كونهم خصوم أستطيع منازعتهم والاسنتصار بما عندي من حجة مع كل منهم بحسب محل النزاع.
ولا يعني كلامي أني أستبق الانتصار لأجل الانتصار، بل لأني أرى حججي الأقوى مما اطلعت عليه، ومما فرغت واطمئننت لفساده وغلبة ما عندي عليه. أما إن رأيت حجة لغيري، لعلم حصَّله هو لم أدركه، ولم أستطع الفكاك من حجته، فسوف أُسلّم له. .. ويبقى دائما ً السلطان للحجة، حتى ولو على نفسي. ... لأنني آمنت بالله تعالى وكتابه العظيم بالحُجّة. وما كنت لأمتنع عن إيمان في مفردات المسائل لغير الحجة. ... وإن فعلت .. إنني إذاً من الآثمين.
أما سؤالك عن ذلك البحث:
Abdelkader, Mostafa. “A Geocosmos: Mapping Outer Space Into a Hollow Earth.”
Speculations in Science and Technology 6 (1983): 81-89.
والذي يستنصر به صاحبه لتصور سخيف كان عند القدماء، وقد تم استبعاده منذ نهايات القرن الثامن عشر الميلادي من التنظير المعتبر، فإنه يُسمى (الأرض الجوفاء أو الفارغة) ... إقرا عنه هنا: Hollow Earth - Wikipedia, the free encyclopedia
وفيه أننا نقف على سطح كرة، ولكن من الداخل وليس من الخارج. وأن جوف هذه الكرة هو السماء. و أن خارجها هو عمق الأرض، و و .. شطحات وظلمات بعضها فوق بعض.
ويكفي أي مبتدئ في فهم الإسلام والقرآن لينفر من هذه التصور السخيف، الذي يجعل الأرض محيطة بالسماء، فضلاً عن السموات، وأن عرش الرحمن سيكون في مركز هذه الكرة الجوفاء، صغيراً صغيراً هناك في عمق القاع.
وأستغرب من قولك
وكأنّ الأمر يقع بين بديلين لا ثالث لهما، وأن هذا السخف يمثل أحد البديلين! ...
ولا أدري ما وجه المقارنة بين ما أعرضه من إعادة ترتيب فهم خلق السموات والأرض في ستة أيام بناءاً على ما تيقن لدرجة بالغة في الفيزياء النووية التي تتخلق المواد الكيميائية كل يوم في معاملها تحت التحكم الكامل وما يعضدها من تركيب ونشأة وتطور النجوم والكون وأن عناصر الأرض جميعاً قد نشأت في النجوم، وبين أساطير قديمة ينتصر لها من ينتصر، بلا أدنى حجة إلا التماثل الرياضي، يعمد فيه إلى جعل مركز الأرض هو محيط الكون، ومحيط الكون هو مركز الوجود! .. بلا أدنى سبب وجيه، ولا مبرر ليجعل فيه الكون منكوساً على رأسه!!!!
وللأمانة، فإن البحث المشار إليه أعلى– للدكتور مصطفى عبدالقادر - والذي نشره في عام 1883 في الدورية الأسترالية -Speculations In Science And Technology - والتي تتعلق بالتخمينات في مجال العلوم والتكنولوجيا وتنشر تقليعات يظن أصحابها أنها علمية - فإنه لم يقع تحت يدي، ولكن عندي معلومات كافية عن هذا البحث (في أربع صفحات) تكفي لنبذه، قرأتها في كتاب (On the Wild Side (1992), Martin Gardner) ص19-22. (عندي نسخة إلكترونية منه). وقد أكد مؤلف الكتاب أن د.عبدالقادر لم يستنصر بالقرآن أو للقرآن في هذا البحث.(ص 21)
اما ما عندي من معلومات سابقة عن نظرية الأرض الجوفاء التي انتصر لها د. مصطفى عبدالقادر، فكان يكفيني لنبذها منذ قرأت عنها منذ زمن طويل. وليس عندي من الوقت ما أضيعه في بحث، يكون من تداعياته أن عرش الرحمن - - أصغر من الأرض!!! وتحيط به الأرض من كل جانب!!! بل إنه سيكون بعيداً بعيداً في عمق الجوف، وكأنه نقطة سحيقة.. .. سحقاً لنظرية هذا مآلها.
وأقول أخيراً: سبحان الله وبحمده، تجلى في عليائه، وعظم عرشه فوق السموات والأرض، لا يعلم عظمته إلا هو سبحانه. وفوق هذا العرش العظيم يستوى رب العالمين، الكبير المتعال، ذو الجلال والإكرام.
الأستاذ أحمد مجدي عبدالله
السلام عليكم ورحمة الله
عفواً لم أنتبه لمداخلتك
نعم، أرجح أن هذه النظرية صحيحة، حيث يقصدون بهذا الدخان والغبار والحجارة السديم الدوار الذي كان يشمل كامل المجموعة الشمسية، وقد تراكم أغلب ذلك السديم مع الزمن في بؤر من التكتلات المادية بفعل الجاذبية، انتهى بها الأمر إلى ما نعرفه بالكواكب، غير أنه تبقى بين كوكبي المريخ والمشترى حزام من الكويكبات (الحجراة مختلفة الأحجام) تم رصد أكثر من نصف مليون حجر منها مميز في الفترة من عام 1980 وحتى 2012. وقد أدرجت فيلم زمني رائع .. أفضل أن تتطلع عليه في المقالة - التي أثارت نشر هذا الموضوع حول خلق السموات والأرض - والتي كنت أرد فيها على الدكتور "محمد الصادق عرجون" - -، حيث كان يستنكر مسائل التفسير العلمي، وينتقد النظرية السديمية.
وأقترح أن تتطلع على الفيلم (من جزئين: شكل (8) وشكل (9)) والمقالة، وما يخص النظرية السديمية فيها، على هذا الرابط:
أشير أيضاً أنه وراء الكواكب يوجد حزام آخر يُسمى حزام كايبر، ويوجد وراءه سحابة محيطة كروية الشكل تسمى سحابة أوورت.
واصبحت هذه المكتشفات جزء من المجموعة الشمسية الكبرى. (شكل (7) بالمقالة المشار إليها أعلى.
معك حق ، وأنا أيضأ نبذتها منذ زمن طويل ، ولم أذكرها لك إلا للتعبير عن الأزمة الفكرية التى يعانيها بعض من يتصدى للتفسير العلمى للقرآن
أشكرك على سعة صدرك ، وأدعو الله تعالى أن يوفقك فى مسعاك
السلام عليكم
ليسمح لى الأخ عز الدين ببعض الأسئلة
1- ألم تكن مرحلة الرتق فى الأيام الست أيضا؟
2- على ما نقرأ فى التفسير أن كذا يوم للأرض وكذا يوم للسماء ... فماذا كان فى الأرض فى يومى خلق السماء ... هل انتهى خلقها ولم يكن فيها استمرار للتفاعلات التى تكمل الخلق
3- بغض النظر عن المقصود بالأيام الست أهى مراحل أم أيام كألف سنة مما تعدون أم أيام أرضية ... متى انتهت هذه الأيام وماعلامة انتهائها ... سواءا روائيا أو فيزيائيا ؟
جزاكم الله خيرا
الأستاذ / مصطفى سعيد
السلام عليكم ورحمة الله
حول سؤالك:
أقول: بلى كانت، ففي اللحظات الأولى من اليوم الأول كان فتق المادة من حيث هي مادة، أقصد انبثاق الجسيمات الأولية التي بتراكبها تخلقت الذرات المادية. وحدث هذا الفتق من نسيج السماء (حالة الرتق). وفي حالة الرتق كانت السماء في هيئة دخانية، نتجت من تصعّد الماء (الماء الأوَّلي الذي ليس بماء كماء الأرض) الذي كان عليه العرش، وكان تصعّده إلى حيوز تعلوه، وقد انفسحت فوقه هذه الحيوز(أي حوله) وأصبحت سماءاً له، وأصبحت يعلوها عرش الرحمن. فتحول هذا الماء الأولي إلى حالة دخانية وعمت السماء فكانت دخانا من حيث الهيئة، ورتقاً من حيث طبيعة نسيجها المتجانس الذي لا تمايز فيه لبعضٍ من بعض. وهذه السماء الدخانية أو الرتق تمثل أول لحظة في اليوم الأول. (لاحظ أن اللحظة قد تمثل دهراً بالنسبة لأزماننا).
آمل أن تراجع في ذلك مقال الماء. وأسئلة عنها وما أجبته منها حتى الآن هنا و هنا.
وحول سؤالك:
آمل أن تراجع المقالة، وخاصة الشرح السابق على (شكل 3) والمصاحب له.
ويمكن تمثيل الصورة باختصار كما يلي:
لو أني تكلمت عن البشر فقلت: خلق الله تعالى الرجال فكان أشرفهم الرسل والأنبياء عليهم صلوات الله: محمد، وعيسى وموسى، و و .. وآدم، ثم أنه سبحانه خلق النساء فكان أشرفهم الصديقات، مريم وامرأة فرعون و و... وحواء.
هل هذا يعني أن الرجال خلقوا قبل النساء؟! أو كان رجال بلا نساء... لا ... فخلق هذا وهذا كان متداخلاً.
وكذلك، كان خلق السماء والأرض متداخلاً.
وحسب أرجح التصورات عندي (شكل 3) المشار إليه بالمقال. أنه في اليومين الأولين، وقعت أحداث خلق السماء والمادة التي تفتقت في حضنها وتراكمت أجرامها، وانتشرت النجوم أفراناً تبث المادة وتعيد بثها وتصنع الذرات الأثقل من الأخف.
وبنهاية اليوم الثاني كانت السماء قد اكتمل تسويتها سبعاً، وهذا هو قوله تعالى "فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا" ، أي سبعة طبائع نسيجية (لم نعلم كنهها بعد)، ولكن لم يتوقف تخلق المادة فيها، بل واصل وازداد ثراءا حتى نهاية اليوم الرابع. وعند ذلك كانت العناصر الكيميائية جميعاً قد اكتمل ظهورها أي طبخها النووي في النجوم، وهذا هو قوله تعالى "وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً"
وحول بداية اليوم الخامس كان السديم الشمسي قد ظهر، وانتهى في نهاية اليوم السادس إلى ما نراه من شمس وجيراننا من كواكب، وهذا هو قوله تعالى "خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ". وخلال هذين اليومين أيضاً لم تكف النجوم عن النشاط وبث المادة وتكوين السدم. ولم تفترق السماء كثيراً في اليومين الأخيرين إلا أن تكون قد ازدادت اتساعاً وثراءاً.
وحول سؤالك:
أقول: لم تنهي الأيام الستة، بل إن اليوم السادس ما زال ينسدل أحداثه الأخيرة أمامنا، والأيام الستة ليست إلا ما مضى من عمر الكون حتى اللحظة. ويجري الخلق أمام ناظرينا في كل زاوية من زوايا الكون، بل إن شريط الأحداث يتكرر أمامنا في بقع الكون المختلفة لمثل حياة شمسنا وأرضنا بطولهما وعرضهما، وما هو مختلف عنهما من موجودات لم نحط بها، مثلما نرى أمامنا من البشر من هو نطفة، ومن هو جنينا وطفلا ورجلا وشيخا وكهلاً ومقبورا وموروثاً. وكذلك مشاهد السماء، وحياة النجوم والكواكب والسدم، كل مراحلها منبسطة أمامنا الآن، وفي هذه اللحظة، وكل ما حدث لأرضنا في الماضي يحدث لغيرها الآن. ملايين وملايين في كل المراحل العمرية، مثل البشر تماماً . والخلق مازال على قدم وساق. .. والخلاصة أن الخلق مستمر، والحاصل أن ما مر منه حتى اللحظة هو ستة أيام، لم ينتهي سادسها، فنحن في اللحظات الأخيرة منه.
هذا هو موجز تصوري لما سألتني عنه، والذي وجدته الأكثر اتساقاً بين كلام الله تعالى وما أعلمه من شواهد السماء، بأدلتها، وليس بمحض السمع من أخبارها.
هذا والله تعالى أعلم.
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا
أوافقك فيما قلت عن ماهية الماء الأول
ولكن
بما أنه المادة الأولية التى خلقت منه السماء والأرض
فإن ما يهمنى -ولذلك سألت - هو الزمن الذى استغرقه الماء للتحول والطبخ والنضوج
ألا يجدر بنا القول أنه استغرق اليوم الأول من الأيام الست - أو يقل أو يزيد - ثم نحسب بداية تخلق الأرض والسماء فيما بعد ذلك خلال الأيام الست
اخي الكريم استاذ عز الدين ماوضح لي واتمني تصحيحي ان كنت علي خطا ان حاله الدخان والسديم في السماء ظلت موجوده اثناء تخلق الارض (اي الارض جزء من هذا السديم والغبار والدخان )وبعد ان انفصلت الارض عن هذا السديم كان بالفعل قد خلق جزء منها ثم اكتمل هذا الخلق بعد الانفصال عن الدخان.فان كان هذا التصور صحيح فاريد ان اعرف ماهو الجزء الذي تخلق اثناء فترة التحام الارض مع الدخان والسديم السماوي وقبل الانفصال
عزيزي الأستاذ/ مصطفى سعيد
حول استفسارك:
إجابة هذا السؤال صعبة للغاية، وما أستطيع قوله هو:
- أنه في الزمن صفر كان هناك (الماء الأولي) ويعلوه العرش، وهذه هي اللحظة الأولى في اليوم الأول.
- تصعد من الماء دخان فيما انفرج من فراغ حوله، أي سماءه في بعض من اليوم الأول وربما امتد لكامل اليوم حتى تدخن/تبخر كل ذلك الماء.
- في اليوم الأول والثاني جميعاً كان تحول تلك السماء إلى سبعة أنسجة سماوية (مجهولة).
- مع نشأة كل نسيج سماوي من السموات السبعة في هذين اليومين الأوليين، كانت تتقتق جسيمات مادية في الدخان كما تتفتق قطرات الماء عندنا في السحاب. وبنشاة النسيج الثاني تتفتق أنواع جديدة، وهكذا .. وباكتمال أنواع السموات سبعا، أي نهاية اليوم الثاني، كانت كل الجسيمات الخام قد اكتملت آليات تفتقها، وواصلت هذه الآلية عملها حتى الآن وبلا انقطاع.
- كل ما كان يتفتق ويظهر من جسيمات كانت يتحد في تكوين ذراتنا المعروفة كيميائيا، إذا وجد إلى ذلك سبيلا، ثم تتراكم الذرات لتكوين تجمعات ذرية متآينة (بلازما)، وهذه هي النجوم. وفيها تتثاقل الذرات من ذرات أخف، في سلاسل من النجوم المتتابعة، حتى تكونت كامل عناصر الجدول الدوري. وهذه الآلية مستمرة حتى يومنا هذا.
- ومع بداية اليوم الخامس كان تشكل السديم الشمسي، وعبر اليومين الخامس والسادس كانت أرضنا قد انفصلت واكتملت وتهيأت.
إذا كان سؤالك عن تحويل هذا التصور إلى معادلات رياضية كدالة في الزمن، فأنا أسعى لذلك، ولكن ما زال أمامي عقبات. أهمها تمييز طول اليوم من الأيام الستة، وثانياً معلومات واقعية من علم الكوزمولوجية عن ما يُسمى بنسب التواجد abundances لكامل الوجود المادي بعناصره المختلفة. بل ونسب تواجد الأشعة بأنواعها، ... ثم المشكلة الأكبر التي ظهرت مع إرهاصات المادة المظلمة والطاقة المظلمة!!!
لذلك، المعلومات الموجودة لا تكفي لوضع معادلات يعتمد عليها، .. إلا أن تكون تقريبية وبعيدة عن الحقيقة بشكل فج.
هذا والله تعالى أعلم.
عزيزي الأستاذ/ أحمد مجدي
هناك السماء الدخانية، وهذه كانت في لحظات اليوم الأول من الخلق. وإذا قلت (الدخان) فقط، فأقصد تلك السماء الدخانية الأولية، وهو دخان لا عهد لنا به، ولا يمكن إحالته إلى تركيب مادي، لأن الذرات المادية لم تكن قد نشأت بعد.
وهناك في نهاية اليوم الرابع تشكل السديم الشمسي الذي كان دخاني الشكل أيضاً ولكنه مما نألف من دخان سديمي ومن الحجارة المعتادة، ونرى مثله الآن في صور السماء.
كهذه الصورة
وكما يتبين أن الكواكب انفصلت في حالة حرارية عالية أقرب إلى الانصهار، ومع الزمن تبردت أسطح الكواكب الصغيرة، وتكونت لها قشرة صلبة، كالأرض والمريخ والزهرة وعطارد، وبقيت الكواكب الكبرى في حالة غازية, هذا ولم تكف النيازك عن الهويان في الكواكب وخاصة في مراحل تكونها الأول مما ازداد معه تنوع مكوناتها الكيميائية. وآل الأمر إلى ما نحن عليه.
ويصعب تعيين انفصال فجائي، فالسديم كان على صورة دوامة كبري، وفيها تكتلات على صورة دوامات محلية، هي التي آلت لتصبح كواكب ومنها الأرض.
الأستاذ/ احمد مجدى عبدالله
أتذكر أن مثل هذا السؤال قد أثاره الأستاذ العليمي المصري في مداخلة #8 أعلى، وأرى أن إجابتي له في المداخلة #10 قد تكون إجابة لسؤالك أيضا.
فإن تعجبت - أخي أحمد - من أن يكون كلام الله تعالى لـ "السماء الدخانية والأرض" في وقت لم تكن الأرض فيه قائمة بجرمها، فاقرأ تفصيل هذا الموقف فيالمداخلة #42، لنفس الموضوع - على منتدى التوحيد. وأَنقل لك ما قلته هناك ويخص هذه المسألة بعينها نظراً لطول تلك المداخلة، قلت هناك:
رايت اخي استاذ عز الدين المداخله العاشره وهي تتكلم عن الغلاف الجوي اما انا اقصد كامل الغبار والدخان الذي يشمل مجموعتنا الشمسيه الذي كان موجود في نفس وقت تكون الارض وايضا يوجد مجموعات شمسيه اخري كثيره في نفس التوقيت فيها ايضا دخان وغبار وهذا ماأري ان الايه تقصده .ولايلزم الامر ان تكون السموات والارض خلقت في نفس التوقيت بل دخان المجموعه الشمسيه (الذي خلقت منه الارض )سابق خلق الارض وكذلك كل السماء والدليل استوي للسماء وقد كانت دخانا
الأستاذ أحمد
ما أستبعده من أن تفسير قوله تعالى "ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا" يُراد به الغلاف الجوي وأرضنا الراهنة في يومي تشكلها معه، أستبعده أيضاً لكامل سديم المجموعة الشمسية. وأستبعده أيضاً لأي مجموعات شمسية أخرى تشكلت اعتباراً من اليوم الثالث. حيث كان اليومان الأوليان مخصصين لتجهيز السموات وتسويتهن سبعاً، وفي كل سماء أمرها السنني، أي الطبائعي الخاص بها، إضافة إلى تخلق العناصر في الأفران النجمية على نحو متصاعد. وأن تكامل خارطة نشأة المادة الأرضية الخام - الجدول الدوري - بكامل عناصرها قد اكتمل مع نهاية اليوم الثاني.
وكما ذكرت أن ترجيحي ينصب على أن (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا) إنما كان في أول لحظات في اليوم الأول. أي في المشهد التدشيني للخلق.
هذا والله تعالى أعلم
اخي استاذ عز الدين قد اقتبست من مشاركاتك هذه حتي يتضح لي الامر لماذا نلزم انفسنا ان الارض والسموات خلقت في نفس التوقيت ماهي البينات التي تؤكد لنا ذلك بل ان ايه ثم استوي الي السماء تعني ان السماء كانت مخلوقه قبل الارض كما اننا نعرف ان الايام في القران تعني فترات زمنيه مختلفه حسب الحدث فهناك اليوم الذي يدبر فيه الله الامر من الارض الي السماء مقداراه الف سنه وهناك اليوم الذي يخص يوم القيامه مقداره خمسين الف سنه هكذا ايضا اريعه ايام لخلق الارض وقد ذكرانهم سواء واعتقد انك بررت استخدام هذا اللفظ بانهم مختلفين من حيث المده عن ايام خلق السماء
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على هذا الشرح الوافى
وأكرر أن الحوار ليس للجدال ، ولذلك سأختصر
أنا تصورى أن الأشياء الأبسط التى تآلفت وتآثرت بطريقة تعطى مانراه من ابداع فى الخلق
ونحن نعلم هذه الوحدات الأبسط عن طريق تفكيك تلك المنظومات الأعقد ،
فمثلا ..إذا كانت الذرة على مانعلم ، فيقينا فإنها تركبت من تلك الوحدات الأولية التى اكتشفنا معظمها إن لم يكن كلها حسب النموذج المعيارى
والعقل لن يقف عند هذا الحد ... بل سيسأل مما تكون كل واحدة من تلك الوحدات الأولية ؟
ويتصور العقل أنه فى المستقبل سيستطيع الاجابة على هذا السؤال ... لأنه يفترض أنه الوحدة الأولية معقدة وسيستطيع تفكيكها وتحليلها، وهو تصور يتوافق مع المشاهد والمعلوم المتيقن
وهنا أرى أن أبسط وحدة هى وحدة ذلك الماء الأول ... الذى قلنا أنه مائع دون الخوض فى تركيبه ،
واتحاد و حدتين من وحداته التكوينية ينتج عنه مكون جديد ، وثلاث وحدات مركب غير الأول .... الى مالانهاية من الاحتمالات ،
مع مايستتبع ذلك من زيادة فى الكتلة ،وربما ظهور كمات فيزيائية كالشحنة والحرارة والمغناطيسية والكهربائية ... الخ
ويصبح كثيفا لدرجة الرؤية لأول مرة وعندها يُقال عنه أنه دخان .
وإذا تساءلت ماهى أبسط وحدات معروفة .... سأجيب نفسى أنها الفوتونات .
إن المستفاد من آيات القرآن ومن الواقع أن الله يركب الأبسط إلى أعقد ، ونحن نفكك لنعلم وحدات البناء الأولى .
إن الماء الأول كان من جزيئات النور - الفوتونات - ، والنور نعرفه ضوء مشتت أو فوتونات سابحة ذات طاقة منخفضة تملأ حيزا .
نتج من هذا النور دخان - إلى هنا مرحلة الرتق واستغرقت يومين من الأيام الست - فتق الله الدخان إلى أرض وسماء فى بداية اليوم الثالث -قال لهما ائتيا طوعا أو كرها - ليقضى فيهما مشيئته ، فأتيتا طائعتين
الأستاذ مصطفى سعيد
واضح أن ما توافقت عليه تصوراتنا أكثر مما تباينت فيه،
لذلك أنا سعيد بحواري معك،
وأعتبرها تجربة حوارية متميزة ونادرة،
السلام عليكم
ستة أيام أي ستة أحداث : لكل حدث قال الله كن فيكون
وأخطأت اليهود و النصاري في فهمهم أنها من الليل و النهار
وكثير من علماء الفلك يرفضوا هذه الأفكار التي تكتب في هذا المنتدي كبيان لمعني الخلق في ستة أيام (الليل و النهار )
وأرجوا الله أن تجددوا معلوماتكم . فما يذكر هنا هو من علوم قد نسخها أو غيرها أو شكك بها علماء الفلك في العالم
الأخ العزيز/ علي
عليكم السلام ورحمة الله
الحدث هو "فعل ما" مميز، ... قد وقع في زمن معلوم، سواء كان هذا الزمن "لحظة بعينها" أو فترة ممتدة.
والزمن (سواء كان لحظة أو فترة) هو وعاء الفعل. ولو لم يكن هناك سيرورة للزمن، وتعاقب أنَّاته، لما كان هناك أحداث، ويشبه هذا ما نفعله من تجميد صورة فيلم متحرك، فلو لاحظت لوجدت أن عداد الزمن يتوقف عندها.
وباختصار: فأيام الخلق في القرآن والحديث النبوي هي مراحل الخلق. مثلما نقول أن الإنسان ينشأ على مراحل: (الطفولة فالصِّبا فالشباب فالرجولة فالشيخوخة فالكهولة). فهذه ستة مراحل. أو ستة أيام. وعلى ذلك يمكنك أن تقول: يوم كنت طفلاً كان أحلامي كيت وكيت، ويوم كنت شاباً كانت كيت وكيت. وليس غريباً أن تُقسَّم أيام حياة الإنسان الستة هذه، إلى 7 سنوات للمراحل الثلاثة الأولى، و15 سنة للثلاثة الأخيرة، فيكون متوسط عمر الإنسان مثلاً هو مجموعها (7+7+7+15+15+15) = 66 سنة.
أما اصطلاح "الحدث" event في النظرية النسبية العامة (التي تُستخدم في دراسة علم الكون – الكوسمولوجي - ونشأته وتتابع أحداثه) هو ما يُعَبَّر عنه بأربعة أرقام؛ ثلاثة منها لمكان وقوع الحدث (تمثل بعده الأفقي والرأسي و الغور)، والرابع لزمنه. ولأن النسبية العامة قد مزجت الزمان بالمكان، ويُترجم بـ (الزمكان)، فلم يعد الزمان فيها خالصاَ منفصلاَ عن المكان، كما كان في ميكانيكا نيوتن.
ولا يوجد في علم الكوسمولوجي الراهن تقسيم لتاريخ نشأة الكون. وذلك لأن علماءه لا يعلمون أطوار الخلق على التفصيل، وإن ألـمُّوا ببعض الملامح، مثل تعيينهم أن انتشار الضوء في الكون لم يبدأ إلا بعد مرور 380 ألف سنة من لحظة البداية، وأن عمر الكون الآن 13700 مليون سنة، وأن الأرض قد استغرقت الثلث الأخير من هذا العمر. فلو أن الكون رجلاً والأرض ابنته، وكان عمر الرجل 60 عاماً، لكانت ابنته عمرها 20 عاما.
(وفي هذا المثال، لا يمكن أن تكون ابنة الرجل قد خُلقت إلا بعد أن يكون أبوها قد تزوج، ....... وكذلك الأرض، لا يمكن لها أن تكون قد خُلقت إلا بعد أن تكون مادتها قد تخلَّقت في النجوم ... وهذه الإفادة بعينها هي بيت القصيد من كامل موضوعنا الذي نناقشه هنا)
وفي هذه الأرقام الممثلة لعمر الرجل وإبنته في المثال – لو لاحظت - مَلْمَح لطيف، وهو أن نفس النسبة بين عمر الأرض إلى عمر الكون هي ما نجده في القرآن من أن خلق الأرض قد تم في يومين من ستة أيام خُلقت فيها السموات والأرض جميعا.
والخلاصة أننا نتفهم كلام الله تعالى بما رجح من علم الكون الناتج عن الرصد وما يصاحبه من تحليل راجح، دون القطع بما هو مستغرب من نظريات كالتي تشتهر بأن الكون كان في لحظة الخلق الأولى في حجم نقطة لا تراها العين،
وفي نفس الوقت نتكشف معاني الخلق وتقديم الراجح من النظريات على المرجوح بما أخبرنا الله تعالى به من خبر صادق عنها، لا يعلمه إلا خالق الكون سبحانه.
أما ما يُفهم من كلامك - أستاذ علي - من أن أيام الخلق الستة، هي ستة أوامر إلهية؛ كن كذا ... كن كذا .. .. بعدد ستة أحداث، فهذا ما لا أرى له تأييد ... سواء من أقوال المفسرين ... ولا من علم الفلك والكون. ... فالمعلوم أن الله تعالى قد خلق الكون بسنن، مثلما خلق الإنسان في بطن أمه بما نعرف وما لا نعرف من سنن، وأن هذه السنن تسير كما قدَّرها الله تعالى منذ لحظة الخلق الأولى. ولا ينبغي أن تفهم فقط من قوله تعالى "كُنْ فَيَكُونُ" أنها تتعلق فقط بحدث يقع في أنة من الزمان، دون زمن استغراقي ممتد، أو دون أسباب متتابعة متلاحقة .. أوليس أن عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام قد قال الله تعالى في شأنه "إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" ومع ذلك قد قضى عيسى في بطن أنه كغيره من البشر؟! .. كما وأن آدم قد قضا أجلاً بين الطين والإنسان السوي لا يعلمه إلا الله.
هذا والله تعالى أعلم..
________________________
تنويــــــــــه:
ما أدرجته أعلى ليس إلا بعض محتويات موضوع [خلق السموات والأرض في ستة أيام - تأويل جديد] و الذي نشأ عن مراجعاتي على مقولات الأستاذ الدكتور محمد الصادق عرجون - رحمه الله تعالى - ويمثّل ما افتُتح من نقاشات حول الموضوع على الرابط الآتي:
1- ملتقى أهل التفسير.
وقد تبقى نقاشات نفس الموضوع على المنتديات الآتية، إلا أنها كانت أقل غنى مما سبق:
2- ملتقى أهل الحديث.
3- المجلس العلمي - على موقع الألوكة.
4- منتدى التوحيد.
تاريخ النشر الصحيح لهذه الصفحة هو: 15 فبراير 2014
مرجع هذه المقالة هو:
مقالات مرتبطة:
افتتت موضوع بعنوان: خلق السماوات والأرض في ستة أيام - تأويل جديد
بملتق أهل التفسير في 03/04/1435 - 03/02/2014, 10:51 am وجاءت المداخلات كالآتي:
*****************************
(1) عزالدين كزابر:
في معرض مراجعاتي لأقوال الأستاذ الدكتور (محمد الصداق عرجون) ، وذلك في فصل مُخَصَّص له ضمن فصول كتاب: (براءة التفسير والإعجاز العلمي في القرآن من الشكوك عليه). وجدت لزاماً عليّ أن أُفصِّل القول (شيئاً ما) في تأويل الأيام الستة التي خُلقت فيها السموات والأرض، آخذاً في الاعتبار ما أعلمه في الفيزياء وعلم الكونيات cosmology، مع اعتبار درجة الترجيح والمصداقية.
وقد توصلت إلى نتيجة مغايرة لأقوال المفسرين من حيث ترتيب أيام الخلق الستة، ودلّلت على الأسباب التي أدت بي إلى ذلك، وذكرت الرأي الشائع في كتب التفسير، والذي استنصر به الدكتور (محمد الصادق عرجون)، ولماذا هو ضعيف.
ورغم أني نوَّهت إلى هذا الإضافة في مداخلة ذلك الفصل بالموضوع الخاص بالكتاب، إلا أني أعيدها هنا برأسها لتكون موضوعاً خاصّاً، نظرً لأهميتها، ولما عساها أن تثيره من حفيظة بعض المتمسكين بالتفسير المأثور لهذه المسألة العلمية الهامة، فينتهضوا للرد، فأقرأ ردودهم على تضعيفي للتفسير المأثور، فأستفيد منها لعلِّي أكون مخطأً، ... أو أُقنع المعارض لتأويلي الجديد، لعلَّه يكون هو المخطئ. ... أو أن يقرأ هذا التأويل من يظن - من مُعارضي القرآن والإسلام - أن التأويل المأثور لأيام الخلق الستة هو التأويل الوحيد والفريد. ولعله يقتنع بتأويلي، فتزول شبهة اختلافها عليه أو ارتكانه إليها في رفضه لعلمية القرآن، فينفتح الباب أمامه لمزيد من إدراك العمق القرآني لمعاني وحقيقة الخلق وأسراره.
وهذا هو الرابط المباشر لردِّي على الدكتور عرجون، وما فيه من تأويل جديد لأيام الخلق الستة، ومن أراد النتائج - الخاصة بتأويل الأيام الستة - في أشكال توضيحية، فليقفز مباشرة إلى الأشكال (1، 2، 3)، ففيها الخُلاصة، غير أنها لا تغني عن القراءة الشاملة والواعية.
وقد توصلت إلى نتيجة مغايرة لأقوال المفسرين من حيث ترتيب أيام الخلق الستة، ودلّلت على الأسباب التي أدت بي إلى ذلك، وذكرت الرأي الشائع في كتب التفسير، والذي استنصر به الدكتور (محمد الصادق عرجون)، ولماذا هو ضعيف.
ورغم أني نوَّهت إلى هذا الإضافة في مداخلة ذلك الفصل بالموضوع الخاص بالكتاب، إلا أني أعيدها هنا برأسها لتكون موضوعاً خاصّاً، نظرً لأهميتها، ولما عساها أن تثيره من حفيظة بعض المتمسكين بالتفسير المأثور لهذه المسألة العلمية الهامة، فينتهضوا للرد، فأقرأ ردودهم على تضعيفي للتفسير المأثور، فأستفيد منها لعلِّي أكون مخطأً، ... أو أُقنع المعارض لتأويلي الجديد، لعلَّه يكون هو المخطئ. ... أو أن يقرأ هذا التأويل من يظن - من مُعارضي القرآن والإسلام - أن التأويل المأثور لأيام الخلق الستة هو التأويل الوحيد والفريد. ولعله يقتنع بتأويلي، فتزول شبهة اختلافها عليه أو ارتكانه إليها في رفضه لعلمية القرآن، فينفتح الباب أمامه لمزيد من إدراك العمق القرآني لمعاني وحقيقة الخلق وأسراره.
وهذا هو الرابط المباشر لردِّي على الدكتور عرجون، وما فيه من تأويل جديد لأيام الخلق الستة، ومن أراد النتائج - الخاصة بتأويل الأيام الستة - في أشكال توضيحية، فليقفز مباشرة إلى الأشكال (1، 2، 3)، ففيها الخُلاصة، غير أنها لا تغني عن القراءة الشاملة والواعية.
*******
(3) العليمي المصري:الأخ العزيز / عز الدين كزابر
أحييك على اجتهادك الذى بذلتَ فيه - كما هو واضح - مجهودأ كبيرأ
ولكن أخى ، أرى أن تأويل الحرف ( ثم ) بغير معناه المعروف فيه بعض التكلف ، خاصةً وأنك قد أبقيته على معناه الأصلى فى الآية 29 من سورة البقرة ، مع أنها لا تختلف فى شىء عن الآية 11 من سورة فصلت ، فالموضوع فيهما واحد ، فلماذا نلجأ إلى التأويل مع تلك الأخيرة دون الأولى ؟
وبوجه عام فإن تأويلك جيد ، ولكن فى النفس من ( ثم ) شىء
وأعتقد أنه قد يوجد تأويل آخر يمكن حمل الآية عليه ، ولكنه غائب عنا فى الوقت الحاضر ، وسيأتى لا محالة اليوم الذى يُظهره الله تعالى فيصبح المتشابه مُحكمأ وينحل الإشكال ، والله أعلم
*******
(4) عزالدين كزابر:السلام عليكم ورحمة الله:
فيما يخص قولك : [أرى أن تأويل الحرف ( ثم ) بغير معناه المعروف فيه بعض التكلف]
والذي يُفهم منه أن (ثم) معناها المعروف هو عطف الحدث اللاحق على السابق، وأن خلاف ذلك يُعد من التكلف. فأقول: أن الأمر ليس كذلك، فما ذكرته أنت هو الأكثر استخداماً ولذلك فهو الأشهر. ولكن يوجد استخدام آخر هو التتابع الإخباري، أو الذٍّكري. وقد أشرت إليه في المقالة، وأدرجت مصادر لأقوال العلماء فيه، منهم الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير، والدكتور عبد الخالق عضيمة (الحاصل على جائزة الملك فيصل سنة 1983) حديثاً، ومنهم تفسير الطبري قديما.
ولتجلية الصورة، أقول: .... لنقرأ الأسلوبين الآتيين:
(1)- (قل س، (ثم) ص)
(2)- (حصل س، (ثم) ص)
الأسلوب في (1) صريح في التتابع الذكري، أي: (أذكر س، ثم أذكر ص). ويظل صحيحاً في كل أحوال العلاقة الزمنية بين الخبرين س، ص، إلا أن الظاهر أن يُذكر الأسبق زمنياً إلا إذا كان هناك من سبب يدعو لتقديم المتأخر بالذكر. والمثال الصريح في ذلك، قوله تعالى "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ"(الأنعام:11) .
أما الأسلوب في (2) فهو صريح في التتابع الحدوثي، أي: (حصل س، ثم بعد ذلك حصل ص)، ومثال ذلك، قوله تعالى: "وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ"(محمد:38)، أي: (إن تتولوا يحصل كذا ثم يحصل كذا).
* والآن: ماذا لو جاء الأسلوبين جميعاً في عبارة واحدة: على الصورة:
(3)- قل حصل كذا، ثم كذا.
هل معناها (قل حصل كذا، ثم قل حصل كذا) فتكون (ثم) للترتيب الذكري، أم أن معناها (قل حصل كذا، ثم حصل كذا)، فتكون للترتيب الحدوثي؟! ... هنا لا تستطيع العبارة اللغوية وحدها أن تُفرد المعنى. ويستدعي الأمر بالضرورة قرينة من خارجها لتمييز المعنى الفريد المقصود. ومثال ذلك، قوله تعالى " قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا...، وَلَا تَقْرَبُوا....، وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي...،ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ..... "(الأنعام:151-154)
ويمكن وضع القالب الأسلوبي لذلك على الصورة: (قل كذا، ثم كذا، ثم حصل كذا،ثم حصل كذا)
وهنا لا تفيد العبارة اللغوية ذاتها التمييز بين ما قبل ثم وبعدها زمنياً إلا الشيوع، أي الظاهر، وهو الترتيب الزمني، فيؤخذ به لأنه الغالب، إلا إذا استحال المعنى. .. وباستحالة المعني أقصد أنه لا يمكن أن يكون صحيحاً، لوجود قرينة تمنعه. فقارئ القرآن (المسلم حديثاً مثلاً) الذي لا يعلم أي شيء عن موسى ، وزمن بعثته، سيفهم من ظاهر الآية أن (آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ) حصل بعد بعثة محمد عليه الصلاة والسلام!!! .. ولأننا نعلم أن هذا غير صحيح بالقرائن القاطعة، أصبحت هذه القرائن دليل على أن (ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ) معناها (ثُمَّ – قل يا محمد - آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ)، وذلك كما قال الطبري في تفسيره.
والآن، تماثل مسألتنا هذه المسألة بعينها، ففي قول الله تعالى " قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ....، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ...، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ...، فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا.. "
أي: (قل حصل كذا ثم حصل كذا)
وهنا توجد قرينة دامغة أيضاً على استحالة أن تكون ثم للترتيب الزمني، وهي أن مادة الأرض من عناصر كيميائية كالكربون – وكل ما عداها من عناصر- حتماً أنها نبتت في قلوب نجوم متتابعة. وهذه النجوم في السماء، وأنه بالضرورة قد خُلقت قبل أن تأتي تلك العناصر وتتراكم في جرم الأرض. وهذا الأمر محسوم بالأدلة العلمية ولا أرى له سقوطاً إلا إذا انهدم كل هيكل الفيزياء النووية الحديثة، وما نتج عنها من تحكم في تخليق تلك العناصر الآن في المفاعلات النووية، بل وتخليق عناصر ليست موجودة في الطبيعة لسرعة انحلالها مثل كاليفورنيوم وأينشتانيوم وذلك من بين حوالي 20 عنصر كيميائي مخلق في المعامل النووية، وكان آخرها العنصر المسمى (أون أون سبشيامUnunseptium) والذي أمكن اكتشافه وتصنيعه في إبريل من عام 2010.
بمعنى أن هذه القرينة العلمية في الفيزياء النووية تقطع بأن جرم الأرض لا يمكن البتة أن يكون قد تخلَّق قبل نجوم السماء، وبالتالي تكون (ثم) في قوله تعالى (ثُمَّاسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ) قد جاءت للترتيب الذكري كما هي (ثم) في قوله تعالى (ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ). وإذا منعنا ذلك لعدم ألفتنا باللغة العربية الصحيحة فقد أشكلنا معنى (آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ) وكيف يأتي ذكرها حدوثاً بعد (أَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا)، أي بعد الوحي بالقرآن. وعلى ذلك يكون الإشكال هو فقداننا الحس اللغوي لشيوع بعض العربية دون بعضها الآخر، وعدم إحاطتنا الكاملة بأساليب اللغة العربية.
...
يتبع
*******
(5) العليمي المصري:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخى الأستاذ عز الدين
جُزيت خيرأ على ردك المسهب ، مع أنى قداستوعبته من قبل حين قرأت مقالك الأصلى ، فليس فيه جديد بالنسبة لى ، ولكنه قد يكون مفيدأ لتشرح وتُبيّن وجهة نظرك لغيرى من المتابعين
ثم أقول : ما زلتُ أرى أن تأويلك للحرف ( ثم ) فى آية سورة فصلت يشوبه التكلف ولتعذرنى فى ذلك ، لأنك قدّرت جملة محذوفة من الصعب جدأ أن ترد على ذهن أى قارىء للآية ، تلك هى الجملة التى تحتها خط والملونة بالأحمر فى العبارة التالية :
ثُمَّ ( قل يا محمد أن الله ) اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ .. ( مقتبس من مقالك الأصلى )
ألا ترى أخى أن التكلف ظاهر جدأ فى بنية هذه العبارة ككل ، وأن من الصعب للغاية أن يفكر فيها من يتلو الآية ليفصل ما بين ( ثم ) وبين ( استوى ) فصلاً تامأ ، قاطعأ الصلة بينهما تمامأ برغم قوتها ؟!!
ومع ذلك فقد وجدتُ لك مخرجأ من هذا الإشكال ، فتأمل فيما يلى :
إن الآية تفيد أن الأرض قد خُلِقَت بينما كانت السماء دخانأ ، أى أن السماء كان لها وجود أثناء خلق الأرض ، غاية ما هنالك أنها كانت دخانأ ، أى فى الحالة الغازية ، ولم تكن معدومة تمامأ ، وبذلك نكون قد حافظنا على ( ثم استوى ) ولم نضحى بها لحساب معنى بعيد عن الخاطر بعد المشرقين
على أية حال هذا اجتهاد لك أن تأخذ به أو أن تنبذه ، ولكنى أطرحه كمثال على امكانية وجود تأويل آخر قد يكون محجوبأ عنا كما سبق وأخبرتك فى ختام مداخلتى السابقة
وأنت مشكور ومأجور إن شاء الله على اجتهادك ، ولك تحياتى
*******
(6) عزالدين كزابر:الأستاذ الفاضل العليمي
الأخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله
أتابع هنا الرد على السؤال الذي جاءني أعلى، وبدأت الرد عليه في المداخلة السابقة:
يقول الشق الثاني من السؤال: [ أبقيت على معنى (ثم) الأصلى فى الآية 29 من سورة البقرة ، مع أنها لا تختلف فى شىء عن الآية 11 من سورة فصلت ، فالموضوع فيهما واحد، فلماذا نلجأ إلى التأويل مع تلك الأخيرة دون الأولى ؟]
أقول أن السؤال وجيه جداً، ... رغم أني كنت قد أشرت إلى الإجابة عنه في المقالة مدار الحوار، ويبدو أن الأمر يحتاج مزيداً من التفصيل. وهذا ما سأقوم به الآن:
أولاً، الآيتان اللتان بدى أن موضوعهما واحدٌ (كما جاء في نص السؤال) هما:
- قوله تعالى "هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ"(البقرة:29)
- وقوله تعالى "قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ...(9-10)، ثُمَّاسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ... (11)"(فصلت)
الفرق الجوهري بين الآيتين: هو أن المُتحدث عنه قبل (ثم) (ومن حيث اللفظ) في سورة البقرة هو (ما في الأرض جميعاً)،وفي سورة فصلت هو (الأرض .. والجبال والبركة والأقوات).
وما تبادر إلى الذهن أن (ما في الأرض جميعاً) هو (جميع ما في هذه الأرض)، وأن هذا هو (الأرض .. والجبال والبركة والأقوات).
ويأتي الإشكال الكبير مع هذا الفهم إذا استحضرنا قول الله تعالى "أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32)"(النازعات)
حيث أتت الآية صريحة للغاية وقاطعة في أن دحو الأرض قد تم (بعد) بناء السماء ورفع سمكها، وإخراج ضحاها (خلق نجومها)
وذلك لأن (بَعْدَ ذَلِكَ) قاطعة في الترتيب الزمني. بمعنى أن الأرض قد دحيت وأخرج منها الماء والمرعى وأرسيت الجبال بعد رفع السماء وخلق نجومها على نحو ضروري لا فكاك منه. وما من سبيل يمكن أن يختلف معه الترتيب الزمني مهما حاول المتأولون.
والنتيجة الأخيرة تلزمنا بأنه ليس كل ما في الأرض (مثل الماء ورسو الجبال) يمكن أن يكون قد خُلق قبل الاستواء إلى السماء، وذلك كما فهمنا من آية (البقرة:29).
وهذا هو الإشكال الأكبر.
ولللخروج من هذا الإشكال يجب تقديم أقوى الدليلين لأن الجمع بينهما مستحيل:
1- دليل سورة النازعات بأن الاستواء إلى السماء حدث قبل خلق (كل ما في الأرض)
2- دليل سورة البقرة بأن خلق (كل ما في الأرض) حدث قبل الاستواء إلى السماء.
وحيث أن دليل سورة النازعات أقوى، بل قاطع (بسبب قوة أسلوب بعد ذلك في الترتيب الزمني من ثم)، لزمنا إعادة تاويل آية (البقرة:29) لتتسق مع (النازعات:27-32).
إعادة تأويل آية (البقرة:29):
دفعنا إلى ذلك دفعاً، التصادم مع آيات الخلق في سورة النازعات، والتي جاءت أقوى في إفادة الترتيب الزمني. وبناءاً عليه، يجب أن يتفق التأويل الجديد في آية (البقرة:29) مع ترتيب الخلق في سورة النازعات، أي مع كون الاستواء إلى السماء قد حدث قبل خلق (كل ما في الأرض).
وبالنظر جيداً في آية (البقرة:29) والتي يقول الله تعالى فيها " هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ"
سنجد أننا فهمنا (مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) على أنه هو هو (كل ما في كرة الأرض بما يشمل الجبال والماء). ويبدو لنا أن الإشكال يعود إلى هذا الفهم.
وللخروج من ذلك، نحلل المقطع (مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) – في صورة تساؤلات وإجابات - كالآتي:
- هل (جميعاً) تصف (ما في الأرض) فتكون بمعنى (كل ما في الأرض) وهو المعنى الذي أخذناه بداهة لِعِلْمِنا الفريد بأن الأرض هي فقط ما تقع تحت أقدامنا دون غيرها؟
- أم أن (جميعاً) تصف (الأرض) فتكون بمعنى (ما في كل الأرض)، وهنا يكون الحديث على ذلك الخلق المودع (المكنون) في كل أرض خُلقت حتى تلك اللحظة، فيشمل ذلك أرضنا وغيرها من أراضي (أجرام)؟!
وإذا لم يكن أمامنا إلا هذين الاختيارين، ونعلم أن الأول تصادم مع سورة النازعات الأقوى، ومن ثم يجب استبعاده، فلن يتبقى إلا المعنى الثاني، وهو أن (مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) تعني فقط (ما في كل أرض)
ولكن،
(1) - هل يصمد معنى (الأرض) ليتحمل أن يؤول إلى (كل أرض في الكون)؟
(2)- وما عساه يكون (ما في كل الأرض)؟ ..هل هو شيء مشترك تحتويه كل هذه الأراضي، ويكون قد خُلق بالفعل قبل أن يحدث الاستواء إلى السماء وتسويتها إلى سبع سموات؟
الإجابة عن (1) هي نعم، بمعنى أن معنى (الأرض) يقبل – حسب السياق – أن يؤول إلى (كل أرض في الكون)، ونجد ذلك في كلام أبي حامد الغزالي في كتابه (محك النظر) حين قال:
[الإسم المفرد في لغة العرب إذا أُدخل عليه الألف واللام كان لاستغراق الجنس، وقد يُسمَّى لفظاً عاماَ، ويقال الألف واللام للعموم، فإن قيل: كيف يستقيم هذا ومن يقول الإله أو الشمس أو الأرض فقد أدخل الألف واللام، ولا يدل اللفظ إلا على وجود معيّن خاص لا شركة فيه.
فاعلم أن هذا الوهم غلط، فإن امتناع الشركة ها هنا ليس لنفس اللفظ، بل الذي وضع اللغة لو جوّز في الآلهة عدداً، لكان يرى هذا اللفظ عاما في الالهة، فحيث امتنع الشمول، لم يكن لوضع اللفظ، بل لاستحالة وجود إلَه ثان، فلم يكن المانع نفس مفهوم اللفظ، بل المانع في الشمس أن الشمس في الوجود واحدة. فإن فرضنا عوالم، وفي كل واحد شمس وأرض كان قولنا الشمس والأرض شاملاً للكل، فتأمل هذا. فإن من له قدم في جملة الأمور النظرية ولا يفرّق بين قوله السواد وبين قوله الشمس وبين قوله هذه الشمس عظم شهوة (يقصد انغماساً وشطحاً) في النظريات من حيث لا يدري.]
وأما عن ماهية ذلك الشيء المحتوى في كل أرض في الكون، ويكون قد خُلق بالفعل قبل أن يحدث الاستواء إلى السماء وتسويتها إلى سبع سموات، فيمكن فهمه على أنه ما نراه يخرج من المادة وينعتق في صورة طاقة. بمعنى أن المادة الأرضية التي نراها ذات كتلة، هي طاقة منحبسة في ما نعرفه بجسيمات وذرات المادة، وذلك قبل أن تتواجد هذه الجسيمات والذرات. وإذا تحررت، فهي طاقة. وهذه الطاقة محتواة في كل مادة، أي في كل أرض، بل وكل ذرة في الكون. أي أنه قبل أن تتألف المادة في ذرات كانت طاقة. فالطاقة إذاً هي المحتوى المشترك في كل مادة الكون، أي في كل أراضي الكون. فإن قيل: وماذا عن النجوم، أقول أن النجوم هي الهيئة التفاعلية التي يجري فيها تحول الطاقة إلى مادة، أي إلى ذرات. ... وهذا يؤكد أن وجود الطاقة لابد وأن يكون سابقاً على النجوم وعلى كل أجرام الكون المادية، أي الأراضي. وعليه تكون الطاقة هي أول ما خُلق، لأن منها وما نبت فيها من ذرات أولية تتهيج النجوم، ومن نتاج تهيج النجوم، تتخلق المادة، التي بتراكمها تظهر الأراضي. ... والخلاصة المتناغمة والمتسقة مع كل هذه السيرورة، أن تكون الطاقة هي الشيء الوحيد الممكن أن يؤول إليه (ما في الأرض جميعاً) أي: ما في الكواكب (والنجوم بحكم وحدة جنس الطاقة) جميعا. وذلك أن (ما في النجوم) هو تهيئة هذه الطاقة إلى مادة، فمحتوى النجوم هو من جنس ما في الأرض جميعاً، وإن كان مزيجاً من المادة الخام (الطاقة) والمادة المصنعة (ذرات المادة)، وذلك قبل أن تتكون السدم من الذرات، والغبار، وتتراكم في أجرام كوكبية مثل أرضنا.
وبناءاً على كل ذلك يكون معنى قول الله تعالى في سورة البقرة " هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ " أن ما خلقه الله تعالى أولاً كان طاقة خالصة (تمثل الآن ما في كل مادة الأجرام)، وبعد خلقها سوّىمحيطها المتسامي عنها (السماء) إلى سبع هيئات وجودية (سبع سموات).
أما قول الله تعالى في سورة فصلت "قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ... (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ .. (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ... (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ ...(12)"
فالحكاية فيه (في الأية (9)) عن كوكب الأرض خصيصاً، بدليل الجبال والبركة المنسوبة إليها في آية (10)، وهذه لن تنشأ إلا بعد خلق ذراتها في النجوم، والنجوم لن تنشأ إلا بعد خلق السماء وتسويتها. (وهذه الأخيرة - كما جاء في (البقرة:29)- لن تنشأ إلا بعد خلق الطاقة الخالصة الكلية في الكون والتي هي بمثابة الهيئة الخام - والتي تعرفنا عليها أنها المقصودة بـ "ما في جميع الأجرام" أي ما في الأرض جميعاً)
والخلاصة:
أن آية (البقرة:29) تتكلم عن: خلق طاقة الكون يليها تسوية السموات.
أما آيات (فصلت: 9-12) فتتكلم عن: تسوية السموات يليها تخلق المادة الأرضية (أقوات الأرض)، يليها تشكل كوكب الأرض.
أي أن موضوع الآيتين مختلف، ومن ظن أن الحكاية واحدة بين هذه وتلك، وأنها مجملة في الأولى ومفصلة في الثانية، فقد اختلط عليه الأمر.
وقد رافق اختلاف الموضوع بين الآيتين، اختلاف معنى (ثم) بينهما أيضاً، بما استلزمه سياق كل منهما، فكان في الأولى عطف زمني، وكان في الثاني عطف إخباري، ثم تبين بالتحليل أنه عطف زمني منعكس، من الخبر الأحدث إلى الأقدم. (تراجعمقالة "الرد على الدكتور محمود الصادق عرجون" لمزيد من التفصيل).
هذا والله تعالى أعلم
*******
(7) عزالدين كزابر:عزيزي الأستاذ العليمي
حول قولك في مداخلة #5:
ما زلتُ أرى أن تأويلك للحرف ( ثم ) فى آية سورة فصلت يشوبه التكلف ولتعذرنى فى ذلك ، لأنك قدّرت جملة محذوفة من الصعب جدأ أن ترد على ذهن أى قارىء للآية ، تلك هى الجملة التى تحتها خط والملونة بالأحمر فى العبارة التالية :
ثُمَّ ( قل يا محمد أن الله ) اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ .. ( مقتبس من مقالك الأصلى )
ألا ترى أخى أن التكلف ظاهر جدأ فى بنية هذه العبارة ككل ، وأن من الصعب للغاية أن يفكر فيها من يتلو الآية ليفصل ما بين ( ثم ) وبين ( استوى ) فصلاً تامأ ، قاطعأ الصلة بينهما تمامأ برغم قوتها ؟!!
ثُمَّ ( قل يا محمد أن الله ) اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ .. ( مقتبس من مقالك الأصلى )
ألا ترى أخى أن التكلف ظاهر جدأ فى بنية هذه العبارة ككل ، وأن من الصعب للغاية أن يفكر فيها من يتلو الآية ليفصل ما بين ( ثم ) وبين ( استوى ) فصلاً تامأ ، قاطعأ الصلة بينهما تمامأ برغم قوتها ؟!!
بمعنى أني قلدت الطبري تماماً في تفسيره، (لاحظ العبارة نفسها بالخط الأحمر) ... وسبب التقليد أن العطف الإخباري - الموجود في كلا التفسيرين- يستلزم بالضرورة محذوفاً، ولشرح المعنى يُستَحضر المحذوف. وهذا هو ما فعله الطبري - شيخ المفسرين - واتبعت سبيله بلا حرج لقوة إقناعه.
أما عن اقتراحك الذي قلت فيه:
وجدتُ لك مخرجأ من هذا الإشكال ، فتأمل فيما يلى :
إن الآية تفيد أن الأرض قد خُلِقَت بينما كانت السماء دخانأ ، أى أن السماء كان لها وجود أثناء خلق الأرض ، غاية ما هنالك أنها كانت دخانأ ، أى فى الحالة الغازي
إن الآية تفيد أن الأرض قد خُلِقَت بينما كانت السماء دخانأ ، أى أن السماء كان لها وجود أثناء خلق الأرض ، غاية ما هنالك أنها كانت دخانأ ، أى فى الحالة الغازي
أن (الأرض) في قوله تعالى "قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ .... وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا .... ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ .."
هي الكرة الأرضية بدليل قوله تعالى بعدها "جَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا" ولا يمكن أن تكون أرضنا قد خُلقت بالفعل والسماء في مرحلة (السماء الدخانية) لأنها مرحلة سابقة على وجود النجوم التي فيها تخلقت ذرات المادة التي تراكمت لاحقاً في أجرام كالأرض. .. بمعنى آخر أن (السماء الدخانية) ليست سماءاً بها غازات، فالغازات نفسها تطلبت نجوماً حتى تتخلق ذراتها. وإنما (السماء الدخانية) هي مرحلة تالية مباشرة لمرحلة (الماء الأولي) - أنظر في ذلك مقالة "حول معنى"الماء" في قوله تعالى "وكان عرشه على الماء"") وفيها أشرح تصوري لعلاقة الدخان بالماء الأولي السابق عليه، وبنشأة ذرات المادة اللاحقة عليه.
*******
(8) العليمي المصري:لنُرجىء مشكلة ( ثم ) الآن وننحيها جانبأ إلى أن نصل فيها إلى حل مُقنع
ولننظر فى إمكانية وجود تأويلات أخرى ، فقد اقترحت عليك تأويلاً آخر ، ولكنك رأيته لا يستقيم
وبما أن هذا التأويل - الذى طرحته كمثال فقط على امكانية وجود تأويلات متعددة - لا يستقيم من وجهة نظرك التى أحترمها وأُقدرها ، فما قولك فى التأويل الذى طرحه عليك الأستاذ الطبيب "محمود عبد الله نجا" فى المشاركة رقم 6 من نفس موضوعك هذا على منتدى التوحيد ، حيث قال :
(( بعض المفسرين اعتبر أن كل سماء بعد الأرض هي جو الأرض و كل سماء قبل الأرض هي السماء الكونية
وفي آيات فصلت السماء بعد الأرض فربما القصد منها الغلاف الجوي بطبقاته المتعددة
وهي نظير قوله تعالي في البقرة (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوي الي السماء فسواهن سبع سموات)
وهذا الفهم ربما يطرح سيناريو جديد تماما اذا كانت سماوات في الآية بمعني الغلاف الجوي للأرض , فتكون آيات فصلت تتكلم عن الأرض بغلافها الجوي ولا تشير الي سماوات الكون , ويكون الدخان فيها هو بخار الماء المتصاعد من الأرض الملتهبة , فالأرض نشأت بلا غلاف جوي و لما تكون الماء تبخر بالحرارة فصار هناك دخان مثل الذي تراه عند غليان الماء, وتسوية الطعام فسواه الله سبع سموات ، أي أن الأرض كالسماء تأخذ 6 أيام للخلق بعد عملية الفتق ))
أوليس هذا التأويل فيه حل للإشكال برمته ، أم تراه لا يستقيم أيضأ ، فإن كان كذلك فما هى أسباب عدم استقامته ؟
مع أطيب تحياتى
*******
(10) عزالدين كزابر:
أخي العزيز العليمي
هذا التفسير لا يستقيم أيضاً لثلاث مجموعات من الاعتراضات، مرتبة ابتداءاً بأقواها:
المجموعة الأولى:
1- أنه حسب تأويل (السموات=الغلاف الجوي) ستستغرق الأرض في خلقها ستة أيام كاملة، الأربعة أيام الأولى + يومي خلق الغلاف الجوي (السموات حسب المقترح)، وهذا مستحيل. فالزمن اللازم لإنبات ذرات الأرض الكيميائية في سلسلة من النجوم المتتابعة حتى تتخلق كل العناصر الكيميائية بما فيها أثقلها وزنا كاليورانيوم، أطول من الزمن الذي تراكم فيه هذ التنوع التام من العناصر ليتشكل منها كوكب الأرض. فكيف يتساوى زمن خلق كوكب الأرض (زمن التراكم والتشكل والتهيئة) مع كامل زمن الخلق؟! .. والتقديرات الحالية تحسب فيزيائياً أن زمن وجود كوكب الأرض لا يزيد عن 1 /3 من زمن وجود الكون، .... وهي نسبة منطقية جداً. ... أما هذا المقترح (السموات=الغلاف الجوي) فيلزم عنه أن ابتداء خلق جرم الأرض بدأ مع اللحظة الأولى، وأن النسبة - من ثم - هي 1/1، ... وهذا مستحيل لفقدان الزمن الذي تنبت فيه مادة الأرض قبل أن تتشكل.
2- أن بعض من أطياف النجوم التي تصل الأرض، قطعت أزماناً في رحلتها ما يفوق ضعف عمر الأرض، فكيف يكون ذلك إذا كانت الأرض قد خلقت مع السماء في اللحظة الأولى منذ اليوم الأول؟ - لا يمكن مع هذه الأرصاد إلا أن تكون الأرض أحدث من خلق مصادر تلك الأطياف التي تصل الآن إلى الأرض.
المجموعة الثانية:
1 – أن الحديث عن خلق السموات (المعدودات سبعاً) جاء بدرجة من التفصيل في (البقرة:29)، وبتفصيل أكثر في (فصلت:9-12). وما عدا ذلك جاءت لتعني الكون بأكمله إذا جمعت مع الأرض (السموات والأرض)، أو لوصفها بصفة ما (سبعاً شدادا)
2- فإن وضعنا وجهاً مقترحاً لمعنى السموات السبع – بأنه طبقات الغلاف الجوي - في الآيتين اللتين جاء بهما تفصيل خلقهن، فلا بد أن ينعكس هذا المعنى على كل موضع جاء فيه ذكر (السموات) في القرآن. ويصبح محتملاً لأن يكون هو المراد في معناها، وغير ممتنع (لُغةً) أن يكون هو طبقات الغلاف الجوي، إلا إذا تآلفت القرآئن على غير ذلك.
3- فإذا قُبل هذا المعنى، فلن تستطيع تخطئة من يقول: كم هي صغيرة جنتكم التي وصفها قرآنكم بأنها (جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ) أي – حسب هذا التاويل – بسعة الأرض وغلافها الجوي الرقيق حولها.
4- وللخروج من مثل هذا المأزق، وخاصة مع قول الله تعالى "وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ" فلا بد من التأكيد عندئذ على أن (سبع سموات) لها وجهان: (السموات السبع العُلى) وتمتد لتشمل الكون المخلوق بكامل محتواه، و (السموات السبع الدنيا) وتشمل فقط غلاف الأرض الرقيق من الهواء، والذي نسبته من الأرض لا تزيد عن نسبة غلاف قشرة البرتقالة من البرتقالة؟!
5- وسيصبح هذا المعنى مستغرب، ودخيل. وسيصبح أمامنا وجهان لـ (السموات السبع) حيثما ترد، فنكون قد خرجنا من إشال (ثم) في موضع واحد، لنقع في إشكال (السموات والأرض) في مواضع عديدة.
المجموعة الثالثة:
1- القول بأن الدخان هو بخار ماء ليس ضرورياً، فقد يكون غلاف الأرض الأول دخاناً غازياً من غير بخار الماء، كما هو الحال في باقي كواكب المجموعة الشمسية، وخاصة الغازية الكثيفة منها كالمشترى وزحل ونبتون، ويكون ماء الأرض قد خرج منها في زمن لاحق. وأنه كان هناك غازات أسبق في غلاف الأرض الأولي، تحولت مع الزمن وآلت إلى ما هي عليه اليوم، بل إن هذا هو المؤكد.
2- أما إذا ذُكر بخار الماء قصداً، وأريد بذلك ربطه بقول الله تعالى (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) - باعتباره مرحلة أسبق من الدخان - فهنا الإشكال سيكون أشد، لأن تصور عرش الرحمن بأنه – تعالى الله العزيز الحكيم، ذو الجلال والإكرام، وعَظُمَ عرشُه على كل خلق مخلوق - في لحظة ماء كان على ماء الأرض – وجوداً حقيقاً – فلا بد أن ذلك سيعني تداخل حيز العرش مع حيز السماء، التي كانت تحتوي نجوماً بالضرورة، أسبق في وجودها على الأرض. وهذا تصور ننزه عرش الله عنه. وإذا أضفنا إلى ذلك أن ماء الأرض مُخلَّق العناصر (وخاصة الأكسجين) في النجوم، مما يقتضي تأخر ظهور ماء الأرض عن خلق النجوم. فيكون مجموع هذين السببين ملزماً لنا باستبعاد أن يكون ... هو ماء الأرض. (يُنظر في ذلك مقالة: [حول معنى"الماء" في قوله تعالى "وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ]")
هذا ما جال بخاطري ساعة قرأت هذا المقترح القائل بأن السموات في آيات (فصلت:9-12) و(البقرة:29)، قد تعني طبقات الغلاف الجوي، وقد تزيد الاعتراضات إذا أمعنا النظر أكثر في تداعيات هذا المقترح. وهذا هو السبب الذي جعلنا نهمله من قبل على منتدى التوحيد، حين سيق في لُجّة من التخمينات.
ومن الواضح أن المذكور أعلى من اعتراضات كفيل بنبذ المقترح، والذي وُضع خصيصاً لعلاج وضع حرف (ثم) وقصره على الترتيب الزمني، والقطع - مِن ثمَّ - بأنه لا يُراد منه الترتيب الإخباري. ... هذا رغم أن المراجع الأصيلة في اللغة العربية والتفسير وعلمائهما قد أقروا بصلاحية الترتيب الإخباري، وأنه لا غبار عليه، إذا حفت به القرائن ودلت عليه الشواهد.
هذا التفسير لا يستقيم أيضاً لثلاث مجموعات من الاعتراضات، مرتبة ابتداءاً بأقواها:
المجموعة الأولى:
1- أنه حسب تأويل (السموات=الغلاف الجوي) ستستغرق الأرض في خلقها ستة أيام كاملة، الأربعة أيام الأولى + يومي خلق الغلاف الجوي (السموات حسب المقترح)، وهذا مستحيل. فالزمن اللازم لإنبات ذرات الأرض الكيميائية في سلسلة من النجوم المتتابعة حتى تتخلق كل العناصر الكيميائية بما فيها أثقلها وزنا كاليورانيوم، أطول من الزمن الذي تراكم فيه هذ التنوع التام من العناصر ليتشكل منها كوكب الأرض. فكيف يتساوى زمن خلق كوكب الأرض (زمن التراكم والتشكل والتهيئة) مع كامل زمن الخلق؟! .. والتقديرات الحالية تحسب فيزيائياً أن زمن وجود كوكب الأرض لا يزيد عن 1 /3 من زمن وجود الكون، .... وهي نسبة منطقية جداً. ... أما هذا المقترح (السموات=الغلاف الجوي) فيلزم عنه أن ابتداء خلق جرم الأرض بدأ مع اللحظة الأولى، وأن النسبة - من ثم - هي 1/1، ... وهذا مستحيل لفقدان الزمن الذي تنبت فيه مادة الأرض قبل أن تتشكل.
2- أن بعض من أطياف النجوم التي تصل الأرض، قطعت أزماناً في رحلتها ما يفوق ضعف عمر الأرض، فكيف يكون ذلك إذا كانت الأرض قد خلقت مع السماء في اللحظة الأولى منذ اليوم الأول؟ - لا يمكن مع هذه الأرصاد إلا أن تكون الأرض أحدث من خلق مصادر تلك الأطياف التي تصل الآن إلى الأرض.
المجموعة الثانية:
1 – أن الحديث عن خلق السموات (المعدودات سبعاً) جاء بدرجة من التفصيل في (البقرة:29)، وبتفصيل أكثر في (فصلت:9-12). وما عدا ذلك جاءت لتعني الكون بأكمله إذا جمعت مع الأرض (السموات والأرض)، أو لوصفها بصفة ما (سبعاً شدادا)
2- فإن وضعنا وجهاً مقترحاً لمعنى السموات السبع – بأنه طبقات الغلاف الجوي - في الآيتين اللتين جاء بهما تفصيل خلقهن، فلا بد أن ينعكس هذا المعنى على كل موضع جاء فيه ذكر (السموات) في القرآن. ويصبح محتملاً لأن يكون هو المراد في معناها، وغير ممتنع (لُغةً) أن يكون هو طبقات الغلاف الجوي، إلا إذا تآلفت القرآئن على غير ذلك.
3- فإذا قُبل هذا المعنى، فلن تستطيع تخطئة من يقول: كم هي صغيرة جنتكم التي وصفها قرآنكم بأنها (جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ) أي – حسب هذا التاويل – بسعة الأرض وغلافها الجوي الرقيق حولها.
4- وللخروج من مثل هذا المأزق، وخاصة مع قول الله تعالى "وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ" فلا بد من التأكيد عندئذ على أن (سبع سموات) لها وجهان: (السموات السبع العُلى) وتمتد لتشمل الكون المخلوق بكامل محتواه، و (السموات السبع الدنيا) وتشمل فقط غلاف الأرض الرقيق من الهواء، والذي نسبته من الأرض لا تزيد عن نسبة غلاف قشرة البرتقالة من البرتقالة؟!
5- وسيصبح هذا المعنى مستغرب، ودخيل. وسيصبح أمامنا وجهان لـ (السموات السبع) حيثما ترد، فنكون قد خرجنا من إشال (ثم) في موضع واحد، لنقع في إشكال (السموات والأرض) في مواضع عديدة.
المجموعة الثالثة:
1- القول بأن الدخان هو بخار ماء ليس ضرورياً، فقد يكون غلاف الأرض الأول دخاناً غازياً من غير بخار الماء، كما هو الحال في باقي كواكب المجموعة الشمسية، وخاصة الغازية الكثيفة منها كالمشترى وزحل ونبتون، ويكون ماء الأرض قد خرج منها في زمن لاحق. وأنه كان هناك غازات أسبق في غلاف الأرض الأولي، تحولت مع الزمن وآلت إلى ما هي عليه اليوم، بل إن هذا هو المؤكد.
2- أما إذا ذُكر بخار الماء قصداً، وأريد بذلك ربطه بقول الله تعالى (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) - باعتباره مرحلة أسبق من الدخان - فهنا الإشكال سيكون أشد، لأن تصور عرش الرحمن بأنه – تعالى الله العزيز الحكيم، ذو الجلال والإكرام، وعَظُمَ عرشُه على كل خلق مخلوق - في لحظة ماء كان على ماء الأرض – وجوداً حقيقاً – فلا بد أن ذلك سيعني تداخل حيز العرش مع حيز السماء، التي كانت تحتوي نجوماً بالضرورة، أسبق في وجودها على الأرض. وهذا تصور ننزه عرش الله عنه. وإذا أضفنا إلى ذلك أن ماء الأرض مُخلَّق العناصر (وخاصة الأكسجين) في النجوم، مما يقتضي تأخر ظهور ماء الأرض عن خلق النجوم. فيكون مجموع هذين السببين ملزماً لنا باستبعاد أن يكون ... هو ماء الأرض. (يُنظر في ذلك مقالة: [حول معنى"الماء" في قوله تعالى "وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ]")
ومن الواضح أن المذكور أعلى من اعتراضات كفيل بنبذ المقترح، والذي وُضع خصيصاً لعلاج وضع حرف (ثم) وقصره على الترتيب الزمني، والقطع - مِن ثمَّ - بأنه لا يُراد منه الترتيب الإخباري. ... هذا رغم أن المراجع الأصيلة في اللغة العربية والتفسير وعلمائهما قد أقروا بصلاحية الترتيب الإخباري، وأنه لا غبار عليه، إذا حفت به القرائن ودلت عليه الشواهد.
فلماذا نلجأ إلى الأعسر، وفي متناولنا الأيسر، والذي تقبله اللغة، وشهد له شيخ المفسرين، وأقره، واستعمله؟!
والله تعالى يقول "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ"(الزمر:18)
وبشكل عام، لا بأس من طرح مزيد من التأويلات، وسيظل البقاء للأقوى حُجَّة، الأشبه بالحق.
والله تعالى يقول "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ"(الزمر:18)
وبشكل عام، لا بأس من طرح مزيد من التأويلات، وسيظل البقاء للأقوى حُجَّة، الأشبه بالحق.
*******
(11) العليمي المصري:
أخى العزيز ، أصارحك القول : إن سطوة معنى ( ثم ) التقليدى على تفكيرى لا أستطيع منها فكاكأ ، ويبدو أنى لن أقتنع بغير معناها الأصيل ( الترتيب الزمنى )
أما ما ضربت به المثل بآية سورة الأنعام 154 على احتمال "ثم" لمعنى آخر فهو أمر مردود عليه
فهناك قاعدة منطقية معروفة - لا أشك أنك تعلمها - تقول : القياس مع الفارق
فالمثل الذى ضربته لنا وكان هو مستندك الوحيد ، لا يصلح للقياس عليه ، فتأويل الطبرى لمعنى " ثم " فى آية الأنعام 154 ليس هو التأويل الوحيد الذى ينحل به الإشكال فى الآية
بل لقد قدم العديد من المفسرين حلولاً أكثر منطقية بكثير مما قدمه الطبرى ، منهم مثلأ الزمخشرى والرازى وابن جزى قديمأ ، ثم حديثأ الطبطبائى ورشيد رضا اللذين أبدعا فى بيان وجه العطف بـ " ثم " فى آية الأنعام ، ولولا مخافة التطويل والاستطراد لنقلت إليك قطوفأ من أقوالهم
فليس اختيار الطبرى هو المخرج الوحيد من المشكل حتى تتمسك به وحده وتتخذه مقياسأ لك
وأصارحك القول كذلك فى أن سطوة معنى ثم الزمانى على تفكيرى هى التى اضطرتنى إلى تبنى تأويلات أخرى كالتى عرضتها عليك ، برغم عدم قناعتى التامة بها
والآن بعد ما سبق منك من شرح وافى ومسهب فى المداخلات السابقة فلا أريد أن أشق عليك أو أن أهدر وقتك ، ولكنى وجدت فى كلامك عبارة كان لا بد من سؤالك عنها ، لأنها تبدو شديدة الغرابة للغاية ، وهى تتعلق بترتيب أحداث الخلق فى آيات فصلت ، حيث وجدتك تقول :
فكيف يا أخى يتأتى هذا ؟!
أعنى كيف تقول أن الآية تذكر ترتيب أحداث الخلق عكسيأ من الأحدث إلى الأقدم ؟!!
وهل يصح هذا أو يجوز فى لغة الخطاب القرآنى ؟!
ألم يكن القرآن قادرأ على ذكر الترتيب الحقيقى كما وقع بالفعل ، فما الذى يدعوه إلى التعمية علينا ولماذا يفعل ذلك أصلأ ؟
أو ما الداعى - كما نقول بالعامية المصرية - لهذا اللف والدوران ؟
هذا هو سؤالى الأخير ، وسأكتفى بعدها بمتابعة الموضوع هنا وعلى منتدى التوحيد
مع تحياتى
أما ما ضربت به المثل بآية سورة الأنعام 154 على احتمال "ثم" لمعنى آخر فهو أمر مردود عليه
فهناك قاعدة منطقية معروفة - لا أشك أنك تعلمها - تقول : القياس مع الفارق
فالمثل الذى ضربته لنا وكان هو مستندك الوحيد ، لا يصلح للقياس عليه ، فتأويل الطبرى لمعنى " ثم " فى آية الأنعام 154 ليس هو التأويل الوحيد الذى ينحل به الإشكال فى الآية
بل لقد قدم العديد من المفسرين حلولاً أكثر منطقية بكثير مما قدمه الطبرى ، منهم مثلأ الزمخشرى والرازى وابن جزى قديمأ ، ثم حديثأ الطبطبائى ورشيد رضا اللذين أبدعا فى بيان وجه العطف بـ " ثم " فى آية الأنعام ، ولولا مخافة التطويل والاستطراد لنقلت إليك قطوفأ من أقوالهم
فليس اختيار الطبرى هو المخرج الوحيد من المشكل حتى تتمسك به وحده وتتخذه مقياسأ لك
وأصارحك القول كذلك فى أن سطوة معنى ثم الزمانى على تفكيرى هى التى اضطرتنى إلى تبنى تأويلات أخرى كالتى عرضتها عليك ، برغم عدم قناعتى التامة بها
والآن بعد ما سبق منك من شرح وافى ومسهب فى المداخلات السابقة فلا أريد أن أشق عليك أو أن أهدر وقتك ، ولكنى وجدت فى كلامك عبارة كان لا بد من سؤالك عنها ، لأنها تبدو شديدة الغرابة للغاية ، وهى تتعلق بترتيب أحداث الخلق فى آيات فصلت ، حيث وجدتك تقول :
ثم تبين بالتحليل أنه عطف زمني منعكس، من الخبر الأحدث إلى الأقدم
أعنى كيف تقول أن الآية تذكر ترتيب أحداث الخلق عكسيأ من الأحدث إلى الأقدم ؟!!
وهل يصح هذا أو يجوز فى لغة الخطاب القرآنى ؟!
ألم يكن القرآن قادرأ على ذكر الترتيب الحقيقى كما وقع بالفعل ، فما الذى يدعوه إلى التعمية علينا ولماذا يفعل ذلك أصلأ ؟
أو ما الداعى - كما نقول بالعامية المصرية - لهذا اللف والدوران ؟
هذا هو سؤالى الأخير ، وسأكتفى بعدها بمتابعة الموضوع هنا وعلى منتدى التوحيد
مع تحياتى
*******
(12) عزالدين كزابر:لم أكن أتوقع منك ما فعلت تجاهي،
ألم أحسن إليك بالأمس عندما ...
ثم أحسنت إليك الأسبوع الماضي عندما ..
ثم أحسنت إليك الشهر الماضي عندما ...
ثم أحسنت إليك العام الماضي عندما ....
فهذا العطف من نوع العطف الذكري
ثم أنه الأقرب زمناً فالأبعد، فكان ترتيب زمني منعكس، وتستدعيه مواقف كثيرة؛ منها قرب العهد، ومنها الأهمية للسامع، ومنها إرادة المتكلم.
وكذلك في آيات فصلت:(9-12) من حيث المعنى:
[قل أتكفرون بربكم الذي
خلق الأرض في يومين... وما عليها
ثم قد بدأ خلق أقواتها ... قبلها بأربعة أيام
ثم قد سوى السماء سبعا في يومين.. وكان نَبْتُ أقوات الأرض فيها، منتشراً دخاناً مدخنا ]
فهذا عطف ذكري، والترتيب فيه زمني منعكس
(لاحظ السطر باللون الأخضر، هل انتبهت أني أنا نفسي قد استخدمت (ثم) التي في أول السطر في ترتيب ما قبلها وبعدها ترتيباً ذكريا!! .. أظنك لم تنتبه، رغم أنك فهمت العبارة كما أردتك أن تفهمها، ولم يكن فيها أي ترتيب زمني ... فكل ما فعلته أني ذكرت لك الأهم فالمهم ورتبتهما بـ (ثم)) ... هذا هو الترتيب الذكري.
أظن أن وقوعك في هذا المطب أقنعك بالترتيب الذكري.. أليس كذلك؟!
*******
(13) العليمي المصري:
... أظن أن وقوعك في هذا المطب أقنعك بالترتيب الذكري.. أليس كذلك؟!
وإنما فى مدى ملائمته للمقام والسياق فى حد ذاته
ذلك أن آيات سورة فصلت انما تسرد وقائع وتصف أحداثأ events / actions ، فهذا سياق سردى وصفى ، فإذا ورد حرف " ثم " فى مثل هذا السياق فإن أقرب دلالة له هى الترتيب الزمنى بوجه خاص
أما المثال الذى ضربته فليس من هذا النمط الوصفى السردى ، ولكنه من النمط الإنفعالى النفسى ، و " ثم " يأتى فيه ليخدم التصعيد النفسى العاطفى على النحو الذى ذكرته :
ألم أحسن إليك بالأمس ...
ثم أحسنت إليك الأسبوع الماضي ..
ثم أحسنت إليك الشهر الماضي ..
فهو هنا لا يتحدث بهدؤ وعقلانية عن أحداث مستقلة عن الوجدان ، كما هو مفترض فى آيات فصلت
هل تبين لك هذا الفارق بين الاسلوبين ؟
فليس الأمر هو رفضى التام للترتيب الذكرى ، وإنما أنا أنظر إلى مدى صلاحية توظيفه وملائمته للسياق ، هذا هو كل ما فى الأمر
ملحوظة : لم أكن أنوى الرد ، التزامأ بكلمتى فى المشاركة السابقة ، ولكنك نجحت فى استثارتى ( ابتسامة )
فتَرَفّق بى وبنفسك معأ ، ولا تحاول إثارتى مرة أخرى ( وكمان ابتسامة )
*******
(14) عزالدين كزابر:لا لم أتعمد إثارتك
بل كانت دعابة .. (إبتسامة عريضة هادئة)
أما العبارة التي كنت أشير إليها وأردت بها (فقط) الدعابة العلمية، فكانت عبارتي لك :
هذا العطف من نوع العطف الذكري ثم أنه الأقرب زمناً فالأبعد
أما عن سؤالك:
هل تبين لك هذا الفارق بين الاسلوبين ؟
وذلك حين قلت فيها:
ولتجلية الصورة، أقول: .... لنقرأ الأسلوبين الآتيين:
(1)- (قل س، (ثم) ص)
(2)- (حصل س، (ثم) ص)
الأسلوب في (1) صريح في التتابع الذكري، أي: (أذكر س، ثم أذكر ص). ويظل صحيحاً في كل أحوال العلاقة الزمنية بين الخبرين س، ص، ...
أما الأسلوب في (2) فهو صريح في التتابع الحدوثي، أي: (حصل س، ثم بعد ذلك حصل ص)، ومثال ذلك، قوله تعالى: "وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ"(محمد:38)، أي: (إن تتولوا يحصل كذا ثم يحصل كذا).
* والآن: ماذا لو جاء الأسلوبين جميعاً في عبارة واحدة: على الصورة:
(3)- قل حصل كذا، ثم كذا.
هل معناها (قل حصل كذا، ثم قل حصل كذا) فتكون (ثم) للترتيب الذكري، أم أن معناها (قل حصل كذا، ثم كذا)، فتكون للترتيب الحدوثي؟! ... هنا لا تستطيع العبارة اللغوية وحدها أن تُفرد المعنى. ويستدعي الأمر بالضرورة قرينة من خارجها لتمييز المعنى الفريد المقصود.
(1)- (قل س، (ثم) ص)
(2)- (حصل س، (ثم) ص)
الأسلوب في (1) صريح في التتابع الذكري، أي: (أذكر س، ثم أذكر ص). ويظل صحيحاً في كل أحوال العلاقة الزمنية بين الخبرين س، ص، ...
أما الأسلوب في (2) فهو صريح في التتابع الحدوثي، أي: (حصل س، ثم بعد ذلك حصل ص)، ومثال ذلك، قوله تعالى: "وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ"(محمد:38)، أي: (إن تتولوا يحصل كذا ثم يحصل كذا).
* والآن: ماذا لو جاء الأسلوبين جميعاً في عبارة واحدة: على الصورة:
(3)- قل حصل كذا، ثم كذا.
هل معناها (قل حصل كذا، ثم قل حصل كذا) فتكون (ثم) للترتيب الذكري، أم أن معناها (قل حصل كذا، ثم كذا)، فتكون للترتيب الحدوثي؟! ... هنا لا تستطيع العبارة اللغوية وحدها أن تُفرد المعنى. ويستدعي الأمر بالضرورة قرينة من خارجها لتمييز المعنى الفريد المقصود.
ومن ثَمَّ تطلب الأمر قرينة من خارج الآية (نقلية أو واقعية) لتقول: أهو ترتيب ذكري أم ترتيب حدوثي؟! .. وأنه بدون القرينة سيظل المعنى مشتبهاً !!!
مع تحياتي، وودي، ودوام المحبة ..
*******
(15) أحمد مجدي عبدالله:الاخ عز الدين قرات ان هناك ابحاث تؤكد ان الارض في مرحلة تشكلها كان يوجد بها دخان او غبار فهل تري ان هذه النظريات صحيحه
*******
(16) العليمي المصري:الأخ العزيز الأستاذ عز الدين ، أخشى أن تكون قد أثرت شبهة أكثر من كونك قد حللت إشكالاً !!
لماذا أقول هذا ؟
لأنه بفرض أن أحد المتابعين غير المطلعين على علوم الفلك قرأ تأويلك لآيات الخلق وترتيبها المنعكس ثم لم يقتنع به ، فما الذى يبقى ؟
فى هذه الحالة سوف تبقى معه شبهة فحواها " تناقض علم الفلك مع القرآن " ، وهذا لأنه سيكون قد عرف أن علم الفلك يقول بأسبقية خلق السموات على خلق الأرض بفترة زمنية سحيقة
ومن العجيب أن هذه الشبهة كانت عنوان كتاب لباحث مسلم مصرى ، حيث كان العنوان يقول " تناقض علم الفلك مع القرآن الكريم وتوافق نظرية الكون الأرضى معه " وعلى غلاف الكتاب أن الباحث حائز على جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الهندسية ، وعلى وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى ، وهو يُدعى " مصطفى أحمد عبد القادر " ، وقد صدر الكتاب عن دار الدعوة ( السلفية ) فى محرم بك بالأسكندرية ، سنة 1985 تقريبأ
والمؤلف يقول أنه قام بتطوير نظرية الكون الأرضى Geocosmos التى ابتدعها المفكر الألمانى كارل نويبرت Carl Neupert عام 1900
وهى نظرية تبدو على النقيض تمامأ من النظرية السائدة فى علم الفلك ، وتتفق عمومأ – كما يقول – مع الآيات القرآنية
كما يقول المؤلف أن بحثه تم نشره عام 1983 فى الدورية العلمية الدولية :
Speculations In Science And Technology – Vol 6 (1983 ) – PP 81 – 89
والسؤال الآن : ماذا ستفعل لمن لم يقتنع بتأويلك ؟ هل ستتركه لهذا البديل ؟
ثم ما رأيك فى نظرية Geocosmos الأصلية ، ثم من بعد تعديلها على يد هذا الباحث ، هذا إن كان لديك علم مسبق بهذا البحث ؟
مع تحياتى
*******
(17) عزالدين كزابر:عزيزي الأستاذ العليمي
حول قولك:
إذا قرأ أحد المتابعين غير المطلعين على علوم الفلك تأويلك لآيات الخلق وترتيبها المنعكس ثم لم يقتنع به
وإن كان من خصوم لما أقول، سواء باسم علم الفلك المعاصر القائلين بانبثاق الكون من مفردة singularity لا أبعاد لها؛ سموها البيج بانج، ولا أرى لهذه المفردة محلاً في تصوري المستخلص من فهمي لآيات القرآن، أو كان من المصدقين بأن جرم الأرض خُلق قبل السماء، أو .. أو ... أو بهذا الكتاب الذي ذكرته أنت، أو بحثه صاحبه الذي أشرت إليه ... فكل هؤلاء الخصوم يتساوون عندي في كونهم خصوم أستطيع منازعتهم والاسنتصار بما عندي من حجة مع كل منهم بحسب محل النزاع.
ولا يعني كلامي أني أستبق الانتصار لأجل الانتصار، بل لأني أرى حججي الأقوى مما اطلعت عليه، ومما فرغت واطمئننت لفساده وغلبة ما عندي عليه. أما إن رأيت حجة لغيري، لعلم حصَّله هو لم أدركه، ولم أستطع الفكاك من حجته، فسوف أُسلّم له. .. ويبقى دائما ً السلطان للحجة، حتى ولو على نفسي. ... لأنني آمنت بالله تعالى وكتابه العظيم بالحُجّة. وما كنت لأمتنع عن إيمان في مفردات المسائل لغير الحجة. ... وإن فعلت .. إنني إذاً من الآثمين.
أما سؤالك عن ذلك البحث:
Abdelkader, Mostafa. “A Geocosmos: Mapping Outer Space Into a Hollow Earth.”
Speculations in Science and Technology 6 (1983): 81-89.
والذي يستنصر به صاحبه لتصور سخيف كان عند القدماء، وقد تم استبعاده منذ نهايات القرن الثامن عشر الميلادي من التنظير المعتبر، فإنه يُسمى (الأرض الجوفاء أو الفارغة) ... إقرا عنه هنا: Hollow Earth - Wikipedia, the free encyclopedia
وفيه أننا نقف على سطح كرة، ولكن من الداخل وليس من الخارج. وأن جوف هذه الكرة هو السماء. و أن خارجها هو عمق الأرض، و و .. شطحات وظلمات بعضها فوق بعض.
ويكفي أي مبتدئ في فهم الإسلام والقرآن لينفر من هذه التصور السخيف، الذي يجعل الأرض محيطة بالسماء، فضلاً عن السموات، وأن عرش الرحمن سيكون في مركز هذه الكرة الجوفاء، صغيراً صغيراً هناك في عمق القاع.
وأستغرب من قولك
السؤال الآن : ماذا ستفعل لمن لم يقتنع بتأويلك ؟ هل ستتركه لهذا البديل ؟
ولا أدري ما وجه المقارنة بين ما أعرضه من إعادة ترتيب فهم خلق السموات والأرض في ستة أيام بناءاً على ما تيقن لدرجة بالغة في الفيزياء النووية التي تتخلق المواد الكيميائية كل يوم في معاملها تحت التحكم الكامل وما يعضدها من تركيب ونشأة وتطور النجوم والكون وأن عناصر الأرض جميعاً قد نشأت في النجوم، وبين أساطير قديمة ينتصر لها من ينتصر، بلا أدنى حجة إلا التماثل الرياضي، يعمد فيه إلى جعل مركز الأرض هو محيط الكون، ومحيط الكون هو مركز الوجود! .. بلا أدنى سبب وجيه، ولا مبرر ليجعل فيه الكون منكوساً على رأسه!!!!
وللأمانة، فإن البحث المشار إليه أعلى– للدكتور مصطفى عبدالقادر - والذي نشره في عام 1883 في الدورية الأسترالية -Speculations In Science And Technology - والتي تتعلق بالتخمينات في مجال العلوم والتكنولوجيا وتنشر تقليعات يظن أصحابها أنها علمية - فإنه لم يقع تحت يدي، ولكن عندي معلومات كافية عن هذا البحث (في أربع صفحات) تكفي لنبذه، قرأتها في كتاب (On the Wild Side (1992), Martin Gardner) ص19-22. (عندي نسخة إلكترونية منه). وقد أكد مؤلف الكتاب أن د.عبدالقادر لم يستنصر بالقرآن أو للقرآن في هذا البحث.(ص 21)
اما ما عندي من معلومات سابقة عن نظرية الأرض الجوفاء التي انتصر لها د. مصطفى عبدالقادر، فكان يكفيني لنبذها منذ قرأت عنها منذ زمن طويل. وليس عندي من الوقت ما أضيعه في بحث، يكون من تداعياته أن عرش الرحمن - - أصغر من الأرض!!! وتحيط به الأرض من كل جانب!!! بل إنه سيكون بعيداً بعيداً في عمق الجوف، وكأنه نقطة سحيقة.. .. سحقاً لنظرية هذا مآلها.
وأقول أخيراً: سبحان الله وبحمده، تجلى في عليائه، وعظم عرشه فوق السموات والأرض، لا يعلم عظمته إلا هو سبحانه. وفوق هذا العرش العظيم يستوى رب العالمين، الكبير المتعال، ذو الجلال والإكرام.
*******
(18) عزالدين كزابر:الأستاذ أحمد مجدي عبدالله
السلام عليكم ورحمة الله
عفواً لم أنتبه لمداخلتك
نعم، أرجح أن هذه النظرية صحيحة، حيث يقصدون بهذا الدخان والغبار والحجارة السديم الدوار الذي كان يشمل كامل المجموعة الشمسية، وقد تراكم أغلب ذلك السديم مع الزمن في بؤر من التكتلات المادية بفعل الجاذبية، انتهى بها الأمر إلى ما نعرفه بالكواكب، غير أنه تبقى بين كوكبي المريخ والمشترى حزام من الكويكبات (الحجراة مختلفة الأحجام) تم رصد أكثر من نصف مليون حجر منها مميز في الفترة من عام 1980 وحتى 2012. وقد أدرجت فيلم زمني رائع .. أفضل أن تتطلع عليه في المقالة - التي أثارت نشر هذا الموضوع حول خلق السموات والأرض - والتي كنت أرد فيها على الدكتور "محمد الصادق عرجون" - -، حيث كان يستنكر مسائل التفسير العلمي، وينتقد النظرية السديمية.
وأقترح أن تتطلع على الفيلم (من جزئين: شكل (8) وشكل (9)) والمقالة، وما يخص النظرية السديمية فيها، على هذا الرابط:
أشير أيضاً أنه وراء الكواكب يوجد حزام آخر يُسمى حزام كايبر، ويوجد وراءه سحابة محيطة كروية الشكل تسمى سحابة أوورت.
واصبحت هذه المكتشفات جزء من المجموعة الشمسية الكبرى. (شكل (7) بالمقالة المشار إليها أعلى.
*******
(19) العليمي المصري:معك حق ، وأنا أيضأ نبذتها منذ زمن طويل ، ولم أذكرها لك إلا للتعبير عن الأزمة الفكرية التى يعانيها بعض من يتصدى للتفسير العلمى للقرآن
أشكرك على سعة صدرك ، وأدعو الله تعالى أن يوفقك فى مسعاك
*******
(20) مصطفى سعيد:السلام عليكم
ليسمح لى الأخ عز الدين ببعض الأسئلة
1- ألم تكن مرحلة الرتق فى الأيام الست أيضا؟
2- على ما نقرأ فى التفسير أن كذا يوم للأرض وكذا يوم للسماء ... فماذا كان فى الأرض فى يومى خلق السماء ... هل انتهى خلقها ولم يكن فيها استمرار للتفاعلات التى تكمل الخلق
3- بغض النظر عن المقصود بالأيام الست أهى مراحل أم أيام كألف سنة مما تعدون أم أيام أرضية ... متى انتهت هذه الأيام وماعلامة انتهائها ... سواءا روائيا أو فيزيائيا ؟
جزاكم الله خيرا
*******
(21) عزالدين كزابر:الأستاذ / مصطفى سعيد
السلام عليكم ورحمة الله
حول سؤالك:
1- ألم تكن مرحلة الرتق فى الأيام الستة أيضا؟
آمل أن تراجع في ذلك مقال الماء. وأسئلة عنها وما أجبته منها حتى الآن هنا و هنا.
وحول سؤالك:
2- على ما نقرأ فى التفسير أن كذا يوم للأرض وكذا يوم للسماء ... فماذا كان فى الأرض فى يومى خلق السماء ... هل انتهى خلقها ولم يكن فيها استمرار للتفاعلات التى تكمل الخلق .
ويمكن تمثيل الصورة باختصار كما يلي:
لو أني تكلمت عن البشر فقلت: خلق الله تعالى الرجال فكان أشرفهم الرسل والأنبياء عليهم صلوات الله: محمد، وعيسى وموسى، و و .. وآدم، ثم أنه سبحانه خلق النساء فكان أشرفهم الصديقات، مريم وامرأة فرعون و و... وحواء.
هل هذا يعني أن الرجال خلقوا قبل النساء؟! أو كان رجال بلا نساء... لا ... فخلق هذا وهذا كان متداخلاً.
وكذلك، كان خلق السماء والأرض متداخلاً.
وحسب أرجح التصورات عندي (شكل 3) المشار إليه بالمقال. أنه في اليومين الأولين، وقعت أحداث خلق السماء والمادة التي تفتقت في حضنها وتراكمت أجرامها، وانتشرت النجوم أفراناً تبث المادة وتعيد بثها وتصنع الذرات الأثقل من الأخف.
وبنهاية اليوم الثاني كانت السماء قد اكتمل تسويتها سبعاً، وهذا هو قوله تعالى "فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا" ، أي سبعة طبائع نسيجية (لم نعلم كنهها بعد)، ولكن لم يتوقف تخلق المادة فيها، بل واصل وازداد ثراءا حتى نهاية اليوم الرابع. وعند ذلك كانت العناصر الكيميائية جميعاً قد اكتمل ظهورها أي طبخها النووي في النجوم، وهذا هو قوله تعالى "وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً"
وحول بداية اليوم الخامس كان السديم الشمسي قد ظهر، وانتهى في نهاية اليوم السادس إلى ما نراه من شمس وجيراننا من كواكب، وهذا هو قوله تعالى "خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ". وخلال هذين اليومين أيضاً لم تكف النجوم عن النشاط وبث المادة وتكوين السدم. ولم تفترق السماء كثيراً في اليومين الأخيرين إلا أن تكون قد ازدادت اتساعاً وثراءاً.
وحول سؤالك:
3- بغض النظر عن المقصود بالأيام الست أهى مراحل أم أيام كألف سنة مما تعدون أم أيام أرضية ... متى انتهت هذه الأيام وماعلامة انتهائها ... سواءا روائيا أو فيزيائيا ؟
هذا هو موجز تصوري لما سألتني عنه، والذي وجدته الأكثر اتساقاً بين كلام الله تعالى وما أعلمه من شواهد السماء، بأدلتها، وليس بمحض السمع من أخبارها.
هذا والله تعالى أعلم.
*******
(22) مصطفى سعيد:السلام عليكم
جزاكم الله خيرا
أوافقك فيما قلت عن ماهية الماء الأول
ولكن
بما أنه المادة الأولية التى خلقت منه السماء والأرض
فإن ما يهمنى -ولذلك سألت - هو الزمن الذى استغرقه الماء للتحول والطبخ والنضوج
ألا يجدر بنا القول أنه استغرق اليوم الأول من الأيام الست - أو يقل أو يزيد - ثم نحسب بداية تخلق الأرض والسماء فيما بعد ذلك خلال الأيام الست
*******
(23) أحمد مجدي عبدالله:اخي الكريم استاذ عز الدين ماوضح لي واتمني تصحيحي ان كنت علي خطا ان حاله الدخان والسديم في السماء ظلت موجوده اثناء تخلق الارض (اي الارض جزء من هذا السديم والغبار والدخان )وبعد ان انفصلت الارض عن هذا السديم كان بالفعل قد خلق جزء منها ثم اكتمل هذا الخلق بعد الانفصال عن الدخان.فان كان هذا التصور صحيح فاريد ان اعرف ماهو الجزء الذي تخلق اثناء فترة التحام الارض مع الدخان والسديم السماوي وقبل الانفصال
*******
(24) عزالدين كزابر:عزيزي الأستاذ/ مصطفى سعيد
حول استفسارك:
ما يهمنى .. هو الزمن الذى استغرقه الماء للتحول والطبخ والنضوج
ألا يجدر بنا القول أنه استغرق اليوم الأول من الأيام الست - أو يقل أو يزيد - ثم نحسب بداية تخلق الأرض والسماء فيما بعد ذلك خلال الأيام الست
ألا يجدر بنا القول أنه استغرق اليوم الأول من الأيام الست - أو يقل أو يزيد - ثم نحسب بداية تخلق الأرض والسماء فيما بعد ذلك خلال الأيام الست
- أنه في الزمن صفر كان هناك (الماء الأولي) ويعلوه العرش، وهذه هي اللحظة الأولى في اليوم الأول.
- تصعد من الماء دخان فيما انفرج من فراغ حوله، أي سماءه في بعض من اليوم الأول وربما امتد لكامل اليوم حتى تدخن/تبخر كل ذلك الماء.
- في اليوم الأول والثاني جميعاً كان تحول تلك السماء إلى سبعة أنسجة سماوية (مجهولة).
- مع نشأة كل نسيج سماوي من السموات السبعة في هذين اليومين الأوليين، كانت تتقتق جسيمات مادية في الدخان كما تتفتق قطرات الماء عندنا في السحاب. وبنشاة النسيج الثاني تتفتق أنواع جديدة، وهكذا .. وباكتمال أنواع السموات سبعا، أي نهاية اليوم الثاني، كانت كل الجسيمات الخام قد اكتملت آليات تفتقها، وواصلت هذه الآلية عملها حتى الآن وبلا انقطاع.
- كل ما كان يتفتق ويظهر من جسيمات كانت يتحد في تكوين ذراتنا المعروفة كيميائيا، إذا وجد إلى ذلك سبيلا، ثم تتراكم الذرات لتكوين تجمعات ذرية متآينة (بلازما)، وهذه هي النجوم. وفيها تتثاقل الذرات من ذرات أخف، في سلاسل من النجوم المتتابعة، حتى تكونت كامل عناصر الجدول الدوري. وهذه الآلية مستمرة حتى يومنا هذا.
- ومع بداية اليوم الخامس كان تشكل السديم الشمسي، وعبر اليومين الخامس والسادس كانت أرضنا قد انفصلت واكتملت وتهيأت.
لذلك، المعلومات الموجودة لا تكفي لوضع معادلات يعتمد عليها، .. إلا أن تكون تقريبية وبعيدة عن الحقيقة بشكل فج.
هذا والله تعالى أعلم.
*******
(25) عزالدين كزابر:هناك السماء الدخانية، وهذه كانت في لحظات اليوم الأول من الخلق. وإذا قلت (الدخان) فقط، فأقصد تلك السماء الدخانية الأولية، وهو دخان لا عهد لنا به، ولا يمكن إحالته إلى تركيب مادي، لأن الذرات المادية لم تكن قد نشأت بعد.
وهناك في نهاية اليوم الرابع تشكل السديم الشمسي الذي كان دخاني الشكل أيضاً ولكنه مما نألف من دخان سديمي ومن الحجارة المعتادة، ونرى مثله الآن في صور السماء.
كهذه الصورة
وكما يتبين أن الكواكب انفصلت في حالة حرارية عالية أقرب إلى الانصهار، ومع الزمن تبردت أسطح الكواكب الصغيرة، وتكونت لها قشرة صلبة، كالأرض والمريخ والزهرة وعطارد، وبقيت الكواكب الكبرى في حالة غازية, هذا ولم تكف النيازك عن الهويان في الكواكب وخاصة في مراحل تكونها الأول مما ازداد معه تنوع مكوناتها الكيميائية. وآل الأمر إلى ما نحن عليه.
ويصعب تعيين انفصال فجائي، فالسديم كان على صورة دوامة كبري، وفيها تكتلات على صورة دوامات محلية، هي التي آلت لتصبح كواكب ومنها الأرض.
*******
(26) أحمد مجدي عبدالله:
جزاك الله خيرا اخي استاذ عز الدين .اذن اري هنا تفسير ايه (ثم استوي الي السماء وهي دخان) تعني السديم الشمسي(الدخان ايضا في اليوم الرابع) وليس الدخان الاول في اليوم الاول وهذا السديم الشمس كان موجود اثناء تخلق الارض في يومين (يقصد الله تبارك وتعالي في الايه الماده الاوليه للارض) ثم بارك فيها وقدر فيها اقواتها وجعل فيها رواسي في اربعة ايام (يقصد بدايات الخلق )فهل ترفض هذا التفسير لسبب ما
*******
(27) عزالدين كزابر:الأستاذ/ احمد مجدى عبدالله
أتذكر أن مثل هذا السؤال قد أثاره الأستاذ العليمي المصري في مداخلة #8 أعلى، وأرى أن إجابتي له في المداخلة #10 قد تكون إجابة لسؤالك أيضا.
فإن تعجبت - أخي أحمد - من أن يكون كلام الله تعالى لـ "السماء الدخانية والأرض" في وقت لم تكن الأرض فيه قائمة بجرمها، فاقرأ تفصيل هذا الموقف فيالمداخلة #42، لنفس الموضوع - على منتدى التوحيد. وأَنقل لك ما قلته هناك ويخص هذه المسألة بعينها نظراً لطول تلك المداخلة، قلت هناك:
ولئن سألتني: وأين كانت الأرض التي قال الله تعالى لها مع عموم قوله سبحانه للسماء ولها: " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ "(فصلت:11)؟
أجيبك: بأن الوجود العيني لجرم الأرض في هذه المرحلة لا يمكن تصوره، ولكن يمكن تصور معنى مؤتلف مع الصورة الكلية، كالآتي:
أن هذا الوضع كان الوجود فيه كرة هائلة من الماء الأولي، يعلوها حيز هو سماؤها، وتمتلئ هذه السماء بدخان ذلك الماء. فالسماء المخاطبة لا إشكال فيها لوجودها العيني (باعتبارها حيزا ممتدا) رغم اختلافها عما نراه من سمائنا، أما الأرض، فهي في هذا التصور هي ما سيؤول إليها هذا الماء من مادة أرضية. .. أُوضِّح: ... هذا الماء عندي هو ما سيتحول كله دخانا وسيعود ليتفتق عن ذلك الدخان كالقطر، أي: متفتقاً قطرات في تلك السماء، على نحو شبيه بتفتق بخار الماء في السحب قطرات مطر. وهذه القطرات هي الجسيمات الذرية. والتي بتراكمها (اتحادها) تتكون المادة المعروفة في الكون، والتي منها مادة الأرض. بمعنى أن هذا الماء الأولي هو ما نطلق عليه الآن (الطاقة المنحبسة في الذرات) والتي بانعتاقها من الذرات تعود للحالة البخارية (كما كان الأمر في السماء الدخانية الأولى)، وهذه هي الطاقة النووية التي نرى آثارها بأم أعيننا. وعلى ذلك يكون الماء الأولي هو مادة الكون كله في حالتهه الخالصة (طاقة منحبسة في هيئة مائية) ... وهذا ما أشرت إليه في مقالة الماء من أن أحد النماذج التصورية لأنوية الذرات تتشابه مع كون محتواها مائع الهيئة، في النموذج المعروف (liquid drop Model)، وعليه تكون هذه الهيئة المائية (الماء الأولي) هي عالم الذر لما أصبح مادة الأرض.
وخلاصة هذا التصور أن (الأرض) التي كلمها الله تعالى مع السماء وقال تعالى " ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا " هي الأرض في عالم الذر، أي في حالة (ما قبل جنينية)، كما أن السماء الدخانية لم تكن السماء التي نعرفها، بل كانت أيضاً سماءاً في عالم الذر، أي (ما قبل جنينية). وبكلمة الذر هنا أقصد سماءاً قبل أن تصبح السماء المعروفة، أي التي ستتحول لاحقاً إلى سماء عامرة بالوجود، وكانت مادة الأرض مادة أولية (مائية) قبل أن تصبح مادة الأرض المعروفة. ... وهذا التأويل ليس بمستغرب ... وخاصة إذا استحضرنا قول الله تعالى " وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا... "(الأعراف:172). .. وهو ما يُفهم منه أن رحمة الله سبحانه قد بلغت الوجود بأكمله الحي فيه والجامد، يخبره ويُشهده وهو في عالم النبت الأولي، بما هو، ولم هو، وأنه لا خالق له منشيء إلا هو، ولا رب له يقوم عليه، إلا هو سبحانه ... فيعرفه الوجود ويشهد بأنه هو .. سبحانه .. خالقه.
أجيبك: بأن الوجود العيني لجرم الأرض في هذه المرحلة لا يمكن تصوره، ولكن يمكن تصور معنى مؤتلف مع الصورة الكلية، كالآتي:
أن هذا الوضع كان الوجود فيه كرة هائلة من الماء الأولي، يعلوها حيز هو سماؤها، وتمتلئ هذه السماء بدخان ذلك الماء. فالسماء المخاطبة لا إشكال فيها لوجودها العيني (باعتبارها حيزا ممتدا) رغم اختلافها عما نراه من سمائنا، أما الأرض، فهي في هذا التصور هي ما سيؤول إليها هذا الماء من مادة أرضية. .. أُوضِّح: ... هذا الماء عندي هو ما سيتحول كله دخانا وسيعود ليتفتق عن ذلك الدخان كالقطر، أي: متفتقاً قطرات في تلك السماء، على نحو شبيه بتفتق بخار الماء في السحب قطرات مطر. وهذه القطرات هي الجسيمات الذرية. والتي بتراكمها (اتحادها) تتكون المادة المعروفة في الكون، والتي منها مادة الأرض. بمعنى أن هذا الماء الأولي هو ما نطلق عليه الآن (الطاقة المنحبسة في الذرات) والتي بانعتاقها من الذرات تعود للحالة البخارية (كما كان الأمر في السماء الدخانية الأولى)، وهذه هي الطاقة النووية التي نرى آثارها بأم أعيننا. وعلى ذلك يكون الماء الأولي هو مادة الكون كله في حالتهه الخالصة (طاقة منحبسة في هيئة مائية) ... وهذا ما أشرت إليه في مقالة الماء من أن أحد النماذج التصورية لأنوية الذرات تتشابه مع كون محتواها مائع الهيئة، في النموذج المعروف (liquid drop Model)، وعليه تكون هذه الهيئة المائية (الماء الأولي) هي عالم الذر لما أصبح مادة الأرض.
وخلاصة هذا التصور أن (الأرض) التي كلمها الله تعالى مع السماء وقال تعالى " ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا " هي الأرض في عالم الذر، أي في حالة (ما قبل جنينية)، كما أن السماء الدخانية لم تكن السماء التي نعرفها، بل كانت أيضاً سماءاً في عالم الذر، أي (ما قبل جنينية). وبكلمة الذر هنا أقصد سماءاً قبل أن تصبح السماء المعروفة، أي التي ستتحول لاحقاً إلى سماء عامرة بالوجود، وكانت مادة الأرض مادة أولية (مائية) قبل أن تصبح مادة الأرض المعروفة. ... وهذا التأويل ليس بمستغرب ... وخاصة إذا استحضرنا قول الله تعالى " وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا... "(الأعراف:172). .. وهو ما يُفهم منه أن رحمة الله سبحانه قد بلغت الوجود بأكمله الحي فيه والجامد، يخبره ويُشهده وهو في عالم النبت الأولي، بما هو، ولم هو، وأنه لا خالق له منشيء إلا هو، ولا رب له يقوم عليه، إلا هو سبحانه ... فيعرفه الوجود ويشهد بأنه هو .. سبحانه .. خالقه.
*******
(28) أحمد مجدي عبدالله:رايت اخي استاذ عز الدين المداخله العاشره وهي تتكلم عن الغلاف الجوي اما انا اقصد كامل الغبار والدخان الذي يشمل مجموعتنا الشمسيه الذي كان موجود في نفس وقت تكون الارض وايضا يوجد مجموعات شمسيه اخري كثيره في نفس التوقيت فيها ايضا دخان وغبار وهذا ماأري ان الايه تقصده .ولايلزم الامر ان تكون السموات والارض خلقت في نفس التوقيت بل دخان المجموعه الشمسيه (الذي خلقت منه الارض )سابق خلق الارض وكذلك كل السماء والدليل استوي للسماء وقد كانت دخانا
*******
(29) عزالدين كزابر:الأستاذ أحمد
ما أستبعده من أن تفسير قوله تعالى "ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا" يُراد به الغلاف الجوي وأرضنا الراهنة في يومي تشكلها معه، أستبعده أيضاً لكامل سديم المجموعة الشمسية. وأستبعده أيضاً لأي مجموعات شمسية أخرى تشكلت اعتباراً من اليوم الثالث. حيث كان اليومان الأوليان مخصصين لتجهيز السموات وتسويتهن سبعاً، وفي كل سماء أمرها السنني، أي الطبائعي الخاص بها، إضافة إلى تخلق العناصر في الأفران النجمية على نحو متصاعد. وأن تكامل خارطة نشأة المادة الأرضية الخام - الجدول الدوري - بكامل عناصرها قد اكتمل مع نهاية اليوم الثاني.
وكما ذكرت أن ترجيحي ينصب على أن (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا) إنما كان في أول لحظات في اليوم الأول. أي في المشهد التدشيني للخلق.
هذا والله تعالى أعلم
*******
(30) أحمد مجدي عبدالله:اخي استاذ عز الدين قد اقتبست من مشاركاتك هذه حتي يتضح لي الامر لماذا نلزم انفسنا ان الارض والسموات خلقت في نفس التوقيت ماهي البينات التي تؤكد لنا ذلك بل ان ايه ثم استوي الي السماء تعني ان السماء كانت مخلوقه قبل الارض كما اننا نعرف ان الايام في القران تعني فترات زمنيه مختلفه حسب الحدث فهناك اليوم الذي يدبر فيه الله الامر من الارض الي السماء مقداراه الف سنه وهناك اليوم الذي يخص يوم القيامه مقداره خمسين الف سنه هكذا ايضا اريعه ايام لخلق الارض وقد ذكرانهم سواء واعتقد انك بررت استخدام هذا اللفظ بانهم مختلفين من حيث المده عن ايام خلق السماء
*******
(31) عزالدين كزابر:
أخي العزيز أحمد
يبدو لي أن ما اقتبسته من فقرات لا علاقة له بسؤالك.
فهذا المقتبس كان جزءاً من رد أطول، وجاء فقط لتفنيد الظن بأن معنى "ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ .." هو في تشكل الغلاف الجوي للأرض، وأن طبقات الغلاف الجوي هي السموات السبع!!
أما سؤالك:
فإن كنت تقصد بالأرض (جرم الأرض) الذي نقف عليه، فليس صحيحاً أنها خلقت مع السماء، لأن مادتها (أي العناصر الكيميائية) يجب أن تنبت أولاً في السماء، ومن ثم فالسماء أسبق في الخلق.
وإن كنت تقصد بالأرض مادة الأرض، فهذا صحيح، .. بمعنى أن نبت الأرض، أي نبت مادتها، قد خرج إلى الوجود في انفتاق مع السماء الأولى، حيثما كانتا رتقا. ودليل ذلك الشرعي - الملزم لنا - قوله تعالى "أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا"
أما بخصوص قولك
فقد أشرت إلى أن الأرض والسماء (وقت أن كانت السماء دخانا) كانا في حالة ما قبل جنينية، وسميتها (حالة الذر) .. راجع المداخلة #27 - ومن ثم فالأرض في كلامك يجب أن تؤول إلى (الأرض في عالم الذر)، أي قبل أن تتواجد جرما، بل وهي مازالت بين (الماء الأولي) والدخان.
اما طول أيام الخلق، فمسألة يصعب البت فيها، وأُفَضِّل إرجاءَها.
يبدو لي أن ما اقتبسته من فقرات لا علاقة له بسؤالك.
فهذا المقتبس كان جزءاً من رد أطول، وجاء فقط لتفنيد الظن بأن معنى "ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ .." هو في تشكل الغلاف الجوي للأرض، وأن طبقات الغلاف الجوي هي السموات السبع!!
أما سؤالك:
لماذا نلزم انفسنا ان الارض والسموات خلقت في نفس التوقيت ماهي البينات التي تؤكد لنا ذلك؟
وإن كنت تقصد بالأرض مادة الأرض، فهذا صحيح، .. بمعنى أن نبت الأرض، أي نبت مادتها، قد خرج إلى الوجود في انفتاق مع السماء الأولى، حيثما كانتا رتقا. ودليل ذلك الشرعي - الملزم لنا - قوله تعالى "أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا"
أما بخصوص قولك
الآية ثم استوي الي السماء تعني ان السماء كانت مخلوقه قبل الارض
اما طول أيام الخلق، فمسألة يصعب البت فيها، وأُفَضِّل إرجاءَها.
*******
(32) مصطفى سعيد:
السلام عليكم
الأخ الكريم
بالطبع هدفنا الوصول إلى تصور متماسك بناءا على مافهمنا من الآيات ذات الصلة
وعندى بعض تعقيبات ... قد تصح أو لاتصح ... وأرجو أن نناقشها
هذا الوصف يستدعى الحجم.... كم كان حجم الماء الأول ، وكيف نشأ الفراغ حوله ؟
هل ارتفع العرش أم ماذا ؟
وتعبير " تصعد منه دخان " لايصف الحالة تماما ،لأنه يبدو أن الماء نفسه قد تحوّل فى نفس الحيز.
وكون الأرض والسماء خُلقتا من نفس الماء الأول فإن كامل الحيز كان ممتلئاً بنفس الماء من البداية ، ولم ينفرج فراغ خارج الحيز الذى كان يشغله الماء الأول
وطالما أن اليوم السادس لايزال ... فالماء الأول لايزال تحت العرش ، أى لاتزال بقايا من الماء الأول فى الأطراف .
أى أن تحول الماء الأول لمكون أكثف بدأ فى عمق فراغ مملوءا به ولايزال يكتمل نحو الأطراف
والفراغ أو الفضاء كما نسميه ظهر داخل الحيز الأول نتيجة الجاذبية التى جذبت مزيدا من الدخان حول نواة مركزية لتكوين جرم ما نجما كان أو كوكب
** ليس بالضرورة أن يكون زمن الأيام متساو ،ولكن الفاصل هو تكون مادة جديدة لأول مرة ، لو فرضنا أن الماء الأول فوتونات ، فنهاية اليوم الأول نعرفها بتكون أول دون الذرى كالكوارك أو قل أعلى كالبروتون ، وهنا يجدر الاشارة أن البلازما هى دخان حار من الأجسام دون الذرية .... وما أمدها بالحرارة ليس النجوم - التى لم تكن قد تكونت بعد - بل من زيادة عددها وتكاثفها وتصادمها و....،
تكوّن الأرض - مادون السماء من سدم ونجوم وكواكب - بدأ مع تكون الذرة فى نهاية اليوم الثانى وحدوث اتحاد بين الذرات وتكون الجزيئات .... فى عمق الحيز الذى شغله الماء الأول مما يعنى أن السماء لم يحدث فيها مثل ذلك إلا فى وقت لاحق وظلت دخانا إلى بعد مادونها من الأرض ، وأن تمايزها ماهو إلا تعبير عن هذا التباين فى مراحل التخلق ، فكانت الأولى – الدنيا- أكثر تطورا ، ولذلك أؤيدك فى قولك أن " أنواع السموات سبعا ".... وإن كنت لاأوافقك أنها فى أول يومين من الأيام الستة .
**باعتماد معنى كلمة " خلق " ليس على أنه تمام الخلق ، بل أنه التقدير والبداية ، وأن كلمة " قضاهن " تعنى أن تقسيمهن سبعا قد تم وانتهى
وباعتماد الدلالة المباشرة لحرف " ثم " فى آية البقرة عن التراخى الزمنى
وكذلك " بعد ذلك " فى آية النازعات عن الدحو ... ، حيث أن الدحو تغير فيزيائى وليس تركيبى كيميائى، والسماء فيها تحتمل أن تكون سماء أرضنا التى لها ضحى وليل ، والأرض التى دُحيت هى أرضنا التى بها ماء .
باعتماد ذلك فإن آيات النازعت تتكلم عن سماء أرضنا ، وأن آية البقرة تتكلم عن السموات العلى
والله أعلم
الأخ الكريم
بالطبع هدفنا الوصول إلى تصور متماسك بناءا على مافهمنا من الآيات ذات الصلة
وعندى بعض تعقيبات ... قد تصح أو لاتصح ... وأرجو أن نناقشها
- أنه في الزمن صفر كان هناك (الماء الأولي) ويعلوه العرش، وهذه هي اللحظة الأولى في اليوم الأول.
- تصعد من الماء دخان فيما انفرج من فراغ حوله، أي سماءه في بعض من اليوم الأول وربما امتد لكامل اليوم حتى تدخن/تبخر كل ذلك الماء.
- في اليوم الأول والثاني جميعاً كان تحول تلك السماء إلى سبعة أنسجة سماوية (مجهولة).
- مع نشأة كل نسيج سماوي من السموات السبعة في هذين اليومين الأوليين، كانت تتقتق جسيمات مادية في الدخان كما تتفتق قطرات الماء عندنا في السحاب. وبنشاة النسيج الثاني تتفتق أنواع جديدة، وهكذا .. وباكتمال أنواع السموات سبعا، أي نهاية اليوم الثاني، كانت كل الجسيمات الخام قد اكتملت آليات تفتقها، وواصلت هذه الآلية عملها حتى الآن وبلا انقطاع.
- تصعد من الماء دخان فيما انفرج من فراغ حوله، أي سماءه في بعض من اليوم الأول وربما امتد لكامل اليوم حتى تدخن/تبخر كل ذلك الماء.
- في اليوم الأول والثاني جميعاً كان تحول تلك السماء إلى سبعة أنسجة سماوية (مجهولة).
- مع نشأة كل نسيج سماوي من السموات السبعة في هذين اليومين الأوليين، كانت تتقتق جسيمات مادية في الدخان كما تتفتق قطرات الماء عندنا في السحاب. وبنشاة النسيج الثاني تتفتق أنواع جديدة، وهكذا .. وباكتمال أنواع السموات سبعا، أي نهاية اليوم الثاني، كانت كل الجسيمات الخام قد اكتملت آليات تفتقها، وواصلت هذه الآلية عملها حتى الآن وبلا انقطاع.
هل ارتفع العرش أم ماذا ؟
وتعبير " تصعد منه دخان " لايصف الحالة تماما ،لأنه يبدو أن الماء نفسه قد تحوّل فى نفس الحيز.
وكون الأرض والسماء خُلقتا من نفس الماء الأول فإن كامل الحيز كان ممتلئاً بنفس الماء من البداية ، ولم ينفرج فراغ خارج الحيز الذى كان يشغله الماء الأول
وطالما أن اليوم السادس لايزال ... فالماء الأول لايزال تحت العرش ، أى لاتزال بقايا من الماء الأول فى الأطراف .
أى أن تحول الماء الأول لمكون أكثف بدأ فى عمق فراغ مملوءا به ولايزال يكتمل نحو الأطراف
والفراغ أو الفضاء كما نسميه ظهر داخل الحيز الأول نتيجة الجاذبية التى جذبت مزيدا من الدخان حول نواة مركزية لتكوين جرم ما نجما كان أو كوكب
** ليس بالضرورة أن يكون زمن الأيام متساو ،ولكن الفاصل هو تكون مادة جديدة لأول مرة ، لو فرضنا أن الماء الأول فوتونات ، فنهاية اليوم الأول نعرفها بتكون أول دون الذرى كالكوارك أو قل أعلى كالبروتون ، وهنا يجدر الاشارة أن البلازما هى دخان حار من الأجسام دون الذرية .... وما أمدها بالحرارة ليس النجوم - التى لم تكن قد تكونت بعد - بل من زيادة عددها وتكاثفها وتصادمها و....،
تكوّن الأرض - مادون السماء من سدم ونجوم وكواكب - بدأ مع تكون الذرة فى نهاية اليوم الثانى وحدوث اتحاد بين الذرات وتكون الجزيئات .... فى عمق الحيز الذى شغله الماء الأول مما يعنى أن السماء لم يحدث فيها مثل ذلك إلا فى وقت لاحق وظلت دخانا إلى بعد مادونها من الأرض ، وأن تمايزها ماهو إلا تعبير عن هذا التباين فى مراحل التخلق ، فكانت الأولى – الدنيا- أكثر تطورا ، ولذلك أؤيدك فى قولك أن " أنواع السموات سبعا ".... وإن كنت لاأوافقك أنها فى أول يومين من الأيام الستة .
**باعتماد معنى كلمة " خلق " ليس على أنه تمام الخلق ، بل أنه التقدير والبداية ، وأن كلمة " قضاهن " تعنى أن تقسيمهن سبعا قد تم وانتهى
وباعتماد الدلالة المباشرة لحرف " ثم " فى آية البقرة عن التراخى الزمنى
وكذلك " بعد ذلك " فى آية النازعات عن الدحو ... ، حيث أن الدحو تغير فيزيائى وليس تركيبى كيميائى، والسماء فيها تحتمل أن تكون سماء أرضنا التى لها ضحى وليل ، والأرض التى دُحيت هى أرضنا التى بها ماء .
باعتماد ذلك فإن آيات النازعت تتكلم عن سماء أرضنا ، وأن آية البقرة تتكلم عن السموات العلى
والله أعلم
*******
(34) أحمد مجدي عبدالله:
الاخ الكريم استاذ عز الدين هل ترفض هذا التفسير وما السبب العلمي وهو خلق السماء اولا (بعض نجومها التي منها تخلقت ذرات الارض)ثم خلق جزء من كوكب الارض ثم تسوية السماء الي سبع سموات(اي التوسع في الكون وخلق الكثير من المجرات والنجوم التي تستمر الي اليوم ) حيث اني وجدت تفسيرك هو خلق السماء ثم تسويتها الي سبع سموات ثم خلق الارض وذلك حتي اتبين حقيقة الموضوع
*******
(36) عزالدين كزابر:
أخي العزيز/ الأستاذ أحمد
لا أؤيد ما اقترحته من تفسير (باللون الأزرق)، والسبب: أن كوكب الأرض لا بد وأن يكون قد خلق في اليومين الأخيرين من الستة أيام .. الَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ..، مع ما ذكرته أنا سابقاً من أسباب. ولا بد أن تكون تسوية السموات سبعاً، قد تمّت بنهاية اليوم الثاني، فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ من لحظة السماء الدخانية اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ. ومن ثم فما اقترحته أنت من تداخل بين هذا وذاك، لا أرى له محلاً في تصوري. وما أقصده بتسوية السموات؛ فهو إتمام خلق أنسجتها المتمايزة لكل سماء عن غيرها وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا. وبدون إتمام هذه التسوية، فلن أستطيع فهم الثراء المادي في كوكبنا من حيث عناصره الكيميائية.
وهذا الثراء مرتبط بتلك الأنسجة السماوية التي من دونها ما كان هذا الثراء ليظهر، فالسموات عندي ليست محض فضاءات، ويحتوي كل فضاء منها أجراما، كطوابق البناء التي تحتوي أناسا، بل أنسجة متمايزة في بنيتها التفصيلية فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا، وكل نسيج منها متماسك، بل شديد التماسك وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا وليس هناك من فراغ حقيقي، .. وما نراه فوق رؤوسنا من فراغ أو فضاء خالي، إلا من أجرام، وكأنها تائهة، فليس إلا وهماً، ... سَلْ أمواج (ما يُسمى بالطيف الكهرومغناطيسي) تُخبرك، وسَلْ الظواهر التي يجمعها علم (الديناميكا الكهروكمومية) quantum electrodynamics، وما تكشفه من أسرار تركيب الفراغ/الفضاء vacuum structure، تُخبرك. وسل ظاهرة الجاذبية المادية gravitation في حكايتها عن انحناءات الفضاء space-time curvature، وما نراه من انحناءات حقيقية للأشعة الضوئية، تُخبرك. والحقيقة أخي العزيز أن للمسألة أغوار بعيدة، لم نستطلع منها - في مداخلاتنا هنا - إلا ما يراه الناظر من سطح البحر، .. وهو السطح الذي يختبئ تحته أغوار وأسرار، لا يعلمها إلا الله العليم الحكيم. سبحانه، هو القائل: وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا.
لذلك، فالإحاطة بهذه العلوم، وما تستدعيه من تحليل وأدوات، وما أتت به من اكتشافات، تنطق بها التجارب والمراصد والتنظيرات، لا غنى عنها لفهم القرآن، وما فيه عن الخلق من آيات، ... ولا يستغني الأمر عن تهذيب النظريات البشرية التي صاغت وما زالت تصيغ هذه النظريات، وتنقيحها على الدوام. .. وما لا يُدرك كله، لا يُترك كله. ... لذلك كان التفسير العلمي المستبصر فريضة راهنة على كل ناظر في، وساعي إلى، فهم آيات القرآن عن المخلوقات،. .. ويُعد العُكوف عنه .. عُكوف عن تدبر آيات الخلق بأسبابه، ، التي لا أقول أنها أسباب أظهرها البشر، بل أظهرها العليم الحكيم ... كما يقول تعالى "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ"(الصافات:96)
لا أؤيد ما اقترحته من تفسير (باللون الأزرق)، والسبب: أن كوكب الأرض لا بد وأن يكون قد خلق في اليومين الأخيرين من الستة أيام .. الَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ..، مع ما ذكرته أنا سابقاً من أسباب. ولا بد أن تكون تسوية السموات سبعاً، قد تمّت بنهاية اليوم الثاني، فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ من لحظة السماء الدخانية اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ. ومن ثم فما اقترحته أنت من تداخل بين هذا وذاك، لا أرى له محلاً في تصوري. وما أقصده بتسوية السموات؛ فهو إتمام خلق أنسجتها المتمايزة لكل سماء عن غيرها وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا. وبدون إتمام هذه التسوية، فلن أستطيع فهم الثراء المادي في كوكبنا من حيث عناصره الكيميائية.
وهذا الثراء مرتبط بتلك الأنسجة السماوية التي من دونها ما كان هذا الثراء ليظهر، فالسموات عندي ليست محض فضاءات، ويحتوي كل فضاء منها أجراما، كطوابق البناء التي تحتوي أناسا، بل أنسجة متمايزة في بنيتها التفصيلية فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا، وكل نسيج منها متماسك، بل شديد التماسك وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا وليس هناك من فراغ حقيقي، .. وما نراه فوق رؤوسنا من فراغ أو فضاء خالي، إلا من أجرام، وكأنها تائهة، فليس إلا وهماً، ... سَلْ أمواج (ما يُسمى بالطيف الكهرومغناطيسي) تُخبرك، وسَلْ الظواهر التي يجمعها علم (الديناميكا الكهروكمومية) quantum electrodynamics، وما تكشفه من أسرار تركيب الفراغ/الفضاء vacuum structure، تُخبرك. وسل ظاهرة الجاذبية المادية gravitation في حكايتها عن انحناءات الفضاء space-time curvature، وما نراه من انحناءات حقيقية للأشعة الضوئية، تُخبرك. والحقيقة أخي العزيز أن للمسألة أغوار بعيدة، لم نستطلع منها - في مداخلاتنا هنا - إلا ما يراه الناظر من سطح البحر، .. وهو السطح الذي يختبئ تحته أغوار وأسرار، لا يعلمها إلا الله العليم الحكيم. سبحانه، هو القائل: وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا.
لذلك، فالإحاطة بهذه العلوم، وما تستدعيه من تحليل وأدوات، وما أتت به من اكتشافات، تنطق بها التجارب والمراصد والتنظيرات، لا غنى عنها لفهم القرآن، وما فيه عن الخلق من آيات، ... ولا يستغني الأمر عن تهذيب النظريات البشرية التي صاغت وما زالت تصيغ هذه النظريات، وتنقيحها على الدوام. .. وما لا يُدرك كله، لا يُترك كله. ... لذلك كان التفسير العلمي المستبصر فريضة راهنة على كل ناظر في، وساعي إلى، فهم آيات القرآن عن المخلوقات،. .. ويُعد العُكوف عنه .. عُكوف عن تدبر آيات الخلق بأسبابه، ، التي لا أقول أنها أسباب أظهرها البشر، بل أظهرها العليم الحكيم ... كما يقول تعالى "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ"(الصافات:96)
*******
(37) عزالدين كزابر:
أخي العزيز/ الأستاذ مصطفى سعيد
أمهلني في الرد على مداخلتك #32 لأن كل جملة منها (مُقتبسة أو مُقترحة) تتطلب الشرح المنضبط، والتحقيق الدقيق. لذلك، أتريث في الرد لضبطه كما ينبغي له.
أمهلني في الرد على مداخلتك #32 لأن كل جملة منها (مُقتبسة أو مُقترحة) تتطلب الشرح المنضبط، والتحقيق الدقيق. لذلك، أتريث في الرد لضبطه كما ينبغي له.
*******
(38) عزالدين كزابر:
أسأل الله لك التوفيق
وأضيف سؤال حول جملة لك من ردك على الدكتور عرجون
ربما كانت السماء جزءا من الأرض !!، ليس فى السياق ما يحملنا على الجزم أن الأرض هى التى كانت جزءا من السماء
إن فتق الرتق لايعنى أن أى منهما كان جزءا من الآخر ، بل كانتا وحدة ، وكل منهم يوصف أنه جزء من الكل - الماء الأول ثم الدخان -... ولايوصف أنه جزء من جزء آخر مثله
وأسأل
ما الدليل على كون الأرض - أرضنا - بنت الشمس وهى حسب تصورك وتصورك- إناعتبرنا التركيب المادى - أكثر تطورا منها ؟،
إن العناصر على الأرض تتكون باضافة مكونات دون ذرية كالكواركات والبوزيترنات أو أنوية خفيفة كأشعة ألفا أو بيتا إلى أنوية عناصر أخف ... فتنتج عناصر اثقل على الأرض ،
هذه المكونات واردة من الشمس ولكن تخليق العنصر يتم على الأرض ، ونرى فى المريخ عناصر مختلفة ، مثل الحديد الذى نسبته أكبر من الأرض رغم خصائص الأرض المغناطيسية
فما الذى فى الأرض يجعل عناصرها تقبل هذا ؟
مايهمنى أن هذا قد تم فى اليومين الثالث والرابع ، قبل اتمام الأرض بجبالها وبركتها والأقوات فيها ، والحياة كذلك لتكون الأرض كما نراها الآن فى آخر ساعة من اليوم السادس
ومن ذلك فليس الأرض بنت الشمس ولكن قل أنها ربيبتها ، فالشمس أمدتها وتمدها بالطاقة وعناصر النمو والتطور، ولكنها لم تنفصل عنها ، بل كلتاهما جزء من السديم الأولى الخاص بهذه المجموعة والمجرة ،الذى نتج من الدخان الذى نتج من الماء الأول
والله أعلم
وأضيف سؤال حول جملة لك من ردك على الدكتور عرجون
[أنالأرض كانت جزءً من السموات وانفصلت عنها]، فهو إقرارٌ صحيح المعنى فيعمومه، لأنه المعنى الأرجح لقول الله تعالى "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَكَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا"(الأنبياء:30)
وأقولربما كانت السماء جزءا من الأرض !!، ليس فى السياق ما يحملنا على الجزم أن الأرض هى التى كانت جزءا من السماء
إن فتق الرتق لايعنى أن أى منهما كان جزءا من الآخر ، بل كانتا وحدة ، وكل منهم يوصف أنه جزء من الكل - الماء الأول ثم الدخان -... ولايوصف أنه جزء من جزء آخر مثله
وأسأل
ما الدليل على كون الأرض - أرضنا - بنت الشمس وهى حسب تصورك وتصورك- إناعتبرنا التركيب المادى - أكثر تطورا منها ؟،
إن العناصر على الأرض تتكون باضافة مكونات دون ذرية كالكواركات والبوزيترنات أو أنوية خفيفة كأشعة ألفا أو بيتا إلى أنوية عناصر أخف ... فتنتج عناصر اثقل على الأرض ،
هذه المكونات واردة من الشمس ولكن تخليق العنصر يتم على الأرض ، ونرى فى المريخ عناصر مختلفة ، مثل الحديد الذى نسبته أكبر من الأرض رغم خصائص الأرض المغناطيسية
فما الذى فى الأرض يجعل عناصرها تقبل هذا ؟
مايهمنى أن هذا قد تم فى اليومين الثالث والرابع ، قبل اتمام الأرض بجبالها وبركتها والأقوات فيها ، والحياة كذلك لتكون الأرض كما نراها الآن فى آخر ساعة من اليوم السادس
ومن ذلك فليس الأرض بنت الشمس ولكن قل أنها ربيبتها ، فالشمس أمدتها وتمدها بالطاقة وعناصر النمو والتطور، ولكنها لم تنفصل عنها ، بل كلتاهما جزء من السديم الأولى الخاص بهذه المجموعة والمجرة ،الذى نتج من الدخان الذى نتج من الماء الأول
والله أعلم
*******
(39) عزالدين كزابر:
الأستاذ الفاضل / مصطفى سعيد
حول النقاط التي اقتبستها لي في مشاركة #32، وقلت أنا فيها:
أقول:
هذه النقاط المذكورة، قد لزمتني من مقدمات ضرورية راجحة:
فالنقطة (1) في هذا الاقتباس. ترجع إلى قوله تعالى "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ"
فهناك شيئآن، هما الماء والعرش. والعرش على الماء، أي تابع له مباشرة من جهة العلو، بلا وسيط بينهما. فإذا ظهر مخلوق ثالث، وهذا المخلوق سماء (لشيء)، فليس هناك إلا احتمال واحد، وهو أن يكون سماء للماء. لأن العرش كان وما زال سقف المخلوقات جميعاً. وهو العرش، فلا مجال ليعلوه مخلوق.
والنتيجة اللازمة أن السماء التي صِفتها المميزة أنها دخان لا بد وأن تكون تحت العرش، وفوق الماء، والفوقية هنا – بالنسبة للماء - لا مجال لفهمها إلا أنه من جهة العرش. فالمسميات إذاً أصبحت ثلاثا: ماء أولي، يعلوه سماء دخانية، يعلوها العرش.
ثم أن وصف أو تسمية (الماء الأولي) بالماء، أره يحمل إلحاق صفات الماء (أقصد الميوعة والسيولة) إليه. وما كان هذا شأنه، فلا أراه وصفاً ينسجم مع تعديلك الذي اقترحت فيه أن ما حصل إنما هو في تكاثف الماء ليزداد كثافة في العمق على حساب الأطراف!... ولماذا لا أرى اقتراحك مقبولاً؟ ... لأن الماء والدخان ليسا طرفي دالة متصلة، بل إنهما طورين مختلفين two different phases. والانتقال من أحدهما للآخر يتم عبر حاجز فجائي step function، وعليه يكون جمعك في حيز واحد للماء والدخان على أنهما محض تفاوت في الكثافة، غير مستساغ ولا موافق للصفات التي أتى بها النص.
ثم أن افتراض بقاء وجود ماء في الأطراف كما اقترحت أنت:
أراه يتنافي مع الترتيب الذي وجدت أنه لازماً وهو ماء يعلوه دخان يعلوه العرش. ثم كأن اقتراحك قد ذهب بالدخان، ولم يعد له وجود!
وإذا كان الذي دفعك إلى هذا المقترح (التكاثفي) والجامع بين الماء والدخان، أو ماء ثقيل وأخر خفيف في طور واحد كان ولا يزال منه باقي، هو تحرجك من ارتفاع/توسُّع العرش من وضع إلى وضع. ... إلا أني أرى أن هذا مقبول جداً، باعتبار أن هذا التوسع ما زال قائماً حتى اليوم، في قوله تعالى " وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ "، .. وأرى أن التصور الكلي الذي يجعل من هذا الكون الذي تحت العرش ما يشبه فقاعة الهواء في الماء، وأن هذه الفقاعة تتمدد على الدوام في جوف العرش. أراه تصوراً غير ممتنع، ويستوعب كلا الأمرين؛ وهو الوضع الأول الذي أوجد باتساعه حيزاً يسع سماءا للماء الأولي، يتدخن هذا الماء فيه، وعلى نحو يتحول فيه جميع الماء إلى دخان، والثاني، ما نراه اليوم من تواصل هذا التوسع.
وما سبق يمثل تعليقي على قولك:
أما عبارتك الأخيرة:
فلا أؤيدها لسببين:
الأول: أن الجاذبية، .. بل وباقي الصفات الفيزيائية التي نعرفها للكون – والتي تتلخص في بضع وعشرين ثابتا من ثوابت الكون منها ثابت الجذب العام G - لم تكن قد ظهرت emerged بعد. فتصوري أن هذا الماء/المائع بسيط. أما الجاذبية فهي عندي ظاهرة تتطلب التفسير، ولماذا ظهرت لاحقاً، وما تفسير هذا الثابت G، ومن ثم، فتفسير آليات عمل الماء بها يتجاوز هذه المحاولة، ويُبقي عليها سراً (وهي محاولة أخوض غمارها وربما أكون قد حققت فيها إنجازاً يكشف بعض أسرار الكون بهذا النموذج القرآني). كما أن افتراضك بوجود جاذبية في ذلك الماء الأولي، يجعل منه وكأنه معقد التركيب، وأنا أفترض أنه بسيط التركيب بما يجعله قابل لأن نعيد (نرد) إليه (أتكلم هنا عن مفهوم الرد reductionism) – وإلى غيره مما نُخبَر به في القرآن، ونفترض فيه الأوَّلية - تفسير المادة المنظورة، لا أن نفسره هو بآلياتها. .. وإن كنت أنا قد استحضرت له صفات المائع، والدخان بعد تبخره، فهذا من منطلق الأسماء/الصفات (الماء - الدخان) التي سماه بها النص القرآني، ولم تكن إضافات أفترضها من عندي.
الثاني: أن تكاثف الماء الذي افترضته أنت، وأنه سينجذب إلى نواة مركزية، (وإذا تجاوزنا عن الاعتراضين السابقين؛ أي كونه مائع كالماء لا ينضغط بالتجاذب، ولا يتخلخل على اتصال) فأرى أنه سعي لإنتاج جرم مركزي (نجم مثلا) قبل تكون الجسيمات الأولية، للمادة المعهودة التي من تركيبها وتفاعلاتها ظهرت النجوم والكواكب. وأرى أن هذا غير مقبول لأن هذه الجسيمات وتراكيبها هي التي ستعاني بعد ظهورها ظاهرة التجاذب/التثاقل gravitation، أما الماء الأولي فهو باستقلاله، ليس مادة تتصف بالصفات الفيزيائية التي نعرفها، ولا يمكن أن نوعز إليه بانفراده جملة الخصائص المادية التي تؤهله للقيام بهذا الدور. وهذا يقودنا إلى الآتي:
ضرورة وجود أبجدية أعقد من هذا الماء الأولي، ويكون هو أحد أعضاء هذه الأبجدية، وتكون هذه الأبجدية هي التي نشأ منها الخلق الطبيعي الذي نراه من (جسيمات Particles ومجالات Fields في المكان Space والزمان Time)، وأنه بتكامل هذه الأبجدية ، وفقط بتكاملها، يمكن لنا أن نفهم ظهور الكون بهذا التركيب الرباعي. بمعنى أننا والكون الذي نرصده، مُركَّبون من جسيمات تتفاعل في مجالات، وفي مرجعية مكانية وسيرورة زمنية. ولكي يظهر هذا الثراء المادي الوجودي، فحتما هناك حد أدنى من الأبجدية الخَلْقِية لا يمكن أن نستخلص هذا الكون البازغ في الوجود emergent بأقل منها. ... أما الماء الأولي بانفراده فلا أشك أنه أقل من هذا الحد الأدنى (كما سيتضح من الفقرة التالية)، وإلَّا كان هو مما يتطلب تفسير تركيبه.
ولتبسيط هذا التصور، أقول أن المعاني الذهنية وعالمنا التصوري، يمكن صياغته في أبجدية لا تقل عن حروف اللغة. وكلما انخفض عدد حروف اللغة، كلما انخفض ثراء هذا العالم المعنوي المصاغ في فقرات من عبارات من جمل من كلمات من حروف. ... وبنفس التصور، هناك أبجدية مادية، يؤول هذا الوجود المادي إليها reductionism، ويمكن أن نُسمِّيها حروفاً، تتركب منها كلمات؛ هي المركبات الكيميائية، وتتركب منها جمل وعبارات وفقرات كلام، تمثل الوجود المادي التي نعايشه. وأن أي تصور للتعرف على هذه الأبجدية بأقل من عدد حروفها الأدنى، فلا يمكن لنا أن نركب هذا الوجود منها. .. وإن فعلنا ذلك وكانت أبجديتنا حرف واحد هو الماء، كنا كأننا نريد أن نكتب كامل عالم المعاني بحرف الألف (مثلاً). .. وهذا مستحيل، ... إلا إذا حشرنا كل المعاني داخل هذا الحرف، .. وإن فعلنا، فما حققنا شيء، بل فسرنا الوجود بكلمة واحدة، أو موجوداً واحدا. هو الماء ووضعنا فيه سر كل شيء، أو بالأحرى حبسنا فيه جهلنا بكل شيء. وهذا تفسير باطني لا قيمة علمية له.
ولَئِن سألتني: ومن أين لنا التعرف على باقي الأبجدية؟.. فأقول لك أنها (السموات السبع المتمثلة في خلقها النسيجي والتي جاءت الآيات لتنص على خلقها على مدار يومين "فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ") إضافة إلى الماء. فيكون عندنا أبجدية من ثماني حروف (ماء+سبعة أنسجة سماوية). وهذا ما حدا بي إلى ذكر النقطة (3) في الفقرات المقتبسة لي أعلى.
أما النقطة (4) فتمثل تكامل نشأة هذه الأبجدية (الثمانية: ماء تدخّن + سبع أنسجة سماوية)، وكيف أنها كانت الخامات الأولية التي أفرزت تفاعلاتها هذا الوجود المادي؛ ... كَوْناً نابضاً بالحركة نقرأ فيه أحداثه، ... والذي خُلقنا مِنه وفيه؛ كلماتٍ متحركة مفكرة.
وللحديث بقية،
آمل أن تمهلني حتى أكمل تعليقاتي.
حول النقاط التي اقتبستها لي في مشاركة #32، وقلت أنا فيها:
1- أنه في الزمن صفر كان هناك (الماء الأولي) ويعلوه العرش، وهذه هي اللحظة الأولى في اليوم الأول.
2- تصعد من الماء دخان فيما انفرج من فراغ حوله، أي سماءه في بعض من اليوم الأول وربما امتد لكامل اليوم حتى تدخن/تبخر كل ذلك الماء.
3- في اليوم الأول والثاني جميعاً كان تحول تلك السماء إلى سبعة أنسجة سماوية (مجهولة).
4- مع نشأة كل نسيج سماوي من السموات السبعة في هذين اليومين الأوليين، كانت تتقتق جسيمات مادية في الدخان كما تتفتق قطرات الماء عندنا في السحاب. وبنشاة النسيج الثاني تتفتق أنواع جديدة، وهكذا .. وباكتمال أنواع السموات سبعا، أي نهاية اليوم الثاني، كانت كل الجسيمات الخام قد اكتملت آليات تفتقها، وواصلت هذه الآلية عملها حتى الآن وبلا انقطاع.
2- تصعد من الماء دخان فيما انفرج من فراغ حوله، أي سماءه في بعض من اليوم الأول وربما امتد لكامل اليوم حتى تدخن/تبخر كل ذلك الماء.
3- في اليوم الأول والثاني جميعاً كان تحول تلك السماء إلى سبعة أنسجة سماوية (مجهولة).
4- مع نشأة كل نسيج سماوي من السموات السبعة في هذين اليومين الأوليين، كانت تتقتق جسيمات مادية في الدخان كما تتفتق قطرات الماء عندنا في السحاب. وبنشاة النسيج الثاني تتفتق أنواع جديدة، وهكذا .. وباكتمال أنواع السموات سبعا، أي نهاية اليوم الثاني، كانت كل الجسيمات الخام قد اكتملت آليات تفتقها، وواصلت هذه الآلية عملها حتى الآن وبلا انقطاع.
هذه النقاط المذكورة، قد لزمتني من مقدمات ضرورية راجحة:
فالنقطة (1) في هذا الاقتباس. ترجع إلى قوله تعالى "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ"
فهناك شيئآن، هما الماء والعرش. والعرش على الماء، أي تابع له مباشرة من جهة العلو، بلا وسيط بينهما. فإذا ظهر مخلوق ثالث، وهذا المخلوق سماء (لشيء)، فليس هناك إلا احتمال واحد، وهو أن يكون سماء للماء. لأن العرش كان وما زال سقف المخلوقات جميعاً. وهو العرش، فلا مجال ليعلوه مخلوق.
والنتيجة اللازمة أن السماء التي صِفتها المميزة أنها دخان لا بد وأن تكون تحت العرش، وفوق الماء، والفوقية هنا – بالنسبة للماء - لا مجال لفهمها إلا أنه من جهة العرش. فالمسميات إذاً أصبحت ثلاثا: ماء أولي، يعلوه سماء دخانية، يعلوها العرش.
ثم أن وصف أو تسمية (الماء الأولي) بالماء، أره يحمل إلحاق صفات الماء (أقصد الميوعة والسيولة) إليه. وما كان هذا شأنه، فلا أراه وصفاً ينسجم مع تعديلك الذي اقترحت فيه أن ما حصل إنما هو في تكاثف الماء ليزداد كثافة في العمق على حساب الأطراف!... ولماذا لا أرى اقتراحك مقبولاً؟ ... لأن الماء والدخان ليسا طرفي دالة متصلة، بل إنهما طورين مختلفين two different phases. والانتقال من أحدهما للآخر يتم عبر حاجز فجائي step function، وعليه يكون جمعك في حيز واحد للماء والدخان على أنهما محض تفاوت في الكثافة، غير مستساغ ولا موافق للصفات التي أتى بها النص.
ثم أن افتراض بقاء وجود ماء في الأطراف كما اقترحت أنت:
وطالما أن اليوم السادس لايزال ... فالماء الأول لايزال تحت العرش ، أى لاتزال بقايا من الماء الأول فى الأطراف .
وإذا كان الذي دفعك إلى هذا المقترح (التكاثفي) والجامع بين الماء والدخان، أو ماء ثقيل وأخر خفيف في طور واحد كان ولا يزال منه باقي، هو تحرجك من ارتفاع/توسُّع العرش من وضع إلى وضع. ... إلا أني أرى أن هذا مقبول جداً، باعتبار أن هذا التوسع ما زال قائماً حتى اليوم، في قوله تعالى " وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ "، .. وأرى أن التصور الكلي الذي يجعل من هذا الكون الذي تحت العرش ما يشبه فقاعة الهواء في الماء، وأن هذه الفقاعة تتمدد على الدوام في جوف العرش. أراه تصوراً غير ممتنع، ويستوعب كلا الأمرين؛ وهو الوضع الأول الذي أوجد باتساعه حيزاً يسع سماءا للماء الأولي، يتدخن هذا الماء فيه، وعلى نحو يتحول فيه جميع الماء إلى دخان، والثاني، ما نراه اليوم من تواصل هذا التوسع.
وما سبق يمثل تعليقي على قولك:
هذا الوصف يستدعى الحجم.... كم كان حجم الماء الأول ، وكيف نشأ الفراغ حوله ؟
هل ارتفع العرش أم ماذا ؟
وتعبير " تصعد منه دخان " لايصف الحالة تماما ،لأنه يبدو أن الماء نفسه قد تحوّل فى نفس الحيز.
وكون الأرض والسماء خُلقتا من نفس الماء الأول فإن كامل الحيز كان ممتلئاً بنفس الماء من البداية ، ولم ينفرج فراغ خارج الحيز الذى كان يشغله الماء الأول
وطالما أن اليوم السادس لايزال ... فالماء الأول لايزال تحت العرش ، أى لاتزال بقايا من الماء الأول فى الأطراف .
أى أن تحول الماء الأول لمكون أكثف بدأ فى عمق فراغ مملوءا به ولايزال يكتمل نحو الأطراف
والفراغ أو الفضاء كما نسميه ظهر داخل الحيز الأول نتيجة الجاذبية التى جذبت مزيدا من الدخان حول نواة مركزية لتكوين جرم ما نجما كان أو كوكب
هل ارتفع العرش أم ماذا ؟
وتعبير " تصعد منه دخان " لايصف الحالة تماما ،لأنه يبدو أن الماء نفسه قد تحوّل فى نفس الحيز.
وكون الأرض والسماء خُلقتا من نفس الماء الأول فإن كامل الحيز كان ممتلئاً بنفس الماء من البداية ، ولم ينفرج فراغ خارج الحيز الذى كان يشغله الماء الأول
وطالما أن اليوم السادس لايزال ... فالماء الأول لايزال تحت العرش ، أى لاتزال بقايا من الماء الأول فى الأطراف .
أى أن تحول الماء الأول لمكون أكثف بدأ فى عمق فراغ مملوءا به ولايزال يكتمل نحو الأطراف
والفراغ أو الفضاء كما نسميه ظهر داخل الحيز الأول نتيجة الجاذبية التى جذبت مزيدا من الدخان حول نواة مركزية لتكوين جرم ما نجما كان أو كوكب
والفراغ أو الفضاء كما نسميه ظهر داخل الحيز الأول نتيجة الجاذبية التى جذبت مزيدا من الدخان حول نواة مركزية لتكوين جرم ما نجما كان أو كوكب
الأول: أن الجاذبية، .. بل وباقي الصفات الفيزيائية التي نعرفها للكون – والتي تتلخص في بضع وعشرين ثابتا من ثوابت الكون منها ثابت الجذب العام G - لم تكن قد ظهرت emerged بعد. فتصوري أن هذا الماء/المائع بسيط. أما الجاذبية فهي عندي ظاهرة تتطلب التفسير، ولماذا ظهرت لاحقاً، وما تفسير هذا الثابت G، ومن ثم، فتفسير آليات عمل الماء بها يتجاوز هذه المحاولة، ويُبقي عليها سراً (وهي محاولة أخوض غمارها وربما أكون قد حققت فيها إنجازاً يكشف بعض أسرار الكون بهذا النموذج القرآني). كما أن افتراضك بوجود جاذبية في ذلك الماء الأولي، يجعل منه وكأنه معقد التركيب، وأنا أفترض أنه بسيط التركيب بما يجعله قابل لأن نعيد (نرد) إليه (أتكلم هنا عن مفهوم الرد reductionism) – وإلى غيره مما نُخبَر به في القرآن، ونفترض فيه الأوَّلية - تفسير المادة المنظورة، لا أن نفسره هو بآلياتها. .. وإن كنت أنا قد استحضرت له صفات المائع، والدخان بعد تبخره، فهذا من منطلق الأسماء/الصفات (الماء - الدخان) التي سماه بها النص القرآني، ولم تكن إضافات أفترضها من عندي.
الثاني: أن تكاثف الماء الذي افترضته أنت، وأنه سينجذب إلى نواة مركزية، (وإذا تجاوزنا عن الاعتراضين السابقين؛ أي كونه مائع كالماء لا ينضغط بالتجاذب، ولا يتخلخل على اتصال) فأرى أنه سعي لإنتاج جرم مركزي (نجم مثلا) قبل تكون الجسيمات الأولية، للمادة المعهودة التي من تركيبها وتفاعلاتها ظهرت النجوم والكواكب. وأرى أن هذا غير مقبول لأن هذه الجسيمات وتراكيبها هي التي ستعاني بعد ظهورها ظاهرة التجاذب/التثاقل gravitation، أما الماء الأولي فهو باستقلاله، ليس مادة تتصف بالصفات الفيزيائية التي نعرفها، ولا يمكن أن نوعز إليه بانفراده جملة الخصائص المادية التي تؤهله للقيام بهذا الدور. وهذا يقودنا إلى الآتي:
ضرورة وجود أبجدية أعقد من هذا الماء الأولي، ويكون هو أحد أعضاء هذه الأبجدية، وتكون هذه الأبجدية هي التي نشأ منها الخلق الطبيعي الذي نراه من (جسيمات Particles ومجالات Fields في المكان Space والزمان Time)، وأنه بتكامل هذه الأبجدية ، وفقط بتكاملها، يمكن لنا أن نفهم ظهور الكون بهذا التركيب الرباعي. بمعنى أننا والكون الذي نرصده، مُركَّبون من جسيمات تتفاعل في مجالات، وفي مرجعية مكانية وسيرورة زمنية. ولكي يظهر هذا الثراء المادي الوجودي، فحتما هناك حد أدنى من الأبجدية الخَلْقِية لا يمكن أن نستخلص هذا الكون البازغ في الوجود emergent بأقل منها. ... أما الماء الأولي بانفراده فلا أشك أنه أقل من هذا الحد الأدنى (كما سيتضح من الفقرة التالية)، وإلَّا كان هو مما يتطلب تفسير تركيبه.
ولتبسيط هذا التصور، أقول أن المعاني الذهنية وعالمنا التصوري، يمكن صياغته في أبجدية لا تقل عن حروف اللغة. وكلما انخفض عدد حروف اللغة، كلما انخفض ثراء هذا العالم المعنوي المصاغ في فقرات من عبارات من جمل من كلمات من حروف. ... وبنفس التصور، هناك أبجدية مادية، يؤول هذا الوجود المادي إليها reductionism، ويمكن أن نُسمِّيها حروفاً، تتركب منها كلمات؛ هي المركبات الكيميائية، وتتركب منها جمل وعبارات وفقرات كلام، تمثل الوجود المادي التي نعايشه. وأن أي تصور للتعرف على هذه الأبجدية بأقل من عدد حروفها الأدنى، فلا يمكن لنا أن نركب هذا الوجود منها. .. وإن فعلنا ذلك وكانت أبجديتنا حرف واحد هو الماء، كنا كأننا نريد أن نكتب كامل عالم المعاني بحرف الألف (مثلاً). .. وهذا مستحيل، ... إلا إذا حشرنا كل المعاني داخل هذا الحرف، .. وإن فعلنا، فما حققنا شيء، بل فسرنا الوجود بكلمة واحدة، أو موجوداً واحدا. هو الماء ووضعنا فيه سر كل شيء، أو بالأحرى حبسنا فيه جهلنا بكل شيء. وهذا تفسير باطني لا قيمة علمية له.
ولَئِن سألتني: ومن أين لنا التعرف على باقي الأبجدية؟.. فأقول لك أنها (السموات السبع المتمثلة في خلقها النسيجي والتي جاءت الآيات لتنص على خلقها على مدار يومين "فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ") إضافة إلى الماء. فيكون عندنا أبجدية من ثماني حروف (ماء+سبعة أنسجة سماوية). وهذا ما حدا بي إلى ذكر النقطة (3) في الفقرات المقتبسة لي أعلى.
أما النقطة (4) فتمثل تكامل نشأة هذه الأبجدية (الثمانية: ماء تدخّن + سبع أنسجة سماوية)، وكيف أنها كانت الخامات الأولية التي أفرزت تفاعلاتها هذا الوجود المادي؛ ... كَوْناً نابضاً بالحركة نقرأ فيه أحداثه، ... والذي خُلقنا مِنه وفيه؛ كلماتٍ متحركة مفكرة.
وللحديث بقية،
آمل أن تمهلني حتى أكمل تعليقاتي.
*******
(40) عزالدين كزابر:
الأستاذ/ مصطفى سعيد
السلام عليكم ورحمة الله
أتابع مداخلتي السابقة، وأستكمل التعليق على محتوى مداخلتك #32،
والتي كان تالي فقراتها، قولك:
أقول:
قولك عن أطوال الأيام الستة:
فالظاهر لي من قوله تعالى ".. وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً .."(فصلت:10) أن الأيام الأربعة – الأولى في تصوري كما ذكرت من قبل – متساوية الطول. وإذا صح تصوري هذا، فلا بد وأن اليومين الأخيرين اللذين تخلق فيهما كوكب الأرض ليس لهما نفس طول يومين من الأربعة السابقة. وهذا من دواعي (قياس المخالفة)، (أو قياس المفهوم)، (في أصول الفقه) والذي فيه أن ما يتم استثناؤه يخالف ما نص عليه من مذكورات. فإن قلت مثلاً: جاءني رجلان أحدهما أسود، فيفهم أن الآخر ليس بأسود. وكذلك هنا: إذا قلنا أن أيام الخلق الأربعة الأولى كانت متساوية، فيفهم من ذلك أن اليومين الأخيرين ليس لهما طول يومين من تلك الأيام الأربعة. ... أقول: هذا هو الظاهر والمبتدر للفهم، لكني قد لا أقطع بأنه ضروري، لاحتمال غياب احتمال آخر حول كلمة "سَوَاءً".
أما قولك:
أقول: الفوتونات .. الكواركات .. البروتون .. البلازما (التي هي غاز متآين قد ثَوَّرَته الحرارة العالية – كالتي تصف حالة مادة الشمس – والتي نسميها نحن الفيزيائيين بالحالة الرابعة للمادة .. بعد المواد الصلبة والسائلة والغازية المألوفة) .. كل هذه النشأة الجسيمية لا أراها يمكن أن تنبع من الماء فقط. والسبب كما ذكرت في مداخلتي السابقة، من عدم كفاية (الماء الأولي) بانفراده لتخليق المادة المنظورة والتي تمثل هذه الجسيمات لبناتها الدنيا.
أما قولك:
فأقول أن هذا التفسير يجاري التفسير الراهن في الفيزياء من أن الحرارة هي محض الحركة وما ينشأ عنها من تصادم وضغط و..خلافه. .. ورغم أن هذا التفسير ينبع من الفيزياء الراهنة إلا أنه يبقي على إشكال خطير وهو أن هذا التصور للحرارة هو تفسير رياضي (باعتبار أن الحرارة – في علم الديناميكا الحرارية - نتاج الحركة، وليس أن الحركة نفسها نتاج طاقة ذات وجود عيني لشيء ما يحمل المتحرك على الحركة) ويعاني هذا التصور من مشاكل جمة أفقدته التوصل مع ما جاءت به النسبية من توحيد بين الطاقة والكتلة في وجود موضوعي واحد هو الـ (mass-energy) والذي لا أجد له اسم عربي، فأشرحه بأنه الموجود الواحد الذي يظهر ككتلة فقط إذا سكن الجسم تماما، ويظهر ككتلة متحركة إذا زادت قيمته عن كتلتها السكونية. .. (وليكن إسمه الكتل-حركي) أو (الكتل-طاقي).
وما أقصده أن وصف الحرارة بأنها مجرد الحركة، أو أنها المعبر عن الحركة، وأن الجسيمات التي افترضت أنت نشأتها من الماء فقط، ستكتسب حرارة من حركتها وتصادمها ... أقول أن هذا التصور يبقي على إشكال عدم التواصل هذا بين الحرارة وبين الموجود (الكتل-طاقي). ... هذا بالإضافة إلى أن وصفك لم يتطرق إلى مصدر هذا الموجود (الكتل-طاقي) إلا بافتراض أن الجسيمات نشأت من الماء أو في الماء الأولى (بانفراده – وهو ما لم أوافقك فيه أعلى) ومن ثم تكون قد ضمنت وصفك لتخلق هذا الموجدود (الكتل-طاقي) ضمن تخلق الجسيمات التي ذكرت، ومن ثم تكون قد أبقيت على إشكالات فهم علاقته بالحركة اللاحقة بين الجسيمات بعد تخلقها.
وأما قولك:
فإذا كنت تقصد بالأرض: المادة الأرضية التي نعهدها، فأوافقك على هذا، ولكن موافقتي مرتبطة بأن هذا حدث بعد اليومين الذي اكتمل فيه تمايز السماء إلى سبع سموات، كل منهما بناموسها ("وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ").
أما قولك بأن هذا التكوّن حدث
فلا أوافقك عليه، لما أسلفت من أن الماء بانفراده لا يكفي لحدوث ذلك، ويستدعي الأمر وجود الأنسجة السماوية السبعة.
وعلى ذلك يكون قولك عن السماء:
فلا أجاريك فيه، لأنه – لا مادة بلا (ماء مُتَدَخِّن+أنسجة سماوية) وعليه، تكون السماء الدخانية التي تميزت سبعاً في نهاية اليوم الثاني هي الرحم لإنبات ما نعهده من ذرات كيميائية. ولا أرى بقاء شيء من الماء الأولي في حالته المائعة الأولى، وإنما يجب أن يكون قد تحول إلى دخان، ونسبة هذا الدخان للجسيمات المادية كنسبة التربة للنبات. والسبب في استبعاد وجود الماء على حالته أن السماء التي نراها ونعهد قوانينها لا تقبل إلا وجود الأجرام السابحة في نسيج السماء، وفي بيئة كهذه لا يمكن وجود مائع على حالة اتصالية في قلب الكون مثلاً، الذي هو في العمق بالنسبة للأطراف التي تواجه العرش. ولو وُجد هذا المائع في نسبة من الكون، فالمتوقع له أن ينفجر وتتشتت أشلاءه، على نحو شبيه بالمستعرات العظمى، ولا يمكن أن يكون له بقاء على حال سكوني أو دوراني مستقر. .. وإن وجد على شاكلة الثقوب السوداء، فلن يمكن تمييزه عنها، إلا في أنها بالنسبة إليه كقطرات المطر بالنسبة إلى بحر عظيم. ولا يمكن تصور وجود بهذه الهيئة في الكون المشاهد لأنه لن يكون مستقر، ولا بد من انفجاره كما ذكرت.
وفي آخر فقرة لك، قرأت لك:
فأرى صعوبة في قبول أن السماء في آيات النازعات (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)) تشير إلى سماء أرضنا! ... لماذا؟ .. لأن الله تعالى قد ذكر في هذه الآيات سَمْك هذه السماء، وكيف أنها مرفوعة، أي ممدودة لمدى عظيم، وهنا ملحظين. أن هذه السماء لها حد أعلى وليست محض علو. وعلى ذلك، فإن آلت إلى سمائنا، فلا بد أن يكون لهذه السماء، حد تنتهي عنده حتى يكون للسمك مدلول. والشيء الوحيد الذي نعرفه ويمكن أن يكون سماء مباشرة لنا وله حد، هو الغلاف الجوي. وهنا يأتي الملحظ الثاني، وهو أن لهذه السماء سمك عظيم، ولكن سمك الغلاف الجوي ليس عظيما، بل هو بضع عشرات من الكيلومترات، وينتهي. ... ومن ثم، لا يجتمع لنا سماء تجمع بين السمك المحدود، وأنه عظيم. .. فيكون هذا القول للأسف ضعيف. هذا في حين أن السماء الجامعة للسموات العلى يجتمع لها هذان الملحظين على أتم وجه. فحد السماء النهائي تحت العرش، أما سَمكها فياله من سَمك عظيم، لا يعلم عظمته إلا خالقه، وما نعرفه عنه أنه حتماً يزيد عن نصف قطر الكون المرئي الذي هو 13.7 بليون سنة، .. ومن ثم، فالراجح عندي أن السماء التي قال الله تعالى فيها " أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) " هي السماء التي فوق رؤسنا وتمتد حتى آخر السماء السابعة، .. هذا والله تعالى أعلم.
وحول مداخلة #38
سألتني، وقلت:
أقول:
الجملة التي بين الأقواس المربعة، أي [أن الأرض كانت جزءً من السموات وانفصلت عنها]، ليست عبارتي، بل أتى بها الدكتور عرجون، ونسبها إلى من قال أنه (أحد الأجلاء)، ولم يُسمّه. وما تلى هذه الجملة فهو كلامي، .. وتلاحظ أني قلت فيه: (هو إقرارٌ صحيح المعنى في عمومه) .. وعندما قلت (في عمومه) قلتها عامداً متعمداً لموافقتي على عموم المعنى، وليس بالضرورة على خصوصية الصياغة. ..
أما إذا كان شيئآن متحدان في كلٍّ واحد، ثم انفصلا، ... فهذا الانفصال يمكن أن يُصاغ بأكثر من عبارة. فإن كان المنفصلان متقاربان في السعة أو الحجم، فالقول بأنهما انفصلا، أو انفتقا هو الصحيح دون منازع. أما إن كان أحدهما أكبر من الآخر كِبراً جلياً، كخروج حجراً من الأرض وانطلاقه إلى السماء، فالقول بأن الحجر والأرض انفصلا، يُستغرب لأن الحجر المنطلق من الأرض لا يقارن بها، وعندها يكون الأنسب أن نقول أن الحجر انفصل من الأرض. وإذا كانت نسبة (جرم الأرض) من السديم الشمسي كنسبة االحجر المنطلق من (جرم الأرض) إلى (جرم الأرض) فيكون القول بأن الأرض كانت جزءاً من السديم لا يعتبر مستغرباً بل يكون هو الأقرب وصفاً للواقع. (آمل ملاحظة أن السديم الشمسي نفسه منفصل عن مصادره الأولى في السماء، أقصد النجوم، وهي – أي النجوم - التي تخلقت من المادة (الجسيمية والذرية) التي نبتت في السماء الدخانية)
وعندما قلت أنا: [أنه المعنى الأرجح لقول الله تعالى"أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا"(الأنبياء :30)] فكنت أُضمّن كلامي معنى هذا التسلسل، وأذكر أني أشرت إليه صراحةً في نفس المقالة، في موضع آخر على التفصيل.
أما عن قولك:
فأقول:
أن القائل: (الأرض بنت الشمس) هو ذلك الفاضل الذي كان ينتقد الدكتور عرجون كلامه. .. وأنا لم أعلق على هذه الجملة، لأنها كانت أقل في قيمتها مما علقت عليه. فضلاً عن أنها لم تكن بالسوء الذي يجعلني أتصدر لها. بل هي جائزة على عموم المعنى. ... وأقصد من ذلك أن الشمس والأرض وباقي أعضاء المجموعة الشمسية كانوا جميعاً سحابة سديمية واحدة تدور بحركة رحوية. وتمايزت إلى ما هي عليه، وإذا كانت أغلب الكتلة الأولى قد آلت إلى الشمس، .. وعليه فلا غرابة أن نقول أن السديم قد آل إلى شمس باهرة مكتنزة كل الكتلة الأولى، وقد انفصلت عنها تلك الحبيبات الجرمية التي نسميها كواكب، تبعاً للطرد المركزي الناتج عن الدوران. وإذا لم يكن الدوران بالقوة التي كان عليها، لما انفصلت تلك الحبيبات، ولظل جرم الأرض وباقي الكواكب في باطن الشمس حتى اليوم هذا.
أما قولك: ما نسبته إليّ وفيه:
فلا أذكر أين قلته أنا تماماً أو ربما تكون قد استقراته أنت من كلامي. ..
(أياً كان الأمر) .. فما سألته أنت بعد ذلك وقلت فيه:
فأنا لا أوافقك عليه أبداً، - إلا على مستوى فردي للذرات مثل الذي يحدث الآن بتأثير الأشعة الكونية cosmic rays والتي مصادرها من خارج المجموعة الشمسية وليست هي الرياح الشمسية solar wind- الآتية من الشمس- وما فيها من ذرات متآينة -، ولا يمكن أبداً أن تكون عناصر الأرض الثقيلة قد نبتت هنا، والسبب: أنه لا أرضنا، ولا أي من جيراننا من الكواكب، يمكن لها أن تنتج عناصر أثقل من عناصر أخف. لأن هذه الوفرة من العناصر الثقيلة لا تُنتج إلا بالتفاعل النووي، ولا يتم إلا في قلوب نجوم. بل إن شمسنا العظيمة هذه، لا يمكنها أن تتحمل في فرنها النووي الذي ترتفع درجة حرارته إلى أكثر من 15 مليون درجة كلفن، إنتاج عناصر ثقيلة من وقودها الهيدروجيني، ولا تُنتج إلا عددا محدودا من العناصر في بدايات الجدول الدوري، الأغلب السائد فيها هو الهيليوم (الهيدروجين + الهيليوم = 98.4% من كتلة الشمس، وما خلا ذلك من عناصر يمثل 1.6% فقط). فكيف تنتج أرضنا عناصر أثقل، في الوقت الذي لا تزيد حرارة قلب الأرض عن بضعة آلاف من الدرجات الحرارية؟! .. لاحظ بضعة آلاف فقط. وهذه التفاعلات تتطلب عشرات الملايين من الدرجات حتى تبدأ في تحفيز التفاعل. ..
ثم أنه لو كانت الأشعة الكونية – كمثل الذي ذكرته من بوزيترونات وألفا وغيرها - هي التي أنتجت عناصر الأرض في جرم الأرض، لكانت أيضاً تنتجها في الشمس، ولكانت الشمس عامرة بالعناصر الثقيلة، وهذا غير حاصل.
أما إن سألتني عن العناصر الثقيلة التي في الأرض، ومن أين أتت؟ فأقول لك أنها كانت جاهزة ومُعدة سلفاً ومبثوثة في الكويكبات والنيازك التي كانت تجوب المنطقة الوسطى من السديم الشمسي، ومنها تشكَّل جرم الأرض والكواكب الصخرية، ومنها حزام الكويكبات الذي أدرجت له فيلم في المقالة، (شكل 8،9)، وهذه الكويكبات والنيازك ظلت ترتطم دوماً بجرم الارض، وأنظر إلى سطح القمر وأثر الارتطامات عليه، رغم صغر كتلته ومن ثَمِّ جذبه، وتنبأ من ذلك بما كان يصيب الأرض في نشأتها في غياب غلاف جوي، وإقرأ قول الله تعالى "وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ" فهذا الإلقاء هو هطول تلك الكويكبات والنيازك على الأرض، ومعلوم أن الرواسي لا تكون رواسي إلا إذا كانت ثقيلة. .. والخلاصة أن كل عناصر الأرض هي من خارج جرم الأرض، ولا يمكن أن ينبت في جرمها أي عنصر بتفاعل نووي، إلا من ذرة هنا وذرة هناك، وهذا لا تأثير تراكمي له يُذكر – ولا يمكن أن يُنتج عناصر كيميائية بعد عدمها إلا بتفاعل نووي – أما ما يمكن أن يحدث في الأرض على الدوام، فهو التحلل الإشعاعي لعناصر ثقيلة ومشعة بالفعل كاليورانيوم، فتتكسر الأنوية الثقيلة فيها إلى أنوية عناصر أصغر. وهذا تحلل تلقائي، لا يتطلب حرارة، بل إنه مصدر للحرارة، ويُظن أنه مصدر حرارة قلب الأرض.
وأخيراً أوافقك على عبارتك الآتية:
وأوافقك عليه فقط إذا كنت تشير إلى كل ما سبق من تخلق مادي للعناصر حتى لحظة تشكل السديم الشمسي، والذي رجّحت أنه تشكل في نهاية اليوم الرابع.
...
هذا والله تعالى أعلم.
السلام عليكم ورحمة الله
أتابع مداخلتي السابقة، وأستكمل التعليق على محتوى مداخلتك #32،
والتي كان تالي فقراتها، قولك:
** ليس بالضرورة أن يكون زمن الأيام متساو ،ولكن الفاصل هو تكون مادة جديدة لأول مرة ، لو فرضنا أن الماء الأول فوتونات ، فنهاية اليوم الأول نعرفها بتكون أول دون الذرى كالكوارك أو قل أعلى كالبروتون ، وهنا يجدر الاشارة أن البلازما هى دخان حار من الأجسام دون الذرية .... وما أمدها بالحرارة ليس النجوم - التى لم تكن قد تكونت بعد - بل من زيادة عددها وتكاثفها وتصادمها و....،
تكوّن الأرض - مادون السماء من سدم ونجوم وكواكب - بدأ مع تكون الذرة فى نهاية اليوم الثانى وحدوث اتحاد بين الذرات وتكون الجزيئات .... فى عمق الحيز الذى شغله الماء الأول مما يعنى أن السماء لم يحدث فيها مثل ذلك إلا فى وقت لاحق وظلت دخانا إلى بعد مادونها من الأرض ، وأن تمايزها ماهو إلا تعبير عن هذا التباين فى مراحل التخلق ، فكانت الأولى – الدنيا- أكثر تطورا ، ولذلك أؤيدك فى قولك أن " أنواع السموات سبعا ".... وإن كنت لاأوافقك أنها فى أول يومين من الأيام الستة .
تكوّن الأرض - مادون السماء من سدم ونجوم وكواكب - بدأ مع تكون الذرة فى نهاية اليوم الثانى وحدوث اتحاد بين الذرات وتكون الجزيئات .... فى عمق الحيز الذى شغله الماء الأول مما يعنى أن السماء لم يحدث فيها مثل ذلك إلا فى وقت لاحق وظلت دخانا إلى بعد مادونها من الأرض ، وأن تمايزها ماهو إلا تعبير عن هذا التباين فى مراحل التخلق ، فكانت الأولى – الدنيا- أكثر تطورا ، ولذلك أؤيدك فى قولك أن " أنواع السموات سبعا ".... وإن كنت لاأوافقك أنها فى أول يومين من الأيام الستة .
قولك عن أطوال الأيام الستة:
ليس بالضرورة أن يكون زمن الأيام متساوية
أما قولك:
لو فرضنا أن الماء الأول فوتونات ، فنهاية اليوم الأول نعرفها بتكون أول دون الذرى كالكوارك أو قل أعلى كالبروتون ، وهنا يجدر الاشارة أن البلازما هى دخان حار من الأجسام دون الذرية .... وما أمدها بالحرارة ليس النجوم - التى لم تكن قد تكونت بعد - بل من زيادة عددها وتكاثفها وتصادمها و....،
أما قولك:
وما أمدها (أي الجسيمات السابق ذكرها) بالحرارة ليس النجوم - التى لم تكن قد تكونت بعد - بل من زيادة عددها وتكاثفها وتصادمها و....،
وما أقصده أن وصف الحرارة بأنها مجرد الحركة، أو أنها المعبر عن الحركة، وأن الجسيمات التي افترضت أنت نشأتها من الماء فقط، ستكتسب حرارة من حركتها وتصادمها ... أقول أن هذا التصور يبقي على إشكال عدم التواصل هذا بين الحرارة وبين الموجود (الكتل-طاقي). ... هذا بالإضافة إلى أن وصفك لم يتطرق إلى مصدر هذا الموجود (الكتل-طاقي) إلا بافتراض أن الجسيمات نشأت من الماء أو في الماء الأولى (بانفراده – وهو ما لم أوافقك فيه أعلى) ومن ثم تكون قد ضمنت وصفك لتخلق هذا الموجدود (الكتل-طاقي) ضمن تخلق الجسيمات التي ذكرت، ومن ثم تكون قد أبقيت على إشكالات فهم علاقته بالحركة اللاحقة بين الجسيمات بعد تخلقها.
وأما قولك:
تكوّن الأرض - مادون السماء من سدم ونجوم وكواكب - بدأ مع تكون الذرة فى نهاية اليوم الثانى وحدوث اتحاد بين الذرات وتكون الجزيئات
أما قولك بأن هذا التكوّن حدث
فى عمق الحيز الذى شغله الماء الأول
وعلى ذلك يكون قولك عن السماء:
مما يعنى أن السماء لم يحدث فيها مثل ذلك – وأنت تقصد تخلُّق المادة فيها - إلا فى وقت لاحق وظلت دخانا إلى بعد مادونها من الأرض ، وأن تمايزها ماهو إلا تعبير عن هذا التباين فى مراحل التخلق ، فكانت الأولى – الدنيا- أكثر تطورا
وفي آخر فقرة لك، قرأت لك:
باعتماد معنى كلمة " خلق " ليس على أنه تمام الخلق ، بل أنه التقدير والبداية ، وأن كلمة " قضاهن " تعنى أن تقسيمهن سبعا قد تم وانتهى
وباعتماد الدلالة المباشرة لحرف " ثم " فى آية البقرة عن التراخى الزمنى
وكذلك " بعد ذلك " فى آية النازعات عن الدحو ... ، حيث أن الدحو تغير فيزيائى وليس تركيبى كيميائى، والسماء فيها تحتمل أن تكون سماء أرضنا التى لها ضحى وليل ، والأرض التى دُحيت هى أرضنا التى بها ماء .
باعتماد ذلك فإن آيات النازعت تتكلم عن سماء أرضنا ، وأن آية البقرة تتكلم عن السموات العلى .. والله أعلم
وباعتماد الدلالة المباشرة لحرف " ثم " فى آية البقرة عن التراخى الزمنى
وكذلك " بعد ذلك " فى آية النازعات عن الدحو ... ، حيث أن الدحو تغير فيزيائى وليس تركيبى كيميائى، والسماء فيها تحتمل أن تكون سماء أرضنا التى لها ضحى وليل ، والأرض التى دُحيت هى أرضنا التى بها ماء .
باعتماد ذلك فإن آيات النازعت تتكلم عن سماء أرضنا ، وأن آية البقرة تتكلم عن السموات العلى .. والله أعلم
وحول مداخلة #38
سألتني، وقلت:
سؤال حول جملة لك من ردك على الدكتور عرجون
[أن الأرض كانت جزءً من السموات وانفصلت عنها]، فهو إقرارٌ صحيح المعنى في عمومه، لأنه المعنى الأرجح لقول الله تعالى"أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا"(الأنبياء :30)
وأقول
ربما كانت السماء جزءا من الأرض !!، ليس فى السياق ما يحملنا على الجزم أن الأرض هى التى كانت جزءا من السماء
إن فتق الرتق لايعنى أن أى منهما كان جزءا من الآخر ، بل كانتا وحدة ، وكل منهم يوصف أنه جزء من الكل - الماء الأول ثم الدخان -... ولايوصف أنه جزء من جزء آخر مثله
[أن الأرض كانت جزءً من السموات وانفصلت عنها]، فهو إقرارٌ صحيح المعنى في عمومه، لأنه المعنى الأرجح لقول الله تعالى"أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا"(الأنبياء :30)
وأقول
ربما كانت السماء جزءا من الأرض !!، ليس فى السياق ما يحملنا على الجزم أن الأرض هى التى كانت جزءا من السماء
إن فتق الرتق لايعنى أن أى منهما كان جزءا من الآخر ، بل كانتا وحدة ، وكل منهم يوصف أنه جزء من الكل - الماء الأول ثم الدخان -... ولايوصف أنه جزء من جزء آخر مثله
الجملة التي بين الأقواس المربعة، أي [أن الأرض كانت جزءً من السموات وانفصلت عنها]، ليست عبارتي، بل أتى بها الدكتور عرجون، ونسبها إلى من قال أنه (أحد الأجلاء)، ولم يُسمّه. وما تلى هذه الجملة فهو كلامي، .. وتلاحظ أني قلت فيه: (هو إقرارٌ صحيح المعنى في عمومه) .. وعندما قلت (في عمومه) قلتها عامداً متعمداً لموافقتي على عموم المعنى، وليس بالضرورة على خصوصية الصياغة. ..
أما إذا كان شيئآن متحدان في كلٍّ واحد، ثم انفصلا، ... فهذا الانفصال يمكن أن يُصاغ بأكثر من عبارة. فإن كان المنفصلان متقاربان في السعة أو الحجم، فالقول بأنهما انفصلا، أو انفتقا هو الصحيح دون منازع. أما إن كان أحدهما أكبر من الآخر كِبراً جلياً، كخروج حجراً من الأرض وانطلاقه إلى السماء، فالقول بأن الحجر والأرض انفصلا، يُستغرب لأن الحجر المنطلق من الأرض لا يقارن بها، وعندها يكون الأنسب أن نقول أن الحجر انفصل من الأرض. وإذا كانت نسبة (جرم الأرض) من السديم الشمسي كنسبة االحجر المنطلق من (جرم الأرض) إلى (جرم الأرض) فيكون القول بأن الأرض كانت جزءاً من السديم لا يعتبر مستغرباً بل يكون هو الأقرب وصفاً للواقع. (آمل ملاحظة أن السديم الشمسي نفسه منفصل عن مصادره الأولى في السماء، أقصد النجوم، وهي – أي النجوم - التي تخلقت من المادة (الجسيمية والذرية) التي نبتت في السماء الدخانية)
وعندما قلت أنا: [أنه المعنى الأرجح لقول الله تعالى"أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا"(الأنبياء :30)] فكنت أُضمّن كلامي معنى هذا التسلسل، وأذكر أني أشرت إليه صراحةً في نفس المقالة، في موضع آخر على التفصيل.
أما عن قولك:
وأسأل : ما الدليل على كون الأرض - أرضنا - بنت الشمس وهى حسب تصورك وتصورك- إن اعتبرنا التركيب المادى - أكثر تطورا منها ؟،
إن العناصر على الأرض تتكون باضافة مكونات دون ذرية كالكواركات والبوزيترنات أو أنوية خفيفة كأشعة ألفا أو بيتا إلى أنوية عناصر أخف ... فتنتج عناصر اثقل على الأرض ،
هذه المكونات واردة من الشمس ولكن تخليق العنصر يتم على الأرض ، ونرى فى المريخ عناصر مختلفة ، مثل الحديد الذى نسبته أكبر من الأرض رغم خصائص الأرض المغناطيسية
فما الذى فى الأرض يجعل عناصرها تقبل هذا ؟
مايهمنى أن هذا قد تم فى اليومين الثالث والرابع ، قبل اتمام الأرض بجبالها وبركتها والأقوات فيها ، والحياة كذلك لتكون الأرض كما نراها الآن فى آخر ساعة من اليوم السادس
ومن ذلك فليس الأرض بنت الشمس ولكن قل أنها ربيبتها ، فالشمس أمدتها وتمدها بالطاقة وعناصر النمو والتطور، ولكنها لم تنفصل عنها ، بل كلتاهما جزء من السديم الأولى الخاص بهذه المجموعة والمجرة ،الذى نتج من الدخان الذى نتج من الماء الأول
إن العناصر على الأرض تتكون باضافة مكونات دون ذرية كالكواركات والبوزيترنات أو أنوية خفيفة كأشعة ألفا أو بيتا إلى أنوية عناصر أخف ... فتنتج عناصر اثقل على الأرض ،
هذه المكونات واردة من الشمس ولكن تخليق العنصر يتم على الأرض ، ونرى فى المريخ عناصر مختلفة ، مثل الحديد الذى نسبته أكبر من الأرض رغم خصائص الأرض المغناطيسية
فما الذى فى الأرض يجعل عناصرها تقبل هذا ؟
مايهمنى أن هذا قد تم فى اليومين الثالث والرابع ، قبل اتمام الأرض بجبالها وبركتها والأقوات فيها ، والحياة كذلك لتكون الأرض كما نراها الآن فى آخر ساعة من اليوم السادس
ومن ذلك فليس الأرض بنت الشمس ولكن قل أنها ربيبتها ، فالشمس أمدتها وتمدها بالطاقة وعناصر النمو والتطور، ولكنها لم تنفصل عنها ، بل كلتاهما جزء من السديم الأولى الخاص بهذه المجموعة والمجرة ،الذى نتج من الدخان الذى نتج من الماء الأول
أن القائل: (الأرض بنت الشمس) هو ذلك الفاضل الذي كان ينتقد الدكتور عرجون كلامه. .. وأنا لم أعلق على هذه الجملة، لأنها كانت أقل في قيمتها مما علقت عليه. فضلاً عن أنها لم تكن بالسوء الذي يجعلني أتصدر لها. بل هي جائزة على عموم المعنى. ... وأقصد من ذلك أن الشمس والأرض وباقي أعضاء المجموعة الشمسية كانوا جميعاً سحابة سديمية واحدة تدور بحركة رحوية. وتمايزت إلى ما هي عليه، وإذا كانت أغلب الكتلة الأولى قد آلت إلى الشمس، .. وعليه فلا غرابة أن نقول أن السديم قد آل إلى شمس باهرة مكتنزة كل الكتلة الأولى، وقد انفصلت عنها تلك الحبيبات الجرمية التي نسميها كواكب، تبعاً للطرد المركزي الناتج عن الدوران. وإذا لم يكن الدوران بالقوة التي كان عليها، لما انفصلت تلك الحبيبات، ولظل جرم الأرض وباقي الكواكب في باطن الشمس حتى اليوم هذا.
أما قولك: ما نسبته إليّ وفيه:
أن أرضنا - حسب وتصورك- إن اعتبرنا التركيب المادى - أكثر تطورا منها (من الشمس)
(أياً كان الأمر) .. فما سألته أنت بعد ذلك وقلت فيه:
إن العناصر على الأرض تتكون باضافة مكونات دون ذرية كالكواركات والبوزيترنات أو أنوية خفيفة كأشعة ألفا أو بيتا إلى أنوية عناصر أخف ... فتنتج عناصر اثقل على الأرض ،
هذه المكونات واردة من الشمس ولكن تخليق العنصر يتم على الأرض ، ونرى فى المريخ عناصر مختلفة ، مثل الحديد الذى نسبته أكبر من الأرض رغم خصائص الأرض المغناطيسية
فما الذى فى الأرض يجعل عناصرها تقبل هذا ؟
هذه المكونات واردة من الشمس ولكن تخليق العنصر يتم على الأرض ، ونرى فى المريخ عناصر مختلفة ، مثل الحديد الذى نسبته أكبر من الأرض رغم خصائص الأرض المغناطيسية
فما الذى فى الأرض يجعل عناصرها تقبل هذا ؟
ثم أنه لو كانت الأشعة الكونية – كمثل الذي ذكرته من بوزيترونات وألفا وغيرها - هي التي أنتجت عناصر الأرض في جرم الأرض، لكانت أيضاً تنتجها في الشمس، ولكانت الشمس عامرة بالعناصر الثقيلة، وهذا غير حاصل.
أما إن سألتني عن العناصر الثقيلة التي في الأرض، ومن أين أتت؟ فأقول لك أنها كانت جاهزة ومُعدة سلفاً ومبثوثة في الكويكبات والنيازك التي كانت تجوب المنطقة الوسطى من السديم الشمسي، ومنها تشكَّل جرم الأرض والكواكب الصخرية، ومنها حزام الكويكبات الذي أدرجت له فيلم في المقالة، (شكل 8،9)، وهذه الكويكبات والنيازك ظلت ترتطم دوماً بجرم الارض، وأنظر إلى سطح القمر وأثر الارتطامات عليه، رغم صغر كتلته ومن ثَمِّ جذبه، وتنبأ من ذلك بما كان يصيب الأرض في نشأتها في غياب غلاف جوي، وإقرأ قول الله تعالى "وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ" فهذا الإلقاء هو هطول تلك الكويكبات والنيازك على الأرض، ومعلوم أن الرواسي لا تكون رواسي إلا إذا كانت ثقيلة. .. والخلاصة أن كل عناصر الأرض هي من خارج جرم الأرض، ولا يمكن أن ينبت في جرمها أي عنصر بتفاعل نووي، إلا من ذرة هنا وذرة هناك، وهذا لا تأثير تراكمي له يُذكر – ولا يمكن أن يُنتج عناصر كيميائية بعد عدمها إلا بتفاعل نووي – أما ما يمكن أن يحدث في الأرض على الدوام، فهو التحلل الإشعاعي لعناصر ثقيلة ومشعة بالفعل كاليورانيوم، فتتكسر الأنوية الثقيلة فيها إلى أنوية عناصر أصغر. وهذا تحلل تلقائي، لا يتطلب حرارة، بل إنه مصدر للحرارة، ويُظن أنه مصدر حرارة قلب الأرض.
وأخيراً أوافقك على عبارتك الآتية:
مايهمنى أن هذا قد تم فى اليومين الثالث والرابع ، قبل اتمام الأرض بجبالها وبركتها والأقوات فيها ، والحياة، كذلك لتكون الأرض كما نراها الآن فى آخر ساعة من اليوم السادس
...
هذا والله تعالى أعلم.
*******
(41) مصطفى سعيد:السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على هذا الشرح الوافى
وأكرر أن الحوار ليس للجدال ، ولذلك سأختصر
أنا تصورى أن الأشياء الأبسط التى تآلفت وتآثرت بطريقة تعطى مانراه من ابداع فى الخلق
ونحن نعلم هذه الوحدات الأبسط عن طريق تفكيك تلك المنظومات الأعقد ،
فمثلا ..إذا كانت الذرة على مانعلم ، فيقينا فإنها تركبت من تلك الوحدات الأولية التى اكتشفنا معظمها إن لم يكن كلها حسب النموذج المعيارى
والعقل لن يقف عند هذا الحد ... بل سيسأل مما تكون كل واحدة من تلك الوحدات الأولية ؟
ويتصور العقل أنه فى المستقبل سيستطيع الاجابة على هذا السؤال ... لأنه يفترض أنه الوحدة الأولية معقدة وسيستطيع تفكيكها وتحليلها، وهو تصور يتوافق مع المشاهد والمعلوم المتيقن
وهنا أرى أن أبسط وحدة هى وحدة ذلك الماء الأول ... الذى قلنا أنه مائع دون الخوض فى تركيبه ،
واتحاد و حدتين من وحداته التكوينية ينتج عنه مكون جديد ، وثلاث وحدات مركب غير الأول .... الى مالانهاية من الاحتمالات ،
مع مايستتبع ذلك من زيادة فى الكتلة ،وربما ظهور كمات فيزيائية كالشحنة والحرارة والمغناطيسية والكهربائية ... الخ
ويصبح كثيفا لدرجة الرؤية لأول مرة وعندها يُقال عنه أنه دخان .
وإذا تساءلت ماهى أبسط وحدات معروفة .... سأجيب نفسى أنها الفوتونات .
إن المستفاد من آيات القرآن ومن الواقع أن الله يركب الأبسط إلى أعقد ، ونحن نفكك لنعلم وحدات البناء الأولى .
إن الماء الأول كان من جزيئات النور - الفوتونات - ، والنور نعرفه ضوء مشتت أو فوتونات سابحة ذات طاقة منخفضة تملأ حيزا .
نتج من هذا النور دخان - إلى هنا مرحلة الرتق واستغرقت يومين من الأيام الست - فتق الله الدخان إلى أرض وسماء فى بداية اليوم الثالث -قال لهما ائتيا طوعا أو كرها - ليقضى فيهما مشيئته ، فأتيتا طائعتين
*******
(44) عزالدين كزابر:الأستاذ مصطفى سعيد
واضح أن ما توافقت عليه تصوراتنا أكثر مما تباينت فيه،
لذلك أنا سعيد بحواري معك،
وأعتبرها تجربة حوارية متميزة ونادرة،
*******
(43) علي أحمد أبو شنب:السلام عليكم
ستة أيام أي ستة أحداث : لكل حدث قال الله كن فيكون
وأخطأت اليهود و النصاري في فهمهم أنها من الليل و النهار
وكثير من علماء الفلك يرفضوا هذه الأفكار التي تكتب في هذا المنتدي كبيان لمعني الخلق في ستة أيام (الليل و النهار )
وأرجوا الله أن تجددوا معلوماتكم . فما يذكر هنا هو من علوم قد نسخها أو غيرها أو شكك بها علماء الفلك في العالم
*******
(44) عزالدين كزابر:الأخ العزيز/ علي
عليكم السلام ورحمة الله
الحدث هو "فعل ما" مميز، ... قد وقع في زمن معلوم، سواء كان هذا الزمن "لحظة بعينها" أو فترة ممتدة.
والزمن (سواء كان لحظة أو فترة) هو وعاء الفعل. ولو لم يكن هناك سيرورة للزمن، وتعاقب أنَّاته، لما كان هناك أحداث، ويشبه هذا ما نفعله من تجميد صورة فيلم متحرك، فلو لاحظت لوجدت أن عداد الزمن يتوقف عندها.
وباختصار: فأيام الخلق في القرآن والحديث النبوي هي مراحل الخلق. مثلما نقول أن الإنسان ينشأ على مراحل: (الطفولة فالصِّبا فالشباب فالرجولة فالشيخوخة فالكهولة). فهذه ستة مراحل. أو ستة أيام. وعلى ذلك يمكنك أن تقول: يوم كنت طفلاً كان أحلامي كيت وكيت، ويوم كنت شاباً كانت كيت وكيت. وليس غريباً أن تُقسَّم أيام حياة الإنسان الستة هذه، إلى 7 سنوات للمراحل الثلاثة الأولى، و15 سنة للثلاثة الأخيرة، فيكون متوسط عمر الإنسان مثلاً هو مجموعها (7+7+7+15+15+15) = 66 سنة.
أما اصطلاح "الحدث" event في النظرية النسبية العامة (التي تُستخدم في دراسة علم الكون – الكوسمولوجي - ونشأته وتتابع أحداثه) هو ما يُعَبَّر عنه بأربعة أرقام؛ ثلاثة منها لمكان وقوع الحدث (تمثل بعده الأفقي والرأسي و الغور)، والرابع لزمنه. ولأن النسبية العامة قد مزجت الزمان بالمكان، ويُترجم بـ (الزمكان)، فلم يعد الزمان فيها خالصاَ منفصلاَ عن المكان، كما كان في ميكانيكا نيوتن.
ولا يوجد في علم الكوسمولوجي الراهن تقسيم لتاريخ نشأة الكون. وذلك لأن علماءه لا يعلمون أطوار الخلق على التفصيل، وإن ألـمُّوا ببعض الملامح، مثل تعيينهم أن انتشار الضوء في الكون لم يبدأ إلا بعد مرور 380 ألف سنة من لحظة البداية، وأن عمر الكون الآن 13700 مليون سنة، وأن الأرض قد استغرقت الثلث الأخير من هذا العمر. فلو أن الكون رجلاً والأرض ابنته، وكان عمر الرجل 60 عاماً، لكانت ابنته عمرها 20 عاما.
(وفي هذا المثال، لا يمكن أن تكون ابنة الرجل قد خُلقت إلا بعد أن يكون أبوها قد تزوج، ....... وكذلك الأرض، لا يمكن لها أن تكون قد خُلقت إلا بعد أن تكون مادتها قد تخلَّقت في النجوم ... وهذه الإفادة بعينها هي بيت القصيد من كامل موضوعنا الذي نناقشه هنا)
وفي هذه الأرقام الممثلة لعمر الرجل وإبنته في المثال – لو لاحظت - مَلْمَح لطيف، وهو أن نفس النسبة بين عمر الأرض إلى عمر الكون هي ما نجده في القرآن من أن خلق الأرض قد تم في يومين من ستة أيام خُلقت فيها السموات والأرض جميعا.
والخلاصة أننا نتفهم كلام الله تعالى بما رجح من علم الكون الناتج عن الرصد وما يصاحبه من تحليل راجح، دون القطع بما هو مستغرب من نظريات كالتي تشتهر بأن الكون كان في لحظة الخلق الأولى في حجم نقطة لا تراها العين،
وفي نفس الوقت نتكشف معاني الخلق وتقديم الراجح من النظريات على المرجوح بما أخبرنا الله تعالى به من خبر صادق عنها، لا يعلمه إلا خالق الكون سبحانه.
هذا والله تعالى أعلم..
*******
(45) علي أحمد أبو شنب:
السلام عليكم
أقول و الله أعلم أن هذا البحث قيم جدا و بحاجة الى اجتماع شخصي للمتابعة سنويا و أود أن أدعوا الجميع لعقد مؤتمر سنوي لبيان معنى هذه الآية الكريمة و عسى الله أن يهدينا للحق.
أما الآن أرجوا اعتبار ما يلى:
قال ابن تيميه أنه لا ترادف في القرآن الكريم و قال ابن القيم أن واو العطف في قول الله سبحانه و تعالى "الا له الخلق و الأمر" تفيد التنوع : أي أن الخلق و الأمر لا ترادف بينهما. فالخلق شئ و الأمر شئ أخر
و لقد بين الزركشي في كتابه علوم الفرآن أن هناك فرق بين آتى و أعطى .
1- المفردة في القرآن و الحديث الشريف و أقوال ألعرب لها استعملات تفيد معناها .
فمفردة يوم شاع أنها تفيد معنى النهار. و لكن عندما تستعرض استعمالاتها اللغوية تجد لها معانى أخرى . فمثلا الله كل يوم هو في شأن فلايعقل أن يوم معناها النهار أو فترة زمنية! . والله أعلم هنا معناها كل حدث كحدث سقوط الورقة من الشجرة .
2- أن هناك فرق بين خلق و جعل.
فالخلق لايكون إلا لله كما علمنا الله أنه "إذا أراد شيئا قال له كن فيكون". ولقد نبه الشعراوي على ملاحظة "قال له" فما أراد الله كان وإنما كن فيكون لنا لنفهم سرعة الحدث.
ولاحظ أن الله خلق أدم من طين و لكن جعل نسله من سلالة من ماء مهين
و عليه والله ورسوله أعلم وأحكم أن علماء الفلك ينظرون ويتدارسون أمر الله للخلق .
3- على المسلمين التحقق من ما يسمى حقائق علمية و يا حبذا أن يكونوا هم الذين يبحثون و لا ينقلون عسى الله أن يعثرهم على الحقائق .
فمعظم علماء الغرب العتيد ملحدين و شجعوا نظرية بداية الخلق بالإنفجار لأنها تبين أن الخلق لا يحتاج لخالق و يتناسب مع نظرية التطور في الأحياء.
و لهذا أود أن ألفت الإنتباه إلى أن معرفة عقيدة الباحث مهمة كما هو مهم معرفة عقيدة الناقل فالمسألة في الخلق و الأمر مسألة عقيدية خطيرة لا يؤخذ فحواها و مادتها إلا من علماء ذوي عقيدة سليمة غير ناقلين عن علماء ملحدين
هذا والله تعالى أعلم..
هذا والله تعالى أعلم..
تنويــــــــــه:
ما أدرجته أعلى ليس إلا بعض محتويات موضوع [خلق السموات والأرض في ستة أيام - تأويل جديد] و الذي نشأ عن مراجعاتي على مقولات الأستاذ الدكتور محمد الصادق عرجون - رحمه الله تعالى - ويمثّل ما افتُتح من نقاشات حول الموضوع على الرابط الآتي:
1- ملتقى أهل التفسير.
وقد تبقى نقاشات نفس الموضوع على المنتديات الآتية، إلا أنها كانت أقل غنى مما سبق:
2- ملتقى أهل الحديث.
3- المجلس العلمي - على موقع الألوكة.
4- منتدى التوحيد.
تحية عطرة لشخصكم المفضال وبعد
ردحذفلم أجد تعليقي السابق لنواصل النقاش حتى نفهم السياق الذي تتم فيه المناقشة
باختصار شديد الآية الكريمة " وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء " قرآن كريم
أما خلق السموات والارض فهما محل دراسة علمية تجريبية أما الماء والعرش والله سبحانه وتعالى فكل ذلك غيب يؤخذ من الوحي الثابت الصحيح
لذلك قل للسائل الكريم
ان العرش والماء غيبان لا يعلمهما الا الله عز وجل وهما موجودان ليوم القيامة ولا ينبغي الخلط بين المواضيع التي تخضع للعلم التجريبي مثل استكناه المراحل التي أدت لخلق السماوات والأرض وما هو غيب لا تدركه التجربة ونؤمن به عن طريق الوحي والنبوات
يبدوا أن السائل اعتقد أن ماء الحنفية هو ماء العرش والعياذ بالله والله أعلم بمراد آياته فيجب أن تصحح خطئه وكفى
وقد نبهتك في الرسالة السابقة الى أن كون العناصر تخلقت في النجوم مجرد فرض علمي وليس حقيقة علمية
وقمت بتسفيه قولي وقلت أنه في حكم الحقيقة التي لا رجعة فيها
ولو تثبت قليلا لعرفت أن النجوم خلقت بعد الارض بما فيها من عناصر وخيرات وأخرج من الأرض ماءها ومرعاها قبل خلق النجوم
فكيف تكون العناصر قد تشكلت في النجوم أولا ولم تخلق النجوم الا بعد الارض وكل عناصرها وخيراتها
قوله تعالى " قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ............فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم " قرآن كريم
أخوكم في الله لطفي السلفي الأثري
ونرجو منكم حذف المدونة لا حتوائها على كم هائل من التهافت الاعجازي
ولكم مثل تحيتكم
حذفعبارتك (كون العناصر تخلقت في النجوم مجرد فرض علمي وليس حقيقة علمية) غير صحيحة.
وقد رأيت من أغلب المعترضين على التفسيرات العلمية - مهما بلغت درجة رصانتها - أن حجتهم دائما لا تزيد على مثل هذه العبارة، وبلا أي تحقيق ولا دراسة ولا إحاطة ولا وقوف على الأدلة والبراهين.
أمل العودة لنهاية المقالة والاطلاع على مناقشة هذه المقالة على ملتقى أهل التفسير على الرابط التالي:
http://vb.tafsir.net/tafsir38782/
كما آمل الاطلاع على حواري مع أبي الفداء ابن مسعود - بجزئيه - اعتباراً من الرابط التالي:
http://kazaaber.blogspot.com/2014/06/5.html
وسوف تجد ردود مفصلة عن تساؤلاتك أو اعتراضاتك اللغوية.
كما آمل الوقوف على أدلة تخلق العناصر في قلوب النجوم، وإخراج إشكالاتها، ونقاط ضعفها، وإن أتقنت ذلك، فقل ساعتها أنها ضعيفة للأسباب كيت وكيت، وإن لم تقف على قوة من ضعف فيها، فقل إنك لا تعلم حكماً فيها، وعندها ستكون قد أفتيت بما تعلم، وسوف تؤجر على وقوفك حيث يجب أن تقف.
كما آمل ملاحظة أتي لا أتكلم في الإعجاز، وإنما في الترجيح العلمي بالأدلة والبراهين.
وعلى ذلك فقولك أن هذه المدونة تحتوي على كم هائل من التهافت الاعجازي - يدل على عدم انتباهك للفرق بين الإعجاز والتفسير، ويدل على أنك سعيت إلى إلقاء اتهامات لا واقع لها.
تحياتي
السلام عليكم بحث جيد لكن هل ترتبط هذة الايات بهذة الاية
ردحذفان يوما عند ربك ك الف سنة
ان يوما عند ربك ك خمسين الف سنة
هل يمكن القول لوكانت الف سنة اي ان خلق الارض استغرق 6000 الاف سنة
ولو كانت 50000 الف سنة يعني 300000 سنة استغرق خلق الارض
وما تفسير الاختلافبين الايتين الف سنة و 50 الف سنة فما هو اليوم اللذي مقدارة الف سنة عند الله وما هو اليوم اللذي مقدارة 6000 سنة
وهل يمكن الربط بينهم وبين خلق السموات في ستة ايام
عليكم السلام ورحمة الله
حذفتجد في البحث الآتي سؤالك عن (يوم كألف سنة)
[يومٌ - مقداره ألف سنة !.. فما هو؟!]
http://kazaaber.blogspot.com/2015/05/blog-post.html
ولا علاقة لذلك بأيام خلق السموات والأرض
أما اليوم الذي مقداره خمسين ألف سنة، فقصته مختلفة، وإذا انتهيت منه سأنشره إن شاء الله تعالى
هذا والله تعالى أعلم
السلام عليكم سؤال خارج البحث ماصحة مايقال عن اعجاز والنجم اذا هوى و النجم الثاقب والنجم الطارق
ردحذفهناك دراستان حول قول الله تعالى (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) ، وقوله تعالى (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ، النَّجْمُ الثَّاقِبُ)
حذفغير أني لم أنشرهما بعد.
وأتناول معاني الآيات الكونية جميعاً - بما فيهم هذه الآيات الكريمات - حيثما يتيسر لي معلومات مفيدة، وفقط من باب التفسير العلمي، وليس من باب الإعجاز العلمي. والسبب أن التفسير العلمي قابل للتصحيح والتطوير والتنقيح، وربما الاستبعاد. وإذا صمد أمام النقد والطعن والتشكيك، أصبح أعجازاً علمياً بلسان الحال دون الدعاية والتصريح والتهويل السابق على التحقيق. وهذا هو المنهج الذي أؤيده في مسألة الإعجاز العلمي، أي: الذي يفرض نفسه فرضاً دون التكلف له.
دكتورنا العزيز عزالدين،
ردحذفالسلام عليكم ورحمة الله..
اسمح لي أن اذكر بعض الملاحظات التي قد تؤخذ بعين الاعتبار إن وجدت الى ذلك سبيلا.. (وسأختصر جدا معولا على سعة فهمكم):
1. مانراه من استمرار للخلق في السماء/ السموات على النحو الذي تذكر، يدل على أن ''تسوية'' السموات هي آخر ماحدث كما هو ظاهر آيات فصلت والبقره...الخ
2. خلق السموات قد يختلف عن تسويتها سبعا.. فالسماء وجدت قبل جرم الارض حتما، وكانت كما وصف الله: دخان. والدخان قد يشمل قطعا ملتهبه (نجوم أو ماشابه) وهذه النجوم انتجت عناصر جرم الارض، فخلق الله منها جرم الارض في يومين ثم بنى السماء (الموجود بعض مكوناتها اصلا.. بأن رتبها ونظمها مثلا)، ورفع سمكها فسواها واغطش ليلها واخرج ضحاها والارض بعد ذلك دحاها.. واكمل خلقها -اي الارض- في تمام اليوم الرابع، ثم استوى الى السماء -أي العلو- وهي مازالت يصدق عليها وصف الدخان لعدم تمايزها بعد... فقضاهن الله -سبحانه وتعالى- سبع سماوات في اليومين الاخيرين، وأوحى في كل سماء أمرها.. فالتسويه آخر مراحل الخلق، وهي غير الخلق الأولي البدائي. والله أعلم
3. السبع السماوات قد تكون سبعة انسجه مختلفه، ولكنها بالقطع ليست متداخله! فهي كما قال الله: طباقا، طبقات تعلو الواحدة منها سابقتها في الترتيب.. ودليل ذلك وصف القرآن لاقرب سماء الينا بأنها: ''السماء الدنيا''، اي السفلى، فباقي السموات تعلوها طباقا بعضها فوق بعض.. وهي -السموات الست الباقيه- ماازعم انها تلي الكون المستكشف والذي يزعمون ان قطره يبلغ 13.7 بليون سنه.. لقوله تعالى: (وزينا ''السماء الدنيا'' بمصابيح)
4. لايشترط ان يكون الماء المذكور في آية سورة هود هو منشأ السموات والارض.. إذ لا دليل على ذلك، لا علمي ولا شرعي!
ولو فقط استبعدت ذلك لما اشكل عليك كثير من الامر في ترتيب ايام الخلق. والله أعلم
5. بديع السموات والارض... أزعم أن الله -جلت قدرته- خلق ''أصل الماده'' من عدم، ثم أجرى فيها سننه فصارت -ولا زالت- الى مانراه.. فالامر بسيط، والسر بديع، وقد يكمن في مكونات الذره.. فكل الموجودات تؤول اليها! والله اعلم
6. خلق الله آدم من طين، ثم جعل نسله من ماء مهين! ألا يقودنا ذلك الى ماقاله ''أبو الفداء'' في حوارك الرائع معه- أن الله خلق الخلق ثم أجرى فيه سننه، وان هناك حدا ميتافيزيقيا بين أصل الخلقه والنشأه وبين سنن توالد وتناسل واسترسال تلك الخلقه على نحو مانرى؟!!!
ارجو سماع تعليقكم على ماسبق -إن تيسر لكم ذلك- ولو في عجاله، وجزاكم الله خيرا
محبكم جدا/ يعقوب من اليمن
أخي الفاضل / الأستاذ يعقوب
حذفعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحَبَكم الله تعالى، ووفقكم، وأنار بصائرنا جميعا... آمين
إسمح لي بالتعليق على ملاحظاتكم الكريمة:
1- حول قولك: أن مانراه من استمرار للخلق في السماء/ السموات على النحو الذي تذكر، يدل على أن ''تسوية'' السموات هي آخر ماحدث كما هو ظاهر آيات فصلت والبقره...الخ
أقول: كأنك تقصد أن (''تسوية'' السموات) - هو هو - استمرار خلق محتواها من أجرام، وأن ذلك قد تم في اليومين الآخرين من أيام الخلق الستة.
ولكني للأسف لا أجاريك في هذا الرأي، لأن "خلق الأرض" على مدار أحقابها هو من نفس نوع خلق الأجرام التي نراها في السماء (لانعدام تميز أرضنا عن غيرها من كواكب تتبع النجوم). ويلزم عن رؤيتك تلك أنَّ (يومي خلق الأرض) هما هما (يومي تسوية السموات)، وأنهما اليومان الأخيران من الأيام الستة. .. وهذا أمر مشكل يخدش اتساق رؤيتك التي فيها أن يومي خلق الأرض كانا في الابتداء وليس في الانتهاء.
راجع في ذلك ترجيحي لأحداث الخلق (شكل 2، 3) على الرابط:
http://kazaaber.blogspot.com/2014/01/20.html
يُتبع،،
الاخ يعقوب لدي ملاحظة على ما قلت في النقطة الثانية ، انت قلت بان السماء الدخانية كانت تحتوي على النجوم ، ومن ثم ظهرت الارض وخلقت غير مدحوة من عناصر النجوم ، وبعد ذلك قد استوى الله الر السماء وبناها واغطش ليلها "واخرج ضحاها" ، اي اي اخراج الضحى الذي سببه الشمس ، كان بعد خلق الارض ، ولكن الحقيقة العلمية تخبرنا ان الشمس قد وجدت قبل الارض، وليس العكس ، فكيف بإمكانك توجيه ذلك؟ ، لانني اقتنعت بتفسيرك ولكن بقي لدي هذا السؤال
حذفالسلام عليكم ورحمة الله
ردحذفاتمنى من الدكتور عز الدين الاجابة على ماتبقى من اسئلة الاستاذ يعقوب لأهميتها
حول قول الأستاذ يعقوب:
حذف[2- خلق السموات قد يختلف عن تسويتها سبعا.. فالسماء وجدت قبل جرم الارض حتما، وكانت كما وصف الله: دخان. والدخان قد يشمل قطعا ملتهبه (نجوم أو ماشابه) وهذه النجوم انتجت عناصر جرم الارض، فخلق الله منها جرم الارض في يومين ثم بنى السماء (الموجود بعض مكوناتها اصلا.. بأن رتبها ونظمها مثلا)، ورفع سمكها فسواها واغطش ليلها واخرج ضحاها والارض بعد ذلك دحاها.. واكمل خلقها -اي الارض- في تمام اليوم الرابع، ثم استوى الى السماء -أي العلو- وهي مازالت يصدق عليها وصف الدخان لعدم تمايزها بعد... فقضاهن الله -سبحانه وتعالى- سبع سماوات في اليومين الاخيرين، وأوحى في كل سماء أمرها.. فالتسويه آخر مراحل الخلق، وهي غير الخلق الأولي البدائي. والله أعلم ]
أقول:
1- (خلق السموات) يختلف عن (تسويتها سبعا) من حيث أن (خلق السموات) أعم، و (تسويتها سبعاً) أخص. وذلك مثلما أن تقطيع الطعام النيء لغرض تهيئته للأكل أخص من إعداد الطعام. أما إذا كان المقصود من الاختلاف بينهما مفارقتهما التامة، فلا أتفق معك.
2- أتحفظ على قولك: (خلق الله جرم الأرض في يومين): لأن الآية لم تفد بالضرورة أن الله تعالى خلق جرم الأرض في يومين، حيث جاء نصها: [.. خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ .. ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ .. فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ .. ](فصلت:9-12)، وإذا جمعناها مع الآية : [هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ](البقرة:29) فسوف يؤول المعنى إلى أن لفظ (الْأَرْضَ) في الأولى هو (مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) في الثانية. وإذا راعينا أن محتوى الأرض من مادة قد خُلق في النجوم التي في السماء أولاً قبل أن يتراكم في الأرض، فسنجد أن الأرض التي خلقت في يومين هي كل الأرض، أي كل مادة الأرض التي في جرم الأرض المعهود، وينطبق ذلك على جرم كل أرض أخرى، أي أن الذي خلق في يومين لم يكن (جرم أرضنا) بل كل مادة الكون التي منها تشكلت (الأرض جميعاً) أي جميع الأراضي.
3- وأتحفظ أيضاً على قولك: أن قضاء الله تعالى للسماء إلى سبع سموات قد حدث (في اليومين الأخيرين) وبعد خلق جرم الأرض، وأحيلك إلى حواري مع (الأستاذ/ العليمي المصري رحمه الله) أعلى، فقد فصلت فيه القول، والاحتجاج. .. وأزيد على ذلك أن التسوية (التي قلت فيها أنها: (آخر مراحل الخلق)) هي عندي جزء من إعداد الكون في مراحله الأولية، لأن السموات السبع لازمة لخلق المادة بهذا الثراء المعهود، ولو كانت السماء واحدة فقط – وقت خلق الأرض – لما أينعت كل هذه العناصر المادية. ولهذا تفصيل آخر – في علم المجالات والجسيمات الأولية - أستند إليه، ويشبه ذلك أن الأبجدية اللغوية في نطق الألسن بها أسبق من نشأة اللغة، وأنه كلما قلت الأبجدية (وجذورها) كلما قل ثراء اللغة. .. وكذلك المادة ... إذا نشأت في سماء واحدة لم يكن لها الثراء الذي سيكون لها بعد تسوية السماء إلى سبع. .. ويلزم عن هذا تفاقم الثراء أضعافاً مضاعفة بعد التسوية إلى سبع، .. والنتيجة أن الثراء المادي على الأرض يلزم أن يكون بعد التسوية لا قبلها.
هذا والله تعالى أعلم،
يُتبع،،
معنى يوم هو: كمية وقت يستغرقه دوران جرم سماوي على محوره..فكل حركة مغزلية للجرم الفضائي يمثل يوما.فعندما نتحدث عن ايام خلق السموات والارض الستة نحن بصدد جرم او مادة اولية دارت 6 دورانات كاملة على نفسها لتعطينا الايام الستة للخلق. وهذه المادة - حسب ظنى - كانت اما الماء الاولي او السماء الدخانية.
ردحذفهذا التعريف لـ (اليوم) أخي العزيز ليس إلا تعريفاً اصطلاحيا مواضعياً وضعه علماء الفلك لحالة خاصة في علومهم، وكان يمكن أن يصطلحوا على اصطلاح آخر، .. مثل (زمن الدورةأو زمن الحركة المغزلية للجرم السماوي).
حذفأما تعريف اليوم (اللغوي/الشرعي) في القرآن، فقد ذكرته عدة مرات في عدد من الدراسات، وأرى أن الموضع الآتي فيه ما يكفي من بيان ذلك، فآمل الرجوع إليه:
الرابط:
http://kazaaber.blogspot.com/2015/06/169-04-5.html
العنوان الفرعي:
"اليوم" !! ... ما هو؟!
شكرا استاذ..
حذفاظن ان السماء الدخانية تعنى الدخان الساخن من بلازما الهيدروجين(انوية بدون الكترونات) الذى ملأ الكون الناشئ قبيل حقبة اعادة الاندماج وبعد تغلب المادة على مضاداتها(انتهاء الهيئة المائية المتكررةمن تآثرهما).
ثم اتحدت الالكترونات بانوية الهيدروجين، مما ادى الى ظهور سدم هيدروجينية اندمجت فيما بينها وتمايزت اخيرا الى الانسجة الكونية السبعة - اضخم البنى الكونية اطلاقا.
من مداخلة سماحة الاستاذ تتضح نقطتان مهمتان:
ردحذف- التسلسل الزمني للكون : سائل اولي باغت فى الاتساع ، السماء الدخانية، تسوية السموات السبع، تخلق العناصر الثقيلة ، السديم الشمسي ،الارض...
- معنيان للارض : كوكب صخري ، او عناصر ثقيلة.
الا اننى لم اقتنع بتفسير "الرواسى والاقوات"فى الاية بالعناصر الثقيلة.
واميل الى انها تشير الى عملية خلق الاغلفة الارضية الاربعة او عملية الدحو كمايسميها القرءان و بذالك يتسلسل خلق الارض كالاتى:
1 - خلق الارض البداءية فى يومين وهى عبارة عن كرة من صخور منهصرة، عرضة لقصف ثقيل بالكويكبات والمذنبات
2 - خلق اغلفتها الاربعة فى اربعة ايام: الغلاف الصخري، الغلاف الماءي، الغلاف الجوي والغلاف الحيوي - بعد تصلب الارض الاولية
ارى هذا اسهل للفهم الا اننا امام مشكلة اكبر باقتراحى هذا،وهى كم من ايام الخلق اخذت الارض؟كانها اخذت جميعها.. ماتعليقك يااستاذ، تفضل.
فالظاهر لي من قوله تعالى ".. وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً .."(فصلت:10) أن الأيام الأربعة – الأولى في تصوري كما ذكرت من قبل – متساوية الطول.
ردحذفولما لا يكون التأويل بأن سواء هي صفة للأقوات وتقديرها كان على أربعة بشكل متساوي ومتوازن وليس عائد على الأيام أنها متساوية الطول.. بحيث أن تقدير الأقوات في الأرض كان على اربع ايام متتالية وبقدر متساوي في كل يوم حتى أكتمل في اليوم الرابع
السلام عليكم ورحمة الله الظاهر أن الترتيب المذكور في سورة النازعات قطعي الدلالة أما الترتيب في سورتي البقرة وفصلت فهو ترتيب للذكر والاحتجاج "كيف تكفرون" "قل أئنكم لتكفرون" ومما يؤيد هذاالمعنى أن الآية في سورة البقرة تحتمل أن ندخل عليها ترتيبا زمنيا كالتالي(هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى "قبل ذلك" الى السماء فسواهن سبع سموات) وكذلك في سورة فصلت لما وصل الى ذكر السماء عاد وذكر معها الأرض (فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) وهذا يرجح أن الأرض خلقت مع السماء في اليومين الأولين عبر مرحلتين غير قابلتين للاختزال المرحلة الأولى الباكرة اشتغلت فيها النجوم الأولى وأنتجت المادة الخام (العناصر الكيميائية) وفي المرحلة الثانية تشكلت الأجرام السماوية ومن ضمنها الأرض التي احتاجت أربعة أيام إضافية لتهيئتها للحياة (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ) (والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها) هذاوالله أعلم
ردحذفالسلام عليكم ، اود ان اقوم بسؤالك سؤالين مهمين حيراني كثيرا واتمنى ان تجيبني عليهما
ردحذفالاسئلة تتعلق بماهية الايام التي خلق الله بها السموات
سؤالي الاول ، نحن نعلم ان الزمن الذي استغرق تخلق الكون والأرض يقدر بمليارات السنين، ولكن الا تدلنا ايات القران على ان مقدار يوم خلق السموات يُقدر بالف سنة فقط؟
حيث هذه المُقارنة ذكرت في الايات التالية، حيث تم ذكر عدد ايام الخلق، ومن ثم مقدار اليوم الف سنة؟
"اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ"
واعلم ان المفسرين قد اختلفوا ان كان مقدار اليوم هو يوم عادي او مقداره الف سنة ، والقائلين بانه ليس يوم عادي قالوا انه لم يكن شمس او قمر حين ذلك، ولكن الا يمكن الرد عليهم بالقول ان الله قصد المُدة التي مثل اليوم العادي ، واراد بالستة ايام تلك ،نفس مدة الستة ايام العادية التي تكون بسبب الشمس ودوران الارض؟
ولكن على الجهتان ، سواء كان القصد الف سنة ، او يوم عادي ، لا يستقيم الامر علميا مع ان الكون خلق قبل مليارات السنوات ، فكيف نوفق ذلك، وان كان القصد من هذه الايام مدة اخرى ، لماذا لم يذكرها الله ، وذكر مقدار ايام اخرى اقل اهمية مثل يوم العروج؟؟
واود ان اسأل سؤالا قبل سؤالي الثاني ، وهو ما الفارق بين اليوم في اية " يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ"
وبين اليوم في اية"تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ"
وسؤالي الثاني هو انني قرأت في موقع اسلامي ، تفسيرا او شرحا للاية الثانية وهو ان القصد من الاية، ان الملائكة تعرج الى الله في يوم يُقدر بخمسين الف سنة من ايامنا
ونسنتنتج من ذلك، اننا لو اردنا قطع تلك المسافة التي تقطعها الملائكة للعروج الى السماء ، لاستغرق الامر خمسين الف سنة كي نقطع ما قطعته الملائكة
وذلك ما يمكن ان نفهمه من الاية ، ان الملائكة تسستغرق يوم لقطع تلك المسافة
ونحن نستغرق خمسين اللف سنة لقطع تلك المسافة
ولكن الا يتناقض ذلك مع المعلومات العلمية؟، حيث ان اردنا فقط الوصول الى"حافة الكون" ، اي لم نقطع الا السماء الاولى لاستغرق بنا الامر ملياارات السنين ، وان اردنا ان نمشي لمدة خمسين الف سنة فقط
لكنا سنقطع منطقة جدا صغيرة ، وليس الوصول الى السماء السابعة
فكيف نوفق بين ما ذكرته في الاعلى ، وبين الايات الكريمة؟؟
عليكم السلام ورحمة الله
حذفربما تجد إجابات أسئلتك على الرابطين الآتيين:
1- يومٌ - مقداره ألف سنة !.. فما هو؟!
http://kazaaber.blogspot.com/2015/05/blog-post.html
2- يوم مقداره خمسين ألف سنة، فما هو؟!
http://kazaaber.blogspot.com/2015/05/blog-post.html
ولكنني ارى ان تأويلك لمعنى الارض ، في اية "خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا... ثم استوى الى السماء وهي دخان..."
ردحذفتأويل غريب ، لان الاية واضحة وصريحة وتخاطب الكفار وتقول لهم ، هل تكفرون بالذي خلق لكم هذه الارض التي تعيشون عليها في يومين؟
ومن ثم كيف يمكن تجاهل المقارنة الصريحة بينها وبين اية
" هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ، ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سموات..."
حيث من الواضح تماما ان الايات تتحدث عن نفس الجُرم ، وصحيح ان اللغة تقبل ذلك التأويل الاول ، ولكنه غريب وبرأيي غير منطقي ، فليس كل تأويل يمكن للغة ان تقبله، يمكننا قبوله منطقيا
اخي لدي استفسار معين ، وهو من المتفق ان خلق السموات والارض كله كان في ستة ايام
ردحذفوحسب ايات سورة فصلت ،قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ، فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
يمكننا القول ان خلق جميع ما في ارضنا ودحوها وكل شيئ كان في اربعة ايام ، واليومين الاخرين كانا لخلق السموات السبع ، ومن المؤكد ان نقول الان ، ان السماء خلقت في هذين اليومين الأخيرين ، لانه لا مجال لخلقها في ايام اخرى قبل الارض ، لانه لم يذكر ذلك في القران ، لذلك كيف يمكن الخروج من الاشكال؟ ، الايدفعنا هذا الى القول ان السماء خلقت في يومين بعد خلق الارض في اربعة ايام؟؟؟
اخ عز الدين لدي سؤال مهم اود ان اطرحه عليك
ردحذفوهو نحن اعتبرنا ان ايات سورة النازعات ، ان السماء كانت قبل خلق الارض وما فيها
وهي "أأنتم اشد خلقا ام السماء بناها ، رفع سمكها فسواها...... والارض بعد ذلك دحاها"
فهنا اعتبرنا ان السماء اولا ثم وجدت الارض
ولكن كيف نفسر اية "رفع سمكها فسواها" مع هذا التأويل؟
يعني كيف سيرفع الله سمك السماء عن الارض، والارض اصلا غير موجودة؟
هل فهمتني؟ يعني الله عز وجل يقول انه رفع سمك السماء وسواها ، وعن من سيرفعها؟ ، بالتأكيد عن الأرض
فكيف ستكون مرفوعة عن الأرض، والارض غير موجودة بعد؟؟
وبإعتبار ان الارض غير موجودة، كيف اطلق على السماء انه رفع سمكها عن شيئ غير موجود بعد؟
وكذلك الامر بالنسبة للايات اللاخرى ، مثلا "والسماء رفعها ووضع الميزان"
الا تستوجب هذه الايات ان السماء رفعت عن الارض ، بعد ان وُجدت الأرض ، وان السماء خلقت ورفعت عن الارض بعد خلق الارض؟
لا
حذفوبعيدا عن أي تأويل، ماذا خُلق قبل ماذا من السماء والأرض، أو خُلقا سويا.
قارن "رفع سمكها فسواها" مع (رفع سمك الهواء)
ف (سمك الهواء) ليس مما يرفع من مكان إلى مكان، بل إنه تعبير متكامل ويعني (سعة الهواء من أوله إلى أخره) ولأنه فوق رؤسنا فهذه السعة تبدأ من سطح الأرض وإلى نهاية الهواء ويستاغ القول بالرفع بمعنى الامتداد من عندنا وإلى بعيد في الجهة الفوقية لنا .. ولتكن 50 كيلومتر تقريبا.
وكذلك يمكن أن يقول حيوان في قاع البحر عن (سَمْك البحر)، (رفع الله سَمْك البحر) أي (جعل الله البحر عميقا عمقا كبيرا)
والهواء والبحر يحتاجان إلى الأرض كي يتماسكا عليها، ولو اختفى جرم الأرض لتشتت الهواء والماء.
ولكن السماء لا تتماسك على جرم الأرض، فذهاب الأرض لا يشتتها، ويصبح وجود السماء غير مرتبط بوجود جرم أرضنا أو غيرها من أراضي، ويصبح ارتفاع سمك السماء عن الأرض يعني امتداد السماء المشابه لامتداد البحر فوق قاعه على سطح الأرض. غير أنه لا يوجد للسماء قاع، فهي كالكرة، وليست ارضنا ولا أي أرض غيرها أو نجم إلا هباءه في عمق السماء.
فإذا اتضح هذا التصور ينتفي القول بأن السماء تحتاج الأرض قبلها لكي ترتفع عنها (أي يصبح لها عمقا كبيرا).
ويصبح أيضاً المقصود من قول الله تعالى "والسماء رفعها .. " هو (رفع سمكها) أيضاً كالآية الأخرى، ويكون حذفاً جاء تفصيله في آية أخرى، وهو أمر كثير الحدوث في القرآن.
هذا والله تعالى أعلم،،
السلام عليكم أود أن أضيف أن رفع السماء ليس المقصود به رفع السماء عن الأرض ولكن رفع أجرام السماء (بما فيها الأرض) بعضها عن بعض (صغيرها عن كبيرها) بفضل حركة الدوران التي تقاوم قوة الجاذبية (كل يجري لأجل مسمى) (وكل في فلك سبحون) ولولا ذلك لانهارت المجموعة الشمسية على نفسها والمجرة على نفسها وهكذا حتى تنهار السماء كلها وأعتقد أن رفع سَمْك السماء يمكن أن نربطه بالتوسع الكبير الذي حدث في الكون ولا يزال والذي حال دون انسحاق الكون وارتداده على نفسه وأدى الى اتساع الكون وتباعد أرجاءه والله تعالى أعلم
حذفالسلام عليكم ورحمه الله
ردحذفاود ان اطرح سؤالا حول هل القصد من اية "وجعل فيها رواسي"
نفسه القصد من "والجبال ارساها"
لانه ان لم يكن كذلك ، يمكننا اعتبار ان الاية الاولى تخبرنا ان خلق الجبال في الارض كان قبل خلق السماء
اما ارساء الجبال كان مع دحو الارض بعد خلق السماء
وبذلك يكون الطرح في الاستشكال حول ان ثم للترتيب ليست للترتيب الزمني غير صحيح
لان الدحو الذي بعد الارض عبارة عن خلق الماء والمرعى وتثبيت الجبال
اما ما حدث قبل خلق السماء ، هو خلق الجبال نفسها دون ارسائها ، وخلق مادة الارض وكوكب الارض
(طبعا اتحدث وفق الايات وليس وفق التفسير العلمي)