الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

المقدمـــــــة - كتاب: براءة التفسير والإعجاز العلمي في القرآن من الشكوك عليه

المقدمـــــــة
بقلم: عزالدين كزابر
بسم الله الرحمن الرحيم
يشترك كل من يتردد، أو يُشكك، أو يستنكر، أو يَسْخَر من: وقوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، الذي هو كلام الله رب العالمين، في نفي ما قامت عليها الشواهد الكثيرة والأدلة القاطعة. وقبل استعراض الأقوال المرتابة والمستنكرة والجاحدة من أصحاب الآراء في ذلك، وقبل الدفاع وتفنيد آرائهم الضعيفة والمردودة - حيث لم نجد لهم حجج قوية - نسوق هنا شهادة عملية ممن خاض هذه التجربة من غير المسلمين ليُدلي بنتائج تجربته، وما تحقق هو منه، وساقه إلينا دون مواربة أو تردد.
يقول الطبيب والباحث الفرنسي في مقارنة الأديان والعلم، موريس بوكاي[1]: "الوحي القرآني ... ليس فقط خالياً من التناقض في النصوص – الذي هو ظاهرة كتابات الناس المختلفين في الأناجيل، بل إنه يبرز للذي يمارس اختباره وتحليله، بموضوعية كاملة في ضوء العلم، ذاتيته الخاصة به، وهي الاتفاق التام مع النظريات العلمية الحديثة (يقصد النظريات المُحَقَّقَة والمُسْتَيْقَنة)، ويكشف حقائق من النوع العلمي، تجعل من المستحيل على رجل في عصر محمد (صلى الله عليه وسلم) أن يكتبه. وهكذا فإن المعارف العلمية الحديثة اليوم تُيسِّر لنا فهم بعض الآيات القرآنية التي عجز الإنسان عن فهمها حتى الآن.
ومقارنة العديد من نصوص التوراة مع النصوص القرآنية ذات الموضوع الواحد، تؤكد وجود اختلافات أساسية بين تأكيدات التوراة العلمية غير المقبولة وتأكيدات الأخبار القرآنية التي هي في كامل الاتفاق مع المعطيات الحديثة. وقد رأينا ذلك في موضوع الخلق والطوفان على سبيل المثال. وإن كنا قد رأينا بالنسبة لتاريخ خروج موسى في النص القرآني تكملة ثمينة للرواية التوراتية. على أن المجموع ينسجم انسجاماً جميلاً مع المعطيات الأثرية في تحديد عصر موسى في الزمن، والفوارق الهامة بين القرآن والتوراة بالنسبة لموضوعات أخرى دونت لترد كل ما أمكن زعمه – دون أي دليل – من ادعاء نسخ (يقصد استنساخ) محمد (عليه الصلاة والسلام) للتوراة ليوجد نص القرآن."
ويقدم موريس بوكاي هذه الشهادة – ضمن شهادات عديدة ضمنه كتابه المشار إليه – رغم أنه أعرض عن سؤالٍ، ألح عليه السائلون فيه، عياناً أمام سمعي وبصري سنة 1986، وذلك حين سألوه: هل أسلمت؟ - فأجابهم أنه لا يقدم أعماله إلا بصفته باحثاً عن الحق والصدق والعلم.
ورغم أن موريس بوكاي قد فتح مجالاً للبحث العلمي – الاستدلالي التحقيقي، بآليات المناهج البحثية التحقيقية الرصينة - في القرآن الكريم، إلا أن الدعاية الدينية المشوشة قد شوَّهت هذا الفتح الزاخر، بدعاية إعلانية، فرغت البحث العلمي في القرآن من قيمته البحثية، وروَّجت لما ثبت وما لم يثبت بعد، من مسائل إعجازية لم تستوف نصاب البحث واليقين. فكانت ردة الفعل في أغلبها، إما واقعة بين تقريع غير المصدقين! أو صخب سابق المقتنعين! فسادت الأحكام الانطباعية المسبقة، وأطلقها كل من له صوت، ومصلحة، وتعلُّق بالأمر من قريب أو بعيد. فأصبحت مسألة الإعجاز العلمي في القرآن مُشكلة ومُعضلة، بدلاً من أن تكون انفراجة عاجلة، ونصراً زاخرا.
وجدير بالاعتبار هنا أن مسألة الإعجاز العلمي في القرآن، وما يرتبط بها من تفسير علمي، ليست مسألة خاصة، تتقارب نتائج وجودها وعدمها، بل هي أهم مما يظن معظم المشتغلين بها والمعرضين عنها. وذلك من جهتين:
الأولى: أن العلم الحديث قد اتسع نطاق سيطرته على كل منحى من مناحي الفكر والنشاط الإنساني دون استثناء. وهذا يشمل نطاق الحرية الإنسانية في الاعتقاد دون مؤاخذة ولا توجيه لباطل من حق في الاعتقاد. وكأنّ الاعتقادات مثلها مثل المذاقات والروائح، يأخذ منها الآخذ، أو يدع بلا حرج ولا عتاب. ولكن إذا طالت الحرية الإنسانية المسائل العلمية الرصينة، فليس للإنسان إلا أن يتبع ما أقرته المجامع العلمية، ولا يسع أحدٌ التنكر لها، وإلا طُرد من رحمة العلماء، وناله الخذلان والحرمان. فكأن العلم الحديث قد أصبح ديناً تقوم له الحجة، ومن عاندها كفر بها، وناله التشهير والتضييق، وفي المقابل لم يعد الدين الحق صاحب حجة! حتى وإن احتوتها نصوصه!!! ...  لماذا؟! – لأنها أصبحت في عرف العلم ليست حجة علمية!!! .... وإن بقيت حجة دينية، فلا بأس إذاً على من أنكرها كما يشاء. وبإسم العلم، وبإسم الحرية!!! ... فإن عورض أحدٌ في ذلك كان الاعتراض اتهاماً بغلق أبواب حرية الفكر والإبداع، وإن عارض مزاعم العلم أحدٌ، اتُّهم بإسم الحجج العلمية. فأصبح العلم الحديث هو "العلم" دون كل ما سواه، ولم يعد لدين من الأديان مثل رصانة العلم الحديث، فتراجعت مرتبة كل ما حمل اسم "دين" في القيمة العلمية، وأصبح شيئاً ما من التراث البشري، لا يحاجّ به، ولا يُحتَجُّ له!!! ... وأصبح "العلم" سابقاً ومهيمناً على الدين، كل الدين، وبلا استثناء! – وما يقال عن الحرية الشخصية في الاعتقاد، يقال على كل شأنٌ كان الدين هو المنظم له، مثل العلاقات الاجتماعية، والعدالة في الميراث، ومعنى الحياة، والعبث بالخلق، ... إلخ! .. بل أصبح الدين وأصوله مبحثاً علمياً يُنظَّر فيه وحوله، في نشأته التاريخية، واختلاق مصادر آدمية له، وتأصيل منابع الوجود الإنساني من فوضوية الأحداث الكونية - بحسب العلم الحديث - ورسم الخريطة الإنسانية على ضوء علم مُنكِر، لأي وحي يُنسب إلى خالق الكون (جل في علاه). .. وباختصار، أصبح لـ "العلم" سعياً حثيثاً لاجتثاث الدين - كل الدين - بإسم فضيلة العلم. وأصبح غرض "العلم" الأساسي أن يضع الدين – كل الدين - مع عبثيات الفكر الإنساني الما-قبل-علمي!
الثانية: أن الإعجاز القرآني على مدى عصوره قد انحصر في البلاغة والنظم والبيان. والغريب كل الغرابة أن هذه الوجهة الشكلية الصورية للكلام الإلهي كانت هي الملمح الوحيد البارز والطاغي إذا ذُكر اصطلاح "إعجاز القرآن". ويكاد أن يكون هذا التصور مُتَّفَقاً أو مُجْمَعاً عليه بين أئمة المسلمين. وهذه المسألة – التي لم تكن مشكلة من قبل في نظر علماء الإسلام، ربما لرتابة المعارف الإنسانية، حيث لم تتبدل مع الزمن تبدلاً ذا شأن كما يجري في أيامنا هذه، إضافة إلى هيمنة الأديان على ساحات الفكر الإنساني – نراها الآن مشكلة كبرى. ولإظهار حجم هذ المشكلة نقرب المسألة بالتصور الآتي:
تحدى الله تعالى الذين أشركوا به من الناس، وقال سبحانه "يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ"(سورة الحج:73)، فهل كان هذا التحدي بأن يصنعوا فقط ذُباباً له هيئة الذباب الذي خلقه الله تعالى جامداً لا حياة فيه، أم أن يصطنعوا، إن استطاعوا، فوق تمثُّلِه، ذباباَ حياً له الكيان المعروف، يطير ويحط، ويتكاثر ويتوالد، ويسلك مسالكه، ويسترزق رزقه؟! – مثلما حدث مع عيسى - عليه السلام - في معجزة إحياء الموتى حين قال تعالى على لسانه "أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ"(آل عمران:49). لا شك أن التحدي يشمل الهيئة والوظيفة. فالتحدي إذاً ليس في محض الهيئة، بل في خلق كائن حي، وله هيئته. فالهيئة تابعة، وليست سابقة ولا منفردة بالقيمة، بل إن جل أعمال البشر التي أشركوا فيها بالله كانت هيئاتُ أوثانٍ لا حياة فيها.
والآن، تحدى الله تعالى من كان في ريب من القرآن وقال تعالى "وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"(البقرة:23)– بمعنى، إن شككتم في القرآن، فاستوثقوا؛  أهو وحي من الخالق العليم الحكيم؟! أم هو من وضع محمد - عليه الصلاة والسلام؟! ومن استطاع أن يأتي بسورة من مثله، ولو بقدر سورة العصر أو الكوثر، فقد أسقط حجة القرآن! ولكن هل التحدي كان فقط بالإتيان بمثل هيئة الكلام الإلهي في القرآن من بيان ونظم وبلاغة فقط، أم بكلام (حي) صادق مقالاً وحالاً وزماناً ودواماً؟!
لا شك أن الكلام المأتي به في التحدي يجب أن يحقق كل هذه الشروط، أي: شروط الكلام الحي.
ولكن هذه الشروط لم ترِد في الحديث عن "إعجاز القرآن" على مدى عصوره وروداً تحقيقياً، وسكت الجميع عنه أو يكادوا، إلا ذكراً عابرا غير ذي بال! مفترضين أن المعاني متحققة بالضرورة – لمن شاء من الناس- في أي كلام يقال، حتى أنه قد أُثر عن الجاحظ قوله[2] في تهوين الحصول على المعنى : "المعاني مطروحةٌ في الطريق يعرفها العجميُّ والعربيُّ والبدويُّ والقرَوي والمدنيّ وإنَّما الشأنُ في إقامةِ الوزن وتخيُّر اللفظ وسهولة المخرج". وهذا من غرائب الأفهام والأقوال! .. وتم تسليط الضوء فقط على هيئة الكلام في تأدية المعنى – في أغلب ما قيل- دون مضمونه!
ونستغرب هنا أشد الاستغراب، إذ كيف يمكن لإنسان – يقبل تحدي القرآن- أن يُشرع في نظم كلام بديع على شاكلة إبداع القرآن، قبل أن يستوفي شروط صدق الكلام - مقالاً وحالاً وزماناً ودواماً ؟!
إن هذا الشرط - في حقيقة الأمر - مستحيل التحقيق، لمن يعلم كم هو فوق طاقة البشر، أن يتكلموا بصدق تام ودائم، عن أي شيء في هذا الوجود[3]، ولا يمكن لعاقل أن يصل إلى مرحلة النظم أبداً قبل أن يجتاز نهر الصدق التام في الكلام! فكيف بالقدماء من المسلمين قد سلطوا الضوء فقط على النظْم، مع علو قدره وقيمته، في وقت تتقدمه عقبة صدق مضمون الكلام، وبما يصبح معه الوصول إلى مرحلة النظم دونه خرط القتاد؟! .. حيث لا قيمة لنظمٍ بديع لمعاني لم يكتمل لها مطلق الصدق!! ... مثلما أنه لا قيمة لكلام فصيح بليغ إذا احتوى شيئاً من الكذب.
ولنلقي مزيداً من الضوء على ما قد يعنيه "مضمون الآيات" ونقول: مَن مِن الناس يستطيع أن يتكلم عن الأرض أو السماء أو الماضي أو الحاضر أو المستقبل، أو الحياة أو الموت، أو الإنسان أو النفس أو الخير أو الشر ... إلخ، وقبل كل ذلك وبعده، من يستطيع أن يتكلم - بكلام من عند نفسه - بحق وصدق عن ذات الله العليَّة وصفاته وإرادته ومراده وحكمته، وعلة خلقه سبحانه للبشر والكائنات والكون؟! ويكون في كل ذلك صادق الدلالة، جامع المعنى، آمن من الزيغ فيه، لا يتبدل صدقه مع الزمان ولا المكان ولا الأحوال؟!
إن المرشح الوحيد لأي قول من هذه الأقوال والمضامين والدلالات – فيما يخص الواقع المشهود بما في ذلك ظهور الديانات - هو "العلم"!
فالعلم الآن هو الذي يتصدر مشهد الحقائق النافعة، والتصريحات المبهرة، التي تتحقق في الواقع إن صادف كلامه الصدق، وتبرأ من الزيغ، ويسعى حثيثاً أن يرى ما وراء الواقع مما خفى على الحواس أو المدركات أو الطبيعيات!!! ... نعم العلم إذاً - بحكم الصرامة التي تكتنفه- وفيما يخص العالم المشهود - هو المنافس البارز لمضمون آيات القرآن.
فالإعجاز القرآني إذاً يتطلب مواجهة العلم المطروح على الساحة الفكرية قبل مواجهة النظم، إذ لا قيمة لعبارة من الكلام كاذبة مهما علا قدر نظمها. وأقل العبارات الصادقة في قيمة نظمها أعلى من أعلى العبارات الكاذبة وهي في قمة نظمها! ... ففيمَ يفيدنا قمة النظم إذاً إن انخدش الصدق؟! 
هاتان إذاً هما المسألتان اللتان يجدر بالإعجاز العلمي للقرآن أن يواجههما:
1- مواجهة هيمنة العلم الغربي على المشهد المعرفي وإقصائه للدين الحق من المشهد.
2- إعادة تحقيق مسألة الإعجاز القرآني وتقديم المضمون المعرفي لآيات القرآن وصدقه على البلاغة والنظم والبيان، ولا نقول في القيمة، ولكن في الرتبة المنطقية، والترتيب الاعتباري، والأولوية الاجتهادية.
وفي هذا الكتاب سنُجري مناقشة آراء الذين خاصموا التفسير والإعجاز العلمي في القرآن، سواء قلَّت خصومتهم له أو طغت، مع مناقشة هاتين المسألتين حينما نجد إلى ذلك سبيلا. وذلك ابتداءاً بأقلهم خصومة، ممن توجس أو تردد أو تشكك، ومروراً بطيف واسع منهم، وحتى نصل إلى الذين انتقصوا من ذات القرآن - جحوداً من أنفسهم- في صورة قيمته العلمية.
والحمد لله أولاً وأخراً، وتجلَّى سبحانه في عليائه، وتألقت كلماته، ورفرفرت سحائب رحماته على الأكوان والعالمين.
                                                                                         المؤلف


[1] "التوراة والإنجيل والقرآن والعلم"، موريس بوكاي، ترجمة الشيخ حسن خالد، المكتب الإسلامي، الطبعة الثالثة، 1990، ص 293.
[2] كتاب الحيوان، طبعة ثانية، ج3، ص131، مطبعة الحلبي، مصر، 1965.
[3] أنظر في ذلك مقالتنا (كيف يكون القرآن العربي معجزًا للأعجمي؟)، أو هنا، والتي تقدم نموذجاً عملياً على استحالة الصدق العلمي المطلق على البشر جميعاً.

هناك 18 تعليقًا:

  1. أخى أرجوك اريد تفسير و يمسك السماء ان تقع على الأرض إلا بإذنه

    ردحذف
    الردود
    1. أرى أن ترتيب الأخذ والرد بين القرآن والكافرين جاء على النحو الآتي:
      1- هدد القرآن الكافرين وقال تعالى (إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ)(سبأ: 9)
      2- رد الكافرون وقالوا (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى ... تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا ...)(الإسراء - 90-92)
      3- رد عليهم القرآن في قوله تعالى ((الله) يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ)(الحج: 65)

      فالذي هددهم القرآن به هو أن يسقط عليهم كسفا من السماء .. أي قطع من الحجارة
      فتجبروا وطغوا وقالوا .. بل أنزل علينا السماء كسفا (يقصدون ما فيها من حجارة جميعا) كما زعمت (يا محمد)
      فرد القرآن .. يحدث هذا عندما يأذن الله .. وليس وقتما تطلبونه أنتم.

      وفي آية (الزمر: 67) بيَّن القرآن أن هذا سيحدث بالفعل يوم القيامة في قوله تعالى (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ومعناها أن كل ما ينتمي إلى مثل الأرض في الكون (أي المادة جميعا) ستنهار بعضها على بعض فيقبضها الله تعالى قبضة واحدة. ومن يكون واقفا على الأرض وقتها (أو على أي كوكب أو موضع آخر) فسيرى أن كل ما في الكون من أجرام ينهار فوق رأسه من كل جهة. أي سيرى أن السماء تسقط عليه كسفا .. وهو عين ما طلبه الكافرون في رقم (2) أعلى. ... ولكن في الوقت الذي قدره الله لذلك كما أخبرنا سبحانه في كتابه.

      حذف
    2. جزاك الله خيرا أخى

      حذف
    3. أخى أرجوك اريد تفسير للآية الله الذى خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن هل مثلهن فى العدد ام ماذا

      حذف
    4. (الأرض) في هذه الآية ليست (الكرة الأرضية / كوكب الأرض) .. بل (المادة الأرضية) .. والتمثيل بين السموات والأرض من عدة جهات: أولها أن كلاهما سبعة. ثم أمورا أخرى لا أستطيع أن أشرحها لك بسهولة.

      هذا والله تعالى أعلم.

      حذف
  2. من فضلك يا أخى اريد تفسير ولقد زينا السماء الدنيا بمصاريف وجعلناها رجوما للشياطين

    ردحذف
    الردود
    1. على الرابط:
      https://kazaaber.blogspot.com/2013/06/blog-post_25.html
      في إجابة السؤال السادس:
      من نصدق ... العلم الذي يقول إن السبب في الشهب سبب طبيعي أم الدين الذي يقول رجم الشياطين؟

      حذف
  3. أخى ما هو تفسير أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج فى ظل وجود الثقوب السوداء أرجو التوضيح من فضلكم

    ردحذف
    الردود
    1. فروج السماء - في معناها اللغوي - هي ممرات يمكن الدخول فيها والخروج منها. وهذا الوصف لا ينطبق على الثقوب السوداء. ولكن ينطبق على ما يسمونه الثقوب الدودية. والتي يزعمون أنها - إن كانت موجودة - فيمكن أن تدخلها مركبة فضائية مثلا .. ثم تخرج منها .. إما في مكان بعيد دون قطع المسافة الحقيقية، أو في زمن آخر.. في المستقبل مثلاً.

      وأرى أن الآية "وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ" .... تنفي وجود هذه الممرات الدودية.
      ولا أرى علاقة للآية بالثقوب السوداء.

      حذف
  4. أخى عيد أضحى مبارك وأرجو منك أن تفسر لى هاتين الآيتين والأرض مددناها وآية والله جهل لكم الأرض بساطا

    ردحذف
    الردود
    1. كيف تتخلق الأجرام السماوية الباردة (الكواكب)؟
      تتخلق ويكبر حجمها من تراكم صخور سابحة في الفضاء على بعضها بعضا.
      ولكن تراكم الصخور ينتج عنه أجراما مشوهة الأسطح كسلاسل الجبال في كل مكان على سطحها.
      فكيف إذا ظهر لها أسطحا ممهده يمكن السير عليها باستواء جنبا إلى جنب مع الجبال؟
      أي: ما الذي جعل سطحها أفقي ممهد .. (= ممدود السطح) .. بالإضافة إلى ظهور الجبال وتدفق الأنهار على أسطحها؟
      هذا هو معنى قول الله تعالى (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا) .. أي أن الله هو الذي خلقها على هذا النحو لجعلها صالحة لحياة المخلوقات عليها.

      حذف
    2. (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا) .. أي كساها (أي سطحها الممدود) وفرشها بالخضرة والزرع كما يجعل أحدكم في بيته بساطا ممهدا لين الملمس مريح المجلس ...

      حذف
  5. أرجو تفسير والأرض قرارا كما اريد منك أخى جزاك الله خيرا أدلة من القرآن على دوران الأرض كى تريح قلبى واطمئن جزاك الله خيرا

    ردحذف
  6. القرار هو قعر القارورة .. أي ما تقر فيه السوائل ( والأشياء). والأرض كذلك، تقر الأشياء عليها فلا تتطاير وتضيع في الفضاء.

    ردحذف
    الردود
    1. دليل من القرآن على أن الأرض كالكرة.
      (يكور الشيء) - في أصل اللغة - معناه (يدير الشي)، وليس معناها كما نفهم الآن (يجعلها كالكرة).
      فالعرب تقول (يكور الرجل العمامة على رأسه، أي يديرها على رأسه.
      وعلى ذلك: يكون معنى (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ) هو:
      يدير الليل على النهار ويدير النهار على الليل.
      ولكن ما معنى الدوران المتبادل؟ فهل هناك شيئان يدوران على بعضهما في وقت واحد؟
      نعم. سلك الكهرباء الملفوف المزدوج، يدور كل من سلكيه الملونان على الآخر. وهكذا الليل والنهار، يدوران على بعضهما كما يدور سلكي الكهرباء الملولبان على بعضهما.
      ولكن الأرض تقع دائما بين الليل والنهار لأنهما يغطيان سطحيها المتقابلين،
      فلا بد وأن تكون الأرض كالكرة بينهما وهما يدوران حولها.

      حذف
    2. اريد منك أخى دليل دوران الأرض حول الشمس وليس دليل تكويرها جزاكم الله خيرا

      حذف
  7. أخى اربد ان يطمئن قلبى واعلم دليل دوران الأرض حول الشمس من القرآن الكريم جزاك الله خيرا

    ردحذف
    الردود
    1. هب أن القرآن لم يأت بمعلومة تريدها أنت بعينها، ولم يأت بما يعارضها .. هل يجعل ذلك قلبك غير مطمئن؟ّ !!! - هذا كلام غريب منك. أو ممن طلب منك هذا الطلب .. وربما يكون من يطلب ذلك بعينه طاعنا في القرآن يتصيد أخطاءاً يتوهمها ليبرر بها طعنه.
      إن القرآن كتاب الله، والله تعالى هو الذي يقضي ما الذي ينزله من علم ومالا ينزل، قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"(الحجرات: 1) أي: لا تقررون أنتم في شيء وتقدموه على قضاء الله، وقد أكد الله تعالى لنا أن علمنا محدود في قوله تعالى "وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا"(الإسراء: 85). ومع ذلك سأجيبك بما أعلم:

      وصلنا أعلى أن الأرض محدودة الحجم لدوران الليل والنهار حولها، وحيث أنها مدحوة، فهي كروية الشكل أو قريبة من ذلك كالأدحية (البيضة).
      وإذا أضفنا إلى ذلك قول الله تعالى "كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ"(الأنبياء: 33) حيث أن (كلٌّ) تفيد العموم؛ أي: ما من جرم في السماء إلا ويسبح في فلك. فلا بد أن ينطبق ذلك على الأرض باعتبارها جرما كرويا مثله مثل القمر والشمس وغيرهما. أي أن الأرض تسبح مثلها مثل غيرها من أجرام في فلك.

      أما أن هذا الفلك الذي تسبح فيه الأرض حول الشمس أو لا، فهذه معلومة تفصيلية تحتاج إلى الرصد - استجابة لقول الله تعالى - "قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ"(يونس: 101) - وإضافة معلومات الرصد إلى ما وصلنا إليها من كروية الأرض وأنها سابحة في فلك لها. عندئذ سيتبين من مجموع الأدلة - القرآنية والرصدية - أن الأرض تدور حول مركز ثقل المجموعة الشمسية - وليس حول الشمس بعينها. بل وأن الشمس ذاتها تدور كالأرض وباقي الكواكب حول نفس المركز.

      هذا ولله تعالى أعلم

      حذف