أو: رفع الإشكال والوهم عن الساعة واليوم - عمر الإنسان في الدنيا - كما يراه أهل الآخرة
أو: مصادر قرآنية جديدة عن إدراك الإنسان للزمن في الدنيا
أو: كيف ستنكشف أعمارنا في الدنيا وأن حصيلتها كانت بين ساعة ويوم؟! ..
بحسب ما سنعلمه في الآخرة، وتؤكده المشاهدات الفيزيائية الراهنة
شكل (1)
Key Words: Time, Time Perception, Time Illusion, Duration
روابط
روابط
يوم مقداره ألف سنة، فما هو؟!
هكذا جمعت آية (السجدة:5) سرعة الضوء، وسرعة دوران الأرض
سرعة الضوء ودرجة حرارة الهواء (حرارة الحياة) - وكيف تجمعهما آية (السجدة:5)
عمر البشرية ومنحنى نقصان عمر الإنسان
بسم الله الرحمن الرحيمهكذا جمعت آية (السجدة:5) سرعة الضوء، وسرعة دوران الأرض
سرعة الضوء ودرجة حرارة الهواء (حرارة الحياة) - وكيف تجمعهما آية (السجدة:5)
عمر البشرية ومنحنى نقصان عمر الإنسان
ما هي إنتاجية الموظف الذي يعمل 8 ساعات يومياً في دولة نامية مثل (..)؟
قال الخبراء بعد قياس حصيلة الموظف العملية في تلك الدولة أن إنتاجيته هي 20 دقيقة!! (أو أكثر أو أقل)
ماذا؟! .. 8 ساعات ، أم 20 دقيقة ؟!
الإجابة: نعم هي 8 ساعات، وهي 20 دقيقة!
نعم: الإجابتان صحيحتان تماماً.
فالموظف الذي يقضي 8 ساعات فيزيائية، لا يقضي منها إلا 20 دقيقة عملية (في كتابة خطاب مثلاً)، تمثل حصيلة ممارسته للعمل المستمر (كالذي يكبس الموظف فيه - في المتوسط - حرفاً على لوحة المفاتيح كل دقيقة في الأولى، أو كل ثانية في الثانية). والفرق بين هاتين القيمتين فرق زمني منصرم من "وقت عمل" لا عمل فيه!
وكذلك السؤال عن عمر الإنسان في الدنيا: كم هو؟!
الإجابة: عمره (70 سنة)، وعمره (العملي) أيضاً (ساعة من الزمن)!
بمعنى أن الإنسان الذي يعيش 70 سنة فيزيائية، يدرك منها ما يتراكم في (ساعة زمن واحدة) مكتنزة، وتمثل هذه الساعة إدراكه المحصل لما حوله من وجود طبيعي، يستشعره عبر حواسه الفسيولوجية، والفرق بين (العمر الفيزيائي) و(العمر العملي) "حياة"، ولكن لا حياة فيها!
وأما من كان عمره مئات من السنين، فحصيلة عمره هي بعض يوم، أي: عدد من الساعات ، بحيث تكافئ كل ساعة 70 سنة قضاها.
هذا هو تأويلنا الذي نُرجِّحه للآيات الكريمات (في العلاقة بين "ساعة"، و"بعض يومٍ"، و"يوم"):
2- "كَأَنَّهُمْ
يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ"(الأحقاف:35)
3- "وَيَوْمَ
يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ"(يونس:
45)
4- "ويوم تقوم
الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا
غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون، وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ
لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ
الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ "(الروم:55، 56)
5- "يَسْأَلُونَكَ عَنِ
السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا .. كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ
يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا"(النازعات 42-46)
6- "يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (قال مقاتل عشر ساعات)، نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا"(طه: 103-104)"
6- "يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (قال مقاتل عشر ساعات)، نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا"(طه: 103-104)"
فإن بدى هذا التأويل غريباً، فلنستطلع أسبابه وتفصيله:
في شكل (1) أعلى، نلاحظ في الصورة الفوتوغرافية المعروضة (التي التُقِطَت سنة 1838 لشارع "بوليفارد دو تيمبل" في باريس) أن الشارع يخلو من الناس والسيارات (ذوات الجياد)، رغم أن الصورة قد التقطت في وجود المارة والسيارات! .. فأين اختفوا، وكيف؟! ... ولماذا خبت أسباب الحياة في الشارع في عين الكاميرا التي التقطت هذه الصورة، رغم أنها لم تخبوا في عيون المارة؟!
ولكن مهلاً، .. هناك شخصان اثنان فقط يظهران في الصورة، أحدهما واقف ويرفع قدمه على شيء، ويقوم الآخر بما يبدو أن يلمع له حذاءه، .. فلماذا ظهر هذان الشخصان دون غيرهما من الناس في الشارع؟!
الإجابة:
السبب في ظهور هذين الشخصين، وفي اختفاء غيرهما من مارة وسيارات (في عين الكاميرا الفوتوغرافية البدائية التي التقطت الصورة)، هو مقدار الزمن اللازم لالتقاط الصورة. فلكي ينطبع المنظر بكامل تفصيلاته على لوح التصوير الفوتوغرافي - في هذه الصورة - ظلت الكاميرا تنظر على مدار 10 دقائق كاملة متصلة. وحيث أن هذا الأمر لم يتحقق إلا للبنايات والأشجار والأرصفة، والرجلان الظاهران؛ لأنها جميع هذه الأشياء قد جمدت في مكانها خلال فترة التصوير، فكانت النتيجة أن ظهر كل ذلك في الصورة. أما ما لم يثبت ساكنا في محله طوال هذه الفترة من التصوير، فلم ينطبع له في الصورة أثر، أللهم إلا بشكل جزئي طفيف بنسبة ما مكثه إلى 10 دقائق. لهذا اختفت السيارات لأنها تجري؛ فلم ينبعث منها ضوءاً بما يكفي للانطباع على لوحة التصوير في مواضعها، واختفى المارة كذلك لنفس السبب!
ما معنى هذا؟
معناه أن عين الكاميرا (قديمة كانت أو حديثة)، ومثلها عين الإنسان، لا يمكن أن ينطبع فيها ما لا يثبت مكانه طوال زمن التقاطها للصورة الواحدة (مع اختلاف طول هذه الفترة بين عين الإنسان وهذه الكاميرات، وبين الكاميرات وبعضها).
فإن قال قائل: ولكننا نعلم أن الكاميرات - التي في أيدي الناس- قد تحسنت قدرتها التصويرية التي تقاس باختصار زمن التقاط الصورة الواحدة، وأصبحت كعين الإنسان، وأنها الآن تستطيع أن تلتقط كامل المشهد بكامل تفصيلاته! لأننا نرى فيها ما نراه بأعيننا.
نقول له: نعم، ارتفعت سرعة التقاط الصور من مستوى تلك التي في شكل (1) والتي كانت تلتقط صورة كل 10 دقائق إلى ما يماثل سرعة عين الإنسان والتي تلتقط حوالي 25 صورة كل ثانية، وأصبحنا نرى في الصورة كل ما تراه العين، ولكن ...
1- عين الإنسان ليست فائقة السرعة، فهي لا تلتقط المشاهد المنظور إليها بكامل تفصيلاتها، لأنها لها حد أدنى في زمن الالتقاط، لا تستطيع أن تدنو عنه، مثلها مثل الكاميرا التي التقطت الصورة في شكل (1)، رغم الاختلاف الشاسع بين الزمنين. فإن كان زمن التقاط الصورة في تلك الكاميرا 10 دقائق، فزمن التقاط الصورة في عين الإنسان حوالي 40 ملليثانية (وتدنو إلى 16 ملليثانية). وما لا يسكن في موضعه خلال تلك البرهة الزمنية - رغم صغرها - لا يمكن أن تراه عين الإنسان، مثلما أن الكاميرا في شكل (1) لم ترى المارة والسيارات المتحركة.
فعلى سبيل المثال: لا ترى عين الإنسان الرصاصة المنطلقة (والتي سرعتها 1200 متر/ث) لأنها خلال 40 مللي ثانية ستتحرك مسافة قدرها = السرعة * الزمن = 1200 * 0.040 = 48 متر. لذلك سيكون حُكم الرصاصة في عين الإنسان مثله مثل حكم المارة والسيارات في عين الكاميرا التي التقطت الصورة الفوتوغرافية في شكل (1)، ومن ثمَّ لن تراها العين. ويقاس على ذلك كل ما لا يسكن مكانه تقريباَ خلال فترة (0.04 من الثانية) كاملة. ولا عبرة بحجمه كبيراً كان أو دقيقاً، فإذا كان شديد الصغر، فهذا سبب آخر ينضاف إلى سرعته. بمعنى أن العين لن تراه لأنه سريع بما لا يكفي من سكون خلال بُرهة الرؤية، ولأنه دقيق الحجم بما لا تميزه العين حتى ولو كان ساكنا.
فعلى سبيل المثال: لا ترى عين الإنسان الرصاصة المنطلقة (والتي سرعتها 1200 متر/ث) لأنها خلال 40 مللي ثانية ستتحرك مسافة قدرها = السرعة * الزمن = 1200 * 0.040 = 48 متر. لذلك سيكون حُكم الرصاصة في عين الإنسان مثله مثل حكم المارة والسيارات في عين الكاميرا التي التقطت الصورة الفوتوغرافية في شكل (1)، ومن ثمَّ لن تراها العين. ويقاس على ذلك كل ما لا يسكن مكانه تقريباَ خلال فترة (0.04 من الثانية) كاملة. ولا عبرة بحجمه كبيراً كان أو دقيقاً، فإذا كان شديد الصغر، فهذا سبب آخر ينضاف إلى سرعته. بمعنى أن العين لن تراه لأنه سريع بما لا يكفي من سكون خلال بُرهة الرؤية، ولأنه دقيق الحجم بما لا تميزه العين حتى ولو كان ساكنا.
2- أما عن التطور التكنولوجي في صناعة الكاميرات، فقد حققت سرعات خاطفة - تجاوزت سرعة عين الإنسان في التقاط الصور - وبما جعلها ترى ما لا تراه عين الإنسان، وبمستويات فائقة وصلت إلى آلاف مؤلفة من الصور في الثانية، ثم تسمح بإبطاء الحركة (أي استطالة الزمن) حتى تراه عين الإنسان بعد عرضه في أضعاف طوله الحقيقي (بما يكفي لعرض 25 صورة/ثانية).
ولكي نرى أمثلة لذلك، علينا أن نلاحظ أن مقياس سرعة الرؤية (للعين أو للكاميرا) يقاس بعدد الصور المرئية في الثانية. فإذا كانت عين الإنسان لها حد أدنى هو 40 ملليثانية (وفي تقديرات أدق وصل إلى 16 ملليثانية في بعض أنواع الإدراك البصري)، فعدد الصور المرئية في الثانية = 1/ 40 ملليثانية = 25 صورة. ويسمى هذا المعيار (معدل تتابع الصور = frame rate) للعين البشرية.
3- والآن: هب أن التطور التكنولوجي مكَّن الإنسان من أن يرى ما يشاء من حوادث خاطفة الحدوث في موضع التصوير (أي سريعة التغير) مهما كانت سرعتها، فكيف نقارن سرعة هذه التقنية في التصوير بسرعة العين (التي قلنا أنها 25 صورة في الثانية)؟!
الإجابة: يمكننا ذلك بزيادة سرعة الكاميرا بالتدريج، وتصوير الأحداث السريعة.
مثال 1: في الفيدو الآتي زيدت سرعة تصوير رصاصة منطلقة من مسدس بالتدريج من سرعة قريبة لسرعة عين الإنسان العادية (30 صورة/ث) وحتى 10000 صورة في الثانية، وبإعادة إبطاء عرض هذه الصور لترى العين تلك الـ 10000 صورة بمعدلها الطبيعي (25 صوة/ث) لزم لذلك استطالة العرض في الزمن بقدر 400 ضعف، (حيث 10000/ 25 = 400)
شكل (2)
شكل (3)
ما معنى هذا؟
معناه أننا لم نرى بأعيينا في الحقيقة من سقوط هذه القطرة - ومثلها في طلقة الرصاصة في (شكل 2) - إلا نتفاً قليلة (صورة واحدة كل 40 ملليثانية) من إجمالي ما تمكنت الكاميرا من تصويره (400 صورة في كل 40 مللي ثانية)، أي أن الحقيقة في تفصيل الزمن الذي قامت هذه الكاميرا بتصويره يصل إلى 400 ضعف مما يمكننا إدراكه بأعيننا المجردة. وبمعنى آخر، يمكننا أن نقول أن الزمن الحقيقي يخبيء في ثناياه من التفصيل ما لا يمكننا الإحساس به رغم مروره علينا، أي أننا غافلون عن محتواه الحقيقي (بنسبة 399 من كل 400 صورة)، إلا بقدر ما تدركه عيوننا مما هو مخزون فيه (صورة واحدة من كل 400 صورة). وإذا أردنا معرفة نسبة ما ندركه إلى ما تدركه هذه الكاميرا، فيمكننا تحويل ذلك إلى نسبة بسيطة تقول أن الثانية عند هذه الكاميرا تختزن 400 ثانية مما في عيوننا، لأننا نحتاج إلى هذا الزمن لرؤية محتوى تلك الثانية عند تلك الكاميرا. فإذا حولنا ذلك إلى أيام بنفس النسبة، فيمكننا أن نقول باطمئنان أن اليوم في هذه الكاميرا يماثل (400 يوما؛ أي: سنة وخمسين يوم) في عيوننا! ...
ألا يرى القارئ تشابهاً بين هذه العبارة الأخيرة وبين قول الله تعالى "إِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ"؟!
مثال 3: في الفيدو الآتي، سيتم تصوير انطلاق رصاصة في الماء، وسيتم التصوير بسرعة 27000 صورة في الثانية، أي أكثر من 1000 ضعف سرعة عين الإنسان. وعند هذه السرعة ستكافئ الثانية الواحدة أكثر من 1000 ثانية عند الإنسان. وبدلالة اليوم، سيكافئ اليوم في هذه الكاميرا - بتلك السرعة - أكثر من 3 سنوات في عين الإنسان.
شكل (4)
مثال 4: في الفيدو الآتي، سيتم تصوير مشهد تدوير قرص (سي دي) حتى ينكسر، وسيتم التصوير بسرعة 170,000 صورة/الثانية، أي 6800 ضعف سرعة عين الإنسان. وعند هذه السرعة ستكافئ الثانية الواحدة في الكاميرا - بهذه السرعة - ما مقداره 6800 ثانية عند الإنسان؛ (أي:1ساعة و53 دقيقة). وبدلالة (اليوم) سيكافئ "اليوم" في هذه الكاميرا - بتلك السرعة - ما مقداره (18.6 سنة) في عين الإنسان.
شكل (5)
ملاحظة هامة: في المثالين السابقين عبّرنا عن نسبة التكبير - والتي كانت في المثال الأخير = 6800- بدلالة (اليوم). وقلنا أن يوماً في الزمن كما تعالجه الكاميرا = 6800 يوماً في معالجة عيوننا له، والذي = 18.6 سنة (شمسية). وإذا ما أردنا مقارنة هذه الصياغات مع قول الله تعالى (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ
رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)، فعلينا أن نلاحظ أن (يوماً) في الآية لا يعني (24 ساعة) بل يعني (طول النهار)، والذي كنا قد وصلنا - في دراسات سابقة ("هكذا جمعت آية (السجدة:5) سرعة الضوء، وسرعة دوران الأرض")، ("سرعة الضوء ودرجة حرارة الهواء (حرارة الحياة) - وكيف تجمعهما آية (السجدة:5)")، ("يوم مقداره ألف سنة، فما هو؟!") - إلى أن معدل طوله الغالب على الأرض هو 13.5 ساعة (تقريباً). وعلى ذلك فإذا أردنا مواجهة نسب التكبير في الكاميرات السريعة مع الآية، فعلينا أن نتحرك إلى وحدة الساعة، ونترجم الآية على النحو الآتي: [إن 13.5 ساعة عند الله تعالى = 1000 سنة (قمرية)]. ولكن 1000 سنة قمرية = 1000* 354.5 * 24* = 8508000 ساعة. أي أن نسبة التكبير هي:
13.5 ساعة (طبيعية) = 8508000 ساعة (إنسانية)
أو: ساعة (طبيعية) = 630222 ساعة (إنسانية)
حيث:
(الساعة الطبيعية) هي التي تمتلئ بالحوادث الطبيعية جميعاً فلا تفقد منها شيء.
و(الساعة الإنسانية) هي التي تمتلئ بالحوادث التي تراها العين فقط.
ويتفرع على الساعة الإنسانية (الثانية الإنسانية)، وهي التي تمتلئ بالحوادث التي تراها العين فقط خلال ثانية من الزمن. وإذا كان الحد الأدنى لرؤية العين للصورة هو (16 ملليثانية - ويمتد إلى 40 مللي ثانية للوفاء ببعض الخصائص البصرية)، فيجب أن تظل الصورة الواحدة التي تبصرها العين خلال هذه الفترة بكاملها مستمرة التأثير على شبكية العين، فإن تكونت وتلاشت في زمن أقل من ذلك فسوف تفقد العين الإحساس بها، وهذا الحد الأدنى من زمن التأثير هو ما يظهر في الشكل الآتي:
ويتفرع على الساعة الإنسانية (الثانية الإنسانية)، وهي التي تمتلئ بالحوادث التي تراها العين فقط خلال ثانية من الزمن. وإذا كان الحد الأدنى لرؤية العين للصورة هو (16 ملليثانية - ويمتد إلى 40 مللي ثانية للوفاء ببعض الخصائص البصرية)، فيجب أن تظل الصورة الواحدة التي تبصرها العين خلال هذه الفترة بكاملها مستمرة التأثير على شبكية العين، فإن تكونت وتلاشت في زمن أقل من ذلك فسوف تفقد العين الإحساس بها، وهذا الحد الأدنى من زمن التأثير هو ما يظهر في الشكل الآتي:
شكل (6)
وحيث أن الإنسان يرى نسبة غير صفرية من المناظر الطبيعية المتتابعة صورها على الحقيقة، فهذا يؤكد أن عدد الصور الطبيعية المنبعثة من مصادرها ليس عدداً لا نهائياً، بل سيكون محدوداً بحدود النسبة بين محتوى الصور الإنسانية في وحدة الزمن، لما هو موجود بالفعل في نفس الوحدة الزمنية.
وسوف تستدعي هذه النسبة أعلاه (في حالة كون الزمن الأدنى للصورة الإنسانية هو 40 ملليثانية) أن يكون عدد صور الحوادث الطبيعية في الثانية
وسوف تستدعي هذه النسبة أعلاه (في حالة كون الزمن الأدنى للصورة الإنسانية هو 40 ملليثانية) أن يكون عدد صور الحوادث الطبيعية في الثانية
= 630222 * 25 = 15,755,555 صورة/ثانية. (لأن الثانية الإنسانية تتطلب 25 صورة)
وعندئذ سيكون المشهد في شكل (2) قبل للتقسيم لهذا العدد المحدود من الصور الطبيعية التي لا ترى منها العين إلا ما يستمر طوال فترة (40 ملليثانية في أقصاها الأعلى)، أما ما هو أدنى من ذلك فسيكون حده الزمني الأدنى هو
40 ملليثانية/ 630222 = 63 نانوثانية. وهو ما يعني أن الشكل (6) الممتد فيه صورة واحدة، سيكون معبأ بعدد 630222 صورة داخلية حقيقية لا تستطيع العين أن تراها جميعا إلا صورة واحدة (إذا تطابقت الصور الداخلية فيها). وهذه هي النسبة بين عمر الإنسان ذو السبعين عاماً، وما يشعر به من ذلك، والذي سيكافئ عندئذ ساعة واحدة من ساعات الزمن.
شكل (7): عدد الصور الطبيعية الأقصى (التي زمنها 25-63 نانوثانية) المحتواة في صورة واحدة يمكن أن تبصرها عين الإنسان (وزمنها 16-40 ملليثانية). علماً أن هذه السلسلة من الصور الطبيعية يجب أن تظل متطابقة وهي ترتطم بشبكية العين الإنسانية، فإن تغيرت أو لم تكتمل فلن تبصرها العين في وضوح أو جلاء، إذا انخفض عددها بعض الشيء، أو لن تبصرها على الإطلاق إذا انخفض عددها شيئاً ملحوظا.
وإن وصلنا إلى سقف الإدراك البصري (16 ملليثانية/صورة)، فستصل الثانية الإنسانية إلى 1000/ 16= 62.5 صورة)، وعندها ستصبح عدد صور الحوادث الطبيعية في الثانية
= 630222 * 62.5 = 39,388,875 صورة/ثانية.
وحيث أن الضوء يقطع مسافة 300 مليون متر. فعلى ذلك، لو تفحصنا هذه المسافة، فلن نجدها متصلة في صور (طبيعية) متلاحقة بلا نهاية، بل بعدد محدود من الصور (المكتملة في وصف المشهد) هو 15.75 مليون صورة؛ أي: صورة وراء صورة، وبين كل صورتين متتابعتين (معدل) مسافة = 300/ 15.75 = 19 متر/صورة. وبينهما زمن وصول (في الفراغ) = 19 (متر)/ 300 مليون (متر/ث) = 63 نانوثانية. (في حالة ثانية إنسانية=25 صورة)
وفي حالة (ثانية إنسانية=62.5 صورة) يصبح بين كل صورتين متتابعتين (معدل) مسافة = 300/ 39.39 = 7.6 متر/صورة. وبينهما زمن وصول (في الفراغ) = 7.6 (متر)/ 300 مليون (متر/ث) = 25 نانوثانية.
أي أن الصور الطبيعية تتتابع وراء بعضها بهذا المعدل الطبيعي - صورة/25 نانوثانية إلى صورة/63 نانوثانية
(وذلك في نطاق الطيف الـمُبْصَر للعين الإنسانية).
نتائج جديرة بالاعتبار:
انحصار الصور المتتابعة للحوادث الطبيعية في عدد محدود (نهائي) يناسبها تماماً أن توصف بأنها صور رقمية (digitized signals)، ويتسق أيضاً مع كون الضوء نفسه الحامل لتلك الصور مكمم quantized، وأن كل صورة من الصور الطبيعية ليس إلا مجموعة محصورة من عدد كمات الضوء، اللاتي تأتلف بالتراكم لتتكون منها صورة طبيعية واحدة عبر برهة الزمن الواقعة بين (25 نانوثانية) و(63 نانوثانية) اعتماداً على الخصائص البصرية للصورة.
ملاحظة هامة:
هذه نتائج أولية، ولا أستطيع أن أجزم بها. غير أنها المنظور الأقرب للحدوث بما يوافق تأويل الآيات السابق عرضها (أعلى)، وباقتران مع قول الله تعالى ("إِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ")
لماذا أكَّد القرآن على أن أمثل الناس طريقة في تقدير الأعمار بالدنيا كانت لمن قال "إنْ لَبِثُتُمْ إلَّا يَوْمَا"؟
قال تعالى "نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا". وهذه الآية محكمة في أن أصوب الأقوال هو قول من قال أن لبث الناس كان يوما.
ولكن، كيف يكون يوماً، وفي آية أخرى يستصوب القرآن أيضاً أنها ساعة: "كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ"، وفي غيرها يستصوب أنها عشية أو ضحاها: "كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا"؟!
لتقريب تصور معاني هذه الآيات، وأنها مؤتلفة، وليست متعارضة، يمكننا أن نقول الآتي:
1- أقرب تمثيل لنتيجة امتحانات الثانوية العامة لهذا العام جاء حسب منحنى الجرس بقمته الواقعة عند 85%.
2- الطلاب الذين أجابوا ثلاث أسئلة من خمسة جاءت نتيجتهم 60%.
3- الطلاب الذين أجابوا أربعة أسئلة من خمسة جاءت نتيجتهم 80%.
وعلاقة هذا التمثيل بما نحن بصدده من ثلاثة أوصاف: يوم، وساعة وعشية أو ضحاها، هي كالآتي:
1- أن الذين قال الله تعالى عن لبثهم "نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا" هم آدم وبنوه جميعا، وجاء "يَوْمًا" هنا بمعناه الإحصائي، كدالة الجرس في المثال أعلاه؛ أي الذي يشمل يوم بكل أطواله الممكنة من بعض ساعة إلى أقصى طول له 23 ساعة مثلاً. وحيث أن هذا المدى يشمل كل المدى من ساعة وحتى 13.5 ساعة، فهو أمثل ما قالوه، أي الأقرب للحق، أي: "إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً"، وإن لم يكن المطابق تماماً لأنه لا يشمل الزيادة عن 13.5 ساعة.
2- وأما الذين قال الله فيهم "كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ" فهم فئة بعينها، مثل تلك التي جاءت نتيجتهم 60% في الامتحانات.
3- وكذلك، الذين قال تعالى فيهم "كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا"، فهم فئة أخرى بعينها مثل الذين قيل في شأنهم أنهم حصلوا على 80% مثلاً في نتيجة الامتحانات. ومعلوم أن العشية - ومثلها ضحاها - أطول بعض الشيء من ساعة، وتصل إلى ما بين المغرب والعشاء. وقد جمعنا هذه المعاني الثلاثة في شكل (8).
شكل (8): طول اليوم على الأرض من أقله إلى أقصاه عند 13.5 ساعة (المكافئة لـ 1000 سنة)
وبهذا التفريق تنفك علل الاختلاف في وصف القرآن لمقدار لبث الناس في الدنيا.
هذا والله تعالى أعلم،،
يستكمل ....
عدد الفوتونات/مايكرون/ثانية/لوكس
http://www.strollswithmydog.com/how-many-photons-on-pixel-at-given-exposure/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق